أُجريت بـ”الملك عبد الله الطبية” بالعاصمة المقدّسة لشاب بالعقد الثاني.. و”المراقبة مستمرة”

نادرة وخطرة .. “جراحة الـ 15 ساعة” تنقذ شاباً من أورام ضاغطة على مخه ونخاعه

في عملية نادرة وعالية الخطورة، نجح فريق طبي تكاملي بمدينة الملك عبدالله الطبية بالعاصمة المقدّسة، عضو تجمع مكة المكرّمة الصحي، ممثلاً بمركز العلوم العصبية، في استئصال ورم ليفي عصبي ضخم في قاع الجمجمة ضاغطاً على جذع الدماغ، إضافة إلى ورمين آخرين أحدهما سحائي والآخر ليفي ضاغطين على الحبل الشوكي لشاب في العقد الثاني.

واستقبلت المدينة الطبية المريض الذي كان يعاني أوراماً ليفية عصبية متعددة ضاغطة على جذع المخ والنخاع الشوكي، وقد تمت محاولة علاجه عن طريق الإشعاع في أحد المستشفيات قبل عشر سنوات ومع ذلك لم ينجح العلاج الإشعاعي في التحكم في تطور المرض؛ حيث استمرت الأورام بالزيادة في الحجم مما أدى إلى عدم القدرة على المشي دون مساعدة.

وأوضح قائد الفريق الطبي الدكتور محمد غازي عبده، أن صعوبة العملية تكمن في تعدد الأورام في أماكن خطيرة وملاصقة لجذع وأعصاب الدماغ والحبل الشوكي؛ حيث تم تجهيز خطة جراحية من مرحلتين لاستئصال الأورام الكبيرة والمؤثرة في المريض.

في المرحلة الأولى، تمت إزالة الورم الليفي العصبي الملاصق لجذع الدماغ تحت المراقبة العصبية باستخدام جهاز الملاحة الجراحية والميكروسكوب الجراحي في عملية استغرقت تسع ساعات؛ حيث قام بإجراء التدخل الجراحي الدكتور محمد غازي عبده استشاري جراحة المخ والاعصاب والعمود الفقري، والدكتور عصام صالح استشاري جراحات الأذن، والدكتور سيد الأهل من تخدير الاعصاب، والدكتور أسامة شمس من المراقبة العصبية الفسيولوجية.

ولاحقاً، تم تحضير المريض لعمل التدخل الجراحي الثاني للورمين الضاغطين على الحبل الشوكي في تدخل جراحي واحد وتحت المراقبة العصبية واستخدام الميكروسكوب الجراحي؛ حيث استغرق التدخل الجراحي ست ساعات والتي أوضحت نتائجها وجود ورمين من نوعين مختلفين أحدهما سحائي والآخر ليفي.

وتكللت، ولله الحمد، العمليتان الجراحيتان بالنجاح مع إزالة الأورام الضاغطة على الحبل الشوكي وجذع الدماغ مع تحسن قدرة المريض على المشي، وتتم متابعة المريض لمراقبة الأورام الصغيرة غير الضاغطة وتطورها.

يُذكر أن هذه العملية من العمليات النادرة وغيرها الكثير نظير ما تمتلكه المدينة الطبية من كفاءات ذات تأهيل عالٍ وإمكانات على أحدث مستوى تضاهي مثيلاتها بالعالم بدعم كبير توليه حكومة خادم الحرمين الشريفين، ووزارة الصحة، للرعاية الصحية للمواطنين والمقيمين وزوّار بيت الله الحرام، وتقديم كل ما من شأنه تسهيل الحصول على خدمة طبية متميزة ذات جودة عالية.