لماذا نتعاطف مع ريان رحمه الله – أخبار السعودية

لماذا نتعاطف مع ريان رحمه الله – أخبار السعودية

[ad_1]

سيطرت قصة الطفل المغربي ريان على وسائل الإعلام العربية والدولية على امتداد الأسبوع المنصرم، متقدمة على قضايا كبرى في عناوين نشرات الأخبار، كالأزمة في أوكرانيا أو الانتخابات الفرنسية أو غيرهما. حتى قبل سنوات معدودة هذه النوعية من الأخبار كانت مستبعدة من نشرات الأخبار أو تأتي على هامشها لملء الوقت. إذن ما الذي تغير خلال تلك السنوات وجعل ترتيب الأحداث وأولويتها تختلف بهذا الشكل؟

تطورت وسائل الإعلام بشكل كبير للغاية وأصبح الإعلام الرسمي الذي سيطر على المشهد الإعلامي منذ نهاية الحرب العالمية الثانية ثانويا في تأثيره في عصر السماوات المفتوحة. تعدد وسائل الإعلام جعل من المتعذر أن تسيطر خارطة إعلامية واحدة، مما أدخل المشهد الإعلامي في حالة من الفوضى امتدت لسنوات وربما ما تزال آثارها ماثلة حتى اليوم. على كل حال عندما بدأ الإعلام التقليدي يستوعب التغيير بدأ يزداد تأثيره ويصبح جزءا من المشهد الإعلامي. التغير الثاني الذي طرأ وهو تغيير في الوسيلة، حيث تراجعت وسائل الإعلام التقليدية بمقابل ازدياد تأثير الإعلام البديل المتمثل في وسائل التواصل الاجتماعي، فالخبر ليس بالضرورة ما تنشره الصحف أو قنوات التلفزة أو الإذاعات، وإنما يمكن أن يكون تغريدة على تويتر أو منشورا على فيسبوك أو فيديو على يوتيوب. بل إن وسائل الإعلام التقليدية أصبح تركيزها كبيرا على صفحاتها على وسائل التواصل الاجتماعي، شخصيا على امتداد السنوات الخمس الماضية لم أتابع نشرة أخبار على شاشة التلفزيون إلا نادرا وإنما كنت أتابعها على وسائل التواصل لأنها تسمح لي بالتركيز على الخبر الذي أريد، وكذا بالنسبة للبرامج التحليلية فأنا أتابعها على وسائل التواصل في الوقت الذي أشاء. المتغير الثالث هو ظهور مصطلحات تتناسب مع تغير المشهد الإعلامي وأهمها مصطلح (الترند) وهو الميل العام لمتابعة حدث أو خبر، بل أصبح هناك سعي محموم لدى المؤثرين والفنانين وحتى السياسيين لركوب الموجة أو لتصدر الترند، سواء بتصريحات غريبة أو أحداث مفاجئة وغريبة. ولعل المثال الصارخ خلال السنوات الماضية هي الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب الذي استطاع على الدوام تصدر الترند العالمي. أما التغير الآخر فهو في حرفة صناعة الإعلام بحد ذاتها، فهنالك الخبر الذي يهيمن على وسائل الإعلام، وهناك القصة التي تعطي حدثا ما لحما ودما، فيصبح تأثيره أكبر، حتى لو كان الخبر صادما وصاعقا. قوة الصورة أكبر بكثير من قوة الفكرة، أما إذا كانت الفكرة تجسدت في صورة فعند ذلك يصبح تأثيرها أكبر بكثير، هذا هو الذي يجعل المشاهد تمر على مسامعه خبر مقتل عشرات في حرب أو كارثة طبيعية دون أن يلقي لها بالا، بينما يحزن وتغرورق عيناه بالدموع لمقتل بطل فيلم السهرة، مع أنه يعلم أن هذا مجرد تمثيل، لذلك التوجه في الإعلام المعاصر هو التركيز على القصة الخبرية، فعند الحديث عن شخص أو عائلة قتلت في حرب ما، فهذا يعطي لهذه الحرب معناها وتأثيرها أكثر من مجرد ذكر الأرقام والأحداث. قصة الطفل المغربي ريان كانت نموذجية في القصة الخبرية والتي كان تأثيرها كبيرا، فكانت الترند وكان الجميع يأمل أن تنتهي كما كل الروايات الجميلة، ولكن قدّر الله وما شاء فعل، فرحمه الله وألهم ذويه الصبر والسلوان.



[ad_2]

Source link

Leave a Reply