احتفل المتحف القومي للحضارة المصرية، مساء أول من أمس، بالذكرى الأولى لافتتاحه، واستقبال المومياوات الملكية، من المتحف المصري بالتحرير.
ويستعد المتحف خلال الأسابيع القليلة المقبلة لافتتاح قاعة النسيج المصري، حيث تفقد الدكتور خالد العناني، وزير السياحة والآثار، برفقة عدد من المسؤولين، مستجدات الأعمال بالقاعة الجديدة، وما تم من تعديلات في سيناريو العرض المتحفي، والقطع الأثرية التي تمت إضافتها لإثراء محتوى العرض.
ومن المتوقع أن تحظى قاعة النسيج المصري، باهتمام وشغف الزوار لما تحتويه من قطع أثرية فريدة تحكي تاريخ النسيج المصري عبر العصور، على غرار مجموعة الأردية المصنوعة من الكتان، ومجموعة النسيج الوبري، والأقمشة المختلفة، بالإضافة إلى نموذج لورشة نسيج نادرة، ومجموعة من التماثيل واللوحات التي تؤرخ الأزياء عبر العصور المختلفة بمصر القديمة، وفق مؤمن عثمان، رئيس قطاع المتاحف.
وتم نقل المقتنيات والأقمشة الأثرية النادرة من متحف النسيج بشارع المعز التاريخي، خلال الأشهر الماضية إلى المتحف القومي للحضارة تمهيداً لعرضه بقاعة كبيرة مجهزة بأحدث أساليب العرض المتحفي.
وتعد قاعة المومياوات الملكية بالمتحف القومي للحضارة بالفسطاط، من أبزر قاعات المتحف، حيث تم نقلها في مثل هذا التوقيت من العام الماضي، عبر موكب مهيب، نال إشادات محلية ودولية عدة، ويعرض المتحف مومياوات 18 ملكاً فرعونياً، و4 ملكات ترجع جميعها إلى عصور الأسر الـ17، الـ18، الـ19، الـ20، من بينهم رمسيس الثاني، وسقنن رع، وتحتمس الثالث، وستي الأول، وحتشبسوت، وميرت آمون، وأحمس نفرتاري.
وشهد المتحف منذ افتتاحه العام الماضي زيارة 800 ألف زائر محلي وأجنبي، وهو ما اعتبرته وزارة السياحة والآثار المصرية، دليلاً على شغف الجمهور بالقطع النادرة، ووعيه بحضارة مصر العريقة، وهو ما يحقق هدف المتحف كمؤسسة تعليمية وثقافية.
وعلى مدار الأشهر الماضية، كان متحف الحضارة، وجهة مفضلة، للكثير من الشخصيات العامة والوفود الرسمية خلال تواجدهم في مصر، حيث شهد زيارة عدد كبير من رؤساء الدول والحكومات، والوزراء، والسفراء، ومشاهير الفنانين وعدد من المؤثرين المصريين والأجانب.
ويتيح المتحف لمحبي الحضارة المصرية، تنفيذ جولة افتراضية بداخل أروقته في تجربة تعد الأولى من نوعها بالمتاحف المصرية، مع إصدار تطبيق إلكتروني بالهواتف المحمولة، به خريطة المتحف، ونبذة تعريفية عن بعض الأماكن الموجودة به، وتفاصيل بعض القطع الأثرية.
ويقدم المتحف صورة متكاملة عن الحضارة المصرية منذ عصور ما قبل التاريخ وحتى العصر الحديث، ويقدم نموذجاً لأهم المفاهيم والمعتقدات في الحضارة المصرية من خلال موروثها الثقافي المادي وغير المادي.
فكرة إنشاء المتحف القومي للحضارة المصرية بدأت عام 1982 عندما قامت منظمة اليونيسكو بالإعلان عن حملة دولية لإنشاء المتحف القومي للحضارة بالقاهرة، ومتحف النوبة بأسوان، حتى تم وضع حجر الأساس لمبنى المتحف في عام 2002، ليصبح أحد مظاهر أوجه التعاون المشترك بين مصر ومنظمة اليونيسكو، والذي يعود تاريخه إلى أكثر من نصف قرن عند بدء تأسيس الحملة الدولية لإنقاذ آثار النوبة في عام 1960، بحسب وزارة السياحة والآثار.
ويتميز المتحف بعرض مجموعات أثرية فريدة، تبلغ نحو 50 ألف قطعة أثرية من مختلف عصور مصر القديمة وحتى التاريخ المعاصر، أبرزها المومياوات الملكية، وعرضها التفاعلي الجديد باستخدام أحدث التقنيات التكنولوجية.
وفي سياق مختلف، أطلقت وزارة السياحة والآثار، مسابقة فوازير سياحية رقمية على مواقع التواصل الاجتماعي الخاصة بالوزارة والهيئة المصرية العامة للتنشيط السياحي Experience Egypt؛ وذلك للترويج للمقصد السياحي المصري وزيادة الوعي السياحي والأثري لدى الجمهور وتزويدهم ببعض المعلومات السياحية والأثرية المتنوعة، ولا سيما الخاصة بشهر رمضان.
وتتضمن المسابقة طرح 15 فزورة على مدار الشهر الكريم، وتتناول طرح أسئلة عن عادات رمضان، وطبيعة هذا الشهر الكريم في مصر، والأماكن المعروف بها الشهر، لإبراز الأجواء الرمضانية المتميزة التي تتمتع بها مصر خلال الشهر الفضيل.
وستكون الجائزة عبارة عن رحلة سياحية داخل مصر لمدة أسبوع خلال أشهر الصيف لإحدى المدن السياحية، مثل الغردقة وسهل حشيش، لعدد ثلاثة فائزين.