[ad_1]
رالف رانغنيك قادر على جلب هوية مبتكرة لمانشستر يونايتد
معلّم كلوب وتوخيل بنى فلسفته في التدريب من خلال صعوده من دوري الدرجة السادسة إلى دوري الأبطال
الأربعاء – 26 شهر ربيع الثاني 1443 هـ – 01 ديسمبر 2021 مـ رقم العدد [
15709]
رانغنيك (يمين) كان له تأثير إيجابي على المدير الفني لليفربول كلوب (غيتي)
لندن: بن ليتلتون
سيصبح الدوري الإنجليزي الممتاز أكثر إثارة وقوة مع القدوم المرتقب للألماني رالف رانغنيك، المقرر تعيينه كمدير فني مؤقت لمانشستر يونايتد ثم مستشاراً للنادي بعد رحيل المدير الفني النرويجي أولي غونار سولسكاير. وكان لرانغنيك تأثير ناجح بالفعل على كرة القدم الإنجليزية حتى قبل قدومه، فإيمانه بالتحولات السريعة كان له تأثير إيجابي على المدير الفني لليفربول يورغن كلوب، كما كان مرشداً ومعلماً للمدير الفني لتشيلسي، توماس توخيل، وكان هو من منحه أول منصب تدريبي له (كمدير فني لفريق الشباب بنادي شتوتغارت).
والآن، وبعد مغازلة طويلة لكرة القدم الإنجليزية – كان رانغنيك قريباً من تولي القيادة الفنية للمنتخب الإنجليزي في عام 2016، ومن تولي قيادة إيفرتون في عام 2019 وتشيلسي الموسم الماضي – جاءت الفرصة لكي يضع بصمته على أحد الأندية الإنجليزية. ومن المؤكد أنه سيترك بصمة كبيرة، لأنه عودنا دائماً على أن يترك هوية واضحة على أي مكان يعمل به، فهو يتبع أسلوب لعب واضحاً ويطلب من الفرق التي يتولى تدريبها الالتزام به. لقد سبق وأن قال إن جميع المديرين الفنيين الكبار في أوروبا «يعرفون كيف تبدو كرة القدم التي يقدمونها». ولأول مرة منذ عدة سنوات، قد يتمكن مانشستر يونايتد أخيراً من قول الشيء نفسه!
بدأ أسلوب رانغنيك في اللعب عام 1983 عندما كان لاعباً ومديراً فنياً لفريق فيكتوريا باكنانغ في دوري الدرجة السادسة. وخسر فريقه مباراة ودية أمام دينامو كييف في إطار الاستعدادات للموسم الجديد، ولم يتمكن رانغنيك من مجاراة دينامو كييف الذي كان يضغط بشكل هائل على المنافس، للدرجة التي جعلته يعتقد بأن هذا الفريق يلعب بثلاثة لاعبين إضافيين أكثر من فريقه! وشكل ذلك أساس فلسفته التدريبية، التي طورها بعد ذلك مع هوفنهايم، الذي نجح في قيادته من دوري الدرجة الثالثة في ألمانيا إلى المراكز السبعة الأولى في جدول ترتيب الدوري الألماني الممتاز.
وكانت فلسلته التدريبية – بالاستعانة بالإحصائيات والتحليلات المبكرة في ذلك الوقت – تعتمد على الضغط القوي، والتمرير المباشر والعمودي، والتفوق العددي في المناطق الرئيسية من الملعب، والركض المتواصل من أجل استعادة الكرة من الخصم. وقال رانغنيك في أحد المؤتمرات عن فلسفته التدريبية: «يتعين على اللاعبين الالتزام التام داخل الملعب، سواء في حال الاستحواذ على الكرة أو فقدانها، ليس من خلال الأفراد ولكن من خلال اللعب الجماعي والتحول السريع والتفكير السريع وإيجاد الحلول المناسبة بسرعة، وتمرير الكرة في غضون 10 ثوانٍ من استعادتها».
وكانت هذه الطريقة مناسبة تماماً لنادي ريد بول لايبزيغ، عندما تولى رانغنيك القيادة الفنية للفريق ثم كمدير للكرة، حيث خفض متوسط عمر لاعبي الفريق من 29 عاماً إلى 24 عاماً، وقاد الفريق من دوري الدرجة الثانية في ألمانيا للمشاركة في دوري أبطال أوروبا، بل والوصول إلى الدور نصف النهائي للبطولة في عام 2020. وانتهى المطاف برانغنيك بتولي منصب مدير الرياضة والتنمية في أندية كرة القدم الأربعة التابعة لمؤسسة «ريد بول». وتضمنت إحدى السمات المميزة له في وضع سياسة تخطيط رائعة على المدى الطويل، بحيث كان يتم استبدال أي مدير فني يرحل (عادةً لنادٍ أفضل) بسلاسة ومن دون تغيير في أسلوب اللعب. لقد أصبح رانغنيك مثالاً يحتذى به للتأثير الخططي والتكتيكي وتطوير المواهب في ألمانيا، بل ونسب إليه الفضل الأكبر في نجاح المنتخب الألماني في الفوز بكأس العالم 2014.
ويمتلك المدير الفني البالغ من العمر 63 عاماً رغبة هائلة في تطوير لاعبيه، ليس فقط من خلال مساعدتهم في الركض بشكل أسرع أو تسديد الكرة بشكل أقوى، حيث قال لي ذات مرة خلال أحد اللقاءات: «تكمن أكبر الإمكانات غير المستغلة في عقل لاعب كرة القدم». وكان رانغنيك من أوائل المديرين الفنيين الذين اعتمدوا على محللي الفيديو وعلماء النفس الرياضي لمساعدة الفرق التي يتولى تدريبها في التفوق على المنافسين. وقال رانغنيك: «العقلية تتعلق بالجهود التي تبذلها. هل ترغب في تقديم المزيد؟ وهل أنت على استعداد لتقديم كل شيء ممكن من أجل التطور والتحسن؟ وهل تريد تطوير نفسك كل يوم؟ وهل تعيش بطريقة احترافية؟ وهل تقاوم أشياء مثل الذهاب للنوادي الليلية أو تناول الكحوليات؟ وهل تريد شراء سيارة كبيرة أو أشياء أخرى لنفسك؟ إذا لم تكن لديك العقلية الصحيحة، فيمكنك أن تنسى الموهبة الموروثة الموجودة في حمضك النووي، وما تعلمته من الآخرين، وتصبح هذه الموهبة من دون فائدة ولن تساعدك في تحقيق شيء. موهبة اللاعب وحدها ستصبح بلا أهمية إذا لم يكن يتحلى بالعقليلة الجيدة».
وشبه رانغنيك دوره كمدير فني بمندوب مبيعات يحاول إقناع عميل متشكك بالحصول على السلعة. وقال ضاحكاً: «هذه هي طبيعة عمل المدير الفني، إذ يتعين عليه أن يعطي اللاعبين سبباً للاستيقاظ مبكراً كل يوم للذهاب إلى التدريبات، ولكي ينجح في القيام بذلك يتعين عليه أن يقدم لهم الحوافز اللازمة كأفراد حتى يواصلون العمل بقوة». قد يكون رانغنيك صارماً وصعباً، لكنه في الوقت نفسه يتمتع بدفء حقيقي. ويقول المدير الفني الألماني: «القيادة في العصر الحديث تتمحور حول الإقناع وخلق أسس للتحفيز، حتى تكون لدى اللاعبين الرغبة كل يوم في القدوم والتحسن. ويعتمد ذلك على الثقة والتعاطف والعلاقات الإنسانية».
قد تبدو كلمات كالفلسفة والهوية مثل الكلمات الطنانة التي تعتمد عليها الشركات في الترويج لمنتجاتها، لكن عندما يتعلق الأمر بمانشستر يونايتد فإن هذه هي الأشياء المطلوبة بالضبط لمساعدة الفريق في الخروج من مشكلاته. لقد حذر رانغنيك في الماضي من تغييرات التدريب التي تتطلب نهجاً جديداً تماماً في أسلوب اللعب والإدارة وإبرام التعاقدات الجديدة. وكان هذا هو الأسلوب الذي اتبعه مانشستر يونايتد منذ رحيل السير أليكس فيرغسون في عام 2013.
يعرف رانغنيك أن الأمر يستغرق بعض الوقت لكي يحدث تغيير حقيقي داخل النادي. ويتضمن اتفاق مانشستر يونايتد معه أن يعمل كمستشار للنادي لمدة عامين على الأقل لمنع النادي من تكرار أخطاء الماضي. وتكمن المفارقة في أنه بعد ثلاث سنوات من بدء مانشستر يونايتد في البحث عن مدير كرة قدم، استقر النادي على التعاقد مع أحد أفضل مديري الكرة في العالم، لكنه عينه كمدير فني وليس كمدير للكرة! وبالتالي، فإن أهم عمل قد يقدمه رانغنيك لمانشستر يونايتد قد يأتي بعد نهاية هذا الموسم!
بريطانيا
رياضة
[ad_2]
Source link