[ad_1]
قال جارنو: “منذ عام 2014 [عندما ضمت روسيا شبه جزيرة القرم، وبدأ الصراع في شرق البلاد]، أصبح هناك 3.4 مليون شخص في منطقة دونباس في جنوب شرق أوكرانيا بحاجة إلى المساعدة الإنسانية المتعلقة بالصحة.”
بالإضافة إلى ذلك، عندما بدأ العمل هنا، كان تفشي مرض الحصبة في البلاد هو ثاني أكبر تفش في العالم، قبل أن يساعد فريق منظمة الصحة العالمية في جهود الاستجابة له. وبالطبع، كان يتعيّن التعامل مع كـوفيد-19، منذ عام 2020، “لذلك كنت أعمل عن كثب مع الحكومة لتطوير خطة وطنية للتأهب والاستجابة للجائحة.”
بعد ذلك، في أواخر العام الماضي، تم الكشف عن تفشي مرض شلل الأطفال، “لذلك بدأنا العمل مع وزارة الصحة والشركاء لتطعيم جميع الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 6 أشهر و 6 سنوات.”
منذ عام 2016، كانت أوكرانيا في طور الإصلاح، وحتى مع استمرار كل حالات الطوارئ الصحية هذه، لم تتوقف الإصلاحات الحكومية للنظام الصحي من أجل الانتقال نحو التغطية الصحية الشاملة. وتم إنشاء مؤسسات جديدة وتطبيق ممارسات جديدة. “بشكل عام، بصفتي متخصصا في مجال الصحة العامة، كان العمل في أوكرانيا طوال هذه السنوات تحديا كبيرا للغاية، ولكنه مجزٍ للغاية.”
الاستعداد للصراع
في أوكرانيا، عملت طواقم منظمة الصحة العالمية دائما على الاستعداد لحالات الطوارئ، لكنها بدأت في القيام بالمزيد من العمل من الميدان في شهري تشرين الأول/أكتوبر وتشرين الثاني/نوفمبر من العام الماضي. وشمل ذلك زيارات إلى الجزء الشرقي من أوكرانيا، وتعبئة المستودعات بالإمدادات وتسليمها إلى مستشفيات محددة، وإحضار زملاء من المكتب الإقليمي ومن المقر لتقييم العمل.
وتابع جارنو يقول: “في شهر كانون الأول/ديسمبر، قمنا أيضا بإنشاء فرقنا الطبية لحالات الطوارئ، وقدمنا إحاطات للسلطات، وقمنا بترجمة إرشادات ومواد منظمة الصحة العالمية التي تركز على النزاعات المسلحة إلى اللغة الأوكرانية.”
وفي وقت مبكر من هذا العام، عملت طواقم منظمة الصحة العالمية أيضا على تخزين الإمدادات الإسعافية – المواد الأساسية المنقذة للحياة وعلاج الإصابات – في المستودعات والمستشفيات، وقام الدكتور هانس كلوغه، المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية، بزيارة خاصة إلى البلاد لمناقشة ما يلزم فعله من منظور صحي في مواجهة العنف المتصاعد.
مواجهة واقع الحرب
في نهاية شهر شباط/فبراير، عندما بدأ الهجوم العسكري، كانت العطلة المدرسية قد بدأت، وهو ما ولّد شعورا أكبر بالارتياح في هذا الجانب، وكان الشعور بالصدمة من جرّاء الهجوم أكبر.
وأضاف جارنو يقول: “قمنا للتو بتوقيع اتفاقية مع السلطات الصحية الوطنية في شهر كانون الثاني/يناير للمضي قدما في أجندة الصحة، لذلك كنا نتطلع حقا إلى جميع التغييرات الإيجابية التي يمكننا فعلها.”
وكان من المفترض عقد مؤتمر وطني مدعوم من منظمة الصحة العالمية والبنك الدولي حول إصلاح المستشفيات في نهاية شهر آذار/مارس، “وكنا نستعد للاحتفال بيوم الصحة العالمي في 7 نيسان/أبريل لإحراز تقدم في مجال الرعاية الصحية الأولية. وكان لا بد لنا من إرجاء كل هذه المبادرات.”
وأكد أن الأسابيع الماضية تضمنت التعلم والتفكّر والتكيف مع الموقف، “لأنه على الرغم من أننا كنا نستعد لمواجهة الأعمال العدائية لفترة طويلة، وبصورة مكثفة في الأشهر الأربعة أو الخمسة الماضية، لم يعتقد أي منا أن هذا سيحدث بالفعل إلى حد ما.”
إحداث فرق على الأرض
“نظرا لخبرتنا وروح العمل كفريق متكامل، أشعر بفخر كبير بأننا من وكالات الأمم المتحدة التي تمكنت من توصيل المستلزمات إلى كييف والمدن الأخرى. علاوة على ذلك، طوال 19 عاما من الخبرة مع منظمة الصحة العالمية، لم أشعر أبدا بتقارب المستويات الثلاثة لمنظمة الصحة العالمية – المقر الرئيسي والمكتب الإقليمي والمكتب القطري – مع بعضها بعضا، وتستمع إلى بعضها البعض وتعطي الأولوية للاستجابة.”
وأكد أن البحث عن الحلول متواصل، وجمع أفضل العقول والناس معا للاستجابة. “هكذا حصلنا على الإمدادات الطبية من دبي إلى بولندا، ومن بولندا إلى أوكرانيا، ومن أوكرانيا إلى المستشفيات الفردية في جميع أنحاء البلاد. إن مكتبنا القطري لمنظمة الصحة العالمية هو مجرد فريق صغير، لكننا قادرون على حشد الآلاف عبر المنظمة بأكملها لدعم أوكرانيا.”
ومع تغير الوضع الصحي والإنساني في البلاد يوميا. ففي أقل من شهر، غادر أكثر من ثلاثة ملايين شخص البلاد ونزح ما يقرب من مليوني شخص داخليا. لقد حدث هذا بشكل أسرع من أي أزمة أوروبية سابقة. لا يوجد مكان آمن في أوكرانيا في الوقت الحالي، ولكننا بحاجة للتأكد من توفر الخدمات الصحية.
“كل يوم تسوء الأمور”
في غضون ذلك، يستمر الهجوم العسكري، مع عزل عدد من المدن تماما – نفد الطعام والماء لدى الناس، وقد لا تتوفر الكهرباء في المستشفيات. “والأسوأ من ذلك أننا شهدنا العديد من الهجمات على العاملين الصحيين والمرافق الصحية وكذلك المرضى.”
وأكد أن ذلك يحدث يوميا وهو غير مقبول. لذا، “إذا سألتني كيف أصف ذلك، فكل يوم تزداد الأمور سوءا، مما يعني أن الاستجابة الصحية تزداد صعوبة كل يوم.”
وأشار إلى أنه شخصيا يذلل العقبات في العمل. “من المهم أيضا أن أنام – لحسن الحظ بالنسبة لي، كلما زاد التوتر، كنت أنام بشكل أفضل! الأمر صعب، خاصة وأن كل ما أمتلكه وملابسي وشقتي، موجود في كييف.”
لكنّه أردف قائلا: “الأهم من ذلك، لديّ صحتي وطاقي لدعم أوكرانيا. التعامل مع كل هذا صعب، ولكل منا قصص سيرويها لاحقا.”
خلال الأسبوع الماضي، عملت الطواقم على التركيز واستجماع القوة للاستجابة للتحديات الصحية الهائلة التي تواجهها البلاد الآن.
وقال: “قبل ثلاثة أسابيع، حلمنا أنه لا يزال بإمكاننا المضي قدما ببعض خططنا التنموية، ولكن يجب الاعتراف بالحجم الهائل للأزمة الإنسانية.”
وأكد أن الحاجة في الوقت الحالي تنصب على التركيز على الاستجابة الإنسانية، “ولكن أيضا البدء في التفكير في مرحلة التعافي، في ظل حالة عدم اليقين إزاء ما إذا كانت هذه الحرب ستنتهي في المستقبل القريب، أم أنها ستستمر لفترة طويلة.”
نُشرت المقابلة مع جارنو هابيتشت لأول مرة على موقع منظمة الصحة العالمية – إقليم أوروبا.
[ad_2]
Source link