[ad_1]
ويعرّف قرار الجمعية العامة رقم (A.76.L30) إنكار محرقة اليهود بأنه الخطاب والدعاية حيث ينكر أنصارهما صدق الواقعة التاريخية المتمثلة في قيام النازيين وشركائهم بإبادة اليهود خلال الحرب العالمية الثانية، وإنكار النطاق الواسع لأعمال الإبادة التي عُرفت باسم محرقة اليهود.
ويشير إنكار محرقة اليهود تحديدا – كما جاء في القرار – إلى أي محاولة للقول إن المحرقة لم تقع، ويشمل الجهر بإنكار استخدام آليات الهلاك الرئيسية (مثل غرف الغاز وإطلاق النار على الجموع والتجويع والتعذيب) أو بإنكار تعمّد الإبادة الجماعية للشعب اليهودي والتشكيك في أي من هذين الأمرين.
كما يؤكد قرار الجمعية العامة على أن إنكار محرقة اليهود بأشكاله المتنوعة هو تعبير عن معاداة السامية.
ويلحظ القرار دور وسائل التواصل الاجتماعي والتكنولوجيا، إذ يعرب القرار عن القلق إزاء انتشار المعلومات المضللة والمغلوطة، لا سيّما على منصات التواصل الاجتماعي “التي يمكن أن تكون مصممة لنشر العنصرية وكراهية الأجانب والقولبة النمطية السلبية والوصم وانتهاك حقوق الإنسان والاعتداء عليها.”
توعية للأجيال القادمة
ويحث القرار الدول الأعضاء على وضع برامج توعية لترسيخ العبر المستخلصة من محرقة اليهود في أذهان الأجيال المقبلة للحيلولة دون وقوع أعمال إبادة جماعية أخرى في المستقبل.
وفي المؤتمر الصحفي اليومي، قالت بولينا كوبياك، الناطقة باسم رئيس الجمعية العامة، إن رئيس الجمعية العامة عبد الله شاهد التقى قبل الاجتماع بمجموعة من الأفراد الناجين أو أقربائهم من المحرقة، من بينهم السيد ألبرت بورلا رئيس شركة فايزر ونجل أحد الناجين من المحرقة.
يُذكر أن تبنّي القرار يأتي في 20 كانون الثاني/يناير وهي ذكرى مرور 80 عاما على انعقاد “مؤتمر فانزي” الذي ناقش خلاله مسؤولو ألمانيا النازية تنفيذ ما سُمّي بـ “الحل النهائي للمسألة اليهودية” ونسّقوه، وهو ما أدى إلى الإنشاء المنهجي لمعسكرات الموت النازية وأفضى في نهاية المطاف إلى وقوع جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.
و27 كانون الثاني/يناير من كل عام هو يوم دولي لإحياء ذكرى ضحايا محرقة اليهود.
اليونسكو ترحب بالقرار
وقد رحبت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) بالقرار. وقالت إن التوعية بالهولوكوست هي حجر الزاوية في أي جهد دائم لمكافحة الكراهية ونظريات المؤامرة ومعاداة السامية.
وقد أنشأت اليونسكو في عام 2015، برنامجا دوليا للتعليم بشأن الهولوكوست ومنع الإبادة الجماعية وهناك متحف لذكرى الهولوكوست في الولايات المتحدة. ومن خلال هذا البرنامج، تقدم اليونسكو التدريب والتوجيه للنهوض بالتثقيف بشأن المحرقة والإبادة الجماعية في القطاع العام والمجتمع المدني في جميع المناطق، بالتعاون الوثيق مع مكاتبها الميدانية.
وفي عام 2021، أطلقت اليونسكو تطوير أول دورة تعلّم إلكتروني للمعلمين حول معالجة معاداة السامية بالشراكة مع جامعة لندن.
كما أطلقت اليونسكو موقعا مشتركا على شبكة الإنترنت يستهدف في الغالب المعلمين الأميركيين، مع مؤسسة USC Shoah لدعم التدخلات التعليمية للتصدي لمعاداة السامية ومنعها.
ميشيل باشيليت: خطاب الكراهية يتزايد خلال الجائحة
من جانبها، أشارت مفوضة حقوق الإنسان، ميشيل باشيليت، إلى أن معاداة السامية والتحامل ضد المسلمين في ازدياد في جميع أنحاء أوروبا. وأضافت أن خطاب الكراهية يتزايد في جميع أنحاء العالم، “ويبدو أن هذا الاتجاه يتفاقم بسبب الآثار الاقتصادية والاجتماعية لجائحة كـوفيد-19.”
وقالت: “هذا يهدد بشدة القيَم التي نتشاركها – قيم العدالة والكرامة الإنسانية والمساواة وحقوق الإنسان.”
جاءت كلمة السيدة باشيليت خلال جلسة استماع للجنة الاستثنائية لمجلس الشيوخ الإيطالي، فيما يتعلق بمكافحة التعصب والعنصرية ومعاداة السامية والتحريض على الكراهية والعنف.
هذا يهدد بشدة القيَم التي نتشاركها – قيم العدالة والكرامة الإنسانية والمساواة وحقوق الإنسان
ففي عام 2019 أجرى مكتبها زيارة إلى إيطاليا لرصد التمييز العنصري، مع التركيز على التحريض على الكراهية العنصرية والتمييز العنصري.
وقالت: “أكد تحليلنا أن هذا الاتجاه موجود بشكل كبير في إيطاليا، كما هو الحال في جميع أنحاء أوروبا وفي العديد من المناطق الأخرى.”
وقد كشفت دراسة “خريطة التعصب” التي حللت حوالي 800 ألف تغريدة العام الماضي في إيطاليا عن استهداف النساء والمسلمين وذوي الإعاقة واليهود ومجتمع الميم.
كما واجه المنحدرون من أصل أفريقي العديد من حالات سوء المعاملة والسلوك التمييزي وحتى الاعتداءات الجسدية. ويواجه المهاجرون بخطاب الكراهية والاستبعاد والتجريم.
ودعت السيدة باشيليت إلى مكافحة هذه الظواهر بأطر قانونية ومؤسسية وسياسية قوية.
[ad_2]
Source link