[ad_1]
فوزه باللقب كان بسبب أدائه الرائع في «كوبا أميركا» وليس مستواه بالمسابقات المحلية والأوروبية
فاز النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي بجائزة «الكرة الذهبية» لـ«أفضل لاعب في العالم» للمرة السابعة، وربما للمرة الأخيرة؛ ما لم يقدم مستويات استثنائية ويقود منتخب بلاده لتحقيق المجد في نهائيات كأس العالم المقبلة في قطر. ومهما كانت الأسس والمعايير التي يجري الاعتماد عليها للفوز بهذه الجائزة، فلا يوجد أدنى شك في أن ميسي يقدم مستويات رائعة وثابتة منذ سنوات طويلة، والدليل على ذلك أنه فاز بجائزة «الكرة الذهبية» 7 مرات منذ عام 2009.
إن تحقيق هذا المستوى من النجاح المستمر في أي وقت من الأوقات يعدّ أمراً مذهلاً، لكنه أصبح أكثر تميزاً لأنه جاء في عصر النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو، الذي فاز بـ5 كرات ذهبية منذ عام 2008. وباستثناء هذين النجمين الخارقين، لم يفز أي لاعب آخر في التاريخ بهذه الجائزة أكثر من 3 مرات؛ رغم وجود تناسق ممتع في حقيقة أنه عندما قامت مجلة «فرنس فوتبول» بإعادة تقييم تلك السنوات التي سبقت فتح الجائزة لغير الأوروبيين، فإن بيليه فاز بها أيضاً 7 مرات خلال 13 عاماً.
ومع ذلك، فقد أثار فوز ميسي بالجائزة هذا العام حالة من الجدل الشديد. وعلى مدار فترة طويلة؛ كان هناك شعور بأن ميسي كان رائعاً، وأن رونالدو كان رائعاً أيضاً، وأنه إذا حصل أي منهما على الجائزة فإنه يستحقها تماماً. لكن مشاهدة ميسي وهو يتجول على «ملعب الاتحاد» خلال مباراة باريس سان جيرمان أمام مانشستر سيتي في دوري أبطال أوروبا خلال الجولة الخامسة قبل الأخيرة من البطولة – ربما باستثناء مساهمته في الهدف الوحيد الذي أحرزه فريقه في اللقاء – تجعلك تشعر بأن النجم الأرجنتيني لم يعد كما كان على الإطلاق، بل وتجعلك تشعر بأنه من الصعب تصور أن هذا هو أفضل لاعب في العالم.
لقد فاز لاعب من باريس سان جيرمان أخيراً بجائزة «الكرة الذهبية»؛ لكن الحقيقة أن ميسي لم يفز بالجائزة لتقديمه أي شيء مع باريس سان جيرمان، وهناك العديد من المفارقات في ذلك. لقد رحل نيمار عن برشلونة هرباً من ظل ميسي، وحتى يكون الملك المتوج في النادي الفرنسي، لكن الغريب أنه بعد 5 أشهر فقط من رحيل ميسي إلى باريس سان جيرمان أصبح اللاعب الأرجنتيني أول لاعب يفوز بـ«الكرة الذهبية» وهو يلعب في ناد فرنسي منذ جان بيير بابان في عام 1991. ومن الواضح أن التعاقد مع ميسي، الذي لم يعد كما كان على الإطلاق، كان يأتي في إطار سياسة النادي الفرنسي في التعاقد مع اللاعبين أصحاب الأسماء الكبيرة في عالم كرة القدم، وهي السياسة التي اتضح أنها كانت مضرة جداً بالنسبة لفرص النادي في المنافسة على الفوز بلقب دوري أبطال أوروبا.
ومن المؤكد أن ميسي لم يفز بـ«الكرة الذهبية» بسبب ما قدمه في دوري أبطال أوروبا، أو في الدوري الفرنسي الممتاز أو حتى الدوري الإسباني الممتاز (حيث احتل برشلونة المركز الثالث في جدول الترتيب)، لكنه فاز بالجائزة بسبب ما قدمه مع منتخب بلاده في نهائيات كأس أمم أميركا الجنوبية (كوبا أميركا)، حتى لو كانت هذه البطولة قد أقيمت في غير توقيتها المعتاد لتعويض الاتحادات المحلية التي تواجه نقصاً كبيراً في الإيرادات، وأقيمت من دون جمهور بسبب تفشي فيروس «كورونا». وأقيمت هذه البطولة في البرازيل بعد أن نقلت من الأرجنتين بسبب تأثير الوباء، ومن كولومبيا بسبب بعض الاضطرابات السياسية.
وفي نهاية المطاف، تمكن المنتخب الأرجنتيني من الفوز بالبطولة للمرة الأولى منذ عام 1993. لقد فشلت أجيال من اللاعبين العظماء في الفوز بهذه البطولة، وبدا الأمر كأن ميسي سيفشل هو الآخر في تحقيق ذلك، وكان كثيرون يتحدثون عن أن ميسي لا يلعب بالشكل المطلوب مع منتخب بلاده منذ فترة طويلة، وأنه فشل في أن يقود الأرجنتين للفوز بأي بطولة. وتجب الإشارة إلى أن المنتخب الحالي للأرجنتين أقل كثيراً من العديد من المنتخبات السابقة. وقد جرى تعيين المدير الفني الحالي، ليونيل سكالوني، في الأساس لأنه كان لا بد من وجود شخص ما بعد الفوضى العارمة التي حدثت في عهد خورخي سامباولي، بالإضافة إلى حقيقة أن سكالوني لم يكن ليكلف الاتحاد الأرجنتيني لكرة القدم كثيراً لأنه يحصل على مرتب زهيد.
لكن بطريقة ما سارت الأمور على ما يرام، وقدم ميسي مستويات استثنائية وهيمن على البطولة بطريقة لم يفعلها أي لاعب آخر منذ عقدين من الزمان على الأقل، وقاد فريقه للوصول إلى المباراة النهائية وتوج مجهوده بالفوز على البرازيل في النهائي بهدف دون رد. صحيح أنه لم يكن هناك سوى 7800 مشجع فقط في المباراة النهائية، وهي المباراة الوحيدة التي لم تُلعب من دون جمهور، لكن فوز الأرجنتينين بهذه البطولة بعد التغلب على البرازيل على استاد «ماراكانا» الشهير يعد شيئاً استثنائياً.
وقال ميسي بعد الفوز بهذا اللقب: «كل شيء فزت به كان مهماً وجميلاً، لكن هذه البطولة كانت الأصعب؛ لأنني مررت بأشياء كثيرة، وكنت أتلقى الضربات واحدة تلو الأخرى». وأشار ميسي إلى أن هذا الانتصار يجعله يشعر بـ«راحة البال». ورغم أن تلك اللحظة كانت عاطفية للغاية، فإن الحقيقة هي أن الفوز بها جاء بعد مرور بعض الوقت عندما كان ميسي لاعباً على أعلى مستوى في أوروبا بجميع أهدافه وقدراته الفنية الواضحة. وحتى قبل الانهيار المالي الذي تعرض له برشلونة، لم يعد النادي الإسباني يمثل خطراً كبيراً على المنافسين في دوري أبطال أوروبا، وكان يخرج من المسابقة بعد الهزيمة بشكل محبط، بل وبنتائج كارثية في العديد من المرات. وكان أحد أسباب ذلك يتمثل في أن ميسي لا يضغط على المنافسين كما ينبغي.
ربما كان المهاجم البولندي روبرت ليفاندوفسكي، الذي يبدو أن الجائزة الجديدة التي تحمل اسم «أفضل مهاجم في العام» قد اخترعت خصيصاً لتعويضه، سيفوز بـ«الكرة الذهبية» العام الماضي لو لم تُلغَ الجائزة على عجل بسبب الوباء، لكن تسجيل عدد كبير من الأهداف مع بايرن ميونيخ في بطولة الدوري الألماني الممتاز، التي لا تشهد منافسة قوية، كان يبدو غير كاف لتتويج النجم البولندي بالجائزة هذا العام.
قد يشير البعض إلى أن جورجينيو قاد نادي تشيلسي للفوز بلقب دوري أبطال أوروبا، وقاد منتخب إيطاليا للفوز بكأس الأمم الأوروبية، أو أن عدداً من لاعبي مانشستر سيتي كانوا يستحقون المنافسة على هذه الجائزة بعد الفوز بالدوري الإنجليزي الممتاز الموسم الماضي. لكن هذه هي المفارقة في كرة القدم الحديثة والمفارقة في معايير اختيار من يفوز بـ«الكرة الذهبية»: لقد كان هؤلاء اللاعبون مجرد تروس داخل فرقهم، وأقل توهجاً من النجوم اللامعة التي تمتع الجماهير رغم أنها لا تقدم الأدوار الدفاعية المطلوبة منها!
لهذا السبب غالباً ما تشعر بأن «الكرة الذهبية» قد أصبحت جائزة عفا عليها الزمن، فهي تخدم ثقافة المشاهير التي تتعارض مع أفضل ما في كرة القدم الحديثة. ولهذا السبب ربما كان ميسي هو الأحق بالفوز بالجائزة هذا العام، بعد نجاح الأرجنتين في الفوز بلقب «كوبا أميركا» على الغريم التقليدي البرازيل في عقر داره!
[ad_2]
Source link