[ad_1]
05 ديسمبر 2021 – 1 جمادى الأول 1443
02:41 PM
تلال وجبال قريبة من المسارات ومتنزهون وأسر منتجة تحصد قيمة اقتصادية
قصص وسياح وصور.. 15 عامًا من الذكريات الفريدة يحكيها “رالي حائل”
يعيد “رالي حائل2021″، الثلاثاء المقبل، ذاكرة الحائليين إلى يوم الخميس 9 فبراير 2006؛ حيث حط رالي حائل الأول بالمنطقة، كأول حدث رياضي كبير فيها، أدخل اسمها رياضياً على صفحات الصحف اليومية وأصبح متابعًا من داخل وخارج المملكة.
“رالي حائل”، الحدث الرياضي الأول بالمملكة الذي ملك نسخاً مستمرة من الأولى وحتى السابعة عشرة، فيما غيره من الأحداث الرياضية تغيّر مسماها وإن كانت نفس الحدث من أعوام طويلة.
حفاظ حائل على لقب الرالي كل عام، جعل منها مقصداً سياحياً في المقام الأول للمحتمين في السياحة من داخل وخارج الممكلة، فيما جعل الكثير من الزوار رزنامة “رالي حائل” موعداً يجدد به السفر لحائل كل عام.
وجعلت الأوقات التي تقع بين الصيف والشتاء والتي تكون موعداً لإقامة الرالي، الاستمتاع بالرالي له رونق خاص، سواء لدى أهالي المنطقة أو للزوار، فالمعروف عند أهالي منطقة حائل، التمتع بأجوائها الجميلة في بداية الشتاء عبر نصبهم الخيام في المواقع البرية الطبيعية المحيطة في المدينة، والتي كانت قبل رالي حائل تتخذ من الأماكن العشوائية لها مقراً، إلا أنه وبعد دخول رالي حائل للتقويم، بدأ المتنزهون باختيارأماكن التخييم بالقرب من مسار الرالي الذي يقطع مسافة تصل ألى أكثر من ألف كيلو داخل المنطقة؛ لمشاهدة هذه المسابقة الشيقة، فيما يحرص الكثير منهم بتخصيص يوم لعائلاتهم، في يوم مرور سيارات المتسابقين بالقرب من مخيمه.
وتشهد التلال والجبال القريبة من مسارات رالي حائل، توافد المتنزهين والصعود عليها لمشاهدة سيارات المتسابقين من مسافة أطول حتى وصولها لهم، فيما يلتقطون صورًا تذكارية مع ذلك الحدث المهم.
وحصدت الأسر المنتجة قيمة اقتصادية كبيرة جداً خلال فترة الرالي السابقة، وذلك عبر نقاط البيع التي تم وضعها لها خلال فعاليات الرالي، فيما حوّلت أزمة كورونا تلك القيمة إلى قيمة أقل من السابق، وذلك بعد تطبيق الإجراءات الاحترازية لمنع انتشار الفيروس، فيما قامت كثيراً من تلك الأسر خلال النسخة الماضية، بتتبع مسار الرالي ومعرفة نقاط التقييم والتي تشهد إقبالاً من المتنزهين، فتضع تلك الأسر منتجاتها على طريق المتنزهين والتي تتنوع تلك المنتجات بين الأكلات الشعبية والأكلات المتنوعة الأخرى.
رالي حائل بدوره ساهم في تفعيل الاهتمام بتراث الأجداد والعمل على غرسه وإحيائه في نفوس الأبناء، وذلك من خلال عرض المهتمين في التراث، مقتنياتهم الأثرية من خلال الفعاليات المقامة على هامش الرالي، وكثيرًا ما يلتقط الأبناء صوراً لتلك المقتنيات التي أعادت لأذهان آبائهم وأجدادهم الكثير من العادات والتقاليد التي كانت جزءًا من حياتهم يومًا ما.
وعلى صعيد آخر، ساهم الرالي في جذب السياح الأجانب، لزيارة المواقع الأثرية في منطقة حائل، وذلك عبر رحلات سياحية نظمها أبناء المنطقة للزوار، للتعريف بما تملكه المنطقة من تراث عميق يعود الكثير منه لآلاف السنين، كجبل أم سنمان التابع لمركز جُبَّة في الجزء الجنوبي لصحراء النفود الكبير على بعد 100 كم شمال غرب مدينة حائل الذي يحوي 5431 نقشًا ثموديًا و194 رسماً لحيوانات مختلفة منها 1378 رسماً لجمال بأحجام وأشكال مختلفة، و262 رسمًا آدميًا، وكذلك “راط والمنجور” اللذان يقعان في الجنوب من مدينة حائل على بعد حوالي 320 كم غرب قرية الشويمس التابعه لمدينة الحائط بحوالي 35كم، وتعود الرسومات المكتشفة فيها إلى 14.000 عام مضت.
وقال عبدالعزيز الشمري، لقد كان رالي حائل النسخة الأولى حدثاً مهمًا في المنطقة آنذاك، فما كنا نراه في التلفزيون من تسابق للسيارات وجدناه بيننا في ذلك العام.
وأضاف: كان ذلك العام حدثاً عظيمًا على المنطقة وصعباً في الوقت ذاته، فالإمكانيات التي قد تساعد في نجاح الرالي ضئيلة جدًا بحكم حاجة المنطقة لمقومات التفاعل مستقبلاً مع الحدث، فلا يكاد الزوار يجدون مسكناً يبيتون فيه، بسبب قلة الشقق الإيوائية.
وأردف: “لقد كان أبناء المنطقة يتلقفون الضيوف واستضافتهم في منازلهم لمدة الرالي التي امتدت إلى أكثر من أسبوع”.
وفي شأن تقبل أبناء المنطقة لذلك الحدث، أشار عبدالله الرشيدي، أن الحدث وقتها كان حديث المجالس، وأن حب الاستطلاع هو ما دفع أبناء المنطقة لمشاهدة فعاليات الرالي، الأمر الذي ساهم في إعجابهم بالحدث، والنزول يومياً من حائل المدينة إلى مكان فعاليات الرالي، مما ساهم في حركة اقتصادية غير مسبوقة للمنطقة.
وعن مدى اهتمام أبناء المنطقة في المشاركة في الرالي، أشار بطل الراليات السعودي الكابتن مطير الشمري، في تصريح سابق، أن بداياته في عالم الراليات كانت بسيارته التي كان يستخدمها لسقيا الإبل ونقل الأعلاف، بعد أن شاهد متسابقي الرالي يتنافسون وسط النفود، ولقائه بهم أثناء رعيه لإبله، الأمر الذي بعده اضطر لبيع بعض إبله ليكمل مصاريف تجهيز سيارته تلك، وذلك بعد أن رأى من نفسه القدرة على المنافسة لما يملكه من القدرة على القيادة داخل نفود حائل، فشارك في رالي حائل 2010 وحقق نتائج جيدة في تلك المسابقة.
“أم هيثم” التي تعتبر من أول الأسر المنتجة التي استفادت من الرالي اقتصاديًا، أشارت إلى أنها كانت تذهب مع والدتها رحمها الله لبيع السمن والأقط إلى حائل قادمة من وسط النفود لتقطع أكثر من 150 كلم.
وأشارت إلى أن والدتها كانت تملك كميات كبيرة جدًا من السمن والأقط كل عام فتقوم ببيعها إما في الجوف أو حائل على مدار العام، إلا أن مشاركتها في الرالي النسخة الثانية، ساهمت ببيع جميع الكمية التي أحضرتها خلال العشرة أيام الأولى من الرالي، فيما اضطرت بشراء المزيد من أبناء البادية القريبين من منزلهم بالنفود في ذلك الوقت، وأكدت أن سعر البيع شارف على ضعفه عند بيعه بأسواق حائل والجوف مما جعل جميع أبناء العائلة يشاركون في عملية البيع التي وصفوها وقتها بفاتحة الخير الذي حسّن من حياتهم الاقتصادية لاحقًا.
وأردفت: “ومن ذلك العام وحتى وفاة والدتي -رحمها الله- كان لسوق رالي حائل استعداد خاص لدى العائلة”.
وعن مواصلتها للعمل الذي كانت تقوم به والدتها، أكدت أن ارتباطها مع أبنائها وتنقلها بين حائل والجوف ساهم في عدم قدرتها على ذلك.
يُذكر أن النسخة الأولى من الرالي ضمت بالإضافة إلى أبناء منطقة حائل، أسماء دولية في السباقات، وهم السائق الشيخ حمد بن عيد آل ثاني والملاح محمد طالب المري من (قطر) والسائق عبدالله الكتبي والملاح سلطان الكتبي من (الإمارات) والسائق سعيد الحمالي والملاح أحمد المليس من (الإمارات)، والسائق علي عبدالله الشاوي والملاح سلطان العويد من (الامارات)، والسائق جيل شوف (فرنسي) وسام غيلمور (إنجليزي)؛ إضافة إلى مشاركة السائق السعودي عبدالله المري مع مساعده الملاح العماني حمود الجابري، إلا أن ابن حائل الراحل راجح الشمري، فاز في النسخة الأولى.
وفي رحلة أبطال رالي حائل منذ النسخة الأولى، يحل المتسابق السعودي الراحل راجح الشمري، فائزاً بالنسخة الأولى 2006، فيما حقق المتسابق السعودي فرحان الشمري الفوز في النسخة الثانية عام 2007، وفي عام 2008 حقق المتسابق القطري ناصر العطية اللقب، وفي عام 2009 و2010 حقق المتسابق السعودي يزيد الراجحي الفوز، فيما أعاد المتسابق القطري ناصر العطية الفوز عام 2011.
وفي عام 2012،عاد المتسابق السعودي يزيد الراجحي للفوز، فيما حقق التشيكي زابيتال لقب البطل عام 2013، وفي عام 2014 فاز باللقب المتسابق السعودي إبراهيم المهنا، وفي عامي 2015 – 2016 حقق الفوز المتسابق السعودي يزيد الراجحي، وفي عام 2017 تمكن المتسابق السعودي فارس المشنا من الفوز بالنسخة، وفي عام 2018 و2019 تمكن المتسابق السعودي عيسى الدوسري من الفوز بلقب الرالي في كلا العامين، وفي عام 2020 حصد السائق الإسباني كارلوس ساينز الفوز بالمركز الأول للرالي.
[ad_2]
Source link