بعد فراق قرابة 5 أشهر ومفاوضات مضنية.. عودة الرضيع الأفغاني الضائ

بعد فراق قرابة 5 أشهر ومفاوضات مضنية.. عودة الرضيع الأفغاني الضائ

[ad_1]

09 يناير 2022 – 6 جمادى الآخر 1443
02:14 PM

فُقِدَ وسط الفوضى التي سادت عملية الإجلاء الأمريكية من البلاد في أغسطس

بعد فراق قرابة 5 أشهر ومفاوضات مضنية.. عودة الرضيع الأفغاني الضائع لأهله

في واقعةٍ تُسلط الضوء على محنة آباء كثيرين انفصلوا عن أطفالهم خلال فوضى عملية الإجلاء العاجلة في أفغانستان، وانسحاب القوات الأمريكية من البلاد وسيطرة حركة طالبان على الحكم، الْتَأم شمل رضيع بأقاربه في كابل، السبت، عقب العثور عليه، بعد أن فقده والده الجندي عبر سياج المطار، وسط الفوضى التي سادت عملية الإجلاء الأمريكية من أفغانستان قبل قرابة الـ5 أشهر.

كان عمر الطفل “سهيل أحمدي” شهرين فقط عند انفصاله عن الأسرة في 19 أغسطس، حين اندفع الآلاف في محاولةٍ لمغادرة أفغانستان عقب سقوطها في أيدي حركة طالبان.

وفي نوفمبر نشرت “رويترز” تقريرًا لها به صورة الطفل المفقود، وتم تحديد مكانه في كابل؛ حيث عثر عليه سائق سيارة أجرة يدعى حامد صافي (29 سنة) في المطار وأخذه إلى بيته لتربيته.

وبعد مفاوضات ومناشدات استمرت أكثر من 7 أسابيع، بل واعتقال شرطة طالبان لـ”صافي” لفترة قصيرة، وافَقَ سائق الأجرة في النهاية على إعادة الطفل إلى جده وأقاربه، الذين لا يزالون في كابل، وسط فرحة عارمة.

وقال أهل الطفل إنهم سيعملون الآن من أجل أن يجتمع شمله بوالديه وأشقائه، الذين أُجلوا قبل أشهر إلى الولايات المتحدة.

وخلال البلبلة التي صاحبت عملية الإجلاء من أفغانستان أثناء الصيف، كان ميرزا علي أحمدي والد الطفل الذي عمل حارسًا أمنيًّا بالسفارة الأمريكية، وزوجته ثريا، يخشيان أن ينسحق ابنهم في الزحام أثناء اقترابهم من بوابات المطار في طريقهم لاستقلال طائرة متجهة إلى الولايات المتحدة.

وقال “أحمدي” في أوائل نوفمبر إنه سلَّم “سهيل” بدافع الشعور باليأس في ذلك اليوم عبر سياج المطار، إلى جندي أمريكي فيما يعتقد، وهو يتوقع تمامًا أنه سيتمكن من اجتياز الأمتار الخمسة الباقية حتى البوابة لاستعادته.

في تلك اللحظة دفعت قوات طالبان، المتجمهرين إلى الوراء، لتمر نصف ساعة أخرى قبل أن يتمكن “أحمدي” وزوجته وأطفالهما الأربعة الآخرون من الدخول؛ لكنهم لم يعثروا للطفل الرضيع على أثر.

وقال أحمدي إنه بحث باستماتة عن ابنه داخل المطار، ورجّح له المسؤولون أن يكون قد نُقل بالفعل إلى خارج البلاد على رحلة منفصلة، ومن الممكن أن يلحق بالأسرة فيما بعد.

وأُجْلِيَ بقية أفراد الأسرة، وانتهى بها الحال في النهاية في قاعدة عسكرية بولاية تكساس، ومرت شهور دون أن تعرف الأسرة شيئًا عن مصير ابنها.

ولعدم وجود سفارة أمريكية في أفغانستان، ولشدة الضغط على المنظمات الدولية؛ واجَهَ اللاجئون الأفغان صعوبةً في الحصول على إجابات عن تساؤلاتهم عن توقيت التئام الشمل بأفراد أسرهم، أو إمكانيته.

ولم تردّ وزارات الدفاع والخارجية والأمن الداخلي الأمريكية على طلبات للتعليق على هذا التقرير يوم السبت.

في اليوم ذاته الذي انفصل فيه “أحمدي” وأسرته عن الرضيع، تسلل السائق “صافي” عبر بوابات مطار كابل، بعد أن أوصل أسرة شقيقه التي كان من المقرر إجلاؤها أيضًا.

وقال “صافي” إنه وجد “سهيل” يبكي وحيدًا على الأرض، وبعد أن فشل في العثور على والديه داخل المطار، قرر العودة به إلى البيت لزوجته وأطفاله.

ولـ”صافي” 3 بنات، وقال إن أعظم أمنيات والدته قبل وفاتها أن يكون له ولد ذكر.

وقال في مقابلة أواخر نوفمبر: إنه قرر في تلك اللحظة أن “يحتفظ بهذا الرضيع. وإذا ظهرت أسرته فسيعطيه لها. وإذا لم تظهر فسيربيه”.

وتابع “صافي” أنه أخذ الطفل إلى الطبيب لفحصه بعد العثور عليه، وسرعان ما أصبح الرضيع فردًا من أفراد الأسرة.

وأطلقت الأسرة على الطفل اسم محمد عابد، ونشرت صوره مع صور أطفالها على صفحة على “فيسبوك”.

وبعد نشر تقرير “رويترز” عن الطفل المفقود، تَعَرّف بعض جيران “صافي” على الصور، وكانوا قد لاحظوا عودته من المطار قبل أشهر ومعه رضيع، ونشروا تعليقات عن مكان وجوده على نسخة مترجمة من التقرير.

وطلب “أحمدي” من أقاربه المقيمين في أفغانستان، ومنهم والد زوجته محمد قاسم رضوي (67 عامًا) الذي يعيش في إقليم بدخشان في الشمال الشرقي، البحثَ عن “صافي” والمطالبة بإعادة الطفل للأسرة.

وقال “رضوي” إنه سافر على مدى يومين إلى العاصمة، حاملًا هدايا من بينها خروف مذبوح وعدة كيلوغرامات من الجوز وبعض الملابس لـ”صافي” وأسرته؛ لكن “صافي” رفض التخلي عن “سهيل”، وأصر على أنه يريد أيضًا إجلاءه عن أفغانستان هو وأسرته.

لكن شقيق “صافي” الذي أُجلِيَ إلى كاليفورنيا، قال إن “صافي” وأسرته لم يتقدموا بطلبات لدخول الولايات المتحدة.

وطلبت أسرة الرضيع مساعدة الصليب الأحمر الذي تشتمل أهدافه على لمّ شَمْل مَن فرقتهم الأزمات الدولية؛ لكنها قالت إنها لم تتلقَّ معلومات تُذكر منه، وقال متحدث باسم الصليب الأحمر إن المنظمة لا تعلق على حالات فردية.

وفي النهاية، وبعد الشعور بأن كل الخيارات قد نفدت؛ اتصل “رضوي” بشرطة طالبان المحلية للإبلاغ عن خطف الطفل.

وقال “صافي” إنه نفى الاتهامات في أقواله للشرطة، وقال إنه يرعى الطفل ولم يخطفه.

وحققت الشرطة في البلاغ، وقال قائد الشرطة المحلية إنه ساعد في ترتيب تسوية تَضَمّنت اتفاقًا وقّعه الطرفان ببصمات الأصابع.

وقال “رضوي” إن أسرة الطفل وافقت في النهاية على تعويض “صافي” بنحو 100 ألف أفغاني (950 دولارًا) عن المصروفات التي أنفقها لرعاية الطفل على مدار 5 أشهر.

وفي حضور الشرطة ووسط دموع منهمرة، عاد الطفل أخيرًا يوم السبت إلى أقاربه.

وقال “رضوي” إن صافي وأسرته حزنوا حزنًا شديدًا لفراق “سهيل”، وأضاف: “كان حامد صافي وزوجته يبكيان. وأنا بكيت أيضًا؛ لكني طمأنتهم قائلًا إنكما شابان وسيمنحكما الله الولد؛ ليس واحدًا فقط بل عددًا من الأولاد. وشكرتهما على إنقاذ الطفل من المطار”.

وقال والدا الرضيع إن الفرحة غمرتهما عندما تَمَكّنا من رؤيته، ومشاهدة التئام الشمل بالعائلة عبر مكالمة بالفيديو.

والآن يأمل “أحمدي” وزوجته وأطفالهما أن يتم قريبًا نقل “سهيل” للعيش معهم في الولايات المتحدة، بعد أن تمكنوا في أوائل ديسمبر من الانتقال من القاعدة العسكرية للإقامة بشقة في ميشيغان.



[ad_2]

Source link

Leave a Reply