[ad_1]
هل كثرة الألقاب التي حصدها تشافي في قطر تعني أنه نجح بالفعل؟
مدرب برشلونة الجديد سيطر على الساحة المحلية مع نادي السد لكنه فشل في دوري أبطال آسيا
الأحد – 16 شهر ربيع الثاني 1443 هـ – 21 نوفمبر 2021 مـ رقم العدد [
15699]
تشافي (وسط) بعد فوز نادي السد بكأس الأمير (أ.ف.ب)
لندن: جون دويردين
يمكن وصف الفترة التي قضاها تشافي هيرنانديز كمدير فني لنادي السد القطري بأنها فترة هيمنة مطلقة وممتعة في الداخل، لكنها كانت عبارة عن خيبة أمل كبيرة في الخارج. وفي الوقت الحالي، قد يقبل برشلونة بذلك، بعد أن ظل لبعض الوقت يحاول التعاقد مع المدير الفني الشاب، الذي قال إنه كان يبحث عن الخبرة قبل العودة إلى ناديه السابق. وأمس، قاد تشافي برشلونة لأول مرة كمدير فني.
لكن تظل هناك حالة من الجدل بشأن ما إذا كانت الـ30 شهراً التي قضاها تشافي في الدوحة تعد تحضيراً مناسباً لتولي نادٍ عملاق مثل برشلونة، خصوصاً في ظل الاختلافات الكبيرة من حيث البطولات والأندية والدول والمالكين والمشجعين ووسائل الإعلام والضغوط – وكل شيء تقريباً. فحتى في خضم السباق الشرس على البطولات والألقاب، تعد قطر بيئة مريحة نسبياً من حيث كرة القدم، ويمكن للمديرين الفنيين المجيء والرحيل بسرعة، لكن هذا يرجع أكثر إلى أهواء ورغبات ملاك الأندية وليس إلى أي موجات عارمة من الاستياء من وسائل الإعلام أو المشجعين.
وفي حالة تشافي، كانت وسائل الإعلام والجماهير سعيدة للغاية بوجوده كلاعب منذ عام 2015، عندما ساعد في رفع نسبة الحضور الجماهيري في مباريات السد بشكل ملحوظ، ثم كمدير فني اعتباراً من مايو (أيار) 2019، ومنذ ذلك الحين، تمكن المدير الفني البالغ من العمر 41 عاماً من الفوز بكل شيء يمكن أن يفوز به في قطر، لكن هذا متوقع وطبيعي بالنسبة لنادٍ لديه ما يقرب من 60 لقباً في خزينة بطولاته. وفاز بعدد من بطولات الكأس (هناك عدد كبير من بطولات الكؤوس بسبب الموسم القصير للدوري والذي يلعب فيه كل فريق 22 مباراة فقط)، كما فاز بلقب الدوري في موسم 2020 – 2021 بفارق 13 نقطة عن أقرب منافسيه.
وقاد تشافي السد لتقديم كرة قدم جميلة وممتعة، خصوصاً بعد السنة الأولى له في قيادة الفريق أو نحو ذلك، مع الالتزام ببناء الهجمات من الخلف واستغلال كل الفرص الممكنة لشن هجمات شرسة على مرمى المنافسين وإحراز أكبر عدد ممكن من الأهداف، والدليل على ذلك أن الفارق بين الأهداف التي سجلها الفريق والأهداف التي استقبلها وصل إلى 63 هدفاً الموسم الماضي. وخلال الموسم الحالي أيضاً، كان تشافي يقود السد لتقديم مستويات مثيرة للإعجاب، حيث حقق الفوز في أول ثماني مباريات، وتعادل مع الغريم التقليدي الدحيل بثلاثة أهداف لكل فريق في بداية نوفمبر (تشرين الثاني)، وهي المباراة التي شاهدها ممثلو نادي برشلونة من المدرجات، والتي كانت أول مباراة يفقد فيها السد نقاطاً في صراع الحصول على لقب الدوري القطري. كما خاض الفريق 36 مباراة في الدوري بدون أي خسارة، وبالتحديد منذ مارس (آذار) 2020.
إنه أمر مثير للإعجاب، لكن يجب الإشارة إلى أن السد يضم معظم النجوم الذين يلعبون في الدوري القطري، كما أن لاعبي السد يمثلون القوام الأساسي لمنتخب قطر الفائز ببطولة كأس آسيا في عام 2019، مثل أفضل لاعب في قارة آسيا في ذلك العام أكرم عفيف، وحسن الهيدوس، ورو رو، وعبد الكريم حسن، وطارق سلمان. ومن الأمور المشجعة لبرشلونة أن تشافي قد نجح في تطوير وتحسين مستويات هؤلاء اللاعبين بشكل ملحوظ.
كما ضم نادي السد عدداً من اللاعبين المحترفين المميزين القادرين على إحداث الفارق، مثل اللاعبين الدوليين في منتخب كوريا الجنوبية نام تاي هي (الذي يلعب الآن في الدحيل) وجونغ وو يونغ، لكن ربما يكون اللاعب الأبرز هو بغداد بونجاح، الذي وصل سجله التهديفي إلى أكثر من هدف في كل مباراة منذ انضمامه للنادي القطري في عام 2015. ويعد المهاجم الجزائري هو النقطة المحورية لخط الهجوم، لكن هناك لاعبين آخرين يحرزون الأهداف مثل أندريه أيو، الذي انضم للسد قادماً من سوانزي سيتي في يوليو (تموز) الماضي. لكن التعاقدات الأبرز حدثت في صيف 2020 ونقلت السد إلى المستوى التالي، فرغم كل الأهداف التي يحرزها بونجاح، يعد سانتي كازورلا أفضل مهاجم في البلاد، كما يعد لاعب خط الوسط الدفاعي البرازيلي جيلهيرمي هو المحرك الأساسي والقلب النابض للفريق.
ورغم أن مسيرة تشافي مع السد كانت مثالية على المستوى المحلي، فإنها لم تكن بنفس القوة على المستوى القاري، حيث لم يحقق تشافي نفس النجاح في بطولة دوري أبطال آسيا، التي فاز السد بلقبها في عام 2011 بفريق أقل قوة بكثير من الفريق الحالي. وفي سبتمبر (أيلول) 2020، وصل السد إلى الدور الثاني لدوري أبطال آسيا، لكنه خسر أمام بيرسيبوليس الإيراني بهدف دون رد (لو كان تشافي يريد حقاً الاستعداد للعمل في كامب نو، فكان يتعين عليه الفوز على هذا النادي الإيراني بجماهيره العريضة، وضغطه الإعلامي الكبير، وألاعيبه وخداعه من وراء الكواليس).
لقد تمكن هذا الفريق الإيراني المنظم للغاية، رغم أن ميزانيته أصغر بكثير من ميزانية السد، من الضغط بشراسة على السد ولم يمنحه الوقت ولا المساحة اللازمة للتحرك بشكل جيد داخل المستطيل الأخضر، وقدم أداءً جيداً للغاية، واستحق الفوز عن جدارة. أما السد فقد ظهر بشكل سيئ، وهو الأمر الذي أدى إلى توجيه انتقادات جدية للمدير الفني الإسباني الشاب. لكن مع استقرار كازورلا وجيلهيرمي، كانت هناك ثقة في أن الفريق سيحقق نتائج أفضل في 2021.
لكن الأمر كان أسوأ، إذ لعب السد ست مباريات لم يفز إلا في ثلاث منها، وكان من بينها فوزان ضد نادي الوحدات الأردني، الذي يشارك في بطولة دوري أبطال آسيا للمرة الأولى، في حين كان الفوز الآخر ضد نادي فولاد الإيراني. وكان السد بحاجة إلى التعادل مع النصر في المباراة الأخيرة لمواصلة مشواره في البطولة، لكنه خسر أمام النادي السعودي للمرة الثانية في دور المجموعات.
ويجب الإشارة إلى أن النصر ليس نادياً صغيراً، ولديه الكثير من المال أيضاً، لكن رغم الشائعات عن وجود مشاكل داخل غرفة خلع الملابس والعروض المتذبذبة في الدوري المحلي، فإنه ظهر بشكل جيد للغاية وأدار المباراة بشكل ذكي جداً، ليكتفي تشافي بالخروج والشكوى من الحكام تارة ومن أرضية الملعب تارة أخرى – وهي الحجج التقليدية التي يلجأ إليها المديرون الفنيون على مر العصور!
ربما كان من الممكن أن تكون حظوظ الفريق أفضل في المنافسة على لقب دوري أبطال آسيا في العام المقبل، لكننا لن نعرف ذلك أبداً لأن تشافي قد رحل عن النادي القطري وسيلعب الآن في دوري أبطال أوروبا. ومهما حدث، سوف يفتقد الجميع في قطر تشافي، لكن إذا نجح المدير الفني الإسباني الشاب في تقديم نفس المستويات التي قدمها جوسيب غوارديولا مع برشلونة من قبل، فسيكون السد سعيداً للغاية لأنه كان نقطة انطلاق هذه الرحلة!
اسبانيا
الليغا
[ad_2]
Source link