[ad_1]
27 نوفمبر 2021 – 22 ربيع الآخر 1443
04:24 PM
120 معتقلًا حصادُ “احتجاجات مياه” قد يعصف تصاعدها بالنظام.. “فساد مُستشرٍ”
يجري تحميل سيناريو 2017.. وسطُ إيران يشتعل بـ3 قتلى ويتأجج بـ”الموت للمافيا”
كشفت منظمة حقوقية إيرانية، عن مقتل 3 محتجين في محافظة أصفهان، وسط إيران، واعتقال العشرات خلال ما يُعرف بـ”احتجاجات المياه” التي تشهدها مناطق واسعة جنوب غرب ووسط البلاد.
ووفق “سكاي نيوز عربية”، قالت منظمة حقوق الإنسان الإيرانية، اليوم السبت: إن 3 متظاهرين نُقلوا إلى الطب الشرعي بمحافظة أصفهان؛ مشيرة إلى توقيف نحو 120 شخصًا؛ فيما قالت جامعة أصفهان الحكومية: إن مصابيْن اثنين حالتهم خطرة.
وتشهد عدة مدن جنوب غرب ووسط إيران احتجاجاتٍ واسعة ضد نقص المياه، وسط اتهامات للمسؤولين بسرقتها ونقلها إلى مدن أخرى من أجل رفد مشاريع يعود بعضها للحرس الثوري.
واعتبر محللون أن القمع المتزايد لمظاهرات إيران؛ سيجعلها نواة لأحداث شبيهة للاحتجاجات الواسعة التي شهدتها البلاد في ديسمبر 2017 ويناير 2018 جراء تدهور الأوضاع الاقتصادية التي أوقعت عشرات القتلى ومئات المعتقلين؛ خاصة أنها بدأت أيضًا باحتجاجات ضد نقص المياه.
وفي محافظة “جهار محال وبختياري”، تتواصل الاحتجاجات اعتراضًا على أزمة المياه التي تتفاقم مع قيام السلطات بنقل المياه إلى المحافظات الأخرى.
كما شهدت أصفهان -ثالث أكبر مدينة في إيران- احتجاجات على نقص المياه في نهر “زاينده رود”، أكبر نهر في المنطقة والذي يواجه جفافًا يهدد السكان المحليين.
وتعاني إيران من مشكلة الجفاف منذ حوالى 30 عامًا؛ لكنه تفاقم خلال العقد الماضي؛ وفقًا لمنظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة.
وتقول منظمة الأرصاد الجوية الإيرانية: إن ما يُقَدر بنحو 97% من البلاد يواجه الآن مستوى معينًا من الجفاف.
مافيا المياه
وبحسب وكالة أنباء “إيسنا” الحكومية؛ فقد تجمّع المئات أمام مكتب حاكم المدنية؛ احتجاجًا على عدم وفاء المسؤولين بوعودهم، بما في ذلك عدم اكتمال مشروع نقل المياه في بن بروجين المصمم لتزويد نصف سكان المحافظة بالمياه.
وهتف المتظاهرون ضد سياسات النظام ومشاريعه المائية، قائلين: “الموت لمافيا المياه”، و”هنا جهارمحال، وأخذ المياه محال!”؛ في إشارة إلى مشاريع الحرس الثوري.
فيما وصف وزير الداخلية الإيراني أحمد وحيدي، المحتجين في جهار محال وبختياري بـ”فِرَقٍ معادية”، وقال: إن “أعداء إيران لا يمكنهم استغلال قضية المياه”.
اعتصامات واعتقالات
وفي أصفهان، خرج الآلاف من المزارعين في تجمع حاشد، وسط البلاد، محتجين على نقص المياه في المنطقة التي تضربها موجة جفاف.
وردد المتظاهرون هتافات بينها “دعوا أصفهان تتنفس مرة أخرى”، و”أعيدوا الحياة لزاينده رود”، كما تجمعت حشود في قاع النهر الذي تيبس بفعل الجفاف؛ حيث أقام المتظاهرون مدينة من الخيام، حاملين لافتات مكتوبًا عليها “أطفالنا يريدون الماء”.
وحمّل المزارعون في أصفهان الحكومة مسؤولية الجفاف؛ حيث عملت على تحويل المياه من نهر “زاينده رود” لتزويد مناطق أخرى؛ مما أدى إلى معاناة مزارعهم من الجفاف وتهديد سبل عيشهم.
والخميس، أضرمت قوات الوحدة الخاصة التابعة للشرطة الإيرانية، النار في خيام المزارعين المحتجين، وسط دوي عدة انفجارات يبدو أنها قنابل صوتية، وغاز مسيل للدموع؛ فيما أفادت وسائل إعلام باعتقال 50 شخصًا من المحتجين وَصَفَتهم السلطات بـ”المشاغبين”.
والجمعة، اشتبك المتظاهرون مع الشرطة في مدينة أصفهان؛ فيما أطلق الأمن الغاز المسيل للدموع لتفريقهم.
وبحسب وكالة أنباء فارس، شبه الرسمية؛ فإن “المتظاهرين رشقوا الشرطة بالحجارة، وأشعلوا النار في دراجة بخارية للشرطة وسيارة إسعاف”.
فساد وسوء تخطيط
الكاتب الأحوازي، أحمد رحمة العباسي، قال: إن الأسباب تعود إلى عدم إدارة الموارد المائية بشكل جيد وتوزيعها على المحافظات بشكل عادل نتيجة الفساد.
وأضاف “العباسي” لـ”سكاي نيوز عربية”، أنه بالأمس كان مقررًا أن تكون هناك مظاهرة في مدينة الأحواز حول شح المياه؛ لكن تم منع إقامتها؛ “فالنظام لا يعرف غير القمع، عندما يشعر بأي خطرٍ ما؛ يسرع نحو قمعه بأي طريقة للحفاظ على سلطته”.
وأوضح أن سياسة تأسيس وبناء المصانع الكبرى التي تتطلب استهلاكًا كثيفًا من المياه في مناطق جافة بالأساس مثل: (مصانع الصلب والبتروكيماويات، ومحطات الطاقة البخارية “الدورة المركبة”، وصناعات السيراميك، والطوب)؛ هي سياسات خاطئة، وليس لها ما يبررها اقتصاديًّا؛ لأن أسعار ما تستهلكه هذه المصانع من المياه لا يساوي ما تُدره من أرباح؛ وبالتالي فإن إنشاء مثل هذه المصانع هو عمل فوضوي وغير مدروس.
وأشار إلى أن غالبية المشاريع تابعة للحكومة؛ لكن إدارتها لضباطٍ بالحرس الثوري الذين يستولون على إيراداتها ويبقى الشعب فقيرًا.
سيناريو 2017
رئيس المنتدى العربي لتحليل السياسات الإيرانية “أفايب”، محمد محسن أبو النور، قال: إن الاحتجاجات ليست وليدة اليوم؛ وإنما هي مشاكل هيدروليكية تعاني منها إيران منذ سنوات طويلة.
وأضاف “أبو النور” في تصريحات لـ”سكاي نيوز عربية”: “ذات الأزمة كانت سببًا للمظاهرات الواسعة التي شهدتها البلاد في ديسمبر 2017 ويناير 2018 جراء جفاف بحيرة أرومية، وما تَبِعه من انعكاسات اقتصادية على المزارعين وبعض المستثمرين في البنوك الزراعية”.
وأوضح: “اليوم نشهد نفس المشكلة في أصفهان؛ لكنها هذه المرة تحمل بُعدًا تراثيًّا؛ فنهر زاينده رود الذي يعد مصدرًا للتفاؤل؛ يمثل رمزًا ثقافيًّا وتاريخيًّا كبيرًا جدًّا لدى أهالي أصفهان التي كانت العاصمة في السابق قبيل اختيار طهران”.
وأشار إلى أن الأزمة الحالية تؤثر على النظام الإيراني؛ وهو ما جعله يواجهها بالقمع، كما استحدث ظاهرة جديدة عبر استقدام عصابات ومأجورين لتفريق المحتجين.
واعتبر أن النظام قادر على قمع المحتجين حاليًا؛ لكن ما يحدث قد يكون نواة لحركة احتجاجية كبرى تهدد مصير النظام برمته في ظل العقوبات والأزمات الاقتصادية التي تشهدها البلاد.
[ad_2]
Source link