التنمُّر.. بُؤس على بُؤس – أخبار السعودية

التنمُّر.. بُؤس على بُؤس – أخبار السعودية

[ad_1]

لا يشعر الإنسان بالتنمُّر إذا كان قادرا على صدّه وردّه.. فهو يعامل معاملة الإساءة وحرية ردها أو العفو عنها.. لكن عندما يكون في اتجاه واحد، يأخذ قوة وتأثيرا يصعب صدّه. عندها فقط، يسقط مباشرة على ظهر الكرامة الإنسانية ويحقق مراده.

لكن هذا الجانب ليس هو المقصود في هذا المقام.. بل الحديث هنا عن الجانب الآخر: جانب التنمّر.

بائسون هم المتنمرون. تشير الدراسات المتخصصة إلى أنهم نتاج إفرازات المشاكل النفسية التي يعانون منها؛ وبالتالي تأتي (.. رغبتهم في التخلص من تأنيب الضمير وعدم الرضا عن النفس.. عبر تدنيس حياة الآخرين وتخفيضها إلى مستوى حياتهم كي يشعروا ببعض الراحة والاطمئنان).. راحة واطمئنان بأنهم ليسوا هم فقط (.. من يعيشون بمشاكل نفسية).

كما تشير الأبحاث إلى أن إنسانيتهم قد تعرضت للتشويه المقصود – مع سبق الإصرار والترصد – حين تم التنمر عليهم سابقا.. في الغالب وهم صغار: (.. تمت تربيتهم بشكل سيئ ومهمل من قِبل والديهم، مع عدم تلقيهم تعليما جيدا.. إضافة إلى اختلاطهم بالأشخاص الخطأ)، لهذا، عندهم (.. اضطرابات دماغية تحتاج إلى علاج). تلك الاضطرابات، تدفعهم – لاحقا – لممارسة نفس اللعبة في تشويه الآخرين.. بقصد وبدون.. ولكن أيضا مع سبق الإصرار والترصد.

هم أذلاء – شكلا ومضمونا – أمام من هم أعلى منهم سلطة وقوة ومركزا؛ وهذا التناقض مقبول بالنسبة لهم.. فالحياة الصحيحة – كما يرونها – يجب أن تُبنى على معادلة.. النّفاق.

بائس هو مجتمع التنمّر. فهو مجتمع فعّال في صناعة مشوّهين جُدد بين أفراده. فالمتنمرون لا يمرون فقط مرور اللئام.. ولكنهم يتركون نفوس من حولهم بجروح غائرة.. يصعب على الزمن مداواتها.

من يمارسون هذا الأسلوب يقنعون أنفسهم بأن (هدفهم الإصلاح).. وهم أشبه بما ذكره الله سبحانه وتعالى: (وَإذَا قِيلَ لَهُمْ لا تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ قَالُوا إنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ). يُمارس أفراده الخطيئة بجهل حين يعتقدون أن أسلوبهم هو (صلاح الحال). هم كالديك الغبي؛ كما يقال: (يعتقد أن الشمس تطلع عندما يصيح).

بائسة هي ثقافة التنمّر. فهي محور الشر المسكوت عنه.. الذي يُغض الطرف عن قُبحه إذا حقق الأهداف جرّاء استخدامه. ثقافة التنمّر لا تصنع سوى حفاري قبور النّمو والارتقاء والتطوّر. هي ثقافة تنظر للمتنمّر بانبهار وإعجاب وليس بتقزز – كما يفترض أن يكون -.

رواد تلك الثقافة ناقمون.. غيارى.. ويجدون ألف ذريعة للتلذذ بخطيئة التنمر التي يرتكبونها بدم بارد.

سيظل النَّفَس التنمُّري يدور في سلسلة مترابطة لا يوقفها سوى ترياق مبادرات المجتمع المدني.. الجادة في تنمية وبناء القدرات البشرية وصناعة (المواطن العالمي).. الذي يحمل وعيا كافيا لمواجهة تحديات التنمّر بكافة أشكاله وأنواعه.. وبناء #ثقافة_بلا_تنمُّر.



[ad_2]

Source link

Leave a Reply