[ad_1]
مع استمرار الهجوم الروسي في أوكرانيا، قال الحائزان على جائزة نوبل للسلام إنهما يتابعان عن كثب العنف المنهجي الذي يواجهه المدنيون هناك.
وقد تأثر الدكتور موكويغي، بشكل خاص، بمشهد وفاة أمراة أثناء الولادة مع جنينها من جراء القصف على جناح الولادة في مستشفى في ماريوبول.
واستنكر الطبيب الكونغولي هذا الفعل الذي يستعصي على الفهم البشري، حيث قال إن “كل النزاعات تصاحبها معاناة لا حدود لها ولا لون“.
في الهجرات الجماعية الضخمة للسكان، تكون الفتيات والنساء في مقدمة الضحايا، لأن التهجير القسري يغرقهن في البؤس واليأس وانعدام الأمن، ويعرضهن بشكل خاص للعنف الجنسي.
وتستحضر الناشطة الإيزيدية نادية مراد تجربتها الخاصة بالقول: “يسلب العيش في مخيم للاجئين كرامتنا ويغرقنا في مزيد من الضعف“.
دعوة لمنع الاغتصاب في أوكرانيا
ودعا الحائزان على جائزة نوبل للسلام إلى حماية النساء الأوكرانيات من العنف الجنسي. وقالا في مقابلة مع أخبار الأمم المتحدة في جنيف: “نحن ندعو إلى منع الاغتصاب بدلا من معالجة عواقبه“.
ومن بين الإجراءات ذات الأولوية المقترحة، التدريب على السلوك الوقائي، وزيادة الوعي بين اللاجئين والعاملين في المجال الإنساني والدول المضيفة.
بالإضافة إلى مكافحة الإفلات من العقاب، يتعين أيضا توفير المستلزمات الطبية اللازمة للوقاية من الأمراض المنقولة جنسيا أو فيروس الإيدز.
بمناسبة افتتاح الصندوق العالمي للناجيات، في جنيف، أراد الحائزان على جائزة نوبل للسلام لعام 2018 التحذير من العنف الجنسي الذي تتعرض له النساء في العديد من النزاعات، مثلما هو الحال في أوكرانيا، ولكن أيضا في جمهورية الكونغو الديمقراطية، أو اليمن، أو أفغانستان، أو إثيوبيا، أو العراق، أو ميانمار، أو سوريا. وشددت نادية مراد على ضرورة تعويض الضحايا من النساء.
“الناجيات ليس بوسعهن الانتظار”
هؤلاء النساء لا يعانين من الأذى الجسدي والمعنوي فحسب، بل يعانين أيضا من الرفض الذي يواجهنه من مجتمعهن، والمحظورات، والخوف الذي يغرسه منفذو الجرائم، وانعدام العدالة. إنه وضع معقد يؤثر على كرامة هؤلاء النساء.
وقالت الناشطة العراقية الحائزة أيضا على جائزة سخاروف لحرية الفكر: “يجب منع حدوث ذلك في المجتمعات الأخرى”، مشيرة إلى أن “الناجيات لا يمكنهن الانتظار، ولا يمكن أن تتأخر المساعدة المقدمة لهن“.
وهكذا تدافع نادية مراد عن تبني نهج شامل يهدف إلى توفير رعاية طويلة الأمد للنساء: “كنت أتمنى أن يكون الصندوق موجودا من أجلي”، في إشارة إلى مشاريع المنظمة التي رافقت بالفعل أكثر من ألفي ناجية على المستويات الطبية والنفسية، والاجتماعية، والاقتصادية، والقانونية.
هذه المساعدة رباعية الأبعاد تم تصورها بواسطة الدكتور دينيس موكويغي، طبيب أمراض النساء الكونغولي الذي أسس مستشفى بانزي في عام 1999، وهي مؤسسة مسؤولة عن “إعادة بناء النساء ضحايا الاعتداء الجنسي أثناء النزاعات المسلحة في جمهورية الكونغو الديمقراطية”.
كانت الثقة واحدة من أولى التحديات التي تم تحديدها.
“عندما أجريت أول عملية جراحية لامرأة، كان مرضيا على المستوى الجراحي. لكن هذا لم يكن كافيا. ما كان مفقودا حقا هو التعويض”.
في سبيل القيام بذلك، كان من الضروري أولا دعم الضحايا حتى يتمكنّ من كسر الصمت والخوف، دون أن يشعرن بالذنب أبدا: “أعتقد أن الصمت سلاح مهم جدا بالنسبة للجلادين. ولكن عندما تتحدث المرأة، فإنها تشجع الأخريات على فعل الشيء نفسه.”
كسر حاجز الصمت
وعلى نطاق أوسع، فإن لهذا الصندوق الجديد، الذي يتخذ من جنيف مقرا له، هدف ثلاثي الأبعاد.
يتعلق الأمر بإعطاء الناجيات صوتا حتى يتمكنّ من الوصول إلى المساعدة. وأيضا التغلب على المحظورات للسماح لهؤلاء النساء بإيجاد مكانة لهن في المجتمع والسعي لتحقيق العدالة.
وقال الدكتور دينيس موكويغي:
“النساء اللواتي يأتين لزيارتنا لا ينتقمن. إنهن بحاجة إلى شخص يتمتع بالسلطة ليخبرهن أن ذلك لم يكن خطأهن وأن يعترف بهن كضحايا.”
لا تزال عملية المطالبة القانونية بطيئة للغاية، إذ يتعين على النساء، أحيانا، الانتظار أكثر من 40 عاما حتى يتم النظر في قضيتهن من قبل المحكمة.
يثير هذا التأخير غضب طبيب النساء، الذي استنكر ما وصفه بـ “الاحتفاء الذي قدمه المجتمع الدولي للجلادين”، خلال هذه الفترات.
ووصف هذه الأفعال بأنها “عار على الإنسانية”، ويجب أن يكون واضحا بالنسبة للمجرمين – ولكن أيضا لقادتهم العسكريين – ألا مكان لهم في المجتمع.
تأتي هذه الدعوة لمساعدة ضحايا العنف الجنسي وإطلاق الصندوق العالمي للناجيات بالتزامن مع اجتماعات اللجنة السادسة والستين لوضع المرأة التي تنظمها هيئة الأمم المتحدة للمرأة في نيويورك.
[ad_2]
Source link