[ad_1]
02 فبراير 2022 – 1 رجب 1443
10:09 PM
القصير الماكرلا يهاب المرمى .. يلعب 5 مباريات في اليوم لمساعدة والده
“ميشيل الهلال” .. اشتكى منه معلمو مدرسته واكتشفه “مغنٍ” برازيلي في المزرعة
كما هي سرعة الرياح التي تبلغ 27 كم / بالساعة في مدينة “بوكسورو” البرازيلية مسقط رأس لاعب الهلال الجديد “ميشيل ديلجادو”؛ فإن شهرته الكروية سريعة جداً من الحواري حتى صدارة هدافي فريق “فلامنجو” لم تتجاوز عاماً ونصف لكنها كانت مذهلة بفضل المهارات العالية التي يمتلكها والنادرة في اللاعبين عالمياً كالسرعة والقراءة الممتازة لمسار الهجمة، والمراوغة والتمركز وأخيراً التسجيل في المرمى.
ولد “ميشيل” عام 1996 في “بوكسورو” وسط غرب البرازيل المشتهرة بالجواهر الماسية والأجواء شبه المعتدلة طوال العام، وهي نفس السنة التي حقق بها المنتخب السعودي بطولة قارة آسيا في الإمارات بنجومية الحارس محمد الدعيع وفهد المهلل ويوسف الثنيان وخالد مسعد، ورفاقهم.
ونشأ الطفل الشقي في مدينة يبلغ عدد سكانها حوالي 16 ألف نسمة، وتقع على بعد حوالي 200 كيلومتر من منطقة “كويابا” التي تبعد عن العاصمة “برازيليا” نحو 1000 كيلو متر، وهناك قضى “ميشيل” طفولته، وخلال هذه الفترة اعتاد الهروب من المدرسة للعب الكرة، وأبلغ المعلمون والديّ الصبي أنه يتسلل من فصله الدراسي كلما سمع صوت زملاءه الطلاب يمارسون الكرة في الخارج ولا يعود إلى الفصل مما يؤثر على تحصيله العلمي، وبالفعل رسب في الصف الثالث الابتدائي، ومع ذلك، أراد معلمه من والده أن يوقع تفويضاً لابنه لتمثيل المدرسة في بطولة كرة القدم.
ووجد هذا الطلب استغراب وسخرية من الأب قائلاً لابنه “إنه أمر مضحك.. تفشل في الجغرافيا والرياضيات واللغة البرتغالية، وبعد ذلك يريدونك في البطولة” ورفض الطلب لولا أن شقيقه نجح في إقناعه، ومن هنا أحب “ميشيل” أجواء المدرسة واقترب أكثر من معلميه حتى أنهى سنوات الدراسة الإبتدائية، وفي طفولته تلقى 20 ريالاً برازيلياً (14 ريالاً سعودياً) عن كل مباراة يلعبها على الملاعب الترابية، أملاً في مساعدة والده بدفع فواتير المنزل، ووصل به الأمر أن لعب خمس مباريات في يوم واحد.
بدأت أنظار كشافي الحواري تتجه صوب “ميشيل”، وبدأ الغرور يتسلل إلى ذلك الشقي الفقير، وتغير سلوكه حتى أنه لم يكن منضبطاً في حياته العامة عندما كبر، لتأتي نقطة التحول في حياته بانتقاله عام 2017 مع ابن عمه وخالته إلى مدينة “غوياس” القلب الجغرافي للبرازيل والمشتهرة بالأرز والحديد والملابس، وترك “ميشيل” بلدته وأصدقاءه غير أنه لم يترك معشوقته كرة القدم، وبدأ يركلها في شوارع تلك المدينة التي تصنف بالأكثر كثافة سكانية.
واصل “ميشيل” ركضه خلف الكرة ممنياً النفس أن يصل لمستوى لاعبه الأول عالمياً “ماريو زاجالو”، حيث نشر على حسابه في “الإنستجرام” صورة تجمعه مع “زاجالو” اللاعب البرازيلي السابق وأحد أكبر المدربين في القارة اللاتينية، معبراً عن فرحته وسعادته وفخره بالتقاط تلك الصورة ومقابلة الأسطورة البرازيلية، قائلاً، “لقد فاجأني الله بفعل أشياء عظيمة في حياتي، أحدها أن أكون قادراً على مقابلة أحد أعظم الشخصيات في كرة القدم العالمية هو أمر ملهم، شكراً لك الأستاذ زاجالو على كل ما قمت به من أجل كرة القدم لدينا”.
وفي مدينة “غوياس” التفّ الشاب “ميشيل” على مجموعة من شباب مدينته الجديدة وأصبحت لغة كرة القدم هي الرابط بينهم كل يوم، وفي أحد الأيام وأثناء تجول المغني البرازيلي الشهير “أمادوا باتيستا” في مزرعته، توقف في مكان استراحة عمال المزرعة، وشد انتباهه مهارة أحد اللاعبين، وعلى الفور اتصل بصديقه المدرب “هارلي مينيزيس” المدير السابق لكرة القدم ونائب الرئيس الحالي لفريق “غوياس” البرازيلي، قائلاً له “هناك لاعب صغير، لكنه متقلب للغاية، عداء، مراوغ، يلعب هنا في مزرعتي مع الموظفين ومع أصدقائي، انظر إليه”.
وعلى الفور وثق “مينيزيس” بإعجاب “باتيستا” وأتى به للعب مباراة ودية فاز بها فريق “غوياس” 4-2، وكان ميشيل هو أفضل لاعب بالمباراة، وفي اليوم التالي، اتصل المدير الرياضي بالشخص الذي يمثل ميشيل قانونياً، ووقع معه عقداً احترافياً لمدة خمسة مواسم، وكان هذا أول عقد احترافي في حياته، وفي عام 2020 لفتت صفات المهاجم انتباه “خورخي جيسوس”، مدرب فلامنجو السابق، الذي كان مسؤولاً عن الموافقة على توقيعه، و دفع النادي 34 مليون ريال برازيلي لإخراجه من “غوياس”.
التحق “ميشيل” بنادي “فلامنجو” من الباب الكبير، وصنع فارقاً كبيراً في الفريق، ولمع اسمه في الدوري البرازيلي، وساهم في 2021 بتسجيل 19 هدفاً، وصناعة 10 أهداف، ولم ينل أي بطاقة حمراء أو صفراء على الرغم من استفزاز المدافعين له، والتحامهم القوي بجسده النحيل وطوله الذي لم يتجاوز 166 سم .
وبالإضافة إلى اعتزاز الجمهور الهلالي بلاعبهم الجديد القصير الماكر شبيه “جوفينكو” في الشكل والبنية ومرونة المفصل والرشاقة العالية – كما يصفه المحلل الرياضي “خالد القحطاني” – وشبيه الهداف الفرنسي “غوميز” في الوصول للشباك؛ فإن “ميشيل ديليغاو” يعتز كثيراً بزوجته وابنته “إلواه” التي أكملت عامها الأول، وقبلها كان قد احتفل بحمل زوجته ووثق مراحل الحمل المختلفة معها في مجموعة من الصور المرحة والرومانسية، ثم احتفل بعيد ميلاد “إلواه” على حسابه الرسمي بإنستغرام بنشره صورتان له مع الطفلة وزوجته، قائلا، “مبروك يا فتاتي، سنة من الفرح والحب والمودة والضحك والبكاء.. أنت كل شيء بالنسبة لنا، نحبك كثيراً”.
[ad_2]
Source link