منذ أن قَدِمَ ذلك المذيع الأربعيني المُحب لمهنة المتاعب من «الصحافة الورقية» إلى «التلفزيون»؛ نقل حيويته إلى عدة فضائيات آخرها القناة السعودية.. وحين حضر علي العلياني إلى موسم التلفزيون الرمضاني على شاشة «SBC» لأول مرة؛ قَبِل التحدي حاملاً معه توهّجاً سحرياً بطابع مختلف، فخرج برنامجه الحواري المتوقد «مراحل» ليجمع الحقيقة والواقع، والذكرى والإنسانية.

ذلك الحوار لبرنامج «مراحل» بين المقدِّم والضيف؛ يتم عبر عدة مراحل، كل منها تحمل تحدياً مختلفاً عن سابقه، فإذا تجاوز الضيف مرحلة حصد جائزة نقدية، ليذهب مجموع الجوائز في كل المراحل إلى حالة إنسانية منتقاة من جمعية خيرية رسمية.. إذن فإن «أنسنة» البرنامج تظهر في ذلك «التحدي» للضيف، الذي يُطلب منه تجاوز المرحلة ليمنح المال الخيري المخصص للأغراض الخيرية والحالات الإنسانية، بالتعاون مع المنصة السعودية للعمل الخيري.

في بداية الـ22 مرحلة لذلك البرنامج المستحدث؛ تبدأ رحلة المسابقة الإنسانية وتتصاعد القيمة المالية عن كل مرحلة لبلوغ المرحلة النهائية حيث الجائزة الكبرى، وصولاً لدعم الأعمال الإنسانية بها.. ومع ذلك كله؛ لم يكن الانتقال من مرحلة إلى أخرى مهمة سهلة لكنها ممتعة.

أما استخدام تقنيتي «الواقع الافتراضي» و«الإبهار البصري» في خط سير البرنامج؛ فيعدّ تحدياً كبيراً وسط دنيا تعج بالتقنية الحديثة حساً وسطوعاً.. تلك التقنية ظهرت في استوديو افتراضي وشاشة افتراضية وجمهور افتراضي من عدة بلدان ومناطق، إذ تتحرك المنصة داخل الاستوديو على لوحة ألعاب عملاقة لولبية، بهدف الخروج بسابقة في البرامج التلفزيونية العربية المستخدمة للتقنيات.

هذه «التوليفة» شكَّلت من البرنامج خطوة لإثبات أن «التغيير» في عالم التلفزيون أصبح ضرورة لاستقطاب المشاهد.. وذلك المزج بين الواقع الافتراضي والتوهج الحواري والإمتاع الموسيقى وعزيمة التحدي؛ يعززه قالب ترفيهي غير تقليدي يجمع الجدية والطرافة.. وتلك المراحل التي قصدت منها «هيئة الإذاعة والتلفزيون» الجمع بين الإبداع والتطوير والمواكبة؛ أرادت بها الارتقاء بالقيمة العالية للمحتوى المرئي والمسموع، لإضفاء ألق وقدر من رضا المشاهد.. وحين أطلقت الهيئة دورتها البرامجية الرمضانية؛ أعلنت عن 28 عملاً متنوعاً (برامج ومسلسلات) على قنواتها ومنصاتها، بمشاركة نجوم سعوديين وعرب.