[ad_1]
وعلى الرغم من تطوّر الأحداث بسرعة شديدة، قال غراندي إن مئات الآلاف يلتمسون اللجوء في البلدان المجاورة: “بينما نجتمع هنا، هناك 520,000 لاجئ من أوكرانيا في البلدان المجاورة. يرتفع هذا الرقم بشكل كبير، ساعة بعد ساعة، منذ يوم الخميس.”
وأشار إلى أنهم بحاجة إلى الأمان والحماية، أولا وقبل كل شيء، لكنهم يحتاجون أيضا إلى المأوى والغذاء والنظافة وغيرها من أشكال الدعم، وهم في حاجة ماسة إليه.
وقال: “يؤسفني أن أقول إنه ما لم يكن هناك وقف فوري للنزاع، فإن الأوكرانيين سيستمرون في الفرار. نحن نخطط حاليا، أكرر، نخطط (لمساعدة) ما يصل إلى أربعة ملايين لاجئ في الأيام والأسابيع المقبلة. إن مثل هذه الزيادة السريعة ستكون عبئا ثقيلا على الدول المضيفة وستضغط بلا شك على أنظمة الاستقبال والموارد ذات الصلة.”
هجرة جماعية سريعة بشكل “لا يُصدق”
بحسب المفوضية، فرّ أكثر من 280 ألف شخص إلى بولندا. و94,000 إلى هنغاريا، وحوالي 40,000 إلى مولدوفا، و34,000 إلى رومانيا، و30,000 إلى سلوفاكيا، وكذلك عشرات الآلاف إلى البلدان الأوروبية الأخرى، وتوجه عدد كبير أيضا إلى الاتحاد السوفيتي.
وأضاف مفوض الأمم المتحدة السامي لشؤون اللاجئين يقول: “لقد عملت في أزمات اللاجئين لما يقرب من 40 عاما، ونادرا ما رأيت مثل هذه الهجرة الجماعية السريعة بشكل لا يصدق – وهي الأكبر بالتأكيد داخل أوروبا منذ حروب البلقان.”
بداية ساخنة للجلسة
افتتح مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة، فاسيلي نيبينزيا، في آخر يوم لرئاسة روسيا لمجلس الأمن هذا الشهر، الجلسة قائلا للحضور: “أود أن أبلغكم أن هناك خطوة أخرى عدائية اتُخذت من قبل الدولة المضيفة ضد روسيا قبل حوالي ساعة من الآن، وهي أنه سيتم طرد 12 شخصا من بعثة روسيا الداشمة لدى الأمم المتحدة.”
وأضاف أن هذا “انتهاك صارخ آخر” تقوم به الدولة المضيفة (الولايات المتحدة) لاتفاق الأمم المتحدة مع الدولة المضيفة بحسب اتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية.
وتابع: “كنا نقول لفترة طويلة إننا بحاجة لبدء إجراءات التحكيم بشأن تنفيذ الدولة المضيفة لالتزاماتها” للحفاظ على مهام البعثات والقيام بوظائفها بشكل طبيعي.
وأضاف أن روسيا تسمع كثيرا عن الحاجة للدبلوماسية والحلول الدبلوماسية، وفي نفس الوقت فإنه يتم تقييد فرص القيام بهذا الأمر. “إننا نأسف بشدة لهذا القرار وسنرى كيف ستتطور الأمور فيما يتعلق بسياق هذا القرار.”
من جانبه، قال نائب مندوبة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، السفير ريتشارد ميلز، إن هذا ليس الموضوع الملائم لهذه الجلسة. “لكن بما أنك أثرت القضية، أود أن أؤكد لزملائي أن هذه الخطوة التي أبلغت بها حكومة الولايات المتحدة البعثة الروسية اليوم اتُخذت باتفاق كامل مع اتفاقية المقرّ التي وقّعناها مع الأمم المتحدة، وأن الدبلوماسيين الذين طُلب منهم مغادرة الولايات المتحدة انخرطوا بممارسات لا تتماشى مع مسؤولياتهم والتزاماتهم كدبلوماسيين، ولذا ضمن البند ’13 باء‘ من الاتفاقية، طُلب منهم مغادرة البلاد حتى لا يضرّوا بالأمن الوطني للدولة المضيفة.”
حجم الأضرار ينذر بالخطر
في إحاطته الافتراضية أمام مجلس الأمن من جنيف، قال وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ، مارتن غريفيثس، إن العالم كان يراقب الهجوم العسكري في أوكرانيا بشعور من عدم التصديق والرعب.
“وكما كنا نخشى، يدفع المدنيون الثمن بالفعل. إن حجم الخسائر في صفوف المدنيين والأضرار التي لحقت بالبنية التحتية المدنية حتى في الأيام الأولى ينذر بالخطر.”
وأضاف أن الاحتياجات الإنسانية تتزايد بشكل كبير في المناطق الأشد تضررا، وقال: “أصيب وقُتل أطفال ونساء ورجال مدنيون. تضررت المنازل وحتى تعرضت أحيانا للتدمير.”
وقد أفاد مكتب المفوضة السامية لحقوق الإنسان بسقوط 406 على الأقل من الضحايا المدنيين، من بينهم حوالي 100 وفاة على الأقل.
وتابع يقول: “يمكن أن يكون الرقم الحقيقي أعلى بكثير، حيث إنه لم يتم التحقق بعد من العديد من الضحايا المبلغ عنهم.”
نزوح عشرات الآلاف والصورة قاتمة
وفقا للمسؤول الأممي، فقد نزح ما لا يقل عن 160 ألف شخص داخليا في جميع أنحاء أوكرانيا، فرّوا بحثا عن الأمان. وأضاف أن الرقم الفعلي أيضا قد يكون أعلى من ذلك بكثير – ويحتمل أن تكون نسبة كبيرة من إجمالي عدد السكان.
وأضاف يقول: “تم فصل العائلات. يجد كبار السن والأشخاص ذوو الإعاقة أنفسهم محاصرين وغير قادرين على الفرار. الصورة قاتمة – ويمكن أن تزداد سوءا.”
وأشار إلى أن الهجمات الجوية والقتال في المناطق الحضرية كل ذلك يضرّ بالمرافق المدنية الحيوية ويعطل الخدمات الأساسية مثل الصحة والكهرباء والمياه والصرف الصحي. وهذا يترك المدنيين بدون أساسيات الحياة اليومية.
كما تم تدمير الجسور والطرق، مما أدّى إلى قطع وصول الناس إلى الإمدادات والخدمات الحيوية. كما ينطوي استخدام الأسلحة المتفجرة في المناطق الحضرية على مخاطر عالية من التأثير العشوائي. “هذا مصدر قلق خاصة في أماكن مثل كييف وخاركيف.”
دعوة إلى احترام القانون الإنساني الدولي
ودعا جميع الأطراف إلى احترام القانون الإنساني الدولي واتخاذ الحرص المستمر لتجنيب جميع المدنيين والأعيان المدنية الأذى خلال عملياتها العسكرية. كما دعاها إلى تجنّب استخدام الأسلحة المتفجرة واسعة النطاق في المناطق المأهولة بالسكان.
وقال”: “كلما طالت مدة هذا الهجوم، زادت الخسائر البشرية التي يتكبدها المدنيون. سوف يتغيّب الأطفال عن المدرسة، ويواجهون مخاطر أكبر من الأذى الجسدي والنزوح والاضطراب العاطفي الشديد.”
كما تتأثر النساء في كثير من الأحيان بشكل غير متناسب بالنزاع، وتكون النساء أكثر عرضة لخطر العنف القائم على النوع الاجتماعي. وقد تتعرض النساء والأطفال لأشكال أخرى من الاستغلال.
تحذير من انهيار الاقتصاد
وتطرق غريفيثس إلى الوضع الاقتصادي في أوكرانيا “الذي قد ينهار” مما يؤدي إلى تفاقم الاحتياجات الإنسانية وقد يخلق تأثيرا مضاعفا ينتقل إلى ما هو أبعد من حدود أوكرانيا.
وتابع يقول: “أدت الاضطرابات التي حدثت في الأيام الأخيرة بالفعل إلى تعميق الأزمة الإنسانية القائمة مسبقا. لقد جعلت ثماني سنوات مرهقة من الصراع في شرق أوكرانيا ثلاثة ملايين شخص في حاجة للمساعدة الإنسانية على جانبي خط التماس في منطقة دونباس.”
العاملون الإنسانيون يبذلون الجهود
أكد غريفيثس أن الاحتياجات الإنسانية أصبحت أكبر بكثير الآن، بما في ذلك النزوح على نطاق واسع، عبر البلاد وخارجها. لكن، يبذل العاملون في المجال الإنساني قصارى جهدهم للاستجابة. ووسعت الأمم المتحدة وجودها الإنساني في أوكرانيا وسنواصل القيام بذلك.
وأضاف يقول: “نحن نعمل على مدار الساعة لضمان قدرتنا على توسيع نطاق عملياتنا في أسرع وقت ممكن.”
وتعمل المنظمات غير الحكومية المحلية والصليب الأحمر الأوكراني بلا كلل لدعم المدنيين وعمليات الإجلاء.
كما يعمل العاملون الصحيون ليل نهار لرعاية الجرحى. وتقدم منظمات الإغاثة الدعم النفسي والاجتماعي للأطفال المصابين بصدمات نفسية وتسليم مجموعات الإسعافات الأولية. “ونحن هنا لدعم جهودهم.”
لكن قال السيد مارتن غريفيثس: “خلال الأيام الثلاثة الماضية، تعرّضت تحركاتنا لقيود خطيرة نتيجة القتال المستمر، وعدم قدرتنا على تلقي تأكيدات من أطراف النزاع بحماية التحركات الإنسانية.”
وأكد أنه فقط هذا المساء بدأ بالحصول على بعض التطمينات.
من جهته، قال غراندي إن الزملاء على الأرض – مثل بقية السكان المدنيين – عالقون الآن في هذا الصراع المميت، وتم نقل العديد منهم ويخشى آخرون من أن تجبرهم الهجمات العسكرية على التنقل مرة أخرى.
مع ذلك، تتواصل المساعي لتقديم المساعدة إلى المحتاجين كلما سمحت نافذة صغيرة من الأمن النسبي بتوزيع المساعدات الإنسانية.
أما الاحتياجات الإنسانية الأكثر إلحاحا فهي الخدمات الطبية الطارئة، بما في ذلك خدمات الصحة الجنسية والإنجابية والمساعدة الطبية الحرجة؛ الإمدادات والمعدات الصحية والمياه الصالحة للشرب والنظافة؛ وكذلك المأوى والحماية للنازحين.
وقال غريفيثس إن المنظمات الـ 119 التي تعمل في أوكرانيا تمكنت من تقديم شكل من أشكال المساعدة الإنسانية. “في الوقت الحالي، نحن بحاجة ماسة إلى إحراز تقدم على جبهتين إذا أردنا الوصول إلى المزيد من الأشخاص بالمساعدات. أولا، نحتاج إلى تأكيدات من أطراف النزاع بحماية العاملين والتحركات الإنسانية.”
وثانيا، هناك حاجة إلى المزيد من الموارد.
سيطلق الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، نداء إنسانيا لهذه الأزمة يتكون من عنصرين: نداء عاجل لمدة ثلاثة أشهر للوضع داخل البلد وخطة استجابة إقليمية للاجئين تلبي احتياجات الوضع في الخارج.
وقال غريفيثس في ختام كلمته: “حياة الملايين من المدنيين على المحك. نحن نعلم من الصراعات الحديثة الأخرى كيف يمكن أن تكون حرب المدن وحشية وقاتلة وطويلة الأمد.”
ودعا إلى بذل كل جهد لتهدئة الصراع، مكررا دعوات الأمين العام إلى الوقف الفوري للأعمال القتالية.
لا أحد يرغب في أن يكون لاجئا
وقد أثنى فيليبو غراندي على حكومات البلدان المضيفة على سماحها للاجئين بالوصول إلى أراضيها.
وأضاف أنه مثل جميع البلدان التي تستضيف اللاجئين في جميع أنحاء العالم، لا يمكن ترك تلك البلدان تتحمل المسؤولية وحدها.
وقال: “أذكّر بأن اللاجئين الأوكرانيين – مثلهم مثل الآخرين (دعونا لا ننسى المحنة المستمرة للأفغان والسوريين والإثيوبيين وشعب الروهينجا من ميانمار وغيرهم) – لم يرغبوا أبدا في أن يصبحوا لاجئين.”
لم يرغبوا أبدا في أن يُجبروا على الفرار من ديارهم. ويأملون جميعا في العودة إلى بلادهم في أسرع وقت ممكن.
المزيد من التفاصيل لاحقا..
[ad_2]
Source link