[ad_1]
وفي حوار أجراه الزميل عزت الفري من قسم الفيديو بالأمم المتحدة، قال الجنرال ستيفانو ديل كول، قبيل مغادرته منصبه، إن قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل) مندمجة بشكل جيد في المجتمعات المضيفة التي تخدمها.
وفي الوقت الذي تواجه فيه البلاد أزمة اقتصادية ومالية عميقة بالإضافة إلى تداعيات كوفيد-19، من بين أزمات كبيرة أخرى، قال الجنرال ديل كول إن اليونيفيل تعمل مع البلديات والمجتمع المدني ووكالات الأمم المتحدة للبناء على مشاريع سريعة الأثر لمساعدة المجتمعات في الجنوب.
وقال قائد قوة اليونيفيل إن هناك أيضا عملا يتم القيام به بطريقة ثنائية من قبل الدول المساهمة بقوات من خلال ما يعرف بالأنشطة المدنية العسكرية (CIMIC)، من أجل دعم المجتمعات المضيفة.
الجنوب لم يشهد حربا منذ 2006
قال الجنرال ديل كول: “نحن مسرورون بوجودنا في الجنوب. والمواطنون هناك مسرورون بوجود اليونيفيل، لكونها بعثة حفظ سلام قوية تحافظ ولا تزال تحافظ على الهدوء والاستقرار في جنوب لبنان – تحافظ على الاستقرار أحيانا أكثر من الهدوء – منذ عام 2006.”
وأشار إلى أن هناك “جيلا من المراهقين الذين ولدوا في عام 2006 والذين لم يشهدوا الحرب قط. وهذا هو الواقع. هذه حقيقة واقعية لما نقوم به في الجنوب اللبناني.”
وقد أُنشئت اليونيفيل في عام 1978 بموجب قراري مجلس الأمن 425 و426. وكُلفت البعثة بتأكيد انسحاب القوات الإسرائيلية من جنوب لبنان، واستعادة السلم والأمن الدوليين، ومساعدة الحكومة اللبنانية في ضمان عودة سلطتها الفعلية إلى المنطقة.
بالإضافة إلى تلك المهام، وبعد حرب عام 2006 التي انتهت بصدور قرار مجلس الأمن رقم 1701، تم تكليف اليونيفيل بمراقبة وقف الأعمال العدائية من بين مهام أخرى.
الأسلحة من بين التحديات التي تواجه اليونيفيل في تنفيذ مهامها
قال الجنرال ديل كول، لكي تتمكن اليونيفيل من تنفيذ تفويضها في مراقبة وقف الأعمال العدائية، يجب أن تتمتع بحرية الحركة لتسيير الدوريات ومراقبة منطقة العمليات التي تمتد من نهر الليطاني إلى الخط الأزرق الذي حددته الأمم المتحدة.
وأشار القائد العام لليونيفيل إلى أن إحدى أهم القضايا التي تواجه البعثة هي وجود أسلحة خارج سيطرة الدولة في جنوب لبنان. وأضاف أن هذه الأسلحة استخدمت في الماضي القريب لإطلاق النار على إسرائيل، مما استدعى الرد من الجانب الإسرائيلي.
اليونيفيل صلة وصل بين الأطراف
وقال إن أهمية وجود اليونيفيل في هذه الحالة هو “استخدام قدرتها على إيصال الرسائل إلى الأطراف” في محاولة لإعادة الهدوء على الفور وتجنب أي تصعيد.
وأوضح أن التصعيد قاب قوسين أو أدنى، مشددا على أهمية احترام جميع الأطراف للقرار 1701.
وردا على سؤال حول ما يحلم به أو يتمناه، أجاب الجنرال ديل كول إنه “يتمنى رؤية جنوب لبنان بدون اليونيفيل.”
وأوضح أن “عدم وجود بعثة حفظ سلام، يعني أن هناك عملية سلام. هذا واضح جدا. لذا، أقول، (نريد أن يكون) عدد السياح في الجنوب أكثر من عدد قوات حفظ السلام. إلا أن هذه عملية طويلة لأنها ليست عملية تقنية، إنها عملية سياسية. لذا، بوصفنا حفظة سلام، يمكننا تهيئة الظروف للمناقشة، لكن لا يمكننا أن نحل مكان المستوى الذي ليس (من اختصاصنا)، مستوى الدبلوماسية في المناقشة السياسية.”
خبير في شؤون لبنان والشرق الأوسط؟
ويتمتع اللواء ديل كول بخبرة عملية دولية واسعة، بما في ذلك في كوسوفو ولبنان وليبيا. وقد عمل سابقا مع قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل) في عام 2008 كقائد كتيبة بما في ذلك بين عامي 2014-2015. في عملية نشره الأخيرة هذه، كان يشغل منصب قائد القطاع الغربي وقائد الوحدة الإيطالية.
وقال قائد قوة اليونيفيل إن تجاربه أظهرت له أن اللبنانيين شعب يحب الناس ويرحب بالناس، إذ تستضيف البلاد أكثر من مليون لاجئ سوري و 500 ألف لاجئ فلسطيني. قال إنه تعلم كيفية فهم الشرق الأوسط من منظور لبناني.
ولكنه استدرك قائلا: “في الوقت الذي تعتبر فيه نفسك خبيرا في شؤون لبنان أو الشرق الأوسط بعد سنوات من العمل هناك، في الواقع هذا هو الوقت الذي يجب أن تواصل فيه دراسة الوضع في لبنان والشرق الأوسط -منذ العصور الوسطى- لأن لدى (هذه المنطقة) الكثير من الحالات التي تنبع من الماضي ولا تزال موجودة.”
النصائح التي يسديها لخلفه
ولدى سؤاله عن رسالته لقائد القوة الذي سيخلفه، اللواء الإسباني أرولدو لازارو ساينز، قال الجنرال الإيطالي إن عليه أن “يستمر في العمل مع الأطراف، أن يحترم القرار، أن يتقيد بالقرار، أن يحترم الناس في المنطقة التي نعمل فيها، ويحافظ على استقرار الوضع من أجل السماح، كما قلت من قبل، بانعقاد المناقشة على المستويين الدبلوماسي والسياسي”.
من المقرر أن ينهي الجنرال ستيفانو ديل كول فترة ولايته كقائد لقوة اليونيفيل ورئيساً للبعثة في ٢٨ شباط/فبراير 2022.
وسيبدأ خلفه اللواء الإسباني أرولدو لازارو ساينز مهامه رسميا في الأول من شهر آذار/مارس 2022.
ويتمتع اللواء لازارو ساينز بخبرة دولية واسعة وتم إيفاده إلى عدة عمليات حفظ السلام: ثلاث جولات في البوسنة والهرسك تحت قيادة الأمم المتحدة (قوة الحماية) وحلف شمال الأطلسي (قوة تحقيق الاستقرار) والاتحاد الأوروبي (يوفور) على التوالي؛ وثلاث جولات إضافية في اليونيفيل بصفته ضابط ارتباط في الناقورة، ورئيس الأركان وقائد القطاع الشرقي.
[ad_2]
Source link