[ad_1]
28 يناير 2022 – 25 جمادى الآخر 1443
03:11 PM
أسسها مانع المريدي وأخذت بعدًا جديدًا في عهد الإمام محمد بن سعود
في أروقة التاريخ.. كيف تحولت مدينة “الدرعية” إلى “الدولة السعودية الأولى”؟
شهد التاريخ السعودي العديد من التحولات الكبرى منذ أن تأسست مدينة الدرعية منتصف القرن التاسع الهجري/ الخامس عشر الميلادي على يد الأمير مانع المريدي (الجد الثالث عشر لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله)؛ لتشكل نواة للدولة السعودية الأولى التي تأسست فيما بعد على يد الأمير الإمام محمد بن سعود عام 1139هـ/1727م، كالتحول الأكبر في تاريخ الجزيرة العربية الحديث.
المدينة الدولة
حظيت الدرعية منذ أن وضعت لبنتها الأولى على أهمية استراتيجية كبرى كونها مدينة متوسطة الحجم، ولها مركز حضري يتألف من نسبة كبيرة من السكان ومكتفية ذاتياً من الناحية الاقتصادية لوقوعها على مفترق طرق تجارية ولكونها منطقة زراعية، نظرًا لوقوعها على وادي حنيفة، فتكثر فيها المزارع التي يفيض إنتاجها عن حاجة سكانها فيقومون بتصديرها للمدن الأخرى في منطقة نجد، علاوة على وقوعها على أحد أهم الطرق التجارية، والذي أصبح فيما بعد أبرز الطرق التي تمر بها قوافل التجارة والحج.
كما اكتسبت صفة دولة المدينة city state من كونها موئلاً للعرب الآخرين، وليست حكراً على أسرة واحدة كما كان السائد في بلدات المنطقة عند التأسيس، كذلك اكتسب حكامها منذ مانع المريدي وحتى الإمام محمد بن سعود شهرة واسعة؛ لحرصهم على حماية القوافل التجارية والحج، وعقد المعاهدات والاتفاقات مع أمراء المدن الأخرى في نجد.
كيف تحولت إلى الدولة السعودية الأولى؟
منذ عهد الأمير مانع المريدي وكان عرب الجزيرة يحلمون بإنشاء دولة عربية قوية على تلك البقعة الغالية، دولة تقوم على الأساس العربي، ولا يكون فيها مكان للتعصبات القبلية الضيقة؛ وذلك عطفاً على ما عانته المنطقة من إهمال وتردٍ وتناحر، وسيطرة أعراق أخرى كالفارسية والتركية على مقدرات وخيرات العرب.
وتوالى الحكام على الدرعية منذ “المريدي” إلى أن جاء الإمام محمد بن سعود، الذي كان يتمتع بحس إداري، ونظرة مستقبلية، فأخذ الدرعية إلى بعد جديد غير مسبوق؛ فعمل على البدء بالتغيير، معلناً قيام الدولة السعودية الأولى، لتبدأ مرحلة جديدة في تاريخ جزيرة العرب، حيث وضع لبنة الوحدة التي وحدت معظم أجزائها، والتي لم تعرفها شبه الجزيرة العربية منذ قرون طويلة، ونتيجة لهذه الوحدة أصبحت مدينة الدرعية عاصمة لدولة مترامية الأطراف، ومصدر جذب اقتصادي واجتماعي وفكري وثقافي.
كما ازدهرت التجارة بشكل كبير، ليكون سوق الدرعية أعظم الأسواق في المنطقة، إضافة إلى أن النظام المالي للدولة كان من أفضل النظم التي عرفتها شبه الجزيرة العربية في حينها، وقد هاجر في ذلك الوقت كثير من العلماء إلى الدرعية للتعليم والتأليف؛ حيث اهتمت الدولة بمدينة الدرعية، وأسهمت إسهاماً كبيراً في محاربة الجهل والأمية، وشجعت على التعليم بشكل كبير.
ويمكن الإشارة هنا إلى أن الإمام محمد بن سعود قد تولى الحكم في ظروف استثنائية؛ فقد عانت الدرعية قبيل توليه الحكم من ضعف وانقسام لأسباب تاريخية متعددة: منها النزاع الداخلي على العيينة وانتشار وباء الطاعون في المنطقة التي كان لها الأثر الكبير في عدم الاستقرار، إلا أن تلك التحديات والمتغيرات الاستثنائية لم تحد في نفس الأمير الإمام إلا إصراراً وعزيمة على توحيد الدرعية بشطريها، وتأسيس الدولة الفتية، المتعارف عليها تاريخياً باسم (الدولة السعودية الأولى).
[ad_2]
Source link