[ad_1]
لا شك أن تمكین المرأة من المشاركة في عجلة العمل والإنتاج له أهمیة كبیرة في تطویر الحیاة في المجتمع على مستوى الأفراد، سواء كانوا رجالاً أو نساء، أو على مستوى الأسر، أو المجتمع كله. ولكن من المفارقات الطریفة التي قد تحدث في هذا السیاق أن تترقى الزوجة وظیفیًّا، ویظل زوجها كما هو. وقد یثیر ذلك حفیظة الرجل، وقد یؤدي إلى وجود نوع من التنافس بین الزوجین، ولا نقول الغیرة – وإن كان هذا واردًا أیضًا في بعض الأحیان – وقد تزداد حدة هذا التنافس حینًا، وتخفت أحیانًا، وربما ینتج من ذلك حدوث شد وجذب بین الزوجین، وربما یتشاجران، ومع الوقت تنضج المشاعر، وتخفت حدتها، ویتوصلان إلى طریقة مثلى للتعامل معًا. وهنا یأتي دور حكمة الزوجة وحنكتها في إدارة هذا الموضوع مع زوجها، وقدرتها على استیعاب مشاعره، وعدم إشعاره بالنقص.
وإن كان الزوجان زمیلین في العمل نفسه، أي یعملان في إدارة أو هیئة واحدة، أو مكان عمل واحد، فمن المتوقع مع الاحتكاك في مسائل العمل وشؤونه بین هذین الزوجین الزمیلین حدوث مواقف متنوعة بینهما، فیها قدر من الإحراج حینًا، والطرافة حینًا آخر. ولو ترقت الزوجة في العمل، وأصبحت هي المدیر العام على زوجها، فستختلف ظروف ومواقف العمل التي تجمع بینهما؛ إذ سیصبح الزوج مرؤوسًا لزوجته؛ وهذا سیجعلهما محط أنظار واهتمام جمیع الزملاء والزمیلات، وأي تصرف من الزوجة المدیر العام مع مرؤوسها الزوج سوف یفسَّر – ولا شك – بطریقة ما.. فلو تسامحت معه بعض الشيء فسوف تُتهم بمجاملته، والتغاضي عن تقصیره، وإن كانت شدیدة الدقة في محاسبته وظیفیًّا نظرًا لحساسیة وضعهما بوصفهما زوجَین فسوف تثیر بذلك حفیظة الزوج، وقد یوقِع الشیطان بینهما، وربما شعر الزوج باضطهاد زوجته المدیر العام!!
ولا شك أنه سوف تتنوع المواقف المحرجة، والمفارقات الطریفة، وربما تزداد وتیرة المشاكل بینهما إن لم یجیدا التعامل مع مثل هذه المواقف.
ولعلنا نتذكر الفیلم المصري القدیم (مراتي مدیر عام)؛ إذ تخیَّل هذا الفیلم طبیعة العلاقات المتباینة بین الزوجة وزوجها الذي ترؤسه في العمل. وقدمها في قالب كومیدي طریف.
ومن خلال هذا التناول المضحك حاول صُناع الفیلم أن یعكسوا ما یعتمل داخل أعماق نفسیة الرجل من مشاعر متداخلة بسبب كونه مرؤوسًا لزوجته في العمل، وحاولوا ببراعة الكومیدیا وخفة ظلها أن یستلوا من نفوس الأزواج ما یشعرون به من ضیق عندما یكونون مرؤوسین لزوجاتهم في العمل.
لقد كان هذا الوضع منذ أكثر من خمسین سنة، لكن كیف الوضع الآن ونحن في بدایة العقد الثالث من القرن الحادي والعشرین المیلادي، والعالم كله أصبح في ظل وسائل التواصل الاجتماعي كأنه عمارة واحدة، شققها السكنیة منفتحة على بعضها، والناس كلهم یتأثرون في علاقاتهم الإنسانیة والزوجیة والأسریة والعملیة بما یجري في فضاء الإنترنت؟!!
وفي هذه الأجواء المنفتحة تُرى كیف سیتعامل الشاب مع زوجته المدیر العام التي ترأسه في العمل، وترتقي وظیفیًّا أسرع منه بفضل ما تتمتع به من همة عالیة، ومؤهلات علمیة؟
زوجتي.. مدیري العام!!
غسان محمد عسيلان
سبق
2020-12-08
لا شك أن تمكین المرأة من المشاركة في عجلة العمل والإنتاج له أهمیة كبیرة في تطویر الحیاة في المجتمع على مستوى الأفراد، سواء كانوا رجالاً أو نساء، أو على مستوى الأسر، أو المجتمع كله. ولكن من المفارقات الطریفة التي قد تحدث في هذا السیاق أن تترقى الزوجة وظیفیًّا، ویظل زوجها كما هو. وقد یثیر ذلك حفیظة الرجل، وقد یؤدي إلى وجود نوع من التنافس بین الزوجین، ولا نقول الغیرة – وإن كان هذا واردًا أیضًا في بعض الأحیان – وقد تزداد حدة هذا التنافس حینًا، وتخفت أحیانًا، وربما ینتج من ذلك حدوث شد وجذب بین الزوجین، وربما یتشاجران، ومع الوقت تنضج المشاعر، وتخفت حدتها، ویتوصلان إلى طریقة مثلى للتعامل معًا. وهنا یأتي دور حكمة الزوجة وحنكتها في إدارة هذا الموضوع مع زوجها، وقدرتها على استیعاب مشاعره، وعدم إشعاره بالنقص.
وإن كان الزوجان زمیلین في العمل نفسه، أي یعملان في إدارة أو هیئة واحدة، أو مكان عمل واحد، فمن المتوقع مع الاحتكاك في مسائل العمل وشؤونه بین هذین الزوجین الزمیلین حدوث مواقف متنوعة بینهما، فیها قدر من الإحراج حینًا، والطرافة حینًا آخر. ولو ترقت الزوجة في العمل، وأصبحت هي المدیر العام على زوجها، فستختلف ظروف ومواقف العمل التي تجمع بینهما؛ إذ سیصبح الزوج مرؤوسًا لزوجته؛ وهذا سیجعلهما محط أنظار واهتمام جمیع الزملاء والزمیلات، وأي تصرف من الزوجة المدیر العام مع مرؤوسها الزوج سوف یفسَّر – ولا شك – بطریقة ما.. فلو تسامحت معه بعض الشيء فسوف تُتهم بمجاملته، والتغاضي عن تقصیره، وإن كانت شدیدة الدقة في محاسبته وظیفیًّا نظرًا لحساسیة وضعهما بوصفهما زوجَین فسوف تثیر بذلك حفیظة الزوج، وقد یوقِع الشیطان بینهما، وربما شعر الزوج باضطهاد زوجته المدیر العام!!
ولا شك أنه سوف تتنوع المواقف المحرجة، والمفارقات الطریفة، وربما تزداد وتیرة المشاكل بینهما إن لم یجیدا التعامل مع مثل هذه المواقف.
ولعلنا نتذكر الفیلم المصري القدیم (مراتي مدیر عام)؛ إذ تخیَّل هذا الفیلم طبیعة العلاقات المتباینة بین الزوجة وزوجها الذي ترؤسه في العمل. وقدمها في قالب كومیدي طریف.
ومن خلال هذا التناول المضحك حاول صُناع الفیلم أن یعكسوا ما یعتمل داخل أعماق نفسیة الرجل من مشاعر متداخلة بسبب كونه مرؤوسًا لزوجته في العمل، وحاولوا ببراعة الكومیدیا وخفة ظلها أن یستلوا من نفوس الأزواج ما یشعرون به من ضیق عندما یكونون مرؤوسین لزوجاتهم في العمل.
لقد كان هذا الوضع منذ أكثر من خمسین سنة، لكن كیف الوضع الآن ونحن في بدایة العقد الثالث من القرن الحادي والعشرین المیلادي، والعالم كله أصبح في ظل وسائل التواصل الاجتماعي كأنه عمارة واحدة، شققها السكنیة منفتحة على بعضها، والناس كلهم یتأثرون في علاقاتهم الإنسانیة والزوجیة والأسریة والعملیة بما یجري في فضاء الإنترنت؟!!
وفي هذه الأجواء المنفتحة تُرى كیف سیتعامل الشاب مع زوجته المدیر العام التي ترأسه في العمل، وترتقي وظیفیًّا أسرع منه بفضل ما تتمتع به من همة عالیة، ومؤهلات علمیة؟
08 ديسمبر 2020 – 23 ربيع الآخر 1442
12:21 AM
زوجتي.. مدیري العام!!
لا شك أن تمكین المرأة من المشاركة في عجلة العمل والإنتاج له أهمیة كبیرة في تطویر الحیاة في المجتمع على مستوى الأفراد، سواء كانوا رجالاً أو نساء، أو على مستوى الأسر، أو المجتمع كله. ولكن من المفارقات الطریفة التي قد تحدث في هذا السیاق أن تترقى الزوجة وظیفیًّا، ویظل زوجها كما هو. وقد یثیر ذلك حفیظة الرجل، وقد یؤدي إلى وجود نوع من التنافس بین الزوجین، ولا نقول الغیرة – وإن كان هذا واردًا أیضًا في بعض الأحیان – وقد تزداد حدة هذا التنافس حینًا، وتخفت أحیانًا، وربما ینتج من ذلك حدوث شد وجذب بین الزوجین، وربما یتشاجران، ومع الوقت تنضج المشاعر، وتخفت حدتها، ویتوصلان إلى طریقة مثلى للتعامل معًا. وهنا یأتي دور حكمة الزوجة وحنكتها في إدارة هذا الموضوع مع زوجها، وقدرتها على استیعاب مشاعره، وعدم إشعاره بالنقص.
وإن كان الزوجان زمیلین في العمل نفسه، أي یعملان في إدارة أو هیئة واحدة، أو مكان عمل واحد، فمن المتوقع مع الاحتكاك في مسائل العمل وشؤونه بین هذین الزوجین الزمیلین حدوث مواقف متنوعة بینهما، فیها قدر من الإحراج حینًا، والطرافة حینًا آخر. ولو ترقت الزوجة في العمل، وأصبحت هي المدیر العام على زوجها، فستختلف ظروف ومواقف العمل التي تجمع بینهما؛ إذ سیصبح الزوج مرؤوسًا لزوجته؛ وهذا سیجعلهما محط أنظار واهتمام جمیع الزملاء والزمیلات، وأي تصرف من الزوجة المدیر العام مع مرؤوسها الزوج سوف یفسَّر – ولا شك – بطریقة ما.. فلو تسامحت معه بعض الشيء فسوف تُتهم بمجاملته، والتغاضي عن تقصیره، وإن كانت شدیدة الدقة في محاسبته وظیفیًّا نظرًا لحساسیة وضعهما بوصفهما زوجَین فسوف تثیر بذلك حفیظة الزوج، وقد یوقِع الشیطان بینهما، وربما شعر الزوج باضطهاد زوجته المدیر العام!!
ولا شك أنه سوف تتنوع المواقف المحرجة، والمفارقات الطریفة، وربما تزداد وتیرة المشاكل بینهما إن لم یجیدا التعامل مع مثل هذه المواقف.
ولعلنا نتذكر الفیلم المصري القدیم (مراتي مدیر عام)؛ إذ تخیَّل هذا الفیلم طبیعة العلاقات المتباینة بین الزوجة وزوجها الذي ترؤسه في العمل. وقدمها في قالب كومیدي طریف.
ومن خلال هذا التناول المضحك حاول صُناع الفیلم أن یعكسوا ما یعتمل داخل أعماق نفسیة الرجل من مشاعر متداخلة بسبب كونه مرؤوسًا لزوجته في العمل، وحاولوا ببراعة الكومیدیا وخفة ظلها أن یستلوا من نفوس الأزواج ما یشعرون به من ضیق عندما یكونون مرؤوسین لزوجاتهم في العمل.
لقد كان هذا الوضع منذ أكثر من خمسین سنة، لكن كیف الوضع الآن ونحن في بدایة العقد الثالث من القرن الحادي والعشرین المیلادي، والعالم كله أصبح في ظل وسائل التواصل الاجتماعي كأنه عمارة واحدة، شققها السكنیة منفتحة على بعضها، والناس كلهم یتأثرون في علاقاتهم الإنسانیة والزوجیة والأسریة والعملیة بما یجري في فضاء الإنترنت؟!!
وفي هذه الأجواء المنفتحة تُرى كیف سیتعامل الشاب مع زوجته المدیر العام التي ترأسه في العمل، وترتقي وظیفیًّا أسرع منه بفضل ما تتمتع به من همة عالیة، ومؤهلات علمیة؟
window.fbAsyncInit = function() { FB.init({ appId : 636292179804270, autoLogAppEvents : true, xfbml : true, version : 'v2.10' }); FB.AppEvents.logPageView(); };
(function(d, s, id){ var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0]; if (d.getElementById(id)) {return;} js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = "https://connect.facebook.net/en_US/sdk.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); }(document, 'script', 'facebook-jssdk'));
[ad_2]
Source link