[ad_1]
19 ديسمبر 2021 – 15 جمادى الأول 1443
04:42 PM
كتبه أكثر من عشر مرات وكلها بالرسم العثماني.. عاش داخل المدينة ورفض الخروج منها
حصل على الجنسية السعودية.. خطاط مصاحف المدينة المنورة “عثمان طه” وتاريخ طويل في كتابة القرآن
الشيخ عثمان عبده طه، خطَّاط مصاحف المدينة النبوية، أحد المتميزين، من أصحاب الكفاءات والخبرات والتخصصات النادرة الذين حصلوا على الجنسية السعودية.
ويهدف فتح باب تجنيس الكفاءات الشرعية والطبية والعلمية والثقافية والرياضية والتقنية، بما يسهم في تعزيز عجلة التنمية، ويعود بالنفع على السعودية في المجالات المختلفة.
و”عثمان عبده طه”، ولد في ريف مدينة حلب عام 1352هـ الموافق 1934م. والده هو الشيخ عبده حسين طه إمام وخطيب المسجد وشيخ كتاب البلد، أخذ مبادئ الخط من والده الذي كان يجيد (خط الرقعة).
و”طه”، درس المرحلة الابتدائية والمتوسطة والثانوية في مدينة حلب في الكلية الشرعية/الخَسْرَوِّية، وتتلمذ في هذه الفترة على مشايخ الخط في مدينة حلب محمد علي المولوي، محمد الخطيب، حسين حسني “التركي”، والشيخ عبدالجواد الخطاط، وأخيراً إبراهيم الرفاعي (خطاط مدينة حلب).
ودرس المرحلة الجامعية في مدينة دمشق، وحصل على درجة الليسانس في الشريعة الإسلامية من جامعة دمشق عام 1383هـ الموافق 1964م، وعلى الدبلوم العامة من كلية التربية من جامعة دمشق عام 1384هـ الموافق 1965م.
وفي دمشق تعرّف على محمد بدوي الديراني (خطاط بلاد الشام)، وأخذ منه الكثير في الخط الفارسي، وخط الثلث عام 1379هـ الموافق 1960م وحتى عام 1967م.
وكان يجتمع مع خطاط العراق هاشم محمد البغدادي حين يزور دمشق، ويأخذ منه تمرينات وتعليقات كثيرة حول خط الثلث والنسخ.
وحصل على إجازة في حسن الخط من شيخ الخطاطين في العالم الإسلامي حامد الآمدي رحمه الله عام 1392هـ الموافق 1973م.
وعيّن عضواً في هيئة التحكيم الدولية لمسابقة الخط العربي التي تجري في إستانبول كل ثلاث سنوات منذ عام1408هـ الموافق 1988م.
ودرس خطاط مصاحف المدينة المنورة الرسم وعلم الزخرفة علي يد سامي برهان حفظه الله، ثم نعيم إسماعيل رحمه الله.
وعيّن خطاطاً لمجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف في المدينة المنورة منذ عام 1408هـ الموافق 1988م، وكاتباً لمصاحف المدينة النبوية.
وللشيخ عثمان طه خبرته في كتابة المصاحف، فقد كتب المصحف الشريف أكثر من عشر مرات، وكلها بالرسم العثماني، طُبِعَ أكثرها وانتشرت في العالم الإسلامي.
ودرس خط النسخ دراسة علمية أكاديمية، وأجاد النوع الكلاسيكي منه، ثم عزف عنه إلى أسلوب متميز في كتابة المصاحف، ومن ذلك على سبيل المثال:
أ- تخلَّص من كثير من التركيبات الخطية التي كانت تعيق الضبط الصحيح.
ب- تخلَّص من أشكال بعض الأحرف من خط النسخ؛ تفادياً لالتباسها بحروفٍ أخرى مشابهة لها، مثل: الهاء المشقوقة، والميم المطموسة بأنواعها، والراء المعكوفة، وغير ذلك.
جـ- اعتمد على أسلوب تبسيط الكلمة (وهو الأصل في الخط الكوفي الذي كتب به القرآن أول مرة أيام الصحابة)، أي الحرف إلى جانب الحرف؛ لكي تأتي الحركات فوق الأحرف التابعة لها بدقة، كما يُلاحظ ذلك في مصاحف المجمع.
د- اكتسب خبرة في توزيع الكلمات في السطر الواحد بحيث ينتهي السطر كما بدأ دون تزاحم للكلمات في النهاية، كما في كثير من المصاحف المخطوطة؛ وذلك من أجل أن تظهر الصفحة متناسقة متألقة من حيث حسنُ الترتيب والتنسيق.
هـ- اكتسب خبرةً وعلماً من علماء القراءات أعضاء اللجان العلمية لمراجعة المصاحف المخطوطة واستفاد من آرائهم في هذا المجال، طبقاً لسيرته على موقع لـ”مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف”.
وبعد كتابة المصحف، عاش «عثمان» داخل المدينة المنورة ورفض الخروج منها، حتى تعالت المطالب بإعطائه الجنسية السعودية، مثلما حدث مع الباحث في الشؤون الإسلامية، سلمان بن محمد العمري الذي قال: «نطالب بمنحه الجنسية السعودية وهو ممن شرفه الله سبحانه وتعالى بخط المصحف لنصف قرن من الزمان، والعمل في مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف منذ إنشائه، ليكون كاتباً لمصاحف المدينة».
وفي الرياض أقام الباحث “العمري” احتفالية بخطاط المصحف حضرها حشد من العلماء والدعاه والباحثين والإعلاميين، وتم تكريمه.
[ad_2]
Source link