[ad_1]
“أوكساچون” واقتصاد المعرفة
لم تكد تمضي أيام قلائل منذ إعلان ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان عن بناء مدينة غير ربحية في حي عرقة بمدينة الرياض، حتى جاء إعلان سموه الكريم عن إنشاء مدينة صناعية تحمل اسم “أوكساچون” ضمن مشروع نيوم؛ لتمثل إنجازاً سعودياً يؤكد من جديد أن المملكة باتت في هذا العهد الزاهر تسابق الزمن لتحقيق التطور الذي وعدت به هذه القيادة الرشيدة شعبها في رؤية المملكة 2030.
أوكساچون هي نموذج جديد للمدن الصناعية ومراكز التصنيع العصرية لا مثيل لها في العالم أجمع، عطفاً على ما تتمتع به من خصائص فريدة، تجعلها مؤهلة لتحقيق مستهدفات الرؤية المتمثلة في تحفيز النمو الاقتصادي وخلق مصادر دخل متجددة وتحقيق التنمية المستدامة.
وإضافة إلى سعي المدينة لتحقيق المفردات العصرية التي وردت في سياق رؤية 2030، كانسجامها مع الطبيعة، وتبنيها للتقنيات المستقبلية كالروبوتات والذكاء الاصطناعي، واستخدام إنترنت الأشياء، فهي في ذات الوقت تستغل موقعها الاستراتيجي على ساحل البحر الأحمر في منطقة تمر عبرها حوالي 13% من إجمالي التجارة العالمية بالقرب من قناة السويس.
هذه المزايا تتيح للمدينة الصناعية الجديدة تحقيق النجاح من أوسع أبوابه، وأن تكون إضافة في غاية الأهمية للاقتصاد العالمي، من خلال تقديمها لحلول التنقل المتطورة والمرتبطة بسلاسل التوريد والخدمات اللوجستية المادية والرقمية المتبعة في المدينة، والتسليم الآمن وفي الوقت المحدد، وضمان الكفاءة والفعالية من حيث التكلفة للشركاء الصناعيين، وهو ما يحقق منافع مشتركة لجميع الأطراف.
كان لافتًا بشدة التشويق الذي سبق إزاحة الستار عن المدينة، فقد أشار الحساب الرسمي لمدينة نيوم عن حدث كبير سوف يكون في مكان لا مثيل له، ودعا المتابعين إلى ضرورة تفعيل التنبيهات لاستقبال هذا الحدث، وذلك تحت شعار “انطلاقة نحو مستقبل لا يؤمن بالمستحيل، في مكان لا مثيل له على وجه الأرض”، وهو ما تحقق تمامًا؛ حيث نالت تفاصيل المدينة ومزاياها اهتمام المختصين وإعجاب المتابعين.
لم تقف حدود الدهشة عند المواطنين ومتابعي الحدث الكبير، بل إن المستثمرين في معظم دول العالم اهتموا بالأمر، واحتلت “أوكساچون” حيزاً كبيراً في مساحات الإعلام العالمي، تناقلته وكالات الأنباء والصحف والفضائيات ومواقع الإنترنت، وأصبحوا في تسابق إعلامي متسارع يتوقع أن تنعكس نتائجه في القريب العاجل عبر إقبال الشركات العالمية على حجز مواقعها وإبداء طلبات الرغبة في المشاركة، وهو ما تشير بعض الأخبار إلى بوادره بالفعل.
ولا نبالغ إذا قلنا إن ما تتيحه المدينة من فرص استثمارية واعدة وما تفتحه من آفاق إيجابية لاستثمار اقتصادي برؤية عصرية لا يتوفر في كثير من الدول المتقدمة، وذلك إذا أخذنا في الحسبان وجود البنية التحتية المتكاملة التي تتمتع بها نيوم، والتي تجسد آخر ما توصل إليه العلم الحديث في ميدان الذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي، إضافة إلى التسهيلات غير المسبوقة التي تمنحها المملكة لكل المشاركين والفاعلين في هذا الحلم الذي تحول إلى حقيقة.
ليس هناك مجال لاستثمار تقليدي يستنزف الموارد، ولا فرصة للمزيد من سوء التعامل مع معطيات البيئة، بل الفرص محدودة ومخصصة فقط لأولئك الذين يحملون عقليات نوعية وبحوزتهم أفكار ومشاريع غير نمطية، فالاهتمام بعناصر البيئة شرط أساسي، والتنمية المستدامة غاية لا استغناء عنها، وتصفير الانبعاثات الكربونية هدف وضعته السعودية ضمن مستهدفاتها في نيوم ولن تتراجع أبداً عن تحقيقه.
هذا هو ما حققته رؤية المملكة 2030؛ حيث لم تعد تسعى إلى جذب الاستثمارات الأجنبية فحسب، بل أصبحت لها القدرة على المفاضلة واختيار ما يتناسب مع استراتيجياتها ويحقق أهدافها ويسهم في خير ونماء أجيالنا المقبلة.
[ad_2]
Source link