انطلاق مشاورات في الجمعية العامة تبحث حلولا مبتكرة للتعامل مع التحديات التي تواجه البشرية

انطلاق مشاورات في الجمعية العامة تبحث حلولا مبتكرة للتعامل مع التحديات التي تواجه البشرية

[ad_1]

جاء ذلك في اليوم الأول من المشاورة الموضوعية غير الرسمية للجمعية العامة لمتابعة تقرير الأمين العام المعنون “خطتنا المشتركة” بحسب قرار الجمعية العامة 6/76 الذي اعتُمد في تشرين الثاني/نوفمبر 2021.

وقال السيد غوتيريش في كلمته أمام الجمعية العامة صباح يوم الخميس بتوقيت نيويورك: “إنه (القرار) يمثل اعترافا واضحا بالدور القيادي للدول الأعضاء، حيث نفكر معا في أفضل السبل للمضي قدما، بما في ذلك التحضير لقمة المستقبل المقترحة.”

من المقترحات المقدمة للدول الأعضاء

شدد السيد غوتيريش على ألا نية لتكرار أو استبدال الإجراءات التي تحقق بالفعل نتائج. لكنه أضاف يقول: “يجب أن نشحن إجراءاتنا الحالية، حتى نتمكن من الارتقاء إلى الحقائق الأكثر تعقيدا التي نواجهها.”

وتُطرح مقترحات لتنظر فيها الدول الأعضاء دون الحاجة إلى اتخاذ مزيد من الإجراءات من جانب الأمم المتحدة، لكن مقترحات أخرى تتطلب توجيها واضحا وقرارات من الدول الأعضاء، وعملا إضافيا كبيرا من جانب منظومة الأمم المتحدة.

خطوات أساسية في وقت تواجه فيه البشرية مخاطر حقيقية للغاية

وتتضمن المقترحات، من بين أمور أخرى: عقد قمة المستقبل؛ القمة الاجتماعية العالمية لعام 2025؛ إصلاح النظام المالي الدولي؛ الحوار حول الفضاء الخارجي، والاتفاق الرقمي العالمي، منصة الطوارئ وتحديد التدابير التكميلية للناتج المحلي الإجمالي؛ إنشاء هيكل مشترك بشأن السلامة المالية والتدفقات المالية غير المشروعة؛ إعلان حول الأجيال القادمة ومنتدى لتمثيل مصالحهم من خلال مجلس وصاية معاد توجيهه أو أي وسيلة أخرى؛ مكتب الأمم المتحدة للشباب؛ تدابير الجمعية العامة للتصدي للتهديدات الإقليمية لتغير المناخ والاستجابات للنزوح البيئي.

وقال السيد غوتيريش: “طرحت هذه الأفكار عليكم ليس لأنني أعتقد أنه سيكون من السهل عليكم الاتفاق عليها أو تنفيذها، لكن لأنني أعتقد أنها خطوات أساسية في وقت تواجه فيه البشرية مخاطر حقيقية للغاية.”

وأضاف أنه في نهاية المطاف، “يجب أن يكون في نيتنا إحراز تقدم بشأن الجوهر والبحث عن توافق في الآراء قدر الإمكان هذا العام.”

“نحن على حافة الهاوية”

يسعى الأمين العام إلى تأسيس مجلس استشاري رفيع المستوى، لتحديد المنافع العامة العالمية والمجالات الأخرى المحتملة ذات الاهتمام المشترك حيث تكون هناك حاجة ماسة إلى تحسينات الحوكمة.

وعندما قدم السيد غوتيريش جدول الأعمال المشترك في أيلول/سبتمبر، بناء على طلب من الجمعية العامة، قال إن العالم يواجه خيارا صعبا بين سيناريو الانهيار بسبب التوترات المتزايدة، والتدهور البيئي والفوضى المناخية وعدم الاستقرار وبين تحقيق اختراق نحو مستقبل أكثر أمانا وسلمية.

ومنذ ذلك الحين، عززت التطورات مخاطر الانهيار، على حدّ تعبيره

وقال: “نحن على حافة الهاوية – لكن لدينا القدرة على التراجع عن الحافة. لم يفت الأوان بعد لاتخاذ القرارات الصحيحة، خاصة بالنسبة لأولئك الذين تخلفوا عن الركب.”

لكنه أكد أنه “ليست لدينا لحظة لنضيعها. تعتمد رفاهية الناس في جميع أنحاء العالم، وصحة كوكبنا، وبقاء الأجيال القادمة على استعدادنا للعمل معا حول الالتزام بالعمل الجماعي وحل المشكلات.”


مياه الفيضانات تغمر الشوارع في في مدغشقر بسبب الأمطار.

© UNICEF/Rindra Ramasomanana

مياه الفيضانات تغمر الشوارع في في مدغشقر بسبب الأمطار.

الحاجة لإجراءات عاجلة بالنسبة لأجندة 2030

أكد الأمين العام أن الاتفاق البارز الذي نحتاج إلى إجراءٍ عاجل بشأنه هو خطة عام 2030، “مخططنا المتفق عليه لتأمين حياة يسودها السلام والكرامة وإتاحة الفرص للجميع على كوكب صحي، ووضع التنمية المستدامة والشاملة في قلب عملنا المشترك.”

لدينا القدرة على التراجع عن الحافة

ومع بقاء ثماني سنوات فقط حتى عام 2030، ومع تسبب كـوفيد-19 بإخراجنا عن المسار الصحيح، دعا السيد غوتيريش إلى بذل كل الجهود لإنقاذ أهداف التنمية المستدامة واتـفاق باريس.

وقال: “التوصيات التي طرحتها في هذا المجال هي في سياق التقدم البطيء في أهداف التنمية المستدامة بين عامي 2016 و2020، وتنتكس الآن أكثر بسبب الآثار الدراماتيكية وغير المتكافئة لجائحة كوفيد-19 والانتعاش الاقتصادي غير المتكافئ.” 

وأشار إلى أن الأشخاص الذين كانوا بالفعل معرضين للخطر هم الآن أكثر تخلفا عن الركب. والمجتمعات التي كانت تجد صعوبة، هي الآن في وضع البقاء على قيد الحياة.

ودُفع بنحو 100 مليون شخص آخر نحو براثن الفقر، وأكثر من 160 مليون شخص أضيفوا إلى أولئك الذين يواجهون الجوع. ويواجه العالم أسوأ أزمة وظائف منذ الكساد الكبير، مع مئات الملايين من الأشخاص العاطلين عن العمل أو الذين يعانون من البطالة الجزئية. ويعاني الشباب من نكسات خطيرة في تعلمهم وصحتهم العقلية وفرصهم، وتتأثر النساء والفتيات بشكل غير متناسب، ويزداد عدم المساواة بين الجنسين سوءا.


برنامج الأغذية العالمي ينفذ برامج للتكيف من شأنها أن تساعد المجتمعات على الاستجابة لتغير المناخ بشكل أفضل.

© WFP/Alice Rahmoun

برنامج الأغذية العالمي ينفذ برامج للتكيف من شأنها أن تساعد المجتمعات على الاستجابة لتغير المناخ بشكل أفضل.

وتابع يقول: “تهدف خطتنا المشتركة إلى معالجة هذه الأزمة بشكل مباشر، حتى نتمكن من تفعيل تنفيذ أجندة 2030 وإنقاذ أهداف التنمية المستدامة وإعادتها إلى المسار الصحيح قبل فوات الأوان.”

كما تدعو إلى اتفاق عالمي جديد لضمان تقاسم السلطة والثروة والفرص على نطاق أوسع وأكثر إنصافا على المستوى الدولي.

ومن شأن الاتفاق العالمي الجديد أن يمكن الدول النامية من تركيز مواردها على التنمية المستدامة والشاملة.

سيعيد الاتفاق العالمي الجديد التوازن بين القوة والموارد المالية

ويهدف إلى حشد العمل لحماية المناخ وحماية الصحة العامة العالمية، وإصلاح النظام المالي العالمي لبناء اقتصاد عالمي يعمل للجميع. 

وقال السيد غوتيريش: “سيعيد الاتفاق العالمي الجديد التوازن بين القوة والموارد المالية، ويمكّن البلدان النامية من الاستثمار في خطة عام 2030 وأهداف التنمية المستدامة.”

وتطرح “خطتنا المشتركة” على الدول الأعضاء عقد قمة اجتماعية عالمية في عام 2025، وهي عملية حكومية دولية يجب أن تنسق العمل وأن تخلق زخما على نطاق عالمي نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة. 

عقد اجتماعي جديد

إلى جانب القمة الاجتماعية العالمية، يمكن أن تساعد مجموعة من التوصيات الواردة في التقرير على تعزيز العقد الاجتماعي وتسريع تنفيذ أهداف التنمية المستدامة.

فيما يتعلق بالقضاء على الفقر بجميع أشكاله، تسعى العديد من المقترحات الواردة في “خطتنا المشتركة” بما في ذلك الاتفاق العالمي الجديد وتجديد العقد الاجتماعي، إلى دفع التقدم نحو هذا الهدف المهيمن.

كما يدعو التقرير إلى اتخاذ تدابير الحماية الاجتماعية في كل بلد، للوصول إلى أربعة مليارات شخص – أكثر من نصف سكان العالم – الذين ليس لديهم دخل مضمون ويعيشون على بُعد خطوة من العوز.

لتعزيز الهدف الثاني من أهداف التنمية المستدامة بشأن القضاء على الجوع، يدعم تقرير السيد غوتيريش تحويل النظم الغذائية، بما يتماشى مع الأهداف المتعلقة بالصحة والمناخ والتنوع البيولوجي.

لتعزيز الهدف الثالث من أهداف التنمية المستدامة، يدعو التقرير إلى وضع آليات لإدارة الصحة باعتبارها منفعة عامة عالمية.

ولعكس الانحدار الدراماتيكي في التعليم العالمي، ووضعنا على المسار الصحيح لتحقيق الهدف الرابع، يعتزم الأمين العام عقد قمة التعليم في وقت لاحق من هذا العام.

طالبات في صف مدرسي بجنوب السودان.

© UNICEF/Mark Naftalin

ويقترح التقرير تدابير محددة لتحقيق الهدف الخامس من أهداف التنمية المستدامة بشأن المساواة بين الجنسين، لكي تنظر فيها الدول الأعضاء.

ولدعم تحقيق الهدف السابع للطاقة النظيفة وبأسعار معقولة، وتعزيز أهداف التنمية المستدامة 6، 13، 14 و15 حول الماء والمناخ والمحيط والتنوع البيولوجي، يقترح التقرير سلسلة من التدابير لحماية الكوكب وتقديم المنافع العامة العالمية.

وهذا يشمل نداء لجميع الدول للالتزام بهدف الحد من الاحترار إلى 1.5 درجة مئوية.

وتهدف المقترحات بشأن الاتفاق العالمي الجديد لدعم التعافي من الجائحة التي يمكن أن تعطي دفعة للأمام للهدف الثامن بشأن العمل اللائق والنمو الاقتصادي.

ولتسريع التقدم في الهدف التاسع بشأن الصناعة والابتكار، يدعو التقرير إلى المزيد من المرونة في حقوق الملكية الفكرية ونقل التكنولوجيا. 

ستحقق جميع التوصيات، مع الاتفاق العالمي الجديد والعقد الاجتماعي الجديد، تقدما نحو الهدف العاشر بشأن الحد من عدم المساواة داخل البلدان وفيما بينها.

ويتضمن التقرير سلسلة من المقترحات للوفاء بوعد الهدف الـ 16 لتعزيز مجتمعات سلمية وشاملة ومؤسسات قوية.

وقال الأمين العام: “سيعزز كل اقتراح التقدم عبر الأهداف الأخرى، وفي الواقع سعينا الأوسع نحو السلام وحقوق الإنسان.”

قمة تحويل التعليم في أيلول/سبتمبر

حتى قبل الجائحة، ما يزيد على 260 مليون طفل كانوا خارج المدرسة، ونصف جميع الأطفال بعمر العاشرة في الدول النامية كانوا غير قادرين على قراءة جملة بسيطة.

منذ عام 2019، فقد ملايين الأطفال أشهرا وحتى أعواما من التعلم. وحوالي 350 مليونا لا يزالون متأثرين من إغلاق المدارس.

وشدد السيد غوتيريش قائلا: “ستسعى قمة تحويل التعليم إلى إعادة إشعال التزامنا الجماعي بالتعليم والتعلم مدى الحياة كصالح عام بارز.”

وستكون القمة المرة الأولى التي يجتمع فيها قادة العالم والشباب وجميع أصحاب المصلحة في مجال التعليم للنظر في هذه المسائل الأساسية.

الفتيات والنساء والشباب


أثناء تدريب بعض المستفيدين الشباب على العصف الذهني والتخطيط لتأسيس مباردات شبابية لحل مشاكل تعنى بالتنمية المستدامة.

Basel Almadani

أثناء تدريب بعض المستفيدين الشباب على العصف الذهني والتخطيط لتأسيس مباردات شبابية لحل مشاكل تعنى بالتنمية المستدامة.

النساء والفتيات أساسيات في كل عقد اجتماعي. وأعرب الأمين العام عن أسفه لأنه يتم تجاهل احتياجاتهن وتطلعاتهن الخاصة إلى حد كبير، ويتم التقليل من قيمة عملهن بشكل روتيني.

وقال: “سلطت الجائحة الضوء على أعمال الرعاية غير مدفوعة الأجر والتي تقوم بها النساء بشكل أساسي، وتمكن الكثير من المجتمعات من العمل.”

كما زاد العنف ضد النساء والفتيات.

وتقترح “خطتنا المشتركة” إنشاء مكتب للشباب في الأمانة العامة للأمم المتحدة.

وأعرب السيد غوتيريش عن أمنياته في أن تكون المناقشات مثمرة لتحديد الأولويات، وخلق الزخم لإحراز تقدم حيثما أمكن، وتحديد المجالات للدراسة والمداولات عند الضرورة.

مناقشة متعمقة بين الدول

انطلقت هذه السلسلة من الاجتماعات الموضوعية، ويرى السيد غوتيريش أنها تمثل الفرصة الأولى لإجراء مناقشة متعمقة بين الدول الأعضاء بشأن توصيات وأفكار محددة في التقرير. 

ويحتوي عدد كبير من المقترحات الواردة في تقرير السيد غوتيريش على تفويضات وأطر عمل قوية قائمة من أجندة 2030، وأهـداف التنمية المستدامة وغاياتها، واتـفاق باريس، وجدول أعمال أديس أبابا والوثائق الأخرى المتفق عليها بين الحكومات، وأبرزها ميثاق الأمم المتحدة والقرارات ذات الصلة الصادرة عن الجمعية العامة والمجلس الاقتصادي والاجتماعي.

من جانبه، قال عبد الله شاهد، رئيس الجمعية العامة، “في حين أن الأمم المتحدة لديها برنامج عمل قوي وواسع النطاق، فقد ركزت رئاستي بشكل خاص على المواضيع ذات الأولوية، أو كما أسميها ’بوارق الأمل‘ بما في ذلك التعافي من كوفيد-19 والانتعاش المستدام واحترام حقوق الجميع، وحماية الكوكب وإعادة تنشيط الأمم المتحدة.”

وأكد أن هذه العملية التشاورية نحو تنفيذ “خطتنا المشتركة” هي المفتاح لتحقيق كل الأولويات.

حاجة إلى التسلح بالأمل


شباب من بوركينا فاسو أثناء مشاركتهم في نشاط لبناء السلام.

© UNICEF/Frank Dejongh

شباب من بوركينا فاسو أثناء مشاركتهم في نشاط لبناء السلام.

وأشار السيد شاهد إلى أن “عالمنا في حاجة إلى الأمل. نأمل في أن يكون ذلك مستوحى من الوحدة والتضامن والعمل الجماعي.”

وأوضح أن ثمانية مليارات شخص (سكان الأرض) يريدون رؤية دليل على أن صرخاتهم تُسمع “وأننا نفهم ألمهم، ونتشارك أحزانهم.”

وأكد أنه على الأمم المتحدة  أن تكثف جهودها وأن تصبح أكثر استجابة وأكثر فعالية للأشخاص الذين تخدمهم.

وكانت الجمعية العامة قد دعت من خلال إعلان – في الذكرى السنوية 75 لتأسيس الأمم المتحدة – اعتمده رؤساء الدول والحكومات، إلى تقرير يتضمن “توصيات للنهوض بخطتنا المشتركة والاستجابة للتحديات الحالية والمستقبلية.”

وتقرير الأمين العام هو استجابة مباشرة لطلب رؤساء الدول والحكومات بشأن كيفية تمكين الأمم المتحدة من توجيه المجتمع الدولي للتغلب على التحديات.

وقال السيد شاهد: “محاولتنا من خلال هذه المشاورات هي إيجاد طريقة للمضي قدما بشأن مختلف المقترحات الواردة في التقرير.”

[ad_2]

Source link

Leave a Reply