[ad_1]
الميز التنافسية للباحة ومدى استثمارها
وضعت وزارة الاقتصاد والتخطيط آلية لتمكين الوزارات من التخطيط المناطقي بدءًا ببناء خطط واستراتيجيات للتنمية المناطقية، وحوكمة البيانات والمؤشرات التنموية، وربطها مع قواعد البيانات، ووضع آلية مقترحة لتوزيع الإنفاق، وحوكمة تخطيط التنمية، وبناء القدرات البشرية.. وكل تلك تأتي منسجمة مع محاور رؤية 2030 (اقتصاد مزدهر ومجتمع حيوي ووطن طموح). ونلحظ أن الاتساع الجغرافي لوطننا الغالي، بما يصفه البعض بشبه قارة، ووجود ثلاث عشرة منطقة إدارية، تتفاوت في المساحة، وكذا عدد السكان، فضلاً عن التنوع المناخي والطبيعي والاقتصادي.. تجعل لكل منطقة خصوصية متفردة، تتكامل في منظومة واحدة؛ لتشكل قوة اقتصادية، وتلاحمًا سكانيًّا. ولا يغيب عن البال الميز التنافسية التي تنفرد بها كل منطقة عن غيرها؛ وهو ما يدفع وزارة التخطيط إلى أن توجِّه الوزارات والجهات ذات العلاقة لتحديد الأنشطة الاقتصادية ذات الأولوية لكل منطقة، مع التركيز على الفرص القائمة على المزايا التنافسية غير المستغلة بشكل كاف. ولو جئنا لمنطقة الباحة فمساحتها الجغرافية صغيرة، وسكانها قرابة نصف مليون نسمة، ولديها نقاط قوة، وأخرى نقاط ضعف. وهنا نشير إلى ميز الباحة كونها سياحية وزراعية.. فالمكون الطبيعي (جبال، غطاء نباتي، ضباب، تنوع مناخي ونباتي)، إلى جانب سهولة ارتباطها بمدن رئيسية كالطائف ومكة وجدة، وتغطيتها بشبكة واسعة من الطرق المعبدة، كسرت الحواجز الجبلية، وسهَّلت الوصول إلى مدنها وقراها، وبها مطار إقليمي قابل للتوسع والتطوير، فضلاً عن خصوبة التربة التي حفظتها المدرجات الزراعية منذ مئات السنين، وإمكانية استزراع الكثير من المحاصيل الزراعية، وخصوصًا الرمان والبُن والفواكه، مع استغلال طاقتَيْ الرياح وضوء الشمس كمصدرَيْن مهمَّيْن للطاقة. أما المكون الثقافي فتزخر به القرى التراثية. وتأتي قرية ذي عين بوصفها واحدة من المواقع ذات الخصوصية التراثية والعمرانية، فضلاً عن الإرث التراثي من رقصات وأكلات شعبية، تسهمان في الترويج السياحي. ولا يمكن إغفال دور الجامعة كصرح تعليمي وأكاديمي؛ إذ تأخذ على عاتقها التثقيف والتنوير. ونتطلع إلى أن تركز الجامعة على تنمية المهارات، مع إيلاء السياحة والزراعة أهمية بفتح قسمين للزراعة والسياحة، مع الاهتمام بتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، ومواكبة المستجدات التقنية. ويمكن القول إن مستوى الميز الاقتصادية للباحة يرتفع بانفتاحها على البحر الأحمر؛ ليتحقق لها الكثير من الازدهار، ولاسيما أن أحد المحاور المهمة لرؤية 2030 هو “اقتصاد مزدهر”.. وإذا أخذنا في الاعتبار أن الرؤية تتحقق بالتكامل، وأن إضافة مساحة جغرافية للباحة على البحر تزيد من قدرتها على تحقيق المنافسة في المجالَين السياحي والاقتصادي، ولاسيما أن البحر لا يبعد عنها سوى بضعة كيلومترات. والذي أعرفه أن بعض جبال الباحة كانت فيما مضى مناجم للتعدين، سواء في شرقها نحو العقيق، أو غربها في تجاه تهامة “العصداء ومسعودة”، إلى جانب التكوين الجيولوجي القديم لجبال الباحة الذي يدفع ذوي الاختصاص للبحث عن مواقع المعادن ذات القيمة الاقتصادية.
ويمكن القول إن المكتب الاستراتيجي في الباحة يأخذ على عاتقه تقديم الرؤى والدراسات التي تكشف عن المزيد من الميز التنافسية، بما يحقق تنمية اقتصادية واجتماعية وثقافية، تنسجم مع توجيهات واهتمام ولاة الأمر، وتتناغم مع تطلعات وآمال الأهالي.
[ad_2]
Source link