دستور – أخبار السعودية | صحيفة عكاظ

دستور – أخبار السعودية | صحيفة عكاظ

[ad_1]

إن أول ما يتبادر للأذهان حين سماع كلمة دستور هو مجموعة القوانين والأنظمة التي تحكم حياة الناس بمختلف درجات السلطة (تشريعية؛ قضائية؛ تنفيذية)، ويغيب عن البعض سلطة الصحافة أو لنقل حرفة صناعة (الرأي العام). إن هذه الصناعة أو سوق الرأي في العامين الأخيرين شهدت حراكاً فوق العادة، فالجهات التنفيذية أصبحت متيقنة بضرورة التواؤم مع الرأي العام واستقطاب الأقلام المؤثرة، بالمقابل، تجاهلت بيوت هؤلاء الكتاب كالذي يخطب الفتاة دون علم أهلها. بل استرخصت الكثير من الجهات قيمة الأقلام خاصة مع انتشار شركات إعلامية صغيرة الحجم وقليلة الخبرة تقوم فقط على فكرة العلاقات المتنفذة والمجاملات وتعليق كم بانر وشوية شو، وتنتهي السنة دون إنجاز إعلامي حقيقي.

إن الفهم الدقيق لأدوات صنع الرأي يجعلك تفهم الفرق بين المسؤول الواعي والمسؤول الهامشي. بل كثيرا ما يكون لفرق العلاقات العامة والاتصال اليد الطولى في إفساد صورة هذا المسؤول، ناهيك عن تهميش منجزات الجهة بالاتصالات المشبوهة وغير المجدية. لكن ما الذي جعلنا نصل لهذه النقطة؟ فتش عن الصحافة. نعم، تهميش الصحافة والصحف جعل هذا (العك) يحدث، وهذا مؤشر خطير، ولا أفهم من المستفيد من القفز فوق المؤسسات الصحفية العريقة والتجديف عكس المنطق والمفاهيم الإعلامية الرصينة؟.

هناك حساسية عالية وجهل في إدارة المخاطر الإعلامية؛ لا يمكن أن تلغي التعاون مع الصحف، ولا أتحدث عن هراء من يربطون الصحف بالورق ويضللون الرأي العام بمواقفهم غير المفهومة من المهنة وعباراتهم المعيبة في حق زملائهم. أنت تصنع تاريخك، وأول وعاء لتوثيقه هي الصحف، سواء كان توثيقاً إلكترونياً أو أي شكل متصور. مصداقية ما ينشر في الصحف لا يقارن بما ينشر في تغريدة قد تحذف، أو سنابة وتختفي، أن تحمي عملك ببساطة، وتعزز قيمتك عالميا، وشاهدنا كيف تحتفي الشخصيات الدبلوماسية بما ينشر بالصحف متجاهلين بقية الوسائط.

دستور؟ نعم، نحتاج لصناعة دستور إعلامي جديد. المضحك أنني في كل مرة أتحدث عن هذه التفاصيل تصلني تطمينات، وأسمع ترحيباً ثم لا أجد أي تغيير حقيقي؛ لهذا أجد أن الكاتب المعاصر أو الصحفي أو كل المهتمين بالصحافة كصناعة، عليهم أن يتمهلوا في قراءة المشهد، وأن لا تقف في صف أي جهة.. راقب فقط. مهم أيضا أن لا يتردد المؤلف أو الناشر بوضع شروطه خاصة أن السوق مفتوحة، وكما يتم الاحتفاء بالتافهين، لك الحق أن ترفع أجر صنعتك دون خجل، ولا تهتم لمن يسمعك العبارات الطيبة أو حتى السيئة، فالمهنية تقتضي أن تجعل لصوتك قيمة وأن لا تنصاع للممارسات السائدة.

في زيارات (وفد كتاب الرأي) ستجد تملق فريق الإعلام بالغالب، ومحاولاتهم الفاشلة في ملء المعلومات وتدويرها لتعبئة ملفاتهم، احذر من أن تقع في الفخ، كن حذراً ومتيقظاً في الهدف من الزيارات ومعرفة التوقعات من الجهات التنظيمية. السوق هشة ومشتتة ومليئة بالأخطاء، لكن لعل غربلتها وإعادة توجيه الممارسات وتنقيتها ستصنع وظائف عديدة وتفتح أبواب عمل عديدة متى ما آمن صناع القرار بحتمية تنظيف السوق ومراجعة الأفكار. أخيراً (صوتك له قيمته) فلا تمنحه بالمجان لأي من كان.



[ad_2]

Source link

Leave a Reply