توصيات لتسريع صناعة الإعلام والشراكات

الْتئام اجتماع الاتحادات الإذاعية الدولية في الرياض

احتضنت الرياض اللقاء المشترك بين اتحاد إذاعات وتلفزيونات الدول العربية مع اتحاد إذاعات آسيا والمحيط الهادي ABU وممثلي اتحاد الإذاعات الأوروبية EBU، بالإضافة إلى اتحاد الإذاعات الإفريقية AUB والمؤتمر الدائم للوسائل السمعية والبصرية في حوض المتوسط CoPeAm، واتحاد الإذاعات الإسلامية IBU.

وأشاد المشاركون بالتطورات المذهلة التي شهدتها المملكة العربية السعودية، معتبرين أن التجربة السعودية وخطوات التغيير المتسارعة تعد نموذجًا في النجاح ينبغي أن ينقل.

وقدّم الاجتماع عددًا من التوصيات والمبادرات لتنظيم العمل الإعلامي المشترك، بالإضافة إلى مجالات التعاون القادمة في المجال الإخباري، ومواكبة التطورات المتسارعة في مجال الإعلام الرقمي، بالإضافة إلى مواجهة التحديات التي يواجهها الإعلام.

وافتتح رئيس اتحاد إذاعات الدول العربية رئيس هيئة الإذاعة والتلفزيون السعودية محمد بن فهد الحارثي، الاجتماع بالتأكيد على ضرورة العمل بشكل مشترك للوصول إلى التطور المنشود من خلال التكامل وتبادل الخبرات، خصوصًا وأن صناعة الإعلام تقوم على التكامل والتعاون بين الاتحاد والمنظمات العالمية.

وأوضح “الحارثي” تنفيذ العديد من الخطوات التي تسهّل من مرحلة التكامل القادمة بعد البداية السابقة، بالتعاون في مجالات التبادل الإخباري والإذاعي، مبينًا أن المرحلة القادمة ستشهد التركيز على عدة محاور مهمة لجميع الأطراف المشاركة، تتمثل في تطوير العمل الخاص بالتدريب وتمكين القدرات البشرية التي تعد العنصر الأساس في صناعة العملية الإعلامية.

بدوره، أعلن مدير عام اتحاد إذاعات الدول العربية المهندس عبدالرحيم سليمان، تقديم مركز التدريب في الاتحاد لدورات مجانية للاتحادات المحتاجة والدول التي تمر ببعض الظروف الصعبة، وبيّن سليمان أن هذه الدورات تهدف لتطوير العمل، وتعزيز قدرات موظفي الإعلام في تلك الدول.

من جهتها، أكدت ممثلة اتحاد الإذاعات الأوروبية بياتريز باستوري، العمل على الشراكة لتسريع صناعة الإعلام وتطوير الشراكات القادمة مع الهيئات الأعضاء؛ لبناء أواصر قوية والتكامل في جميع المجالات الإعلامية.

كما كشفت رئيسة قسم العلاقات الأوروبية مع الأعضاء وجود ثلاث مبادرات يتم السعي من خلالها لمحاربة الأخبار الزائفة، والتي برزت من خلال هذا العام عبر السعي المجتمعي للتوافق مع التحول الرقمي، بالإضافة إلى السعي للوصول إلى صيغة موحدة للعمل على إيجاد الترجمة الالية، وهذا ما قد يكون موضع تعاون، أما ما يخص التعاون فبينت “باستوري” أن نجاح العمل مع منظمة الإسبو وهو المجال الذي قد يتيح لمجالات تعاون أكبر بين كل الأطراف مستقبلًا وفي مجالات عدة.

إلى ذلك، أشاد الأمين العام للمؤتمر الدائم للوسائل السمعية والبصرية في حوض المتوسط كلاوديو كابون، بتجربة زيارة المملكة العربية السعودية.

وبين “كابون” ضرورة الربط بين الثقافات والبيئات السياسية والتقنية التي تعد الداعم للنشاطات، وبيّن “كابون” أن المؤتمر عمل على زيادة الثقة والتعاون المستقبلي في ظل التحديات المتزايدة في عالم الإعلام، والتي يمكن معالجتها من خلال التعاون والتكامل من خلال الهيئات مثل الإسبو، وكذا ضرورة التركيز على الثقافة والمحتوى، وهذا ما يتطلب تدريبًا من نوع خاص.

كما أكد المدير العام لاتحاد الإذاعات الإسلامية الدكتور عمرو الليثي، الحاجة لتكثيف العمل من خلال ورش العمل للوصول إلى المرحلة المنشودة من التكامل.

وكشف الدكتور “الليثي” عن توقيع اتفاقية مع اتحاد إذاعات الدول العربية، وهو الأمر الذي يأتي في ظل ما تستدعيه صناعة الإعلام من خلال ضرورة الوصول للتكامل والاستفادة من التجارب المتنوعة.

في حين أكد الأمين العام لاتحاد الإذاعات الآسيوية جواد متقي، الحرص على تحقيق الاستفادة الكاملة من مثل هذه الاجتماعات التي تجمع كبار القدرات الإعلامية، وتناقش مسارات العمل والتطوير.

وبيّن أن مشاركة اتحاد الإذاعات الآسيوية بوفد متكامل يجمع بين الإعلام الحديث والتقليدي؛ تأتي للاستفادة من كل التجارب ومشاركة الخبرات المكتسبة.

وشهدت أعمال الاجتماع مناقشة عدد من المحاور تمثلت في التبادلات البرامجية والإخبارية والإذاعية والتلفزيونية، بالإضافة إلى التعاون في مجال التدريب والإنتاجات المشتركة، والتعاون مع المنظمات الدولية الأخرى.

وتأتي مشاركة اتحادات الإذاعات العربية والإسلامية والأوروبية والعالمية في المملكة العربية السعودية لتعكس دور المملكة الرائد في احتضان أهم الأحداث والفعاليات الإقليمية والدولية، وتأتي ضمن مسؤوليات هيئة الإذاعة والتلفزيون في المملكة باستثمار الفرص التي تتاح من خلال التغيير الكبير الذي تشهده مهنة صناعة الإعلام والتطورات المتسارعة.