[ad_1]
زيارة تبون لتونس… البحث عن إعادة انتشار الجزائر إقليمياً
خبراء قالوا إن من بين أهدافها إيجاد دعم لتسويق مقاربة البلاد للأزمة الليبية ولملف الصحراء
السبت – 14 جمادى الأولى 1443 هـ – 18 ديسمبر 2021 مـ رقم العدد [
15726]
الرئيس التونسي مستقبلاً نظيره الجزائري في مطار قرطاج (أ.ف.ب)
الجزائر: بوعلام غمراسة
يجمع جل المحللين السياسيين في الجزائر على أن زيارة الرئيس عبد المجيد تبون إلى تونس يومي الأربعاء والخميس، والتي تعتبر الأولى منذ توليه السلطة قبل عامين، تحمل طابعاً سياسياً وأمنياً بالأساس، وتهدف، حسبهم، إلى تحصين تونس من أزمتها الاقتصادية والسياسية، والبحث عن إعادة انتشار الجزائر إقليمياً، بعد أن ظلت دبلوماسية البلاد باهتة لسنوات طويلة، خصوصاً في فترة مرض الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة.
وقال شريف إدريس، أستاذ العلوم السياسية، بشأن دلالات تنقل الرئيس الجزائري إلى الجارة الشرقية، لـ«الشرق الأوسط»، إن «الأمر يتعلق باستدراك إهمال من جانب الجزائر تجاه تونس خلال فترة حكم بوتفليقة (1999 – 2019)، وإهمال للعلاقات متعددة الأطراف بشكل عام».
ويرى الباحث في العلاقات الدولية أن تبون «أراد التأكيد بأن تونس تظل دولة محورية بالنسبة للجزائر. ثم إن الجزائر أيضاً بحاجة إلى تعزيز علاقاتها مع تونس، بالنظر لوجود تحديات مشتركة، منها المشكلة الليبية، والحدود التي يشترك فيها كلا البلدين مع ليبيا، وتأزم الوضع في هذه الحدود سيؤثر على الأوضاع في البلدين». مبرزاً أن التنسيق الأمني بينهما «مطروح بحدة في هذه الظروف».
وبحسب إدريس، فإن لهذه الزيارة «دلالات هامة… فالجزائر تبحث عن دعم لتسويق مقاربتها للأزمة الليبية، وهي بحاجة إلى دعم بخصوص مقاربتها لملف الصحراء، خصوصاً منذ تطبيع المغرب علاقاته مع إسرائيل، ومسعى الرباط استمالة تونس إليها في خلافاتها مع الجزائر». وأضاف إدريس موضحاً أن «تواجد تبون بتونس في الظرف السياسي الدقيق، الذي يعيشه البلد، يمكن قراءته على أنه مساندة ضمنية للرئيس قيس سعيد، الذي يواجه وضعاً سياسياً داخلياً معقداً. إذا اشتدت الأزمة في تونس فستخلف آثاراً على الأوضاع في الجزائر وعلى الجزائريين، وقد تزيد من إضعاف السياسة الخارجية لتونس، وهو وضع لا يخدم الجزائر».
وتابع المحلل السياسي قائلاً: «إذا لم تتم الانتخابات العامة في ليبيا، فهناك احتمال تدهور الوضع الأمني بها. والجزائر وتونس متخوفتان من تداعيات خطيرة على الصعيد الإنساني لعودة محتملة إلى نقطة البداية في الأزمة الليبية، وهذا ما يدعو إلى تقوية العلاقات بينهما».
يشار إلى أن الزيارة شهدت التوقيع على 27 اتفاق تعاون في مختلف المجالات، كما تم الإعلان عن منح قرض جزائري لتونس بقيمة 300 مليون دولار.
من جهته أكد فيصل إزدارن، الباحث الجزائري المتخصص في علم الاجتماع السياسي، أن الزيارة «جاءت في ظل الاحتقان السياسي الذي تعرفه تونس، منذ أن أعلن قيس سعيد عن حالة الطوارئ وجمع الصلاحيات بين يديه، بدعوى محاربة الفساد، وقد تفهم هذه الزيارة على أنها مساندة للرئيس التونسي، لكن في بعض الأحيان قد تختلف الأهداف السياسية الداخلية عن الأهداف الدبلوماسية المبتغاة من الطرف الجزائري، فالاستقرار السياسي والأمني في تونس يعد ذا أهمية استراتيجية للجزائر، ومن واجب الجزائريين الوقوف إلى جنب تونس، حتى لا تنجر إلى تدخلات خارجية في أزمتها لأن ذلك سيعرض مصالح الجزائر الحيوية في المنطقة للخطر».
وأوضح إزدارن أن الجزائر «بصدد بعث دبلوماسييها بشكل سريع، وهي تخشى قيام جبهة غير مستقرة أخرى على حدودها، تزيد من تعقيد الأوضاع». مبرزاً أن الوضع المتوتر في مالي، وانتشار شبكات الإجرام على الجبهة الليبية، والقطيعة مع المغرب، أسباب كافية تدفع الجزائر إلى العمل على أن تحافظ تونس على استقرارها.
من جهته، يرى قوي بوحنينة الباحث المتخصص في تحولات الدولة، أستاذ كلية الحقوق والعلوم السياسية بورقلة (جنوب)، أن الجزائر «تبحث عن تحصين علاقاتها مع تونس في سياق أزمة دستورية تراوح مكانها عند الجار (المغرب) منذ يوليو (تموز) الماضي. والزيارة تنسجم مع ما أسمته رئيسة الحكومة التونسية إطلاق علاقات استراتيجية بين البلدين. أما المؤشر الثاني في زيارة تبون فهو رسالة دعم ضمنية للرئيس قيس سعيد، وخياراته السياسية والدستورية، فحواها أن سيادة تونس كدولة خط أحمر، وأنه لا مجال لأي تدخل خارجي في الأزمة الداخلية، وأن الحل ينبغي أن يأتي من الداخل، في منظور الجزائريين وتحديداً من قيس سعيد».
الجزائر
magarbiat
[ad_2]
Source link