رسالة إلى ميّت..!!

رسالة إلى ميّت..!!

[ad_1]

مشاهد تتكرر، ومطالبات تكثر، ومطالبون كُثر، كلهم يكررون الجُمل نفسها: “حلله، سامحه فهو الآن ميت..!! اعف عنه.. لعل الله يغفر له..”!!

هذه المشاهد تتكرر بعد كل حالة وفاة، ولكن هناك مفارقات عجيبة بين الأموات؛ فبعضهم تجد أن الناس طواعية يحللونه ويبيحونه، ويزيدون على ذلك بالدعاء له بالرحمة والمغفرة، بل إن بعضهم يلح بالدعاء، وكأنه يدعو لنفسه أو لوالديه..!!

أما البعض الآخر من الأموات فتجد أن الكثير من الناس لا “يحلله”، ولا “يبيحه”، ولا يدعو له، بل قد يدعو عليه..!! وهذا هو الذي تجد أن أهله يلحون على الناس بمسامحته. فلماذا هذه المفارقة العجيبة..؟!! وما السر وراء ذلك..؟!!

السر في الميت ذاته، وعلاقته بالآخرين، وما تركه من أثر في حياتهم؛ فالأول الذي يدعو له الناس تجده كان بينهم كبائع المسك؛ إما أن يحذيك، أو تجد منه ريحًا طيبة، والآخر الذي يدعو الناس عليه كان بينهم كنافخ الكير؛ إما أن يحرق ثيابك، أو تجد منه ريحًا خبيثة.

وهنا نوجه رسائل؛ لعلها تجد صدى قبل فوات الأوان:

– الرسالة الأولى للجميع: قبل أن تحمل لقب ميت.. قبل أن تفقد كل شيء حتى اسمك.. فيصبح مسماك: الجثة.. الجنازة..!! اختر لنفسك موقعًا عند الناس؛ فأنت بين حامل مسك، ونافخ كير..!! واعلم أن الناس شهود الله في أرضه كما جاء في حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- مرَّ عليَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بجنازة فأُثني عليها خيرًا من مناقب الخير، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “وجبت أنتم شهود الله في الأرض”. أخرجه ابن حبان في صحيحه.

وتذكر قول النبي -صلى الله عليه وسلم- في حديث أبي هريرة -رضي الله عنه-: “إذا مات الإنسان انقطع عنه عمله إلا من ثلاثة: إلا من صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له”. صحيح مسلم.

– الرسالة الثانية لأولياء الميت: قبل أن تتوسل الناس، وتلح عليهم بذريعة أنه الآن ميت، وبين يدي ربه فهو يحاسبه، ويحتاج منا إلى العفو والصفح والدعاء له.. انصحه الآن قبل فوات الأوان بأن يكف أذاه عن الناس؛ فلا يظلم هذا، ويبهت ذاك، ويتجنى على الثالث، ويخرب بيت الرابع، ويفرق بين المرء وزوجه..!! فيتجاوز مرحلة نافخ الكير.. ويتجاوز المغتاب.. ويستمتع بلقب الظالم.. فيسرف في الظلم، والأذى..!! فلا تجد بيتًا إلا ودخله ظلمه، ولا تجد شخصًا إلا ولحقه أذاه.. فكم فرَّق بين الأب وأبنائه، وكم فرَّق بين الأخ وأخيه، وكم شرَّد من أسرة، وهدم من بيت بعد أن فرَّق بين المرء وزوجه..!! وكم أُمٍّ حرمها من أبنائها..؟!! وكم.. وكم.. وكم.. وكم..؟!! فقد تجاوز كل الحدود، وزاد في الإسراف في الخراب والدمار حتى “وضع إبليس في كمه”!!

وبعد كل هذا تطلب من هؤلاء أن يسامحوه..!! وتلح عليهم في الطلب..؟! بل تتجاوز ذلك إلى الغضب منهم، وتشنع عليهم لأنهم لم يسامحوا هذا الميت..!!

قبل أن تلومهم.. وقبل أن تقيم الدنيا ولا تقعدها.. وتؤلب العالم عليهم.. وتتشدق بعباراتك.. وتتفنن في تقريعهم.. وتجعلهم مجرمين..!! وتردد أمام الناس بكل ما تملك من تهكم وسخرية وحقد: (الله أكبر، لا “يبيحون” ميت..!!).. وتناسيت -سعادتك- أنهم إلى هذه اللحظة التي تطالبهم فيها بالعفو والصفح هم يعانون من عمل ميتك الذي تطالب بالصفح عنه..!! ويدفعون الثمن غاليًا بسبب أعماله، وأفعاله، وتجنيه، ومكائده، ودسائسه، وأسحاره، وحسده، وحقده، وظلمه، وزوره، وبهتانه..!!!!! فبدلاً من مطالبتهم بذلك خلِّصهم من أذاه، واجعله يكف أذاه عنهم، ويُخلِّصهم من مكائده، ويرفع عنهم حقده، وحسده، ويُخلِّصهم من أعماله، وأسحاره..!! ويتوب إلى الله توبة نصوحًا.. وإلا فوالله.. وبالله.. وتالله.. لن يسامحوه.

رسالة إلى ميّت..!!


سبق

مشاهد تتكرر، ومطالبات تكثر، ومطالبون كُثر، كلهم يكررون الجُمل نفسها: “حلله، سامحه فهو الآن ميت..!! اعف عنه.. لعل الله يغفر له..”!!

هذه المشاهد تتكرر بعد كل حالة وفاة، ولكن هناك مفارقات عجيبة بين الأموات؛ فبعضهم تجد أن الناس طواعية يحللونه ويبيحونه، ويزيدون على ذلك بالدعاء له بالرحمة والمغفرة، بل إن بعضهم يلح بالدعاء، وكأنه يدعو لنفسه أو لوالديه..!!

أما البعض الآخر من الأموات فتجد أن الكثير من الناس لا “يحلله”، ولا “يبيحه”، ولا يدعو له، بل قد يدعو عليه..!! وهذا هو الذي تجد أن أهله يلحون على الناس بمسامحته. فلماذا هذه المفارقة العجيبة..؟!! وما السر وراء ذلك..؟!!

السر في الميت ذاته، وعلاقته بالآخرين، وما تركه من أثر في حياتهم؛ فالأول الذي يدعو له الناس تجده كان بينهم كبائع المسك؛ إما أن يحذيك، أو تجد منه ريحًا طيبة، والآخر الذي يدعو الناس عليه كان بينهم كنافخ الكير؛ إما أن يحرق ثيابك، أو تجد منه ريحًا خبيثة.

وهنا نوجه رسائل؛ لعلها تجد صدى قبل فوات الأوان:

– الرسالة الأولى للجميع: قبل أن تحمل لقب ميت.. قبل أن تفقد كل شيء حتى اسمك.. فيصبح مسماك: الجثة.. الجنازة..!! اختر لنفسك موقعًا عند الناس؛ فأنت بين حامل مسك، ونافخ كير..!! واعلم أن الناس شهود الله في أرضه كما جاء في حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- مرَّ عليَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بجنازة فأُثني عليها خيرًا من مناقب الخير، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “وجبت أنتم شهود الله في الأرض”. أخرجه ابن حبان في صحيحه.

وتذكر قول النبي -صلى الله عليه وسلم- في حديث أبي هريرة -رضي الله عنه-: “إذا مات الإنسان انقطع عنه عمله إلا من ثلاثة: إلا من صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له”. صحيح مسلم.

– الرسالة الثانية لأولياء الميت: قبل أن تتوسل الناس، وتلح عليهم بذريعة أنه الآن ميت، وبين يدي ربه فهو يحاسبه، ويحتاج منا إلى العفو والصفح والدعاء له.. انصحه الآن قبل فوات الأوان بأن يكف أذاه عن الناس؛ فلا يظلم هذا، ويبهت ذاك، ويتجنى على الثالث، ويخرب بيت الرابع، ويفرق بين المرء وزوجه..!! فيتجاوز مرحلة نافخ الكير.. ويتجاوز المغتاب.. ويستمتع بلقب الظالم.. فيسرف في الظلم، والأذى..!! فلا تجد بيتًا إلا ودخله ظلمه، ولا تجد شخصًا إلا ولحقه أذاه.. فكم فرَّق بين الأب وأبنائه، وكم فرَّق بين الأخ وأخيه، وكم شرَّد من أسرة، وهدم من بيت بعد أن فرَّق بين المرء وزوجه..!! وكم أُمٍّ حرمها من أبنائها..؟!! وكم.. وكم.. وكم.. وكم..؟!! فقد تجاوز كل الحدود، وزاد في الإسراف في الخراب والدمار حتى “وضع إبليس في كمه”!!

وبعد كل هذا تطلب من هؤلاء أن يسامحوه..!! وتلح عليهم في الطلب..؟! بل تتجاوز ذلك إلى الغضب منهم، وتشنع عليهم لأنهم لم يسامحوا هذا الميت..!!

قبل أن تلومهم.. وقبل أن تقيم الدنيا ولا تقعدها.. وتؤلب العالم عليهم.. وتتشدق بعباراتك.. وتتفنن في تقريعهم.. وتجعلهم مجرمين..!! وتردد أمام الناس بكل ما تملك من تهكم وسخرية وحقد: (الله أكبر، لا “يبيحون” ميت..!!).. وتناسيت -سعادتك- أنهم إلى هذه اللحظة التي تطالبهم فيها بالعفو والصفح هم يعانون من عمل ميتك الذي تطالب بالصفح عنه..!! ويدفعون الثمن غاليًا بسبب أعماله، وأفعاله، وتجنيه، ومكائده، ودسائسه، وأسحاره، وحسده، وحقده، وظلمه، وزوره، وبهتانه..!!!!! فبدلاً من مطالبتهم بذلك خلِّصهم من أذاه، واجعله يكف أذاه عنهم، ويُخلِّصهم من مكائده، ويرفع عنهم حقده، وحسده، ويُخلِّصهم من أعماله، وأسحاره..!! ويتوب إلى الله توبة نصوحًا.. وإلا فوالله.. وبالله.. وتالله.. لن يسامحوه.

14 فبراير 2022 – 13 رجب 1443

12:26 AM


رسالة إلى ميّت..!!

ساير المنيعيالرياض

مشاهد تتكرر، ومطالبات تكثر، ومطالبون كُثر، كلهم يكررون الجُمل نفسها: “حلله، سامحه فهو الآن ميت..!! اعف عنه.. لعل الله يغفر له..”!!

هذه المشاهد تتكرر بعد كل حالة وفاة، ولكن هناك مفارقات عجيبة بين الأموات؛ فبعضهم تجد أن الناس طواعية يحللونه ويبيحونه، ويزيدون على ذلك بالدعاء له بالرحمة والمغفرة، بل إن بعضهم يلح بالدعاء، وكأنه يدعو لنفسه أو لوالديه..!!

أما البعض الآخر من الأموات فتجد أن الكثير من الناس لا “يحلله”، ولا “يبيحه”، ولا يدعو له، بل قد يدعو عليه..!! وهذا هو الذي تجد أن أهله يلحون على الناس بمسامحته. فلماذا هذه المفارقة العجيبة..؟!! وما السر وراء ذلك..؟!!

السر في الميت ذاته، وعلاقته بالآخرين، وما تركه من أثر في حياتهم؛ فالأول الذي يدعو له الناس تجده كان بينهم كبائع المسك؛ إما أن يحذيك، أو تجد منه ريحًا طيبة، والآخر الذي يدعو الناس عليه كان بينهم كنافخ الكير؛ إما أن يحرق ثيابك، أو تجد منه ريحًا خبيثة.

وهنا نوجه رسائل؛ لعلها تجد صدى قبل فوات الأوان:

– الرسالة الأولى للجميع: قبل أن تحمل لقب ميت.. قبل أن تفقد كل شيء حتى اسمك.. فيصبح مسماك: الجثة.. الجنازة..!! اختر لنفسك موقعًا عند الناس؛ فأنت بين حامل مسك، ونافخ كير..!! واعلم أن الناس شهود الله في أرضه كما جاء في حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- مرَّ عليَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بجنازة فأُثني عليها خيرًا من مناقب الخير، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “وجبت أنتم شهود الله في الأرض”. أخرجه ابن حبان في صحيحه.

وتذكر قول النبي -صلى الله عليه وسلم- في حديث أبي هريرة -رضي الله عنه-: “إذا مات الإنسان انقطع عنه عمله إلا من ثلاثة: إلا من صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له”. صحيح مسلم.

– الرسالة الثانية لأولياء الميت: قبل أن تتوسل الناس، وتلح عليهم بذريعة أنه الآن ميت، وبين يدي ربه فهو يحاسبه، ويحتاج منا إلى العفو والصفح والدعاء له.. انصحه الآن قبل فوات الأوان بأن يكف أذاه عن الناس؛ فلا يظلم هذا، ويبهت ذاك، ويتجنى على الثالث، ويخرب بيت الرابع، ويفرق بين المرء وزوجه..!! فيتجاوز مرحلة نافخ الكير.. ويتجاوز المغتاب.. ويستمتع بلقب الظالم.. فيسرف في الظلم، والأذى..!! فلا تجد بيتًا إلا ودخله ظلمه، ولا تجد شخصًا إلا ولحقه أذاه.. فكم فرَّق بين الأب وأبنائه، وكم فرَّق بين الأخ وأخيه، وكم شرَّد من أسرة، وهدم من بيت بعد أن فرَّق بين المرء وزوجه..!! وكم أُمٍّ حرمها من أبنائها..؟!! وكم.. وكم.. وكم.. وكم..؟!! فقد تجاوز كل الحدود، وزاد في الإسراف في الخراب والدمار حتى “وضع إبليس في كمه”!!

وبعد كل هذا تطلب من هؤلاء أن يسامحوه..!! وتلح عليهم في الطلب..؟! بل تتجاوز ذلك إلى الغضب منهم، وتشنع عليهم لأنهم لم يسامحوا هذا الميت..!!

قبل أن تلومهم.. وقبل أن تقيم الدنيا ولا تقعدها.. وتؤلب العالم عليهم.. وتتشدق بعباراتك.. وتتفنن في تقريعهم.. وتجعلهم مجرمين..!! وتردد أمام الناس بكل ما تملك من تهكم وسخرية وحقد: (الله أكبر، لا “يبيحون” ميت..!!).. وتناسيت -سعادتك- أنهم إلى هذه اللحظة التي تطالبهم فيها بالعفو والصفح هم يعانون من عمل ميتك الذي تطالب بالصفح عنه..!! ويدفعون الثمن غاليًا بسبب أعماله، وأفعاله، وتجنيه، ومكائده، ودسائسه، وأسحاره، وحسده، وحقده، وظلمه، وزوره، وبهتانه..!!!!! فبدلاً من مطالبتهم بذلك خلِّصهم من أذاه، واجعله يكف أذاه عنهم، ويُخلِّصهم من مكائده، ويرفع عنهم حقده، وحسده، ويُخلِّصهم من أعماله، وأسحاره..!! ويتوب إلى الله توبة نصوحًا.. وإلا فوالله.. وبالله.. وتالله.. لن يسامحوه.



[ad_2]

Source link

Leave a Reply