[ad_1]
نظمت الفعالية لجنة الأمم المتحدة المعنية بممارسة الشعب الفلسطيني لحقوقه غير القابلة للتصرف، وقام بإدارتها المندوب الدائم لجمهورية ناميبيا لدى الأمم المتحدة، السفير نيفيل جيرتز. وقال في بداية الحدث إن أنشطة لجنة فلسطين تهدف إلى حشد الجهود لإنهاء الاحتلال الإسرائيلية وتحقيق حل الدولتين وسلام مستدام.
وأضاف يقول: “بالنسبة لفعاليات كتلك التي ننظمها اليوم، تعزز اللجنة أيضا الدعوة والتوعية بين عامة الناس بشأن التحديات التي تواجهها النساء الفلسطينيات.. إنها لحظات صعبة ويجب اغتنام فرصة الحدث اليوم للتركيز بقوة على محنة الشعب الفلسطيني.”
النساء الفلسطينيات ينشدن السلام
وتحدثت السفيرة فداء عبد الهادي، نائبة مراقب فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة، عمّا وصفته بتأثير عقود من السياسات والممارسات غير القانونية للاحتلال الإسرائيلي ضد النساء الفلسطينيات اللائي أجبرن هنّ وأطفالهن بشكل منهجي وعنيف على ترك ديارهن وأوطانهن، وما لها من عواقب وخيمة على حياتهن، وعلى تمتعهن بحقوقهن الإنسانية وعلى آفاق الحياة السليمة والآمنة التي طالما سعى إليها الشعب الفلسطيني.
وتابعت تقول: “أنا على يقين من أننا نتفق جميعا على أنه في النضال من أجل تحقيق العدالة والحرية للشعب الفلسطيني، فإن دور المرأة مركزي والمساهمات التي يمكن أن تقدمها – إذا تم تضمينها واحترامها وضمان رفعتها، لا استبعادها والتقليل من احترامها ونبذها – لا تُقدّر بثمن.”
وأكدت أن أهمية دور المرأة في بناء السلام ليس أمرا بعيدا عن فلسطين، ولكنه قابل للتطبيق أيضا على الصعيد العالمي. “لكن، بكل فخر، يمكنني القول إن النساء الفلسطينيات تصدّرن دائما نضالنا العادل.”
وشددت على أن النساء الفلسطينيات ينشدن السلام، ولكنّهن محرومات من هذه التطلعات، ومن جميع حقوقهن، “من قبل الاحتلال الاستعماري الإسرائيلي ونظام الفصل العنصري.”
وبحسب المسؤولة الفلسطينية، فإن العنف المستمر والقمع والتهديد بالنزوح والتشريد كل ذلك يسبب محنة شديدة وصدمات تتعرض لها النساء الفلسطينيات، مما يقوّض أمنهن البشري ويحرمهن من قدسية وأمن منازلهن، ويؤثر على قدرتهن على رعاية أطفالهن وأسرهن.
قصة ريم حمّاد من حي الشيخ جراح
عُرض مقطع فيديو قصير لحي الشيخ جرّاح الذي تقطن فيه العديد من العائلات الفلسطينية المهددة بالتهجير. ومن ثمّ تحدثت في الحدث رفيع المستوى ريم حمّاد (40 عاما) وهي أمّ لأربعة أطفال، عن قصتها والتي تعكس قصص العديد من سكان الحي.
وقالت: “أجبِر جدي على الرحيل من حيفا خلال النكبة في 1948، وجاء إلى القدس بحثا عن الملجأ، ومن ثمّ استأجر المنزل الذي نعيش فيه الآن من الأونروا والحكومة الأردنية.”
وأشارت إلى العائلة انتقلت للمنزل في 1956 وكان والدها بعمر الخامسة في ذلك الوقت، “وعاش كل حياته في هذا البيت، وتزوج وأنجب أبناءه في نفس المنزل.”
وأشارت إلى أن أسرتها حصلت على أمر بإخلاء المنزل في عام 2020، وبدأت العائلات تجتمع لبحث الطرق المختلفة التي يمكن من خلالها النضال بشكل سلمي. وبدأ البعض – مثل جارتها منى الكردي – حملة على مواقع التواصل الاجتماعي “لإنقاذ حي الشيخ جرّاح”، وهو ما حشد التأييد من فلسطين وخارجها على حدّ تعبيرها.
وتحدثت عن تنظيم احتجاجات للتضامن مع الحيّ وسكانه، إلا أن القوات الإسرائيلية ردّت “بطرق شريرة” مثل استخدام رذاذ الفلفل، والقنابل الصوتية والطلقات المطاطية، والمياه العادمة، وأطلقت قنابل الغاز المسيل للدموع داخل البيوت.
أطفال الشيخ جرّاح ومناطق أخرى في فلسطين محرومون من أبسط الحقوق، وهو الحق في الحصول على طفولة صحية
وقالت: “خلّف هذا الأمر تداعيات خاصة على الأطفال، الذين أصبحوا يعانون من الأرق، ويشعرون بالخوف من جرّاء سماع أي صوت، ويرفضون الذهاب إلى المدرسة.”
وشددت على أن أطفال الشيخ جرّاح ومناطق أخرى في فلسطين محرومون من أبسط الحقوق، وهو الحق في الحصول على طفولة صحية.
وأضافت تتساءل في كلمتها الافتراضية كيف يؤثر كل ذلك عليها كامرأة، وقالت: “ألا تؤثر رؤية طفلك يجد صعوبة في النوم عليّ كأم؟ ألا تؤثر رؤية والدي يختنق ويجد صعوبة في التنفّس؟ وأخي يُضرب وابنتي يتم الاعتداء عليها، وزوجي يتم التمييز ضده. ألن يؤثر ذلك عليّ كامرأة؟”.
كما قدّمت أماني عودة شهادة أيضا عن حياتها كأم وامرأة في ظل التهديد بالتهجير القسري.
أبعاد متعددة للاحتلال
في كلمتها الافتراضية، قالت سارة ماسكروف، مسؤولة مكتب أوتشا في القدس، إن الاحتلال الإسرائيلي يحمل أبعادا كثيرة من حيث طريقة تأثيره على حياة السكان اليومية، “بطرق لا نفهمها نحن – غير الفلسطينيين – أو حتى نتصوّرها، ما لم تكونوا قد زرتم الضفة الغربية أو قطاع غزة، ليس بالإمكان حقا فهم ما يعنيه الحصار على غزة أو الجدار الذي يطوّق الضفة الغربية، وتأثير ذلك على الحياة اليومية.”
وتحدثت عن الإجراءات الإسرائيلية بما في ذلك هدم المنازل الفلسطينية أو إجبار الفلسطينيين على هدم منازلهم بأنفسهم، وتقييد حركة الفلسطينيين في الوصول إلى المزارع أو أماكن العمل أو لممارسة العبادة في القدس.
وقالت: “حاليا، اعتبارا من هذا التاريخ، منذ عام 2017، تم إجلاء 80 أسرة من البلدة القديمة والشيخ جرّاح وسلوان – جميعها في القدس الشرقية.”
وأضافت أنه حاليا، 270 فلسطينيا، أي 63 أسرة معرّضة لخطر الإخلاء القسري في حي الشيخ جرّاح وحده.
وتابعت تقول: “970 فلسطينيا، بمن فيهم 424 طفلا، من 219 أسرة، يواجهون خطر الإخلاء ومعظمها (من بيوت) ابتاعتها منظمات استيطانية.”
وشددت على أن الكثير من تلك المنظمات الاستيطانية تقع خارج إسرائيل نفسها.
هدم المنازل
وأشارت المسؤولة الأممية إلى أن هدم المنازل في الضفة الغربية يحدث بشكل يومي. “السبب في الهدم هو عدم وجود التراخيص الرسمية للبناء. بين كانون الثاني/يناير 2017 وشباط/فبراير 2022، تم هدم أكثر من 3,352 مبنىً وهذا يشمل أكثر من 695 منشأة حصلت على دعم من المانحين.”
ويبلغ عدد إجمالي من تشرّدوا بسبب عمليات الهدم تلك، أكثر من 4,161 فلسطينيا، بما في ذلك أكثر من ألفي طفل.
وقالت: “حاليا، لدى 55 مدرسة توفر التعليم الأساسي في تجّمعين بدووين أوامر هدم تنتظر التنفيذ. مرة أخرى، هذا كله بسبب عدم وجود تراخيص بناء تصدرها إسرائيل.”
وقالت إن فقط 1 في المائة من المنطقة “ج” و13 في المائة من القدس الشرقية، لديها خطط بناء مصادق عليها، وفقط 2 في المائة من الطلبات المقدمة للبناء في المنطقة “ج” و16.5 في المائة من الطلبات المقدمة للبناء في القدس الشرقية تم المصادقة عليها بين كانون الثاني/يناير 2017 وشباط/فبراير 2022.
تآكل الحقوق من جوانب عديدة
قالت إيناس مرجية، مديرة البرنامج في هيئة الأمم المتحدة للمرأة، مكتب فلسطين، إنه بالنسبة لهيئة الأمم المتحدة للمرأة في سياق فلسطين، “ندرك أنه من أجل الدفع باتجاه رؤية تحويلية كجزء من جيل المساواة يجب أن نعتمد على أصوات النساء الشابات.”
وفي هذا الصدد، أشارت إلى عقد حوارات مع شابات من القدس الشرقية بهدف الحصول على أصواتهن ومعرفة أولوياتهن، ليس فقط كمجموعات مهمشة، ولكن أيضا كنساء قياديات يعشن واقعا يختلف عمّا يمرّ به الرجال، بحسب ما عبّرن عنه.
وأضافت إيناس مرجية تقول: “بكلماتهن، تعيش النساء تحت نير الاحتلال الإسرائيلي.. في ظل واقع معقد جدا: هجمات المستوطنين، تهجير، إضافة إلى قيود اجتماعية تواجه النساء.”
وأشارت إلى النساء الشابات عبّرن عن أن وجهات نظرهن المتعلقة باتخاذ القرارات لا تؤخذ بعين الاعتبار، والنساء في القدس الشرقية ينحدرن من خلفيات مختلفة ويواجهن أشكالا متعددة من التمييز.
وأوضحت ذلك بالقول: “كونهن نساء؛ كونهن شابات – والشبان في القدس وفلسطين بشكل عام مستثنون من اتخاذ القرارات وصنع السياسات ومن تشكيل استراتيجيات؛ وكذلك كونهن فلسطينيات من القدس الشرقية. بالنسبة للنساء هذه التحديات تحدّ من تحقيق إمكاناتهن وتحقيق تطلعاتهن في المجالات المختلفة.”
وقالت بعد 26 عاما من تبني المؤتمر العالمي حول المرأة، إعلان ومنهاج عمل بيجين، تم إحراز تغيير بسيط، وقد أبِرز ذلك في تقارير الأمم المتحدة والتقارير العالمية.
وأكدت أنه على الرغم من قطع الالتزامات بشأن أجندة المرأة، والمساواة في النوع الاجتماعي، لم تتم ترجمة هذه الالتزامات إلى سياسات وأفعال، بحسب السيدة مرجية.
[ad_2]
Source link