عن جبر الخواطر.. كاتبة سعودية: هذا ما فعله أمير الباحة في سوق الخميس

تؤكد الكاتبة الصحفية سلوى العضيدان أن جبر الخواطر من أعظم العبادات الجميلة التي لا تحتاج إلى جهد ولا مال، وفي الأغلب تكون عفوية ونابعة من داخل الإنسان؛ إيمانًا منه بوقعها الرائع على الآخرين، راصدةً أمثلة رائعة لجبر الخواطر.

جبر الخواطر

وفي مقالها “جبر الخواطر”، بصحيفة “الاقتصادية”، تقول العضيدان: “قال الإمام سفيان الثوري (ما رأيت عبادةً يتقرب بها العبد إلى ربه مثل جبر خاطر أخيه المسلم).. من أعظم العبادات الجميلة التي لا تحتاج إلى جهد ولا مال، وفي الأغلب تكون عفويةً ونابعةً من داخل الإنسان؛ إيمانًا منه بوقعها الرائع على الآخرين، هي عبادة جبر الخواطر تشعرك بعمق إنسانيتك وتُشعِر الآخرين بأهميتهم”.

أمثلة رائعة لجبر الخواطر

وتذكر “العضيدان” أمثلةً رائعةً لجبر الخواطر وتقول: “أن تكون جابرًا لخواطر الناس، فذلك يعني أن تبادر بأعمال صغيرة في الأغلب لا يقوم بها كثيرون. التجهم الذي يرتسم على الوجوه يُشعرنا بالوحشة، ويجعلنا نتوجّس خيفةً من بعضنا البعض، لذلك ابتسامتك البشوشة التي ترسمها على تقاسيم وجهك حين تصادف من تعرف ومن لا تعرف، هي جبر خاطر لشخص ربما يمرُّ في تلك اللحظة بعاصفة هوجاء في داخله، فتمنحه ابتسامتك شعورًا إيجابيًا ربما نسف كل تلك المشاعر السلبية. مساعدتك لمسنّ يتوكأ على عكازه أو يجد صعوبة في صعود العتبات المرتفعة هي جبر خاطر له ورسالة غير مباشرة تخبره بها بأنك تشعر به وسعيد بمعاونته. مساندتك لصديق أو قريب يمر بحالة حزن وإحباط بكلمات مفعمة بالأمل والحب والدعم هو جبر خاطر سيظل عالقًا في ذهنه، فيحفظ لك معروفًا أسهم في تغيير حياته. تلك اللفتات البسيطة التي تفاجئ بها والديك بين الحين والآخر، كدعوتهما إلى نزهة خلوية أو تناول عشاء في مطعم يحبانه أو شراء أشياء لهما كان يتمنيانها أو إصلاح بعض الأعطال المنزلية، هي جبر خاطر لهما سيشعرهما أن تربيتهما لك لم تذهب هباءً منثورًا. تلطفك وتعاملك بتواضع وإنسانية مع البائعين والأسر المنتجة الذين يكافحون في هذه الحياة لتحسين ظروفهم المعيشية وعدم التضييق عليهم (بالمكاسر) هو جبر خاطر لهم ستؤجر عليه”.

زيارة أمير منطقة الباحة لسوق الخميس

ثم ترصد “العضيدان” أحد النماذج الرائعة لجبر الخواطر، وتقول: “من أجمل صور جبر الخواطر التي رأيتها أخيرًا هو مقطع فيديو نشرته قناة “الإخبارية” السعودية الرسمية للأمير الدكتور حسام بن سعود أمير منطقة الباحة، حين قام بزيارة مفاجئة لسوق الخميس في وسط مدينة الباحة وشاهد عددًا من البائعات والبائعين يبيعون بضائعهم في أجواء ماطرة، فسألهم متعاطفًا معهم: “كيف تبيعون في هذه الأجواء الماطرة؟ ثم أوصى بشراء جميع منتجاتهم المعروضة وإعادة فتح السوق بأكشاك جديدة”.

سيظل عالقًا بأذهان البائعات والبائعين

وتنهي الكاتبة قائلةً: “هذا الموقف الإنساني الجميل من أمير الباحة سيظل عالقا بأذهان البائعات والبائعين وسيشعرهم بأهميتهم وإنسانيتهم ويدفعهم إلى الاستمرار.. جبر الخواطر ما يحتاج منك إلا أن تكون إنسانًا حقيقيًا!”.