الزراعة العضوية.. فقه البيئة وثورة المستهلكين – أخبار السعودية

الزراعة العضوية.. فقه البيئة وثورة المستهلكين – أخبار السعودية

[ad_1]

لست متأكدا من السقف والمدى الزمنيين اللذين تعمل تحتهما إدارة الإنتاج العضوي في وزارة البيئة والمياه والزراعة والسياسة الزراعية العضوية، ولا أعرف الهدف النهائي الذي تسعى إلى تحقيقه سياسة الزراعة العضوية في المملكة، لكن من يتابع الأرقام والإحصاءات المتزايدة للزراعة العضوية بكافة أبعادها الكمية الرأسية والأفقية، لا بد له من أن يتساءل عما إذا كان الهدف النهائي هو القضاء تماماً على الزراعة غير العضوية؟ وهل سيتحول ما هو اختياري اليوم إلى إلزامي غدا ؟ وما إذا كان المحرك الحقيقي وراء الزراعة العضوية محركا صحيا غذائيا بيئيا خالصا أم أنه مثل كل الظواهر الاستهلاكية التي لا تخلو من صيحات الموضة الاستهلاكية هنا أو هناك والتي تطفو على السطح من حين لآخر؟

يتحدث مدير عام الإنتاج العضوي في وزارة البيئة والمياه والزراعة عن خمسة عوامل تقف وراء الإقبال المتزايد على الزراعة العضوية والتوسع الكبير لها في المملكة. 1) زيادة استيراد المنتجات العضوية من الخارج، 2) زيادة منافذ بيع المنتجات العضوية داخل المملكة، 3) ارتفاع الوعي في المجتمع بالحاجة لاستهلاك منتجات عضوية، 4) زيادة أعداد المزارعين الراغبين بالتحول إلى مزارعين للمنتجات العضوية، 5) زيادة حركة طلب المستهلكين على المنتجات العضوية. وهذه بلا شك عوامل كفيلة بنقل المملكة إلى مصاف الدول الرائدة في مجال الزراعة العضوية، خاصة أن هناك جملة من القرارات التي تعد المملكة حديثة عهد بالزراعة العضوية نسبيا مقارنة ببعض الدول، حيث بدأت سنة 2005 بمشروع تطوير الزراعة العضوية على خمس مراحل بالتعاقد مع شركة ألمانية، وفي سنة 1428 تم تأسيس الجمعية السعودية للزراعة العضوية، وفي سنة 1429 تم إحداث إدارة الإنتاج العضوي في وزارة البيئة والمياه والزراعة، بعدها وفي سنة 1432 تم إنشاء مركز إبحاث الزراعة العضوية، وفي سنة 1437 صدر قرار مجلس الوزراء بالموافقة على سياسة الزراعة العضوية في المملكة. ورغم هذه الفترة القصيرة نسبيا، إلا أن الأرقام و الإحصاءات المنشورة في موقع الوزارة تعكس تسارعا كبيرا بانتشار الزراعة العضوية في المملكة من خلال تبني المزارعين لهذا النمط من الزراعة للعديد من المحاصيل الزراعية وفي كافة مناطق المملكة الزراعية وبمساحات كبيرة.

فهل ستكتفي الوزارة بما تحقق في مجال الزراعة العضوية؟ وإذا كانت الإجابة بلا، فما هي العوائق التي تحول دون التحول الكلي إلى زراعات عضوية، مع توفر الإرشاد الزراعي والدعم المعرفي والفني واللوجستي للمزارعين الذي يرغبون بتحويل مزارعهم إلى مزارع عضوية؟ وإذا كانت المسألة مسألة وقت، فلماذا لا يتم ترتيب الزراعات إلى محاصيل «يجب» أن تتحول إلى محاصيل عضوية ومحاصيل أخرى «يستحسن» تحولها إلى محاصيل زراعية عضوية ومحاصيل «لا مانع» من تحولها إلى محاصيل عضوية حسب «خطورة» المحاصيل غير العضوية على صحة الإنسان وعلى البيئة والأرض والتربة والماء والهواء؟

قد تكون الزراعة العضوية أحد أهم الجسور التي تربط الإنسان بمستقبله الصحي الغذائي البيئي، لكن المهم كذلك إيجاد جسر بنفس الأهمية ليربط ما بين ثقافة الاستهلاك وثقافة الاستثمار، وهذه تحتاج إلى عمل دؤوب لرفع الوعي باستمرار بين مختلف الأعمار والثقافات.

كاتب سعودي

Dwaihi@agfund.org



[ad_2]

Source link

Leave a Reply