[ad_1]
13 ديسمبر 2021 – 9 جمادى الأول 1443
08:17 AM
أملاً في طلب المزيد من الجواد الكريم أن يُنعم بفضله وإحسانه بالغيث على البلاد
اتباعاً لسنة المصطفى.. جموع المصلين يؤدون صلاة الاستسقاء في جميع المناطق
أدّى المصلون في جميع مناطق المملكة صلاة الاستسقاء، صباح اليوم، اتباعاً لسنة المصطفى -عليه أفضل الصلاة والسلام- عند الجدب وتأخر نزول المطر؛ أملاً في طلب المزيد من الجواد الكريم أن يُنعم بفضله وإحسانه بالغيث على أنحاء البلاد.
مكة المكرّمة
ففي مكة المكرمة، أدى المصلون صلاة الاستسقاء بالمسجد الحرام، يتقدمهم الأمير خالد الفيصل مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرّمة، وأمَّ المصلين إمام وخطيب المسجد الحرام فضيلة الشيخ الدكتور عبدالرحمن السديس، حيث ألقى خطبة أوصى فيها المسلمين بتقوى الله -عزّ وجلّ- ومراقبته وطاعته وعدم معصيته والتوبة إليه واستغفاره والتضرع إليه وسؤاله.
وقال “إن الله تبارك وتعالى أخبرنا في كتابه الكريم أن سبب هلاك الأمم قبلنا هو الذنوب والعصيان، قال جل ثناؤه: ﴿كدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ وَاللَّهُ شَدِيدُ الْعِقَابِ﴾، كما أنه من المقرر عند المؤمن أنه ما من بلاء يحلُّ بالمسلمين إلا بذنب وما رُفع إلا بتوبة”.
وأضاف، إن ما عم كثيراً من الأرجاء، وغدا في المجتمعات من الابتلاءات والأرزاء، لا منجي منه إلا لزوم التوبة والاستغفار للعزيز الغفار، قال تعالى عن نبيّه نوحٍ عليه السلام: ﴿فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارا وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَاراً﴾، وقال سبحانه عن نبيّه هود -عليه السلام-: ﴿وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَاراً وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ وَلاَ تَتَوَلَّوْاْ مُجْرِمِينَ﴾، وقال تعالى: ﴿لَوْلَا تَسْتَغْفِرُونَ اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ﴾، وقال جلَّ وعلا: ﴿وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ﴾، وقال سبحانه: ﴿وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾.
ودعا المسلمين إلى الإخلاص في العبادة ولزوم السنة والجماعة والوسطية والاعتدال والبُعد عن الذنوب والمعاصي واجتناب والتساهل في حقوق العباد وتعزيز مجالات القدوة والنزاهة واحذروا الفساد والتعدي على الأموال العامة والخاصة وانتزاعها بالبهت والاحتيال، وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة، ومراقبة الله في خلقه والمعاملة بما يحب المرء أن يعامله الله من الرفق والرحمة وإعلاء شعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ورفع شعار الفضيلة والتجافي عن الرذيلة والحفاظ على العفة والحياء والحجاب والاحتشام.
وأشار إمام وخطيب المسجد الحرام إلى أنه من آثار الذنوب حرمان الرزق، قال -صلى الله عليه وسلم-: (إن الرجل ليُحرم الرزق بالذنب يصيبه)، وما استجلب رزقُ الله بمثل تقوى الله، واجتناب المعاصي، فتقوى الله سبب الفلاح في الدنيا والآخرة، وجاء في الحديث (لن يهلك الناس حتى يُعْذَروا من أنفسهم) يعني أنهم لا يهلكون حتى تكثر ذنوبهم وعيوبهم فيستوجبوا العقوبة ويقيموا لمن عاقبهم العذر في ذلك.
وأبان أن العالم اليوم يعيش ويترقب تحدياً جديداً يتمثل في نقص المياه، ويطالب المهتمون بتحقيق الأمن المائي؛ فإن من عظيم البشريات ما تقوم به بلادنا -بلاد الحرمين الشريفين حرسها الله وأدام خيرها مدرارا- من إحياء هذه السُّنة القويمة في الاستسقاء والدعاء، مع الأخذ بالأسباب الشرعية والمعاصرة في توفير المياه عبر وسائل عديدة، منها: تحلية مياه البحر عالية الجودة، وإيقاف الهدر المائي، وتخفيض الاستهلاك الزراعي بالوسائل الحديثة، وتَبَنِّي الإستراتيجيات الوطنية للمياه؛ التي تعمل على تحسين إدارة الطلب على المياه، واستخدامها وترشيدها، مما يعزز الأمن المائي، ويؤدي إلي استدامة مائية أكبر في هذه البلاد المباركة.
[ad_2]
Source link