[ad_1]
26 ديسمبر 2021 – 22 جمادى الأول 1443
11:00 AM
تُسهم في تَحول المملكة لمركز لوجستي دولي.. وتعتمد على تقنيات صديقة للبيئة
سلسلة الإمداد في “أوكساچون”.. حلول لوجستية مبتكرة تضمن الكفاءة والسرعة بتكاليف منخفضة
أصبحت سلاسل الإمداد مكونًا أساسيًّا من مكونات عمليات التصنيع والتجارة والاقتصاد في العالم؛ لذا صُممت “أوكساچون”، بجميع منشآتها وعملياتها، للعمل من خلال أول منظومة متكاملة ومؤتمتة لسلسلة الإمداد والموانئ في العالم؛ فما هدف المملكة من إنشاء تلك المنظومة ضمن “أوكساچون”؟ وما جدواها الاقتصادية؟ وما مميزاتها؟ وما إسهامها في تحقيق المكانة التي تخطط المملكة إلى بلوغها في سلاسل الإمداد والنقل اللوجستي على الصعيد الدولي؟
مبدئيًّا، اقتضى تكامل “أوكساچون” كمدينة صناعية، تقدم نموذجًا جديدًا للمدن الصناعية في المستقبل، أن تشمل ضمن تصميمها بنية تحتية تتيح توفير النقل والخدمات اللوجستية؛ باعتبارهما مطلبًا ضروريًّا لعمليات التصنيع، التي ستُجرى في “أوكساچون”؛ لكن الخدمات اللوجستية بالمدينة تجاوزت المفهوم المعتاد للخدمات اللوجستية إلى إطار أوسع، وأكثر شمولًا هو سلسلة الإمداد، التي يُعد النقل والخدمات اللوجستية مكونًا من مكوناتها، فسلسلة الإمداد هي “شبكة متصلة من المنظمات والموارد والأنشطة والتقنيات المشاركة في تصنيع وبيع منتج أو خدمة، وتبدأ بتسليم المواد الخام من المورد إلى الشركة المصنعة، وتنتهي بتسليم المنتج النهائي أو الخدمة إلى المستهلك النهائي”، ولا يقتصر تفرد “أوكساچون” على توفيرها لكل أنشطة سلسلة الإمداد فقط؛ وإنما أيضًا في إتاحتها في إطار منظومة متكاملة ومؤتمتة لسلسلة الإمداد والموانئ في العالم أجمع.
الإمكانات الكبيرة
ويندرج إنشاء المملكة لهذه المنظومة في “أوكساچون”، ضمن الاستراتيجية الوطنية للنقل والخدمات اللوجستية، التي أطلقها ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير الأمير محمد بن سلمان في أواخر يونيو الماضي، وتهدف إلى تحول المملكة إلى مركز لوجستي عالمي، في إطار مساعيها لتنويع مصادر الدخل، والاستفادة من إمكاناتها اللوجستية الكبيرة؛ لا سيما مع الأهمية المتزايدة التي باتت تحتلها سلسلة الإمداد والخدمات اللوجستية في الاقتصاد العالمي. فبحسب مديرة الاقتصاد الكلي والتجارة العالمية والاستثمار في البنك الدولي كارولين فرويند؛ فإن “الخدمات اللوجستية تمثل العمود الفقري للتجارة العالمية، وفي ظل زيادة انتشار سلاسل التوريد على مستوى العالم؛ فإن جودة الخدمات اللوجستية في بلد ما؛ يمكّنه من تحديد إمكانية مشاركته في الاقتصاد العالمي من عدمها”.
ومن ناحية المردود والجدوى أو العوائد المالية؛ فإن الإمكانات اللوجستية للمملكة تفتح أمامها مجالًا واسعًا للاستفادة المالية من عوائد صناعة الخدمات اللوجستية في العالم؛ فوفقًا لصحيفة “أرقام”؛ فإن “صناعة الخدمات اللوجستية تبلغ قيمتها 8 تريليونات دولار، وتقدر في الولايات المتحدة الأمريكية وحدها بـ2 تريليون دولار”؛ لذا فإن المملكة في إطلاقها استراتيجية النقل والخدمات اللوجستية، وإنشاءها منظومة سلسلة الإمداد في “أوكساچون”؛ إنما تستثمر في موقعها الاستراتيجي الغني بالمزايا والموارد الطبيعية، وهو ما يفتح الآفاق أمام إمكاناتها اللوجستية، التي تعد “أوكساچون” جزءًا منها.
الموقع الاستراتيجي
ووفقًا لوزارة النقل والخدمات اللوجستية؛ فإن “المملكة تمتلك موقعًا جغرافيًّا استراتيجيًّا مميزًا يتوسط خطوط التجارة العالمية، كما تقع على بحرين (الخليج العربي، والبحر الأحمر)، وهي الدولة الخليجية الوحيدة، التي تتمتع بهذه الميزة، بالإضافة إلى أن ثلث صادرات العالم من النفط تمر عبر الخليج العربي؛ في حين أن 13% من تجارة العالم تمر عبر البحر الأحمر، ويمكن للمملكة بشكل طبيعي ربط أسواق يعيش فيها أكثر من 6 مليارات نسمة”. ومن بين الإمكانات العديدة لموقع المملكة، فإن ميناء جدة وميناء الدمام، يشكلان حلقة وصل بين الشرق والغرب، توفر على شركات الشحن ما يقارب 800 ألف دولار للسفينة القادمة من أوروبا لتفريغ البضائع في موانئ دول الخليج العربي؛ لكن عوائد هذه الميزة تتضاعف بالنسبة لميناء “أوكساچون”، بسبب قربه من قناة السويس، التي تمر من خلالها السفن القادمة من أوروبا وأمريكا الشمالية.
أما بالنسبة لما بلغته المملكة من مكانة دولية وإقليمية في مجال سلسلة الإمداد والنقل اللوجستي؛ فقد احتلت هذا العام المركز 55 من بين 160 دولة، في مؤشر الأداء اللوجستي، الذي يصدره البنك الدولي، وحازت المملكة أيضًا على المركز السادس في قائمة أفضل عشرة أسواق ناشئة؛ وفقًا لمؤشر “أجيليتي” اللوجستي للأسواق الناشئة لعام 2021، كما صنفت مجلة “فوربس” الأمريكية في أكتوبر الماضي، الهيئة العامة للموانئ السعودية “موانئ” في المرتبة الثالثة في قائمة أكبر 10 شركات لوجستية في الشرق الأوسط.
وتُظهر التقييمات الدولية السابقة ما تحظى به المملكة من مكانة جيدة في مجال القطاع اللوجستي؛ لكنها رغم ذلك لا تلبي طموحاتها على هذا الصعيد؛ إذ تهدف المملكة إلى أن تكون ضمن قائمة الدول العشر الأولى عالميًّا في مؤشر الأداء اللوجستي، ومن المؤكد أن المنظومة المتكاملة لسلسة الإمداد في “أوكساچون” ستسهم بشكل كبير في تحقيق رؤية وأهداف المملكة، بفضل ما تتضمنه المنظومة من مزايا فريدة تستقطب الدول والشركات المختلفة للاستفادة منها.
المزايا الفريدة
ومن مزايا منظومة سلسلة الإمداد في “أوكساچون”، ما يحققه الموقع الاستراتيجي للمدينة على البحر الأحمر، من وصول أسرع إلى الأسواق العالمية، وتشغيل المنظومة بنظام موحد ومؤتمت يشمل الميناء والخدمات اللوجستية ومرافق السكك الحديدية، وتكامل سلسلة الإمداد المادية والرقمية للمنظومة، وبما يضمن الكفاءة والتسليم في الوقت الفعلي، بتكلفة مجدية لشركاء الصناعة، كما يضمن التفريغ الذكي المدعوم بالأنظمة الآلية في المنظومة نقل البضائع إلى الشاطئ عبر سلسلة الإمداد بمدة تتراوح بين 12 و24 ساعة، وتقليص مدة سلسلة الإمداد بمقدار أسبوعين إلى 3 أسابيع، وإتمام خدمات التوصيل الآلية للوجهة النهائية عبر أفضل تقنيات التشغيل المؤتمت والمتكامل.
ومن المزايا الفريدة وغير المسبوقة للمنظومة؛ أن تشغيلها لن ينتج عنه أي انبعاثات كربونية؛ نظرًا للتقنيات الصديقة للبيئة التي يعتمد عليها التشغيل، ومنها الروبوتات، والذكاء الاصطناعي، والطاقة الهيدروجينية صديقة البيئة كوقود حيوي، يغذي أنظمة النقل والمواصلات.
وتكفل المزايا الفريدة لمنظومة سلسلة الإمداد بـ”أوكساچون” تقديم حلول نقل مبتكرة ومتطورة ومرتبطة بنظام سلاسل الإمداد والخدمات اللوجستية عالميًّا؛ مما يمنح -على سبيل المثال- صادرات “أوكساچون” سرعة الوصول إلى الأسواق العالمية في الشرق والغرب، ويتيح تسليم 70% من البضائع في اليوم نفسه، كما أن مزايا المنظومة لن تقتصر على واردات وصادرات “أوكساجون” فقط؛ بل سيستفيد منها جميع الشركاء والمتعاملين مع المنظومة من كافة أنحاء العالم، وستوفر لهم جميعًا الوصول الأسرع إلى وجهاتهم، والكفاءة والتسليم الآمن لشحناتهم في الموعد الفعلي، إلى جانب التكلفة المنخفضة والمجدية اقتصاديًّا، وخلوّ كل المراحل التي تشملها سلسلة الإمداد في المنظومة من التلوث؛ بفضل اعتمادها على أنظمة تقنية صديقة للبيئة ترتكز على مبادئ الاستدامة.
[ad_2]
Source link