أوضحت لـ«عكاظ» استشارية أمراض الباطنة والكبد الدكتورة عفاف إسماعيل أن اتباع السلوكيات الغذائية الخاطئة وزيادة الوزن وقلة الحركة من أهم مسببات الإصابة بالكبد الدهني «غير الكحولي» في المجتمعات الخليجية والعربية، إذ يتعرض الفرد لهذه المشكلة عند تراكم الكثير من الدهون في الكبد، ويرتفع الخطر خاصة لدى الأشخاص الذين يعانون زيادة في الوزن أو لديهم نسبة عالية من الكوليسترول، بينما في دول الغرب نجد أن الأكثر شيوعًا هو الكبد الدهني الكحولي بسبب الإفراط في تناول الكحول.

وقالت إن اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن وممارسة الرياضة يمثلان الخطوة الأولى في علاج مرض الكبد الدهني، الذي من أعراضه الشعور بالتعب وفقدان الشهية والضعف العام والغثيان ومشكلات التركيز، ويمكن أن يتعافى الفرد تماما من المشكلة حين يغير نمط حياته إلى النمط الصحي.

وتابعت: مرض الكبد الدهني يميل إلى التطور لدى الأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن أو السمنة أو المصابين بداء السكري أو ارتفاع الكوليسترول أو ارتفاع الدهون الثلاثية، والمرحلة المبكرة من مرض الكبد الدهني لا تسبب عادة أي ضرر، ولكن يمكن أن تؤدي إلى تلف خطير في الكبد، بما في ذلك تليف الكبد، إذا ساءت الحالة، ويرتبط ارتفاع مستويات الدهون في الكبد أيضا بزيادة خطر الإصابة بمشكلات صحية أخرى، مثل مرض السكري وارتفاع ضغط الدم وأمراض الكلى، وإذا وقع اكتشافه وإدارته في مرحلة مبكرة، يمكن إيقاف مرض الكبد الدهني من التفاقم وتقليل كمية الدهون في الكبد.

وعن علاج مشكلة الكبد الدهني اختتمت الدكتورة عفاف بالقول: لا توجد لقاحات أو طرق علاج لدهون الكبد المتراكمة، ولكن عدم الإفراط في تناول الأطعمة، خاصة الغنية بالسعرات الحرارية والدهون والسكريات، يسهم في تلافي أسباب تراكم الدهون، كما ينصح بالحرص على تناول الماء بشكل صحي، بحيث يعمل الكبد بشكل جيد ويتفادى حدوث جفاف يؤثر سلبا على عملية التمثيل الغذائي ويضعف قدرة الجسم على تكسير الدهون لاستخدام الخلايا عوضا عن تخزينها، كما تلعب التمارين الرياضية دورًا في علاج دهون الكبد أيضا أو إبقاء المرض تحت السيطرة، من خلال حرق الدهون الزائدة التي تمنع إصابة الفرد بالسمنة، بجانب زيادة مستويات الكوليسترول الدهني عالي الكثافة الذي يقلل مستويات الدهون الثلاثية، أيضا تساعد الرياضة في الوقاية من بعض الأمراض المرتبطة بالكبد الدهني، مثل السكري النوع الثاني، وزيادة القدرة على السيطرة والتحكم بها.