[ad_1]
الفريق وصل إلى مرحلة الحضيض في أسابيعه الأخيرة… وكاريك سيتحمل المهام مؤقتاً
طوى نادي مانشستر يونايتد الإنجليزي صفحة مدربه النرويجي أولي غونار سولسكاير بإقالته من منصبه أمس إثر النتائج المتردية التي حققها الفريق بإشرافه خلال الموسم الحالي وسيتولى مساعده مايكل كاريك المهمة مؤقتا لحين تعيين مدير فني جديد.
وكانت إقالة سولسكاير متوقعة بعد النتائج المخيبة في الأسابيع الأخيرة وآخرها هزيمة أول من أمس 1 – 4 أمام واتفورد. لكن إدارة يونايتد التي تمهلت كثيرا على نجمها السابق أصبحت في مأزق لإيجاد بديل مناسب قادر على إعادة الفريق لمساره الصحيح، حيث إن الأسماء التي يتردد أنها في قائمة أولوياته جميعها ملتزمة بعقود مع أندية أخرى. وأشارت مصادر إنجليزية بأن الأرجنتيني ماوريسيو بوكيتينو الذي يشرف على باريس سان جيرمان الفرنسي، والهولندي إريك تن هاغ مدرب أياكس أمستردام، والآيرلندي براندن رودجرز مدرب ليستر سيتي الحالي، والفرنسي زين الدين زيدان هم الأبرز في قائمة أولويات النادي لكن الأخير فقط هو المتاح حاليا إلا أنه متردد بالعمل في إنجلترا.
وقال النادي في بيان رسمي: «يعلن نادي مانشستر يونايتد بأن أولي غونار سولسكاير قد ترك منصبه مدربا للفريق». وأضاف: «سيظل أولي أسطورة في نادي مانشستر يونايتد ونأسف لأننا توصلنا إلى هذا القرار الصعب. إذا كانت الأسابيع القليلة الماضية مخيبة للآمال فإنها لا تحجب العمل الكبير الذي قام به على مدى ثلاث سنوات حيث وضع الأسس لتحقيق النجاحات على المدى البعيد. سيبقى مكانه في تاريخ النادي مضمونا ليس فقط لمشواره عندما كان لاعبا في صفوف الفريق، لكن أيضاً كشخص رائع ومدرب منحنا الكثير من اللحظات العظيمة. سيبقى دائما موضع ترحيب في أولد ترافورد كجزء من عائلة مانشستر يونايتد».
وأشار البيان إلى أن «مايكل كاريك سيتسلم الإشراف على الفريق في مبارياته القادمة في الوقت الذي يتطلع فيه النادي إلى تعيين مدرب مؤقت إلى نهاية الموسم».
وسيكون الاختبار الأول لكاريك المباراة ضد فياريال الإسباني في دوري أبطال أوروبا غدا في مواجهة مصيرية ليونايتد الذي يتعين عليه تجنب الخسارة قبل الجولة الأخيرة التي ستكون مفتوحة على جميع الاحتمالات في حال سقوطه.
وتنتظر الفريق مباراتان قويتان أيضاً في الدوري المحلي بعد المباراة ضد فياريال وتحديدا ضد تشيلسي ثم آرسنال تواليا في 28 الحالي والثاني من ديسمبر (كانون الأول) المقبل.
والخسارة أمام واتفورد كانت الخامسة ليونايتد في آخر 7 مباريات في الدوري المحلي وجاءت بعد هزائم قاسية أيضاً أمام ليستر سيتي 2 – 4، وليفربول الغريم التقليدي (صفر – 5) وأمام الجار مانشستر سيتي صفر – 2. ولم يفز مانشستر يونايتد سوى 4 مرات في آخر 13 مباراة في مختلف المسابقات، وودع مسابقة كأس رابطة الأندية الإنجليزية المحترفة بخسارته عند الحاجز الأول أمام وستهام في معقل «أولد ترافورد».
وعقب الخسارة أمام واتفورد دعت الإدارة لاجتماع عاجل في وقت متأخر من مساء السبت أدى إلى اتخاذ القرار بإقالة سولسكاير الذي تسلم منصبه في ديسمبر عام 2018 خلفا للبرتغالي جوزيه مورينهو.
وكان سولسكاير جدد عقده مع الشياطين الحمر لثلاث سنوات جديدة في يوليو (تموز) الماضي وسيحصل بالتالي على تعويضات بقيمة 7.5 ملايين جنيه (نحو 10 ملايين يورو).
وقاد سولسكاير فريقه إلى احتلال المركز الثاني الموسم الماضي وبلوغ نهائي الدوري الأوروبي (يوروبا ليغ) وتوسم أنصار النادي خيرا بقدرة فريقهم على المنافسة على اللقب لا سيما بعد عودة النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو إلى صفوف الفريق وإبرام صفقتين رائعتين مع الجناح الإنجليزي الدولي جايدون سانشو من بوروسيا دورتموند الألماني والمدافع الفرنسي رافائيل فاران الفائز مع منتخب بلاده بكأس العالم عام 2018، لكن الفريق لم يكن على قدر هذه التطلعات حيث يحتل حاليا المركز السابع بفارق 12 نقطة عن تشيلسي المتصدر.
وبلغ سولسكاير مرتبة الأسطورة عندما كان لاعبا في صفوف يونايتد لمجرد أنه كان يسجل الأهداف الحاسمة فور دخوله إلى المستطيل الأخضر من على مقاعد البدلاء، لكنه لم يعكس هذه المهارة عندما جلس على مقعد المدير الفني وفشل في قيادة الفريق إلى إحراز أي لقب على مدى نحو ثلاث سنوات.
واشتهر سولسكاير بالبديل السوبر القناص كونه سجل 28 هدفاً من أهدافه الـ126 مع يونايتد عقب مشاركته كبديل، وهو رقم قياسي في تلك الحقبة خلال فترة دفاعه عن ألوان النادي الإنجليزي بين عامي 1996 و2007.
لم يتمكن سولسكاير من مقاومة ترددات زلزال تردي نتائج «الشياطين الحمر» منذ منتصف سبتمبر (أيلول) وآخرها أمام واتفورد المتواضع. وسلط الأداء الكارثي الضوء على افتقار سولسكاير إلى أسلوب لعب محدد وعميق بعد موسمين ونصف من تسلمه مهامه، ما أدى إلى تراجعه إلى مراتب متدنية، وذلك برغم عودة نجم الفريق رونالدو إلى عرينه السابق وتسجيله أهدافا حاسمة أنقذت رأس مدربه من مقصلة الإقالة، ولكن ليس لفترة طويلة.
وأقر سولسكاير في 6 نوفمبر (تشرين الثاني) بعد هزيمة يائسة أخرى على أرضه أمام جاره سيتي صفر – 2 في ديربي مانشستر: «تراجعنا خطوات عملاقة للخلف».
وقبل انطلاق منافسات الموسم الحالي، بدا لعشاق الكرة المستديرة أن يونايتد يسير في خط تصاعدي، وأن الفريق بعد التعاقدات الجديدة بمقدوره المنافسة على الألقاب.
وكان سولسكاير في موسمه الأول قد قاد الفريق لتحقيق سلسلة من 14 مباراة من دون خسارة، ليتقدم للمركز الرابع في الدوري فتم تثبيته في منصبه في مارس (آذار) 2019 بعد أن شغله بصورة موقتة، لكن أداء الفريق تراجع في نهاية ذلك الموسم الذي احتل فيه المركز السادس.
قوبل قرار مجلس إدارة النادي بتثبيت سولسكاير في منصبه بانتقادات كثيرة حيث شكك البعض بقدرة النرويجي على إدارة فريق بحجم يونايتد لافتقاره للخبرة على الصعيد التدريبي، حيث اقتصرت مسيرته الفنية بعدما تلقن دروسه الأولى في فريق يونايتد الرديف، على تدريب نادي مولده النرويجي على فترتين، تخللتهما تجربة فاشلة في كارديف سيتي في عام 2014.
وتتناقض شخصيته اللطيفة، على مقاعد البدلاء مع الشخصية القوية للمدربين الكبار الذين يرتبطون بالتاريخ الحديث لمانشستر يونايتد، وعلى رأسهم «السير» الأسكوتلندي أليكس فيرغسون والهولندي لويس فان غال والبرتغالي مورينيو، وفي الملعب مع بعض اللاعبين أمثال الفرنسي إريك كانتونا أو الإيرلندي روي كين.
حتى قرار التعاقد مع سولسكاير كلاعب فاجأ الجميع حينها، ولكن ذلك لم يمنعه من تدوين اسمه في تاريخ النادي بتسجيله الهدف الحاسم في النهائي المذهل أمام بايرن ميونيخ الألماني 2 – 1 في مسابقة دوري أبطال أوروبا عام 1999. في المقابل، بررت إدارة النادي لجماهيرها تعاقدها مع سولسكاير لمعرفته بالنادي وهوية أسلوب اللعب بالإضافة إلى قدرته في إعادة الثقة والهدوء إلى غرف الملابس بعد حقبة مورينيو المليئة بالاضطرابات. ومع سلسلة من 19 مباراة متتالية من دون هزيمة بين مارس ويوليو 2020، واحتلال يونايتد المركز الثالث في الدوري نهاية ذلك الموسم وضمان المشاركة في دوري الأبطال، تراجعت الشكوك حول قدراته التدريبية. وأضاف إليها، سلسلة جديدة من 14 مباراة لم يذق خلالها طعم الخسارة في الدوري الموسم الماضي، لينال لقب وصيف جاره اللدود سيتي متأخراً عنه بفارق 12 نقطة، كما قاده إلى نهائي مسابقة الدوري الأوروبي «يوروبا ليغ» الذي خسره بركلات الترجيح أمام فياريال الإسباني.
وبفضل صفاته الإنسانية التي لا جدال فيها، تمكن من التعامل، وأفضل من أي مدرب آخر، مع أهواء لاعب خط الوسط «المشاغب» الفرنسي بول بوغبا، كما واكب ظهور أو تأكيد موهبة اللاعبين الشبان المتخرجين من مركز التدريب مثل الأسكوتلندي سكوت ماكتوميناي وماركوس راشفورد وميسون غرينوود. وبعدما نجح في تحويل يونايتد إلى فريق يعتمد على الهجمات المرتدة الفعالة، كان سولسكاير يأمل في إنعاش الفريق ليسير على طريق النادي الواثق من نفسه والمهيمن على الكرة الأوروبية والعالمية خلال حقبة فيرغسون.
لم تتردد إدارة النادي في إنفاق ملايين الدولارات لتدعيم صفوف الفريق في السنوات الأخيرة، فاستقدمت المدافع هاري ماغواير وآرون وان – بيساكا والهولندي دوني فان دي بيك وجايدون سانشو والمدافع فاران وأخيرا رونالدو.
كما عمد مجلس الإدارة بفضل الإشارات الإيجابية إلى تمديد عقد سولسكاير في الصيف الماضي حتى عام 2024 من أجل منافسة الكبار في الدوري على غرار تشيلسي وسيتي وليفربول. لكن الأمور جرت بعكس ما تشتهي سفن سولسكاير، حيث باتت الشكوك العامل الأساسي في قدرة يونايتد على المنافسة على لقب الدوري هذا الموسم، إضافة إلى عجز واضح على الصعيد الأوروبي في المسابقة القارية الأم في مجموعة كان من المفترض أن تكون سهلة، رغم ضوء التأهل إلى دور الـ16 في الأفق.
لقد افلت سولسكاير من مقصلة الإقالة لعدة أسابيع لمجرد عدم وجود البديل المناسب له، وكان من الممكن أن تنقذه المزيد من النتائج الجيدة واللعب الجميل، غير أن رصيده نفد مع آخر مباريات فريقه الذي يبدو أنه استسلم لقدره وكانت الخسارة أمام واتفورد 1 – 4 القشة التي قصمت ظهر البعير، لتعلن إدارة النادي إقالته وخروجه من الباب الضيق.
[ad_2]
Source link