[ad_1]
وسط شائعات تشير إلى أن المدير الفني لـ«الثعالب» أصبحت أيامه معدودة بسبب سوء النتائج
انتشرت شائعة، مؤخراً، بأن بريندان رودجرز أقيل من منصبه كمدير فني لنادي ليستر سيتي، واتضح بعد ذلك أن هذا لم يكن صحيحاً، لكن حقيقة أن هذه التقارير التي بدت معقولة للغاية كانت معبرة عن الأمر تماماً. ربما أدى الأداء الجيد أمام وستهام في المرحلة الخامسة والعشرين – رغم الفشل في تحقيق الفوز بسبب هدف التعادل القاتل الذي أحرزه وستهام في الوقت المحتسب بدلاً من الضائع – إلى تهدئة الأمور بعض الشيء قبل مباراة الفريق يوم الأحد الماضي أمام وولفرهامبتون، لكن الضغوط زادت مرة أخرى بعد الخسارة أمام وولفرهامبتون بهدفين مقابل هدف وحيد.
ربما يكون رودجرز قد قاد ليستر سيتي مرتين إلى احتلال المركز الخامس في جدول ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز (مع تاسع أعلى فاتورة للأجور) وفاز بكأس الاتحاد الإنجليزي الموسم الماضي، لكن من الواضح أن هناك استياءً واضحاً في ملعب «كينغ باور». وكان هذا الأسبوع قد شهد الذكرى السنوية الخامسة لإقالة ليستر سيتي لمديره الفني السابق كلاوديو رانييري، الذي قاد النادي للفوز بلقب الدوري في الموسم الذي تلا الإقالة. ربما كان من الممكن آنذاك تبرير إقالة رانييري على أنها ضرورة محزنة لإبعاد النادي عن شبح الهبوط لدوري الدرجة الأولى، لكن هذا ليس احتمالاً واقعياً هذا الموسم، حتى لو امتدت مسيرة ليستر سيتي دون أي فوز محلي إلى خمس مباريات، بما في ذلك الهزيمة المهينة في كأس الاتحاد الإنجليزي أمام نوتنغهام فورست.
هذه هي كرة القدم الحديثة، فعندما يحقق فريق إنجازاً ما في موسم معين، فإن التوقعات في الموسم التالي تطالب الفريق بتحقيق نفس الإنجاز وربما أفضل، ولا يتم النظر إلى رصيد المدير الفني في السابق ولا يتم منحه فرصة ثانية: بمجرد حدوث أي خطأ، تكون هناك مطالبات بإقالة المدير الفني، وإذا تراجعت النتائج لمدة شهر واحد فإن ذلك يمحو سنوات من التطوير والإنجاز. ومع ذلك، فإنه ليس سراً أن رودجرز يعد أحد أبرز المرشحين لتولي القيادة الفنية لمانشستر سيتي خلفاً للمدير الفني الإسباني جوسيب غوارديولا عندما يترك النادي في نهاية المطاف، وأن اهتمامه بهذا المنصب كان أحد الأسباب التي جعلت نادي توتنهام لا يعرض عليه تولي قيادة الفريق في الصيف الماضي.
في الحقيقة، يقدم رودجرز كرة قدم حديثة ومتطورة وممتعة، كما أنه واحد من أربعة مديرين فنيين فقط نجحوا في الفوز بالبطولات والألقاب مع ليستر سيتي (واثنان فقط إذا استبعدنا كأس رابطة الأندية الإنجليزي المحترفة). لقد فاز بكل البطولات المحلية الممكنة مع سلتيك في اسكتلندا، وجعل ليفربول أقرب إلى لقب الدوري الإنجليزي الممتاز مما كان عليه طوال 24 عاماً، وقاد سوانزي سيتي للصعود للدوري الإنجليزي الممتاز، ولديه سجل رائع في تطوير اللاعبين الشباب. لكن هذا يمثل مفارقة: كيف يمكن لرودجرز أن يكون مرشحاً العام الماضي لتولي القيادة الفنية لمانشستر سيتي الذي فاز بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز أكثر من مرة، ومع ذلك يبدو الآن على حافة الهاوية مع ليستر سيتي؟
هناك نظرية مفادها أن رودجرز عرضة بشكل خاص لمقولة بيلا غوتمان بأن السنة الثالثة في قيادة رودجرز لأي فريق تكون صعبة للغاية، لأنه بعد موسمين يبدأ اللاعبون في الشعور بالإرهاق والتعب من أساليبه التدريبية. وربما يكون صحيحاً أن هناك فترة صلاحية طبيعية لبعض الحيل والطرق التي يتبعها رودجرز لتعليم لاعبيه والتي كشف عنها في الفيلم الوثائقي «بيينغ ليفربول».
لكن الأدلة التي تدعم وجهة النظر هذه ضئيلة، بل ربما تكون معدومة. لقد استمر رودجرز مع سوانزي سيتي لمدة موسمين فقط. صحيح أن موسمه الثالث مع ليفربول شهد تراجعاً من 2.21 نقطة في المباراة الواحدة إلى 1.63 نقطة في المباراة، لكن ربما يكون السبب في ذلك هو بيع المهاجم الأوروغوياني لويس سواريز إلى برشلونة، إلى جانب التراجع الطبيعي في الأداء بعد موسم استثنائي والشعور بالإرهاق الذهني والنفسي بعدما كان الفريق قريباً للغاية من الفوز بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز. وعندما رحل رودجرز عن سلتيك في فبراير (شباط) من موسمه الثالث، كان الفريق يحصل في المتوسط على 2.33 نقطة في المباراة الواحدة، مقابل 2.15 نقطة في ثاني موسم لرودجرز مع النادي.
ومع ذلك، فإن فكرة أن المديرين الفنيين لديهم دورة طبيعية مدتها نحو ثلاث سنوات هي فكرة استمرت لمدة نصف قرن على الأقل. فعندما تولى جاك تشارلتون، منصب المدير الفني لميدلسبره في عام 1973، حذره جوك شتاين من الحاجة إلى تخفيف الركود بأي ثمن، إما عن طريق تطوير نفسه وإما عن طريق إحداث تغييرات في صفوف الفريق. لكن بعد ذلك، وكما اعترف رودجرز نفسه هذا الأسبوع، فإنه في نادٍ بمكانة ليستر سيتي فإن عملية التجديد تقوم في الأساس على رغبة اللاعبين في التطور والتحسن والوصول إلى مستويات أفضل: في السنوات الأخيرة، كان ليستر سيتي هو أفضل فريق إنجليزي من حيث اكتشاف المواهب الشابة والتعاقد معها بأسعار زهيدة وتطويرها ورعايتها ثم بيعها بمبالغ كبيرة. ومن المرجح أن يكون لاعب خط الوسط البلجيكي يوري تيلمانز، الذي أصبح محط أنظار تشيلسي وليفربول ومانشستر يونايتد، هو النجم القادم الذي سيبيعه ليستر سيتي إلى أحد أندية القمة بمقابل مادي كبير.
لكن، بشكل أساسي، من المستحيل تقييم ليستر سيتي هذا الموسم دون الحديث عن اللاعبين الذين افتقد الفريق خدماتهم. لقد غاب ويسلي فوفانا عن 23 مباراة بالدوري بسبب الإصابة، وغاب خيمس جاستن عن 19 مباراة، ونامباليس ميندي عن 14 مباراة، وجوني إيفانز عن 13 مباراة، وريكاردو بيريرا عن عشر مباريات، وتيموثي كاستاني عن ست مباريات، وجيمي فاردي وتيلمانز عن أربع مباريات. كما فقد الفريق خدمات كل من كيليتشي إيهيناتشو وويلفريد نديدي وميندي لمشاركتهم مع منتخبات بلادهم في نهائيات كأس الأمم الأفريقية.
لا يقتصر الأمر على غياب عدد كبير من اللاعبين عن الكثير من المباريات، لكن المشكلة الكبرى تتمثل في أن عدداً كبيراً من هؤلاء اللاعبين كانوا في الخط الخلفي، وتزامن ذلك مع تراجع مستوى المدافع التركي تشالار سوينجو بعد عودته من المشاركة مع منتخب بلاده في نهائيات كأس الأمم الأوروبية. قد يفسر ذلك جزئياً السبب في اهتزاز شباك الفريق بـ11 هدفاً من ركلات ركنية هذا الموسم، أكثر من أي فريق آخر في الدوري الإنجليزي الممتاز، وهو ما يمثل 27 في المائة من إجمالي عدد الأهداف التي استقبلها الفريق. لكن يجب الإشارة إلى أن شباك ليستر سيتي اهتزت بـ11 هدفاً من ركلات ركنية أيضاً الموسم الماضي، ليتذيل الفريق جميع فرق المسابقة في هذه الإحصائية، وهو ما يعني أن المشكلة مستمرة وليست وليدة الموسم الحالي.
لقد غير رودجرز طريقة اللعب ليعتمد على نظام المراقبة «رجل لرجل» في الكرات الثابتة بعد المباراة التي حقق فيها الفوز على ليفربول قبل بداية العام الجديد، لكن لم يؤدِّ ذلك إلى تحسن واضح. واقترب رودجرز بشكل خطير من إلقاء اللوم على لاعبيه، قائلاً: «يمكنك أن تلعب بدفاع منطقة أو بتكتل في الخلف أو أن تعتمد على الرقابة (رجل لرجل)، لكن عندما تدافع أثناء ركلة ركنية يجب أن تكون لديك الإرادة اللازمة لإخراج الكرة بالرأس». إنه محق إلى حد ما، وعندما يعود أفضل مدافعي الفريق للمشاركة بعد عودتهم من الإصابة وعندما تتحسن ثقة اللاعبين بأنفسهم، من المحتمل أن تتحسن الأمور في ليستر سيتي ككل. لكن هذا لا يفسّر السبب وراء استمرار هذه المشكلة لفترة طويلة.
إذا، هذه المشكلة تمثل مصدر قلق واضح، وتتطلب حلاً في أسرع وقت ممكن. قد يكون رودجرز غير قادر على العثور على هذا الحل، وربما يكون قد أصيب بشكل من أشكال متلازمة الموسم الثالث، وربما وصلت الأوضاع إلى نقطة يكون من الصعب عندها الإصلاح. لكن غياب عدد كبير من اللاعبين بداعي الإصابة ربما يقدم تفسيراً معقولاً. هناك أوقات يكون يمر فيها المدير الفني بحالة ركود بشكل واضح ويكون التغيير ضرورياً، وفي ظل كل الغيابات التي تحدثنا عنها، يحتل ليستر سيتي نهاية المرحلة السادسة والعشرين، المركز التاسع في جدول الترتيب، أي على بُعد خمسة مراكز من المركز الذي كان من المتوقع أن يحتله في ضوء فاتورة الأجور لديه (مع العلم أن له مباراتين مؤجلتين). كرة القدم هي رياضة لا تتحلى بالصبر، لكن يتعين على ليستر سيتي أن يتحلى بالهدوء والصبر في هذا الوقت بالتحديد!
[ad_2]
Source link