[ad_1]
أشياء لا يمكنك تجنبها… الموت والضرائب وتسجيل أغويرو للأهداف
زملاء النجم الأرجنتيني السابقون يُقيمون مسيرته الكروية وكيف كان لاعباً استثنائياً خلال رحلته مع سيتي
الاثنين – 16 جمادى الأولى 1443 هـ – 20 ديسمبر 2021 مـ رقم العدد [
15728]
أغويرو محمولاً من لاعبي سيتي الذين صنع معهم مسيرة أسطورية (أ.ب)
أغويرو وميسي نجحا في قيادة منتخب الأرجنتين للقب كوبا أميركا الصيف الماضي (أ.ب)
مانشستر: ويل أونوين
كان سوانزي سيتي أول نادٍ في الدوري الإنجليزي الممتاز يعاني بسبب القدرات التهديفية الهائلة لسيرجيو أغويرو في إحدى ليالي فصل الصيف من عام 2011، حيث شارك المهاجم الأرجنتيني كبديل في الدقائق الـ31 الأخيرة من المباراة، وفي أول ظهور له مع سيتي بعد انتقاله لملعب الاتحاد قادماً من أتلتيكو مدريد الإسباني مقابل 35 مليون جنيه إسترليني، سجل هدفين ليبدأ مسيرته الاستثنائية التي انتهت رسمياً بنهاية الموسم الماضي بانضمامه إلى برشلونة في صفقة انتقال حر.
بعد مرور 10 سنوات وإحراز ما لا يقل عن 260 هدفاً، رحل أغويرو عن مانشستر سيتي، بعد أن حطم الرقم القياسي الذي كان مسجلاً باسم إيريك بروك كأكثر اللاعبين تسجيلاً للأهداف في تاريخ النادي، وفاز بخمسة ألقاب للدوري الإنجليزي الممتاز، ولقب لكأس الاتحاد الإنجليزي، وستة ألقاب لكأس رابطة الأندية الإنجليزية المحترفة.
انتقل أغويرو إلى مانشستر سيتي وهو في الثانية والعشرين من عمره، وكان النادي قد فاز للتو بلقب كأس الاتحاد الإنجليزي، لكنه كان حجر الزاوية في كل الإنجازات التي حققها النادي بعد ذلك. ولن ننسى أبداً ذلك الهدف الذي سجله في مرمى كوينز بارك رينجرز في عام 2012، وهو الهدف الذي منح سيتي لقب الدوري الإنجليزي الممتاز، لكن الشيء المؤكد أن تأثير أغويرو كان أكبر بكثير من أن نتذكره في لحظة واحدة.
يقول مدافع مانشستر سيتي السابق، غايل كليتشي: «كنت قد انضممت للنادي في ذلك الصيف وسرعان ما أدركت أن النادي سيتحول إلى آلة لا يمكن لأحد أن يوقفها في غضون خمس سنوات. عندما ترى النادي يتعاقد مع لاعب مثل أغويرو، تدرك على الفور أن النادي يقوم بعمل كبير».
وسرعان مع رفع أغويرو مستوى التدريبات في مانشستر سيتي، حيث أدرك اللاعبون الآخرون أنهم بحاجة إلى التحسن والتطور حتى يتجنبوا الإحراج أمامه وأمام لاعبين آخرين مثل ديفيد سيلفا ويايا توريه. وأصبح اللاعبون يعرفون في قرارة أنفسهم أن الفريق يمكنه أن يفوز أخيراً بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز تحت قيادة المدير الفني الإيطالي روبرتو مانشيني، حتى لو كانت الظروف في تلك الفترة صعبة.
يقول كليتشي: «لقد تعلمت الكثير، لأن أغويرو واحد من هؤلاء اللاعبين الذين يشعرون بالسعادة كل يوم. إنه يستمتع بكرة القدم ويريد فقط أن يساعد فريقه على تحقيق الفوز. وحتى لو كان يجلس على مقاعد البدلاء فإنه يريد أن يساعد الفريق. أتذكر أنه كان يجلس على مقاعد البدلاء أمام مانشستر يونايتد، لكن بمجرد دخوله إلى الملعب ومن أول لمسة للكرة تمكن من مراوغة أربعة لاعبين وسدد الكرة في الجزء الخلفي من الشبكة. إنه دائماً ما يلعب من أجل مصلحة الفريق. لقد ساعد فريقه كثيراً، ليس فقط فيما يتعلق بالفوز بالمباريات، ولكن أيضاً فيما يتعلق بالارتقاء إلى مستوى مختلف».
لقد تكيف أغويرو سريعاً مع الأجواء داخل وخارج الملعب في مانشستر، حيث كان يستمتع بحفلات الشواء مع أحد أصدقائه المقربين، وهو حارس مرمى مانشستر يونايتد ديفيد دي خيا. وخلال السنوات الأخيرة، انتقل أغويرو من منطقة شيشاير الريفية إلى وسط المدينة.
وقد عانى الكثير من المدافعين من القدرات الفنية الهائلة للنجم الأرجنتيني، الذي يتميز بالتحرك الواعي داخل الملعب والقدرة الهائلة على تسجيل الأهداف من أنصاف الفرص، وبالتالي فمن المؤكد أن مدافعي الفرق المنافسة في الدوري الإنجليزي الممتاز شعروا بالسعادة لرحيله عن ملعب الاتحاد. وكما كان متوقعاً لم ينتقل أغويرو لنادٍ إنجليزي آخر، وكان مشواره الجديد مع نادي برشلونة.
من المؤكد أن أغويرو كان يستفيد كثيراً من اللعب مع بعض من أفضل صناع اللعب في الدوري الإنجليزي الممتاز مثل ديفيد سيلفا وكيفين دي بروين، لكن هؤلاء اللاعبين يعرفون أيضاً أنه إذا كان هناك لاعب واحد يمكنه أن يتوقع مكان تمرير الكرة فسيكون هذا اللاعب بالطبع هو أغويرو.
يقول المدافع السابق لمانشستر سيتي وكوينز بارك رينجرز، نيدوم أونوها: «هدفك هو أن تحاول أن تجعل الأمر صعباً قدر الإمكان بالنسبة له، لكن ما يزيد الأمر سوءاً هو أنه كان محاطاً بالكثير من اللاعبين الموهوبين الذين يمكنهم مساعدته بالتمريرات بأي طريقة». ويضيف «أنت تحاول أن تفعل كل ما في وسعك لإيقافه، لكن هناك ثلاثة أشياء لا يمكنك تجنبها: الموت والضرائب وتسجيل أغويرو للأهداف».ويتابع: «يمكنه تسجيل الأهداف من مسافة 25 ياردة، ويمكنه تسجيل الأهداف ببراعة من ضربات الرأس من أمام القائم القريب، ويمكنه الهروب من المدافعين بحيث لا تعرف مكانه، لذلك فهو يشكل نوعاً مختلفاً من التهديد ولا يشبه المهاجمين الذين كنا نواجههم في السابق. لا أعني بذلك أن المهاجمين الذين سبقوه كانوا تقليديين ويعتمدون على طريقة واحدة في اللعب، لكنهم لم يكونوا قادرين على تسجيل الأهداف من أي مكان كما هو الحال مع أغويرو».
وفي حين يعاني المدافعون من أغويرو، فإن زملاءه في الفريق يكونون سعداء للغاية باللعب بجواره. يقول كليتشي: «إنه لاعب متكامل. لا يتعين عليك سوى أن تبحث عنه وتحاول تمرير الكرة إليه لأنه يركض بطريقة مثالية ويستقبل الكرة بطريقة مثالية وينهي الهجمة بطريقة مثالية، لذا فإن هذا يعني أن لديك لاعباً ليس له مثيل إذا هيأت له الظروف المناسبة. أنت تريد أن تثبت نفسك دائماً أمام أفضل اللاعبين، ومن حسن حظي أنني لعبت إلى جواره، فقد كنت أنظر إليه كل يوم وأتساءل كيف يلعب بهذا الشكل الرائع. في كل مرة تعتقد فيها أنه وصل إلى أفضل مستوياته، يفاجئك بالوصول إلى مستويات أخرى، وهو الأمر الذي يجعلك تتساءل: ما هو المستوى الذي يمكن أن يصل إليه؟».
ورغم أن أغويرو سجل 184 هدفاً في الدوري الإنجليزي الممتاز في 275 مباراة، فإنه لم يفز بالحذاء الذهبي (هداف البطولة) سوى مرة واحدة فقط، وكان ذلك في موسم 2004 – 2005 عندما سجل 26 هدفاً. ويحتل المهاجم الأرجنتيني حالياً المركز الرابع في قائمة الهدافين التاريخيين للدوري الإنجليزي الممتاز، خلف آلن شيرر، وواين روني، وآندي كول، لكن لولا الإصابات التي تعرض لها وأبعدته كثيراً عن المباريات، لنجح في تخطي كول، وربما روني الذي سجل 208 أهداف.
يقول كليتشي: «إنه أحد أفضل اللاعبين على الإطلاق. إنه يأتي في نفس المستوى مع تييري هنري وآلن شيرر – وهذا في حد ذاته يعني أن تأثيره داخل النادي كان هائلاً».
لم يلعب أونوها وأغويرو معاً سوى ستة أشهر في مانشستر سيتي، ويعترف أونوها بأنه لم يكن يتوقع أن يصل أغويرو إلى هذا المستوى. ويعد أغويرو إحدى الركائز التي بنى عليها مانشستر سيتي نجاحه، ويأتي إلى جانب كل من البلجيكي فينسينت كومباني، والعاجي يايا توريه، والإسباني ديفيد سيلفا، والإيطالي بابلو زاباليتا كأعظم اللاعبين في تاريخ النادي. ونظم النادي حفل وداع يليق بالإنجازات التي حققها هذا اللاعب الفذ قبل رحيله إلى برشلونة.
يقول أونوها: «أغويرو ليس لاعباً فارع الطول، (يصل طوله إلى 173 سم)، وليس سريعاً للغاية أو قوياً جداً أو يجيد الألعاب الهوائية بطريقة استثنائية، لكن انظر إلى الطريقة التي يتحرك بها والطريقة التي يسجل بها جميع الأهداف. على الورق، يبدو أنه لن يكون قادراً على اللعب بهذا المستوى الاستثنائي، لكنه على وشك أن يكون أحد أفضل اللاعبين في التاريخ. إنه الاستثناء الذي يثبت القاعدة». ولا يمكن لأي متابع لكرة القدم أن ينسى ذلك الهدف التاريخي الذي سجله النجم الأرجنتيني في مرمى كوينز بارك رينجرز في عام 2012، فبينما كان لقب الدوري الإنجليزي الممتاز يهرب من بين يدي مانشستر سيتي، وكان الفريق بحاجة إلى هدف الفوز ليمنع الغريم التقليدي مانشستر يونايتد من الفوز باللقب في الجولة الأخيرة من الموسم، مرر ماريو بالوتيلي الكرة باتجاه أغويرو داخل منطقة الجزاء ليحرز المهاجم الأرجنتيني هدفاً قاتلاً.
يقول أونوها، الذي كان يلعب في صفوف كوينز بارك رينجرز في تلك المباراة: «لم أكن أعرف من الذي سجل الهدف. وعندما تنظر إلى الوراء الآن وترى طبيعة الهدف، ستدرك أن اللاعب الوحيد القادر على إحراز هدف بهذه الطريقة هو أغويرو، حيث سحب الكرة لكي يتخلص من المدافع الموجود أمامه ويجد لنفسه نصف ياردة في هذه المساحة الضيقة ويسدد الكرة في المرمى وكأنه يفعل ذلك الأمر كل يوم. هذا باختصار هو سيرجيو أغويرو».
وكانت مباراة إيفرتون خير وداع لأغويرو على المستوى المحلي مع مانشستر سيتي، حيث سجل ثنائية بعد نزوله بديلاً في آخر مباراة له مع النادي ليحتفل بالحصول على لقب الدوري الإنجليزي الممتاز مع السيتي للمرة الخامسة. وعلى المستوى الأوروبي، كان النجم الأرجنتيني يُمني النفس بالفوز بدوري أبطال أوروبا بعد الوصول للمباراة النهائية أمام تشيلسي، لكن فريقه خسر بهدف دون رد.
يقول كليتشي: «كنت أتمنى أن يفوز بلقب دوري أبطال أوروبا، لأن ذلك كان سيكون خير ختام لمسيرته مع مانشستر سيتي، وكان سيمضي قدماً ولن ينظر إلى الوراء أبداً».
أرجنتينا
المملكة المتحدة
الدوري الإنجليزي الممتاز
[ad_2]
Source link