12 مليون وافد يعتنقون مذاهب وديان

12 مليون وافد يعتنقون مذاهب وديان

[ad_1]

مفكرون وأكاديميون يشددون على نشر ثقافة التعايش السلمي

دعت أمسية حوار الأديان والثقافات، التي أُقيمت في النادي الأدبي بجدة، إلى التسامح ونبذ التعصب، وحظر لغة الكراهية والتحريض بوسائل التواصل الاجتماعي، والانخراط في حوار بنّاء من أجل السلام، وتحقيق الأمن والاستقرار. وشددت على ضرورة نشر ثقافة التعايش بين الناس؛ بما يخدم البشرية، وحذرت من ازدراء الآخر أو السخرية منه، مشيرة إلى وجود 12 مليون وافد يعيشون في سلام على أرض المملكة، يعتنقون مذاهب وديانات متعددة، وهو اختلاف لا يدعو للخلاف.

ويأتي اللقاء الذي نظمه الصالون الثقافي بنادي جدة الأدبي انطلاقًا من رؤية وحدة التوعية الفكرية بجامعة الأعمال والتكنولوجيا في بناء مجتمع معتدل قادر على نشر قيم التسامح والاعتدال من خلال الحوار بين الثقافات.

ودعت الوحدة منسوبي الجامعة لحضور الأمسية، التي حظيت بحضور استثنائي لكوكبة من المفكرين والأكاديميين والمثقفين والشخصيات العامة، التي تفاعلت مع الآراء التي طرحتها الضيفتان، الدكتورة هيا حرقان، والدكتورة بسمة جستنية، وأدارت الحوار مها عقيل، وشارك رئيس مجلس أمناء جامعة الأعمال الدكتور عبدالله صادق دحلان، وسط مداخلات عديدة، أثرت الحوار.

وأشارت مها العقيل إلى الجدل العنيف الذي يثيره البعض حول المشاركة في مظاهر أعياد ومناسبات ديانات أخرى، وقالت: لا بد أن نفهم ونتقبل الاختلاف في وجهات النظر حول موضوع يبدو لنا واضحًا ومبدئيًّا. كلها ملامح لأهمية الحوار بين الثقافات واتباع الأديان لتقريب المفاهيم، وتوضيح اللغط حول بعض المعاني، والوصول إلى التعايش السلمي والتسامح واحترام التنوع والاختلاف.. لافتة إلى النهج الإسلامي منذ فجر الرسالة المحمدية في الدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة والجدال بالقول الحسن، والتي هي أحسن.

وشددت على مبدأ التعايش السلمي، والتعامل حتى مع الكافر في الآية الكريمة {لكم دينكم ولي دين}. وأكدت أن “الحوار أصل من أصول الدعوة الإسلامية، ونهج حضاري، وهو ما اتبعته السعودية عبر تاريخها من خلال الوسطية والاعتدال والحوار”.

وأشارت إلى أن عالم اليوم مليء بالفتن، ولغة الكراهية، والتحريض على الآخر، التي تنتشر بسرعة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ويتناقلها الناس بدون وعي أو إدراك؛ لما لها من تبعات وتأثير في المجتمع؛ لذا لا بد من الحوار البنّاء ليصبح ثقافة وأسلوب حياة من أجل بناء السلام، وتحقيق الأمن والاستقرار.

وقدمت أستاذة العقيدة بجامعة أم القرى الدكتورة بسمة جستنية ملخصًا لوثيقة مكة المكرمة التي تدعو للتسامح والتعايش بين الناس، وأشارت إلى أنه لا يوجد حوار أديان، بل هو حوار أتباع الأديان. مشيرة إلى أن الدين واحد منذ أن خلق الله الأرض ومن عليها، إذ تعددت الرسالات والرسل؛ ليأتي خاتم الرسل بدين التسامح. مشيرة إلى أن التسامح بدأ منذ أن أتى محمد – صلى الله عليه وسلم -، الذي دعا للدين بالحكمة والموعظة الحسنة.

وقالت: لا بد أن نتوقف عن نداء الآخر والحديث عنه؛ فهناك لا يوجد آخر، بل هناك أخي الإنسان، الأخ في الآدمية بعيدًا عن المذاهب والأديان. وحين نتحدث مع الآخر فلندعوه باسمه دون الحاجة إلى المرجعية الدينية والمذهبية والحكم المسبق، فقد قال الله تعالى {وجعلناكم شعوبًا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم}.

من جهتها، لفتت أستاذة دراسات الشرق الأوسط، الدكتورة هيا حرقان، إلى المبادرات الوطنية والمؤتمرات التي قدمت لتعزيز الحوار، ونشر ثقافة التعايش بين الناس، بما يخدم الإنسانية.

واستعرضت حديث المغفور له الملك عبدالله بن عبدالعزيز، ومقولته الشهيرة (نعتز بهويتنا)؛ إذ أوصى باحترام الجاليات والتسامح. مشيرة إلى وجود 12 مليون وافد، يعيشون في سلام على أرض المملكة، يعتنقون مذاهب وديانات متعددة، وهو اختلاف لا يدعو للخلاف. وقالت: نؤمن بأن الدين عند الله الإسلام، وواجبنا أن يرى العالم بمختلف معتقداته الإسلام في تسامحنا وتقبُّلنا للآخر، وتعاملنا مع الجميع.. فقد كان سيدنا محمد – عليه الصلاة والسلام – يتعامل مع اليهودي، وسمح للنصارى بأداء صلاتهم أثناء اجتماعه بهم، وكان يدعو ملوك الفرس بألقابهم التي أحبوها في دليل على تسامحه ونشر السلام في المجتمع الواحد.

من جانبه، أكد رئيس مجلس أمناء جامعة الأعمال والتكنولوجيا، الدكتور عبد الله صادق دحلان، أن الحوار يبدأ من السنوات الأولى في المدارس، ولا بد أن يتعلمه الأطفال حتى يتحقق بناء مجتمع يقبل الحوار، ويتقن الاستماع. فيما شدد اللواء متقاعد الدكتور محمد مصطفى الجهني على ضرورة تعليم الأبناء حرية الرأي والنقاش، ووجود الحجة على ما نقول، وأن نناقشهم بالمعطيات والبراهين، وليس بالأعراف والمعتقدات القديمة دون الرجوع للحقائق التي أتت في الكتاب والسنة. وتساءل: لماذا لا نبتعد عن إعطاء الناس ألقابًا دينية، تثير الحقد؟ فبدلاً من أن نقول مسيحي مثلاً نقول من أهل الكتاب.

وأوضح حسين عقيلي أن تعليم الحوار يبدأ من نبذ فرض الفوقية بين الأبناء، والسماح لأفراد البيت الواحد بالنقاش والحوار الذي يؤدي إلى التعايش السلمي الصحي السعيد بين أفراد البيت الواحد. ولفتت رئيسة وحدة التوعية الفكرية بجامعة الأعمال الدكتورة ضحى أبو السعود إلى أن سياسة الجامعة تركز على تعزيز تعلم أسس الحوار، بهدف بناء جيل جديد، يتقن ثقافة الحوار والإنصات. هذا، وقد حرصت وتحرص الجامعة دائمًا على التواجد في الأمسيات الأدبية والثقافية، وجميع ما تقدمه المملكة من أنشطة لتعزيز ثقافة الحوار بين الأفراد والمجتمعات والثقافات؛ لنكون قادرين على تحقيق الأهداف السامية التي تقوم على أساس حوار الحضارات، واحترام التنوع الثقافي باعتباره سبيلاً للتعايش بين الأفراد والمجتمعات.

وقد تفضل الدكتور عبد الله صادق دحلان مشكورًا بتسليم الدروع للمشاركات في الندوة.

“أمسية حوار الأديان والثقافات”: 12 مليون وافد يعتنقون مذاهب وديانات متعددة يعيشون في سلام على أرض المملكة


سبق

دعت أمسية حوار الأديان والثقافات، التي أُقيمت في النادي الأدبي بجدة، إلى التسامح ونبذ التعصب، وحظر لغة الكراهية والتحريض بوسائل التواصل الاجتماعي، والانخراط في حوار بنّاء من أجل السلام، وتحقيق الأمن والاستقرار. وشددت على ضرورة نشر ثقافة التعايش بين الناس؛ بما يخدم البشرية، وحذرت من ازدراء الآخر أو السخرية منه، مشيرة إلى وجود 12 مليون وافد يعيشون في سلام على أرض المملكة، يعتنقون مذاهب وديانات متعددة، وهو اختلاف لا يدعو للخلاف.

ويأتي اللقاء الذي نظمه الصالون الثقافي بنادي جدة الأدبي انطلاقًا من رؤية وحدة التوعية الفكرية بجامعة الأعمال والتكنولوجيا في بناء مجتمع معتدل قادر على نشر قيم التسامح والاعتدال من خلال الحوار بين الثقافات.

ودعت الوحدة منسوبي الجامعة لحضور الأمسية، التي حظيت بحضور استثنائي لكوكبة من المفكرين والأكاديميين والمثقفين والشخصيات العامة، التي تفاعلت مع الآراء التي طرحتها الضيفتان، الدكتورة هيا حرقان، والدكتورة بسمة جستنية، وأدارت الحوار مها عقيل، وشارك رئيس مجلس أمناء جامعة الأعمال الدكتور عبدالله صادق دحلان، وسط مداخلات عديدة، أثرت الحوار.

وأشارت مها العقيل إلى الجدل العنيف الذي يثيره البعض حول المشاركة في مظاهر أعياد ومناسبات ديانات أخرى، وقالت: لا بد أن نفهم ونتقبل الاختلاف في وجهات النظر حول موضوع يبدو لنا واضحًا ومبدئيًّا. كلها ملامح لأهمية الحوار بين الثقافات واتباع الأديان لتقريب المفاهيم، وتوضيح اللغط حول بعض المعاني، والوصول إلى التعايش السلمي والتسامح واحترام التنوع والاختلاف.. لافتة إلى النهج الإسلامي منذ فجر الرسالة المحمدية في الدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة والجدال بالقول الحسن، والتي هي أحسن.

وشددت على مبدأ التعايش السلمي، والتعامل حتى مع الكافر في الآية الكريمة {لكم دينكم ولي دين}. وأكدت أن “الحوار أصل من أصول الدعوة الإسلامية، ونهج حضاري، وهو ما اتبعته السعودية عبر تاريخها من خلال الوسطية والاعتدال والحوار”.

وأشارت إلى أن عالم اليوم مليء بالفتن، ولغة الكراهية، والتحريض على الآخر، التي تنتشر بسرعة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ويتناقلها الناس بدون وعي أو إدراك؛ لما لها من تبعات وتأثير في المجتمع؛ لذا لا بد من الحوار البنّاء ليصبح ثقافة وأسلوب حياة من أجل بناء السلام، وتحقيق الأمن والاستقرار.

وقدمت أستاذة العقيدة بجامعة أم القرى الدكتورة بسمة جستنية ملخصًا لوثيقة مكة المكرمة التي تدعو للتسامح والتعايش بين الناس، وأشارت إلى أنه لا يوجد حوار أديان، بل هو حوار أتباع الأديان. مشيرة إلى أن الدين واحد منذ أن خلق الله الأرض ومن عليها، إذ تعددت الرسالات والرسل؛ ليأتي خاتم الرسل بدين التسامح. مشيرة إلى أن التسامح بدأ منذ أن أتى محمد – صلى الله عليه وسلم -، الذي دعا للدين بالحكمة والموعظة الحسنة.

وقالت: لا بد أن نتوقف عن نداء الآخر والحديث عنه؛ فهناك لا يوجد آخر، بل هناك أخي الإنسان، الأخ في الآدمية بعيدًا عن المذاهب والأديان. وحين نتحدث مع الآخر فلندعوه باسمه دون الحاجة إلى المرجعية الدينية والمذهبية والحكم المسبق، فقد قال الله تعالى {وجعلناكم شعوبًا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم}.

من جهتها، لفتت أستاذة دراسات الشرق الأوسط، الدكتورة هيا حرقان، إلى المبادرات الوطنية والمؤتمرات التي قدمت لتعزيز الحوار، ونشر ثقافة التعايش بين الناس، بما يخدم الإنسانية.

واستعرضت حديث المغفور له الملك عبدالله بن عبدالعزيز، ومقولته الشهيرة (نعتز بهويتنا)؛ إذ أوصى باحترام الجاليات والتسامح. مشيرة إلى وجود 12 مليون وافد، يعيشون في سلام على أرض المملكة، يعتنقون مذاهب وديانات متعددة، وهو اختلاف لا يدعو للخلاف. وقالت: نؤمن بأن الدين عند الله الإسلام، وواجبنا أن يرى العالم بمختلف معتقداته الإسلام في تسامحنا وتقبُّلنا للآخر، وتعاملنا مع الجميع.. فقد كان سيدنا محمد – عليه الصلاة والسلام – يتعامل مع اليهودي، وسمح للنصارى بأداء صلاتهم أثناء اجتماعه بهم، وكان يدعو ملوك الفرس بألقابهم التي أحبوها في دليل على تسامحه ونشر السلام في المجتمع الواحد.

من جانبه، أكد رئيس مجلس أمناء جامعة الأعمال والتكنولوجيا، الدكتور عبد الله صادق دحلان، أن الحوار يبدأ من السنوات الأولى في المدارس، ولا بد أن يتعلمه الأطفال حتى يتحقق بناء مجتمع يقبل الحوار، ويتقن الاستماع. فيما شدد اللواء متقاعد الدكتور محمد مصطفى الجهني على ضرورة تعليم الأبناء حرية الرأي والنقاش، ووجود الحجة على ما نقول، وأن نناقشهم بالمعطيات والبراهين، وليس بالأعراف والمعتقدات القديمة دون الرجوع للحقائق التي أتت في الكتاب والسنة. وتساءل: لماذا لا نبتعد عن إعطاء الناس ألقابًا دينية، تثير الحقد؟ فبدلاً من أن نقول مسيحي مثلاً نقول من أهل الكتاب.

وأوضح حسين عقيلي أن تعليم الحوار يبدأ من نبذ فرض الفوقية بين الأبناء، والسماح لأفراد البيت الواحد بالنقاش والحوار الذي يؤدي إلى التعايش السلمي الصحي السعيد بين أفراد البيت الواحد. ولفتت رئيسة وحدة التوعية الفكرية بجامعة الأعمال الدكتورة ضحى أبو السعود إلى أن سياسة الجامعة تركز على تعزيز تعلم أسس الحوار، بهدف بناء جيل جديد، يتقن ثقافة الحوار والإنصات. هذا، وقد حرصت وتحرص الجامعة دائمًا على التواجد في الأمسيات الأدبية والثقافية، وجميع ما تقدمه المملكة من أنشطة لتعزيز ثقافة الحوار بين الأفراد والمجتمعات والثقافات؛ لنكون قادرين على تحقيق الأهداف السامية التي تقوم على أساس حوار الحضارات، واحترام التنوع الثقافي باعتباره سبيلاً للتعايش بين الأفراد والمجتمعات.

وقد تفضل الدكتور عبد الله صادق دحلان مشكورًا بتسليم الدروع للمشاركات في الندوة.

28 ديسمبر 2021 – 24 جمادى الأول 1443

10:03 PM


مفكرون وأكاديميون يشددون على نشر ثقافة التعايش السلمي

دعت أمسية حوار الأديان والثقافات، التي أُقيمت في النادي الأدبي بجدة، إلى التسامح ونبذ التعصب، وحظر لغة الكراهية والتحريض بوسائل التواصل الاجتماعي، والانخراط في حوار بنّاء من أجل السلام، وتحقيق الأمن والاستقرار. وشددت على ضرورة نشر ثقافة التعايش بين الناس؛ بما يخدم البشرية، وحذرت من ازدراء الآخر أو السخرية منه، مشيرة إلى وجود 12 مليون وافد يعيشون في سلام على أرض المملكة، يعتنقون مذاهب وديانات متعددة، وهو اختلاف لا يدعو للخلاف.

ويأتي اللقاء الذي نظمه الصالون الثقافي بنادي جدة الأدبي انطلاقًا من رؤية وحدة التوعية الفكرية بجامعة الأعمال والتكنولوجيا في بناء مجتمع معتدل قادر على نشر قيم التسامح والاعتدال من خلال الحوار بين الثقافات.

ودعت الوحدة منسوبي الجامعة لحضور الأمسية، التي حظيت بحضور استثنائي لكوكبة من المفكرين والأكاديميين والمثقفين والشخصيات العامة، التي تفاعلت مع الآراء التي طرحتها الضيفتان، الدكتورة هيا حرقان، والدكتورة بسمة جستنية، وأدارت الحوار مها عقيل، وشارك رئيس مجلس أمناء جامعة الأعمال الدكتور عبدالله صادق دحلان، وسط مداخلات عديدة، أثرت الحوار.

وأشارت مها العقيل إلى الجدل العنيف الذي يثيره البعض حول المشاركة في مظاهر أعياد ومناسبات ديانات أخرى، وقالت: لا بد أن نفهم ونتقبل الاختلاف في وجهات النظر حول موضوع يبدو لنا واضحًا ومبدئيًّا. كلها ملامح لأهمية الحوار بين الثقافات واتباع الأديان لتقريب المفاهيم، وتوضيح اللغط حول بعض المعاني، والوصول إلى التعايش السلمي والتسامح واحترام التنوع والاختلاف.. لافتة إلى النهج الإسلامي منذ فجر الرسالة المحمدية في الدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة والجدال بالقول الحسن، والتي هي أحسن.

وشددت على مبدأ التعايش السلمي، والتعامل حتى مع الكافر في الآية الكريمة {لكم دينكم ولي دين}. وأكدت أن “الحوار أصل من أصول الدعوة الإسلامية، ونهج حضاري، وهو ما اتبعته السعودية عبر تاريخها من خلال الوسطية والاعتدال والحوار”.

وأشارت إلى أن عالم اليوم مليء بالفتن، ولغة الكراهية، والتحريض على الآخر، التي تنتشر بسرعة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ويتناقلها الناس بدون وعي أو إدراك؛ لما لها من تبعات وتأثير في المجتمع؛ لذا لا بد من الحوار البنّاء ليصبح ثقافة وأسلوب حياة من أجل بناء السلام، وتحقيق الأمن والاستقرار.

وقدمت أستاذة العقيدة بجامعة أم القرى الدكتورة بسمة جستنية ملخصًا لوثيقة مكة المكرمة التي تدعو للتسامح والتعايش بين الناس، وأشارت إلى أنه لا يوجد حوار أديان، بل هو حوار أتباع الأديان. مشيرة إلى أن الدين واحد منذ أن خلق الله الأرض ومن عليها، إذ تعددت الرسالات والرسل؛ ليأتي خاتم الرسل بدين التسامح. مشيرة إلى أن التسامح بدأ منذ أن أتى محمد – صلى الله عليه وسلم -، الذي دعا للدين بالحكمة والموعظة الحسنة.

وقالت: لا بد أن نتوقف عن نداء الآخر والحديث عنه؛ فهناك لا يوجد آخر، بل هناك أخي الإنسان، الأخ في الآدمية بعيدًا عن المذاهب والأديان. وحين نتحدث مع الآخر فلندعوه باسمه دون الحاجة إلى المرجعية الدينية والمذهبية والحكم المسبق، فقد قال الله تعالى {وجعلناكم شعوبًا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم}.

من جهتها، لفتت أستاذة دراسات الشرق الأوسط، الدكتورة هيا حرقان، إلى المبادرات الوطنية والمؤتمرات التي قدمت لتعزيز الحوار، ونشر ثقافة التعايش بين الناس، بما يخدم الإنسانية.

واستعرضت حديث المغفور له الملك عبدالله بن عبدالعزيز، ومقولته الشهيرة (نعتز بهويتنا)؛ إذ أوصى باحترام الجاليات والتسامح. مشيرة إلى وجود 12 مليون وافد، يعيشون في سلام على أرض المملكة، يعتنقون مذاهب وديانات متعددة، وهو اختلاف لا يدعو للخلاف. وقالت: نؤمن بأن الدين عند الله الإسلام، وواجبنا أن يرى العالم بمختلف معتقداته الإسلام في تسامحنا وتقبُّلنا للآخر، وتعاملنا مع الجميع.. فقد كان سيدنا محمد – عليه الصلاة والسلام – يتعامل مع اليهودي، وسمح للنصارى بأداء صلاتهم أثناء اجتماعه بهم، وكان يدعو ملوك الفرس بألقابهم التي أحبوها في دليل على تسامحه ونشر السلام في المجتمع الواحد.

من جانبه، أكد رئيس مجلس أمناء جامعة الأعمال والتكنولوجيا، الدكتور عبد الله صادق دحلان، أن الحوار يبدأ من السنوات الأولى في المدارس، ولا بد أن يتعلمه الأطفال حتى يتحقق بناء مجتمع يقبل الحوار، ويتقن الاستماع. فيما شدد اللواء متقاعد الدكتور محمد مصطفى الجهني على ضرورة تعليم الأبناء حرية الرأي والنقاش، ووجود الحجة على ما نقول، وأن نناقشهم بالمعطيات والبراهين، وليس بالأعراف والمعتقدات القديمة دون الرجوع للحقائق التي أتت في الكتاب والسنة. وتساءل: لماذا لا نبتعد عن إعطاء الناس ألقابًا دينية، تثير الحقد؟ فبدلاً من أن نقول مسيحي مثلاً نقول من أهل الكتاب.

وأوضح حسين عقيلي أن تعليم الحوار يبدأ من نبذ فرض الفوقية بين الأبناء، والسماح لأفراد البيت الواحد بالنقاش والحوار الذي يؤدي إلى التعايش السلمي الصحي السعيد بين أفراد البيت الواحد. ولفتت رئيسة وحدة التوعية الفكرية بجامعة الأعمال الدكتورة ضحى أبو السعود إلى أن سياسة الجامعة تركز على تعزيز تعلم أسس الحوار، بهدف بناء جيل جديد، يتقن ثقافة الحوار والإنصات. هذا، وقد حرصت وتحرص الجامعة دائمًا على التواجد في الأمسيات الأدبية والثقافية، وجميع ما تقدمه المملكة من أنشطة لتعزيز ثقافة الحوار بين الأفراد والمجتمعات والثقافات؛ لنكون قادرين على تحقيق الأهداف السامية التي تقوم على أساس حوار الحضارات، واحترام التنوع الثقافي باعتباره سبيلاً للتعايش بين الأفراد والمجتمعات.

وقد تفضل الدكتور عبد الله صادق دحلان مشكورًا بتسليم الدروع للمشاركات في الندوة.



[ad_2]

Source link

Leave a Reply