[ad_1]
حين اتصل بي أحد الأصدقاء المقربين طالبًا مقابلتي على وجه السرعة ظننتُ للوهلة الأولى أنه سيبحث معي أزمته المادية التي توقفت بسببها عمارته عند مرحلة التشطيب، وظننت أنه سيلتقيني بوجهه الشاحب وملامحه البائسة. ظننتُ أنه سيجلس أمامي متنهدًا، حانيًا رأسه، ومشبكًا أصابعه، يشكو ضعفه وقلة حيلته.. لكنني بحق فوجئت حين رأيت الابتسامة تكاد تشق وجهه، وهو يطلب مني إعطاءه رقم عامل الجبس. وحين بادلته الابتسامة، وأومأت برأسي، أجابني: نعم يا أبا ماجد، لقد وقّعت العقد مع البنك قبل أيام، واستلمت الدفعة الأولى من قرض الإسكان، وبعمولة معقولة نسبيًّا، وكل هذا حدث بوقت قياسي، وعلى دفعات شبه ميسرة وطويلة.
ومن المصادفات أن أتلقى باليوم التالي دعوة كريمة، فحواها (يسر برنامج الإسكان، أحد برامج رؤية السعودية 2030، دعوتكم لحضور اللقاء الإعلامي عبر الاتصال المرئي مع معالي وزير الإسكان/ ماجد بن عبدالله الحقيل؛ لتسليط الضوء على أهم المنجزات التي تحققت في قطاع الإسكان، والإجابة عن أسئلتكم من معاليه).
في هذا الاجتماع المرئي رأيت بإطلالة معاليه، ولمست في كلماته، ملامح صديقي وروحه المتفائلة. كل شيء هنا كان يبعث على الأمل والمستقبل المشرق، بعكس الاجتماع الذي جمعنا بمعاليه قبل سنوات، الذي كان يشكو فيه ندرة السيولة النقدية، وعدم توافر الأراضي الداخلية القريبة من الخدمات المهمة، من مدارس وأسواق ومرافق عامة. اليوم يتحدث عن مضاعفة أعداد المقترضين، وانخفاض عمولة البنك إلى 5 %، ومواصلة التفاوض لتخفيضها. اليوم يتحدث عن توافر خيارات تمويلية وسكنية، عن التقديم السريع عبر المنصة الإلكترونية، وانتهاء معاملة القرض خلال شهر، عن بناء منظومة إسكانية متكاملة، تعمل بكفاءة لخدمة المواطن، وتعزيز جاذبية الاستثمار في القطاع الخاص. دائمًا ما يتسم حديث معالي وزير الإسكان بالتلقائية والصراحة، وبالإحصائيات الدقيقة التي توضح على الأقل مدى الجهد المبذول من قِبله وفريق عمله. وتبقى النتائج المتحققة على أرض الواقع مرهونة بمؤثرات أخرى، وبمدى رضا وإمكانية المستفيدين من الحلول التمويلية والمنتجات السكنية المتوافرة.
نأتي دائمًا في كل لقاء مع الكتّاب والكاتبات لمرحلة توجيه الأسئلة، ومع تشديد مقدم اللقاء المتألق على الاختصار والمباشرة لضيق الوقت، إلا أن البعض يحب التباهي والأنا على حساب زملائه؛ فينظم ديباجة طويلة عريضة، ثم يفرع سؤاله لأكثر من شق، ثم يقفل محاضرته -أقصد مداخلته- بعريضة اعتذار عن إطالته وإسهابه المبالغ فيه!! هذا بخلاف الأسئلة التي غالبًا ما تكون مكررة أو لنواحٍ تم إيضاحها في اللقاء، أو لأمور ثانوية، تخلق عراقيل جديدة، مثل: لماذا لا يتم إدراج (العزاب) ضمن مستحقي الإسكان؟!
إنني أقترح تقليص قائمة الانتظار بالإسكان، وحصره على المستحقين، باستبعاد المطلقات، وعدم التفكير بالعزاب حاليًا؛ فالأَوْلَى بالإسكان هم مَن شرعوا في البناء تثمينًا لكفاحهم، ثم الموظفون محدودو الدخل، ثم أصحاب المهن والمحال الصغيرة، وكذلك المتقاعدون الذين يعولون أسرهم، وأرهقتهم الإيجارات، الذين يفترض النظر لحالهم بعيدًا عن نظرة البنوك الربحية. وقياسًا على برنامج اتحاد الملاك الذي نظم الشقق المملوكة بالتجمعات، أقترح الاهتمام بالمستأجرين بإضافة بند بعقد الإيجار الإلكتروني، يحدد قيمة الإيجار وفقًا للعمر الزمني للعمارة، وعدم رفعه بعد مدة معينة، وفرض قرار صارم على القطاع الخاص بأن لا يقل بدل السكن عن ثلاثة رواتب، كذلك التدخل بتعليق دفع الإيجار أو تأجيله عندما تقع قوة قاهرة خارجة عن إرادة المتعاقدين، كانتشار وباء (كورونا).
على فكرة، لم يختَرْ صديقي الحل التمويلي الأخير على مزاجه -حتى وإن حاول التظاهر بذلك- بل كان مضطرًّا له؛ ليهرب من أسئلة الناس الفضوليين الذين كلما التقوا إياه في مناسبة عكّروا صفوه بسؤالهم: “خير، عمارتك لا تزال عظمًا منذ شهور، ليه ما كملتها؟!”؛ لهذا فإن طموحنا أكبر في وزارة الإسكان من أجل تسهيل الحلول التمويلية أكثر؛ حتى يحقق المواطن حلمه بامتلاك (منزل العمر)، وينعم فيه مع أسرته، وهو لا يزال في عز شبابه، بدلاً من أن يستلم المفتاح من هنا، ويأخذ الله أمانته من هنا إثر تقدمه في العمر، وتعرضه فجأة لأزمة قلبية أو ارتفاع في ضغط الدم!!
هؤلاء أَوْلَى بالإسكان
أحمد عجب
سبق
2020-10-22
حين اتصل بي أحد الأصدقاء المقربين طالبًا مقابلتي على وجه السرعة ظننتُ للوهلة الأولى أنه سيبحث معي أزمته المادية التي توقفت بسببها عمارته عند مرحلة التشطيب، وظننت أنه سيلتقيني بوجهه الشاحب وملامحه البائسة. ظننتُ أنه سيجلس أمامي متنهدًا، حانيًا رأسه، ومشبكًا أصابعه، يشكو ضعفه وقلة حيلته.. لكنني بحق فوجئت حين رأيت الابتسامة تكاد تشق وجهه، وهو يطلب مني إعطاءه رقم عامل الجبس. وحين بادلته الابتسامة، وأومأت برأسي، أجابني: نعم يا أبا ماجد، لقد وقّعت العقد مع البنك قبل أيام، واستلمت الدفعة الأولى من قرض الإسكان، وبعمولة معقولة نسبيًّا، وكل هذا حدث بوقت قياسي، وعلى دفعات شبه ميسرة وطويلة.
ومن المصادفات أن أتلقى باليوم التالي دعوة كريمة، فحواها (يسر برنامج الإسكان، أحد برامج رؤية السعودية 2030، دعوتكم لحضور اللقاء الإعلامي عبر الاتصال المرئي مع معالي وزير الإسكان/ ماجد بن عبدالله الحقيل؛ لتسليط الضوء على أهم المنجزات التي تحققت في قطاع الإسكان، والإجابة عن أسئلتكم من معاليه).
في هذا الاجتماع المرئي رأيت بإطلالة معاليه، ولمست في كلماته، ملامح صديقي وروحه المتفائلة. كل شيء هنا كان يبعث على الأمل والمستقبل المشرق، بعكس الاجتماع الذي جمعنا بمعاليه قبل سنوات، الذي كان يشكو فيه ندرة السيولة النقدية، وعدم توافر الأراضي الداخلية القريبة من الخدمات المهمة، من مدارس وأسواق ومرافق عامة. اليوم يتحدث عن مضاعفة أعداد المقترضين، وانخفاض عمولة البنك إلى 5 %، ومواصلة التفاوض لتخفيضها. اليوم يتحدث عن توافر خيارات تمويلية وسكنية، عن التقديم السريع عبر المنصة الإلكترونية، وانتهاء معاملة القرض خلال شهر، عن بناء منظومة إسكانية متكاملة، تعمل بكفاءة لخدمة المواطن، وتعزيز جاذبية الاستثمار في القطاع الخاص. دائمًا ما يتسم حديث معالي وزير الإسكان بالتلقائية والصراحة، وبالإحصائيات الدقيقة التي توضح على الأقل مدى الجهد المبذول من قِبله وفريق عمله. وتبقى النتائج المتحققة على أرض الواقع مرهونة بمؤثرات أخرى، وبمدى رضا وإمكانية المستفيدين من الحلول التمويلية والمنتجات السكنية المتوافرة.
نأتي دائمًا في كل لقاء مع الكتّاب والكاتبات لمرحلة توجيه الأسئلة، ومع تشديد مقدم اللقاء المتألق على الاختصار والمباشرة لضيق الوقت، إلا أن البعض يحب التباهي والأنا على حساب زملائه؛ فينظم ديباجة طويلة عريضة، ثم يفرع سؤاله لأكثر من شق، ثم يقفل محاضرته -أقصد مداخلته- بعريضة اعتذار عن إطالته وإسهابه المبالغ فيه!! هذا بخلاف الأسئلة التي غالبًا ما تكون مكررة أو لنواحٍ تم إيضاحها في اللقاء، أو لأمور ثانوية، تخلق عراقيل جديدة، مثل: لماذا لا يتم إدراج (العزاب) ضمن مستحقي الإسكان؟!
إنني أقترح تقليص قائمة الانتظار بالإسكان، وحصره على المستحقين، باستبعاد المطلقات، وعدم التفكير بالعزاب حاليًا؛ فالأَوْلَى بالإسكان هم مَن شرعوا في البناء تثمينًا لكفاحهم، ثم الموظفون محدودو الدخل، ثم أصحاب المهن والمحال الصغيرة، وكذلك المتقاعدون الذين يعولون أسرهم، وأرهقتهم الإيجارات، الذين يفترض النظر لحالهم بعيدًا عن نظرة البنوك الربحية. وقياسًا على برنامج اتحاد الملاك الذي نظم الشقق المملوكة بالتجمعات، أقترح الاهتمام بالمستأجرين بإضافة بند بعقد الإيجار الإلكتروني، يحدد قيمة الإيجار وفقًا للعمر الزمني للعمارة، وعدم رفعه بعد مدة معينة، وفرض قرار صارم على القطاع الخاص بأن لا يقل بدل السكن عن ثلاثة رواتب، كذلك التدخل بتعليق دفع الإيجار أو تأجيله عندما تقع قوة قاهرة خارجة عن إرادة المتعاقدين، كانتشار وباء (كورونا).
على فكرة، لم يختَرْ صديقي الحل التمويلي الأخير على مزاجه -حتى وإن حاول التظاهر بذلك- بل كان مضطرًّا له؛ ليهرب من أسئلة الناس الفضوليين الذين كلما التقوا إياه في مناسبة عكّروا صفوه بسؤالهم: “خير، عمارتك لا تزال عظمًا منذ شهور، ليه ما كملتها؟!”؛ لهذا فإن طموحنا أكبر في وزارة الإسكان من أجل تسهيل الحلول التمويلية أكثر؛ حتى يحقق المواطن حلمه بامتلاك (منزل العمر)، وينعم فيه مع أسرته، وهو لا يزال في عز شبابه، بدلاً من أن يستلم المفتاح من هنا، ويأخذ الله أمانته من هنا إثر تقدمه في العمر، وتعرضه فجأة لأزمة قلبية أو ارتفاع في ضغط الدم!!
22 أكتوبر 2020 – 5 ربيع الأول 1442
12:43 AM
حين اتصل بي أحد الأصدقاء المقربين طالبًا مقابلتي على وجه السرعة ظننتُ للوهلة الأولى أنه سيبحث معي أزمته المادية التي توقفت بسببها عمارته عند مرحلة التشطيب، وظننت أنه سيلتقيني بوجهه الشاحب وملامحه البائسة. ظننتُ أنه سيجلس أمامي متنهدًا، حانيًا رأسه، ومشبكًا أصابعه، يشكو ضعفه وقلة حيلته.. لكنني بحق فوجئت حين رأيت الابتسامة تكاد تشق وجهه، وهو يطلب مني إعطاءه رقم عامل الجبس. وحين بادلته الابتسامة، وأومأت برأسي، أجابني: نعم يا أبا ماجد، لقد وقّعت العقد مع البنك قبل أيام، واستلمت الدفعة الأولى من قرض الإسكان، وبعمولة معقولة نسبيًّا، وكل هذا حدث بوقت قياسي، وعلى دفعات شبه ميسرة وطويلة.
ومن المصادفات أن أتلقى باليوم التالي دعوة كريمة، فحواها (يسر برنامج الإسكان، أحد برامج رؤية السعودية 2030، دعوتكم لحضور اللقاء الإعلامي عبر الاتصال المرئي مع معالي وزير الإسكان/ ماجد بن عبدالله الحقيل؛ لتسليط الضوء على أهم المنجزات التي تحققت في قطاع الإسكان، والإجابة عن أسئلتكم من معاليه).
في هذا الاجتماع المرئي رأيت بإطلالة معاليه، ولمست في كلماته، ملامح صديقي وروحه المتفائلة. كل شيء هنا كان يبعث على الأمل والمستقبل المشرق، بعكس الاجتماع الذي جمعنا بمعاليه قبل سنوات، الذي كان يشكو فيه ندرة السيولة النقدية، وعدم توافر الأراضي الداخلية القريبة من الخدمات المهمة، من مدارس وأسواق ومرافق عامة. اليوم يتحدث عن مضاعفة أعداد المقترضين، وانخفاض عمولة البنك إلى 5 %، ومواصلة التفاوض لتخفيضها. اليوم يتحدث عن توافر خيارات تمويلية وسكنية، عن التقديم السريع عبر المنصة الإلكترونية، وانتهاء معاملة القرض خلال شهر، عن بناء منظومة إسكانية متكاملة، تعمل بكفاءة لخدمة المواطن، وتعزيز جاذبية الاستثمار في القطاع الخاص. دائمًا ما يتسم حديث معالي وزير الإسكان بالتلقائية والصراحة، وبالإحصائيات الدقيقة التي توضح على الأقل مدى الجهد المبذول من قِبله وفريق عمله. وتبقى النتائج المتحققة على أرض الواقع مرهونة بمؤثرات أخرى، وبمدى رضا وإمكانية المستفيدين من الحلول التمويلية والمنتجات السكنية المتوافرة.
نأتي دائمًا في كل لقاء مع الكتّاب والكاتبات لمرحلة توجيه الأسئلة، ومع تشديد مقدم اللقاء المتألق على الاختصار والمباشرة لضيق الوقت، إلا أن البعض يحب التباهي والأنا على حساب زملائه؛ فينظم ديباجة طويلة عريضة، ثم يفرع سؤاله لأكثر من شق، ثم يقفل محاضرته -أقصد مداخلته- بعريضة اعتذار عن إطالته وإسهابه المبالغ فيه!! هذا بخلاف الأسئلة التي غالبًا ما تكون مكررة أو لنواحٍ تم إيضاحها في اللقاء، أو لأمور ثانوية، تخلق عراقيل جديدة، مثل: لماذا لا يتم إدراج (العزاب) ضمن مستحقي الإسكان؟!
إنني أقترح تقليص قائمة الانتظار بالإسكان، وحصره على المستحقين، باستبعاد المطلقات، وعدم التفكير بالعزاب حاليًا؛ فالأَوْلَى بالإسكان هم مَن شرعوا في البناء تثمينًا لكفاحهم، ثم الموظفون محدودو الدخل، ثم أصحاب المهن والمحال الصغيرة، وكذلك المتقاعدون الذين يعولون أسرهم، وأرهقتهم الإيجارات، الذين يفترض النظر لحالهم بعيدًا عن نظرة البنوك الربحية. وقياسًا على برنامج اتحاد الملاك الذي نظم الشقق المملوكة بالتجمعات، أقترح الاهتمام بالمستأجرين بإضافة بند بعقد الإيجار الإلكتروني، يحدد قيمة الإيجار وفقًا للعمر الزمني للعمارة، وعدم رفعه بعد مدة معينة، وفرض قرار صارم على القطاع الخاص بأن لا يقل بدل السكن عن ثلاثة رواتب، كذلك التدخل بتعليق دفع الإيجار أو تأجيله عندما تقع قوة قاهرة خارجة عن إرادة المتعاقدين، كانتشار وباء (كورونا).
على فكرة، لم يختَرْ صديقي الحل التمويلي الأخير على مزاجه -حتى وإن حاول التظاهر بذلك- بل كان مضطرًّا له؛ ليهرب من أسئلة الناس الفضوليين الذين كلما التقوا إياه في مناسبة عكّروا صفوه بسؤالهم: “خير، عمارتك لا تزال عظمًا منذ شهور، ليه ما كملتها؟!”؛ لهذا فإن طموحنا أكبر في وزارة الإسكان من أجل تسهيل الحلول التمويلية أكثر؛ حتى يحقق المواطن حلمه بامتلاك (منزل العمر)، وينعم فيه مع أسرته، وهو لا يزال في عز شبابه، بدلاً من أن يستلم المفتاح من هنا، ويأخذ الله أمانته من هنا إثر تقدمه في العمر، وتعرضه فجأة لأزمة قلبية أو ارتفاع في ضغط الدم!!
window.fbAsyncInit = function() { FB.init({ appId : 636292179804270, autoLogAppEvents : true, xfbml : true, version : 'v2.10' }); FB.AppEvents.logPageView(); };
(function(d, s, id){ var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0]; if (d.getElementById(id)) {return;} js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = "https://connect.facebook.net/en_US/sdk.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); }(document, 'script', 'facebook-jssdk'));
[ad_2]
Source link