[ad_1]
ويأتي انعقاد هذا المنتدى حضوريا، في بيت الأمم المتحدة في بيروت، بعد مرور عامين على تفشي جائحة كـوفيد-19 والتحول نحو الاجتماعات الافتراضية.
وتنظم لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا (الإسكوا) منتدى هذا العام تحت عنوان “التعافي والمنعة”، بمشاركة جامعة الدول العربية و16 منظمة أمميّة.
يشار إلى أن الأردن يتولّى رئاسة المنتدى لهذا العام.
وقد افتتح المنتدى، كل من نائبة الأمین العام للأمم المتحدة، السيدة أمینة محمد، والأمين العام لجامعة الدول العربية، السيد أحمد أبو الغيط، ووزير التخطيط والتعاون الدولي في المملكة الأردنية الهاشمية، ناصر الشريدة، ووكيلة الأمين العام للأمم المتحدة والأمينة التنفيذية للإسكوا، رولا دشتي.
السيدة أمينة محمّد قالت إنّ تحقيق أهـداف التنمية المستدامة لم يعتبر يوما مهمّة سهلة، إلاّ أنّها ليست مستحيلة.
وأوضحت أن تحقيق هذه الأهداف تتطلب أولا الاستثمار في البشر، وخاصة النساء والشباب؛ وتعويض الخسائر الضخمة في التعلُّم الناجمة عن الجائحة وإعادة رسم مستقبل التعليم؛ وتحقيق الانتقال العادل والأخضر إلى بيئة منيعة إزاء تغيُّر المناخ؛ واعتماد نهج جديد للخروج من فترات الأزمات وما بعد الأزمات.
أما الأمين العام لجامعة الدول العربية، السيد أحمد أبو الغيط فقد سلط الضوء على الآثار الوخيمة التي نتجت عن الجائحة، والتي تسببت في فقدان العديد من المكاسب التي حققتها الدول العربية في مجال تحقيق أهـداف التنمية المستدامة، مشيرا إلى الارتفاع المخيف لأرقام الفقر في المنطقة.
وأوضح أنّ هذه الأوضاع أدّت إلى تدهور العديد من مؤشرات التنمية وخاصة المتعلق منها بالأمن الغذائي، لافتا الانتباه إلى أنّ اندلاع الحرب في أوكرانيا سيؤثر سلبا بسبب ارتفاع أسعار الحبوب والسلع.
أنشطة متعددة
ويتضمن المنتدى سلسلة من الجلسات العامة والجلسات المتخصصة وورش العمل التي تستمرّ لثلاثة أيّام، وسيقوم بتسليط الضوء على التقدم المحرز في تنفيذ أهداف التنمية المستدامة المعنية بالتعليم الجيّد، وبالمساواة بين الجنسين، وبالحياة تحت الماء، وبالحياة في البرّ، وبتعزيز الشراكات.
كما سيناقش المشاركون التحدّيات المرتبطة بتمويل تنفيذ هذه الأهداف، وكذلك القدرة على تحقيق التعافي الاقتصادي الأخضر، وسبل الاستفادة من فرص التحول الرقمي، وإمكانات توسيع الإدماج الاجتماعي، وغيرها من التحدّيات.
على صعيد التعليم، سعت عدة دول عربيّة للتخفيف من أثر إغلاق المدارس من خلال إتاحة استخدام التكنولوجيا التعليميّة لتسهيل التعلّم عبر الإنترنت من جهة، والتعلم الافتراضي وبشكل وجاهي من جهة أخرى، إلا أن 1.3 مليون طفل كانوا عرضة لخطر التسرّب من المدارس نتيجة للأزمة في عام 2020.
دعم التعافي وتحسين المنعة
بدوره، قال وزير التخطيط والتعاون الدولي في الأردن، ناصر الشريدة، إن المنتدى يشكّل فرصة حقيقية وفريدة للجميع، دولا ومؤسسات معنية بالتنمية المستدامة، لتحديد أولويات العمل وسبل تنفيذها، بما يمكّن من التغلّب على التحدّيات.
وأشار إلى أنّ المنتدى يركز بصورة خاصة على النهج العملي المطلوب لدعم التعافي وتحسين المنعة في البلدان العربية، مؤكدا على أهمية ترسيخ وتعزيز الشراكات والتعاون الدولي، جنبا إلى جنب مع حشد التمويل المطلوب لتسريع وتيرة تنفيذ الالتزامات التنموية.
تداعيات الجائحة
منذ بدء الجائحة، ضعفت الموازين المالية والخارجية في جميع أنحاء المنطقة في ظل ارتفاع معدلات الفقر والبطالة، وأدى ذلك إلى خسارة 152 مليار دولار من المكاسب الاقتصاديّة.
كما كان للجائحة آثار اجتماعية سلبية، ولا سيما على النساء. فقد أفادت 44 في المائة من النساء اللواتي تعرّضن للعنف على الإنترنت في عام 2020 بأنّ هذه الحوادث انتقلت من العالم الافتراضي إلى الواقع، مقارنة بنسبة 15 في المائة في السنوات الأخرى.
أما على الصعيد البيئي، فقوّضت الجائحة جهود الحكومات العربيّة في النهوض باستدامة البيئات البحريّة، وحماية النظُم الإيكولوجيّة وإعادة تأهيلها واستدامتها، ما أثّر على حياة الناس وسبل عيشهم في العديد من البلدان.
“إخفاقات اليوم هي أزمات المستقبل”
وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة والأمينة التنفيذية للإسكوا رولا دشتي تطرقت إلى التحدّيات التي تعصف بالمنطقة وللصورة المقلقة التي تفاقمت بفعل الحرب في أوكرانيا.
ولكنّها أكّدت على إمكانية تحقيق التعافي الشامل للجميع، وتعزيز منعة البلدان العربية، وعلى أنّ الآفاق يمكن أن تكون مشرقة بالتعليم الجيد وخلق فرص عمل للشباب وتوفير الحماية الاجتماعية الشاملة وتطبيق الإصلاحات الضريبية واعتماد الإنفاق الذكي وتحقيق التعافي الأخضر.
كما أشارت إلى أن حقّ الأطفال على الجيل الحالي أن يمهّد لهم طريق المستقبل وألّا يحمّلهم أعباء إخفاقاته، فإخفاقات اليوم هي أزمات المستقبل، على حد تعبيرها.
ماذا تعرف عن المنتدى العربي للتنمية المستدامة؟
المنتدى العربي للتنمية المستدامة هو الآليّة الإقليميّة الرئيسيّة المعنيّة بمتابعة تنفيذ خطة التنمية المستدامة لعام 2030 واستعراض التقدّم المحرز في المنطقة العربية على هذا المسار.
وسيصدر المنتدى العربي تقريرا يتضمن أهم الرسائل المنبثقة من الحوار الإقليمي حول الفرص والتحدّيات المتعلّقة بتنفيذ خطة عام 2030، والتي ستُرفع إلى المنتدى السياسي الرفيع المستوى المعني بالتنمية المستدامة المزمع عقده في نيويورك في شهر تموز/يوليو المقبل.
[ad_2]
Source link