المملكة تُطوِّع الثقافة لخدمة المجتمع

المملكة تُطوِّع الثقافة لخدمة المجتمع

[ad_1]

دأبت المملكة العربية السعودية منذ سنوات طويلة على الاهتمام بترقية المشهد الثقافي، ودعم الأدباء والمبدعين في شتى صنوف الفكر والأدب، وأقامت المهرجانات والمنتديات والمواسم المتعددة، مثل مهرجانات الكتب، والمهرجان الوطني للتراث والثقافة (الجنادرية)، وقامت برعاية الأندية الأدبية، إضافة إلى إنشاء العديد من الجوائز الأدبية المرموقة التي باتت هدفًا للمبدعين من الدول العربية والإسلامية كافة.

لكن منذ إقرار رؤية السعودية 2030 حظيت المؤسسات الثقافية بدعم غير مسبوق، ونالت حيزًا كبيرًا في محاور الرؤية الثلاث؛ وذلك نسبة للدور الكبير الذي يمكن أن تلعبه في الترويج للمملكة، وتطوير العلوم، وتشجيع بيئة العلم والبحث والابتكار، إضافة إلى تعزيز مشاعر الوحدة الوطنية، وترسيخ قيم الانتماء للوطن عبر التعريف بالثقافات المتعددة التي تزخر بها جميع المناطق.

ويلاحَظ أن السعودية في هذا العهد الزاهر صارت تنظر إلى الثقافة على أنها ليست مجرد ترف تمارسه النخبة في صالونات أدبية أو ليالٍ شعرية، أو نتاج ينشر على صفحات الصحف، بل إن الثقافة أصبحت من أهم الوسائل التي تسعى السعودية إلى تطويعها لإيصال رسالتها الحضارية إلى العالم كله، وهو ما بات يُعرف باسم (القوة الناعمة)؛ فالحراك الثقافي يؤدي إلى تسليط الأضواء على السعودية، وتعريف العالم بحضارة هذه البلاد التي يعود تاريخها إلى آلاف السنين.

أولى خطوات الاهتمام بالشأن الثقافي تمثلت في تخصيص وزارة خاصة، يقودها في الوقت الحالي صاحب السمو الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان، الذي لم يُضيّع وقتًا منذ تسلمه هذه المسؤولية العظيمة، وقام بخطوات عملاقة، أسفرت عن تحقيق أهداف غير مسبوقة. ومن أبرز ما أنجزه – من وجهة نظري – برنامج الابتعاث الثقافي الذي يهدف إلى إيجاد عناصر وطنية شبابية قادرة على إثراء المشهد الثقافي في المستقبل، وقيادة المجتمع لتحقيق الأهداف المرصودة.

ويمتاز البرنامج بالتنوع؛ إذ لم يترك جانبًا من جوانب الثقافة والفكر والأدب إلا شمله؛ إذ تم ابتعاث عناصر لدراسة الفن، والموسيقى، والأدب، والمسرح، والتمثيل، والنحت، والرسم، وعلوم الأزياء، والطهي، والمتاحف، والتراث، والمكتبات وجوانب أخرى متعددة في أرقى الجامعات العالمية. ومما يلفت النظر أن معظم هؤلاء من الشباب. وتم تخصيص نسبة 95 % من المبتعثين لنيل درجتَي البكالوريوس والماجستير، فيما تم تخصيص 5 % لدرجة الدكتوراه.

ذلك يعني أن الاتجاه هو لتأهيل تلك الكوادر على أسس علمية صحيحة؛ لينشؤوا وهم يمتلكون الأدوات كافة التي تعينهم على تنمية مواهبهم، وتقودهم إلى الإنجاز على قاعدة متينة، تمزج بين العلم والمعرفة؛ وبالتالي يكونون أكثر قدرة على التحليق في عوالم التفرد والإبداع.

كذلك تشرف الوزارة على إقامة العديد من المسابقات الثقافية المتعددة التي تهدف إلى رعاية الموهوبين أصحاب الرؤى المتقدمة والأفكار الخلاقة، التي تسهم في تنمية المحتوى الثقافي المحلي، وتثري المشهد الأدبي، وتترجم المبادئ والأفكار إلى مشاريع حقيقية.

مما سبق نستنتج أن رؤية السعودية 2030 لم تكن مجرد برنامج اقتصادي يهدف لتجديد وتنويع مصادر الدخل وموارد الاقتصاد، بل هي رؤية متكاملة لجوانب الحياة كافة، وضخ دماء جديدة في شرايين المجتمع، والتركيز على تطوير مواهب ومعارف الشباب؛ لذلك فإن السعودية لا تشهد في الوقت الحالي نهضة اقتصادية فقط، بل تعيش طفرة ثقافية واجتماعية متكاملة لتحقيق الانفتاح على الآخر، وزيادة التبادل الثقافي، والإسهام في حركة الحضارة العالمية.

ولأننا نعيش في عصر ثورة المعلومات التي لا تنتظر متكاسلاً، وتدخل جميع المنازل بدون استئذان، فإن هذا التوجه الذي تتبعه بلادنا يسهم -بدون شك- في تحصين أجيالنا الناشئة من مغبة الوقوع في براثن الأفكار المستوردة والثقافات الدخيلة، حتى ينشؤوا وهم قادرون على التمييز بين ما يتوافق مع تقاليدنا وعاداتنا وما يتصادم مع قيمنا وموروثاتنا. ففي عصر العولمة من لا يملك برنامجًا ثقافيًّا وحضاريًّا متكاملاً فإن مصيره الذوبان في برامج الآخرين، والاكتفاء بالبقاء في مقاعد المتفرجين.

المملكة تُطوِّع الثقافة لخدمة المجتمع


سبق

دأبت المملكة العربية السعودية منذ سنوات طويلة على الاهتمام بترقية المشهد الثقافي، ودعم الأدباء والمبدعين في شتى صنوف الفكر والأدب، وأقامت المهرجانات والمنتديات والمواسم المتعددة، مثل مهرجانات الكتب، والمهرجان الوطني للتراث والثقافة (الجنادرية)، وقامت برعاية الأندية الأدبية، إضافة إلى إنشاء العديد من الجوائز الأدبية المرموقة التي باتت هدفًا للمبدعين من الدول العربية والإسلامية كافة.

لكن منذ إقرار رؤية السعودية 2030 حظيت المؤسسات الثقافية بدعم غير مسبوق، ونالت حيزًا كبيرًا في محاور الرؤية الثلاث؛ وذلك نسبة للدور الكبير الذي يمكن أن تلعبه في الترويج للمملكة، وتطوير العلوم، وتشجيع بيئة العلم والبحث والابتكار، إضافة إلى تعزيز مشاعر الوحدة الوطنية، وترسيخ قيم الانتماء للوطن عبر التعريف بالثقافات المتعددة التي تزخر بها جميع المناطق.

ويلاحَظ أن السعودية في هذا العهد الزاهر صارت تنظر إلى الثقافة على أنها ليست مجرد ترف تمارسه النخبة في صالونات أدبية أو ليالٍ شعرية، أو نتاج ينشر على صفحات الصحف، بل إن الثقافة أصبحت من أهم الوسائل التي تسعى السعودية إلى تطويعها لإيصال رسالتها الحضارية إلى العالم كله، وهو ما بات يُعرف باسم (القوة الناعمة)؛ فالحراك الثقافي يؤدي إلى تسليط الأضواء على السعودية، وتعريف العالم بحضارة هذه البلاد التي يعود تاريخها إلى آلاف السنين.

أولى خطوات الاهتمام بالشأن الثقافي تمثلت في تخصيص وزارة خاصة، يقودها في الوقت الحالي صاحب السمو الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان، الذي لم يُضيّع وقتًا منذ تسلمه هذه المسؤولية العظيمة، وقام بخطوات عملاقة، أسفرت عن تحقيق أهداف غير مسبوقة. ومن أبرز ما أنجزه – من وجهة نظري – برنامج الابتعاث الثقافي الذي يهدف إلى إيجاد عناصر وطنية شبابية قادرة على إثراء المشهد الثقافي في المستقبل، وقيادة المجتمع لتحقيق الأهداف المرصودة.

ويمتاز البرنامج بالتنوع؛ إذ لم يترك جانبًا من جوانب الثقافة والفكر والأدب إلا شمله؛ إذ تم ابتعاث عناصر لدراسة الفن، والموسيقى، والأدب، والمسرح، والتمثيل، والنحت، والرسم، وعلوم الأزياء، والطهي، والمتاحف، والتراث، والمكتبات وجوانب أخرى متعددة في أرقى الجامعات العالمية. ومما يلفت النظر أن معظم هؤلاء من الشباب. وتم تخصيص نسبة 95 % من المبتعثين لنيل درجتَي البكالوريوس والماجستير، فيما تم تخصيص 5 % لدرجة الدكتوراه.

ذلك يعني أن الاتجاه هو لتأهيل تلك الكوادر على أسس علمية صحيحة؛ لينشؤوا وهم يمتلكون الأدوات كافة التي تعينهم على تنمية مواهبهم، وتقودهم إلى الإنجاز على قاعدة متينة، تمزج بين العلم والمعرفة؛ وبالتالي يكونون أكثر قدرة على التحليق في عوالم التفرد والإبداع.

كذلك تشرف الوزارة على إقامة العديد من المسابقات الثقافية المتعددة التي تهدف إلى رعاية الموهوبين أصحاب الرؤى المتقدمة والأفكار الخلاقة، التي تسهم في تنمية المحتوى الثقافي المحلي، وتثري المشهد الأدبي، وتترجم المبادئ والأفكار إلى مشاريع حقيقية.

مما سبق نستنتج أن رؤية السعودية 2030 لم تكن مجرد برنامج اقتصادي يهدف لتجديد وتنويع مصادر الدخل وموارد الاقتصاد، بل هي رؤية متكاملة لجوانب الحياة كافة، وضخ دماء جديدة في شرايين المجتمع، والتركيز على تطوير مواهب ومعارف الشباب؛ لذلك فإن السعودية لا تشهد في الوقت الحالي نهضة اقتصادية فقط، بل تعيش طفرة ثقافية واجتماعية متكاملة لتحقيق الانفتاح على الآخر، وزيادة التبادل الثقافي، والإسهام في حركة الحضارة العالمية.

ولأننا نعيش في عصر ثورة المعلومات التي لا تنتظر متكاسلاً، وتدخل جميع المنازل بدون استئذان، فإن هذا التوجه الذي تتبعه بلادنا يسهم -بدون شك- في تحصين أجيالنا الناشئة من مغبة الوقوع في براثن الأفكار المستوردة والثقافات الدخيلة، حتى ينشؤوا وهم قادرون على التمييز بين ما يتوافق مع تقاليدنا وعاداتنا وما يتصادم مع قيمنا وموروثاتنا. ففي عصر العولمة من لا يملك برنامجًا ثقافيًّا وحضاريًّا متكاملاً فإن مصيره الذوبان في برامج الآخرين، والاكتفاء بالبقاء في مقاعد المتفرجين.

30 نوفمبر 2021 – 25 ربيع الآخر 1443

12:54 AM


المملكة تُطوِّع الثقافة لخدمة المجتمع

ماجد آل حسنهالرياض

دأبت المملكة العربية السعودية منذ سنوات طويلة على الاهتمام بترقية المشهد الثقافي، ودعم الأدباء والمبدعين في شتى صنوف الفكر والأدب، وأقامت المهرجانات والمنتديات والمواسم المتعددة، مثل مهرجانات الكتب، والمهرجان الوطني للتراث والثقافة (الجنادرية)، وقامت برعاية الأندية الأدبية، إضافة إلى إنشاء العديد من الجوائز الأدبية المرموقة التي باتت هدفًا للمبدعين من الدول العربية والإسلامية كافة.

لكن منذ إقرار رؤية السعودية 2030 حظيت المؤسسات الثقافية بدعم غير مسبوق، ونالت حيزًا كبيرًا في محاور الرؤية الثلاث؛ وذلك نسبة للدور الكبير الذي يمكن أن تلعبه في الترويج للمملكة، وتطوير العلوم، وتشجيع بيئة العلم والبحث والابتكار، إضافة إلى تعزيز مشاعر الوحدة الوطنية، وترسيخ قيم الانتماء للوطن عبر التعريف بالثقافات المتعددة التي تزخر بها جميع المناطق.

ويلاحَظ أن السعودية في هذا العهد الزاهر صارت تنظر إلى الثقافة على أنها ليست مجرد ترف تمارسه النخبة في صالونات أدبية أو ليالٍ شعرية، أو نتاج ينشر على صفحات الصحف، بل إن الثقافة أصبحت من أهم الوسائل التي تسعى السعودية إلى تطويعها لإيصال رسالتها الحضارية إلى العالم كله، وهو ما بات يُعرف باسم (القوة الناعمة)؛ فالحراك الثقافي يؤدي إلى تسليط الأضواء على السعودية، وتعريف العالم بحضارة هذه البلاد التي يعود تاريخها إلى آلاف السنين.

أولى خطوات الاهتمام بالشأن الثقافي تمثلت في تخصيص وزارة خاصة، يقودها في الوقت الحالي صاحب السمو الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان، الذي لم يُضيّع وقتًا منذ تسلمه هذه المسؤولية العظيمة، وقام بخطوات عملاقة، أسفرت عن تحقيق أهداف غير مسبوقة. ومن أبرز ما أنجزه – من وجهة نظري – برنامج الابتعاث الثقافي الذي يهدف إلى إيجاد عناصر وطنية شبابية قادرة على إثراء المشهد الثقافي في المستقبل، وقيادة المجتمع لتحقيق الأهداف المرصودة.

ويمتاز البرنامج بالتنوع؛ إذ لم يترك جانبًا من جوانب الثقافة والفكر والأدب إلا شمله؛ إذ تم ابتعاث عناصر لدراسة الفن، والموسيقى، والأدب، والمسرح، والتمثيل، والنحت، والرسم، وعلوم الأزياء، والطهي، والمتاحف، والتراث، والمكتبات وجوانب أخرى متعددة في أرقى الجامعات العالمية. ومما يلفت النظر أن معظم هؤلاء من الشباب. وتم تخصيص نسبة 95 % من المبتعثين لنيل درجتَي البكالوريوس والماجستير، فيما تم تخصيص 5 % لدرجة الدكتوراه.

ذلك يعني أن الاتجاه هو لتأهيل تلك الكوادر على أسس علمية صحيحة؛ لينشؤوا وهم يمتلكون الأدوات كافة التي تعينهم على تنمية مواهبهم، وتقودهم إلى الإنجاز على قاعدة متينة، تمزج بين العلم والمعرفة؛ وبالتالي يكونون أكثر قدرة على التحليق في عوالم التفرد والإبداع.

كذلك تشرف الوزارة على إقامة العديد من المسابقات الثقافية المتعددة التي تهدف إلى رعاية الموهوبين أصحاب الرؤى المتقدمة والأفكار الخلاقة، التي تسهم في تنمية المحتوى الثقافي المحلي، وتثري المشهد الأدبي، وتترجم المبادئ والأفكار إلى مشاريع حقيقية.

مما سبق نستنتج أن رؤية السعودية 2030 لم تكن مجرد برنامج اقتصادي يهدف لتجديد وتنويع مصادر الدخل وموارد الاقتصاد، بل هي رؤية متكاملة لجوانب الحياة كافة، وضخ دماء جديدة في شرايين المجتمع، والتركيز على تطوير مواهب ومعارف الشباب؛ لذلك فإن السعودية لا تشهد في الوقت الحالي نهضة اقتصادية فقط، بل تعيش طفرة ثقافية واجتماعية متكاملة لتحقيق الانفتاح على الآخر، وزيادة التبادل الثقافي، والإسهام في حركة الحضارة العالمية.

ولأننا نعيش في عصر ثورة المعلومات التي لا تنتظر متكاسلاً، وتدخل جميع المنازل بدون استئذان، فإن هذا التوجه الذي تتبعه بلادنا يسهم -بدون شك- في تحصين أجيالنا الناشئة من مغبة الوقوع في براثن الأفكار المستوردة والثقافات الدخيلة، حتى ينشؤوا وهم قادرون على التمييز بين ما يتوافق مع تقاليدنا وعاداتنا وما يتصادم مع قيمنا وموروثاتنا. ففي عصر العولمة من لا يملك برنامجًا ثقافيًّا وحضاريًّا متكاملاً فإن مصيره الذوبان في برامج الآخرين، والاكتفاء بالبقاء في مقاعد المتفرجين.



[ad_2]

Source link

Leave a Reply