[ad_1]
قال: مرة أو مرتَيْن يهطل عليها.. وليلتها سكون وهدوء
لجدة قبل أكثر من 50 عامًا طقوس وعادات وحكايات مع هطول الأمطار.. هكذا رواها “أحمد حسن فتيحي”، أحد تجارة جدة القدماء، موضحًا أن الأمطار لا تأتي لمدينة جدة إلا مرة أو مرتين خلال العام، وقال: “أذكر أن البيوت القديمة يخر من سقفها ماء المطر؛ فتتحول الصفة والمجلس وكل الغرف الموجودة إلى طناجر وقدور وطشوت، وتستقبل ما يأتيها من المياه التي تتدفق من الأعلى”.
وتابع: “ترفع المفارش والمساند واللحف إلى الدقيسي بعيدًا عن أنظار حبات المطر، وتمتلئ الأزقة بالمياه التي تختلط بالتراب الرجغ، وتغوص الأرجل في ذلك الوحل، وينظف كل صاحب محل أو مقهى ما يوجد أمامه بعصا طويلة، على رأسها خشبة بالعرض على شكل حرفT”.
وأضاف “فتيحي”: “كل البيوت تطبخ الرز والعدس مع الحوت الناشف والصالونة بالحمرة، ويتقابل أهل جدة كل منهم يقول للآخر: آنستكم الرحمة، ويرد عليه الآخر: الهنا مشترك، الهنا مشترك.
وكنت أسمع هذا الحديث فأبتسم وأقول في نفسي: المطر رحمة، ولكن هنا، أين الهنا؟! إنهم يواسون أنفسهم، ويتمنون البرد الذي يستقبلونه بفرحة وبأكوات الصوف والثياب الصوفية. وترى وجوههم أكثر إشراقًا.. وهكذا كنت أراهم.. في اليوم الثاني”.
وقال “فتيحي”: “تجد كل المفارش المبلولة تنشر فوق الشيش الخشب لتأخذ نصيبها من الشمس التي تشرق في يوم جميل، ولا ينتظرون هطول أمطار يوم آخر، فمعروف عندهم أنه يوم واحد إذا حصل. وعند هطول المطر مرة أخرى فإن محياهم يستغرب من وقوع هذا، ونادرًا ما يكون”.
وأبان أنه “في الليل البارد تسكن جدة، وتسكن أيضًا كل الحيوانات، حتى الدجاج، وتكون في هدوء ونوم عميق للجميع، فكأنهم كانوا في معركة.. إلا أنه في اليوم التالي تجد فيهم راحة ووجوهًا مشرقة وثيابًا مختلفة وعمائم تزدهر بألوانها الحلبية، أو الصمادة الصوف الجميلة. وتستبدل الأحذية إلى (أبو صباع)، وتحنى الحمير، ويُركَّب لها الأجراس التي تعبِّر عن قدومها، كأنها بوق سيارة”.
وختم قائلا: “هكذا هي جدة أيام زمان، أيام وليالٍ جميلة، لا همَّ ولا حزن ولا غمَّ، أمان وحلاوة، إيمان ورضا وقناعة وابتسامة ود ومحبة”. وأضاف: “ليتكم كنتم معي. أيام ما أجملها وما أحلاها وما أطيبها وما أطيب أهلها”!
حكاية جدة مع المطر قبل 50 عامًا.. قصة يرويها “أحمد فتيحي”
عبدالله الراجحي
سبق
2021-11-13
لجدة قبل أكثر من 50 عامًا طقوس وعادات وحكايات مع هطول الأمطار.. هكذا رواها “أحمد حسن فتيحي”، أحد تجارة جدة القدماء، موضحًا أن الأمطار لا تأتي لمدينة جدة إلا مرة أو مرتين خلال العام، وقال: “أذكر أن البيوت القديمة يخر من سقفها ماء المطر؛ فتتحول الصفة والمجلس وكل الغرف الموجودة إلى طناجر وقدور وطشوت، وتستقبل ما يأتيها من المياه التي تتدفق من الأعلى”.
وتابع: “ترفع المفارش والمساند واللحف إلى الدقيسي بعيدًا عن أنظار حبات المطر، وتمتلئ الأزقة بالمياه التي تختلط بالتراب الرجغ، وتغوص الأرجل في ذلك الوحل، وينظف كل صاحب محل أو مقهى ما يوجد أمامه بعصا طويلة، على رأسها خشبة بالعرض على شكل حرفT”.
وأضاف “فتيحي”: “كل البيوت تطبخ الرز والعدس مع الحوت الناشف والصالونة بالحمرة، ويتقابل أهل جدة كل منهم يقول للآخر: آنستكم الرحمة، ويرد عليه الآخر: الهنا مشترك، الهنا مشترك.
وكنت أسمع هذا الحديث فأبتسم وأقول في نفسي: المطر رحمة، ولكن هنا، أين الهنا؟! إنهم يواسون أنفسهم، ويتمنون البرد الذي يستقبلونه بفرحة وبأكوات الصوف والثياب الصوفية. وترى وجوههم أكثر إشراقًا.. وهكذا كنت أراهم.. في اليوم الثاني”.
وقال “فتيحي”: “تجد كل المفارش المبلولة تنشر فوق الشيش الخشب لتأخذ نصيبها من الشمس التي تشرق في يوم جميل، ولا ينتظرون هطول أمطار يوم آخر، فمعروف عندهم أنه يوم واحد إذا حصل. وعند هطول المطر مرة أخرى فإن محياهم يستغرب من وقوع هذا، ونادرًا ما يكون”.
وأبان أنه “في الليل البارد تسكن جدة، وتسكن أيضًا كل الحيوانات، حتى الدجاج، وتكون في هدوء ونوم عميق للجميع، فكأنهم كانوا في معركة.. إلا أنه في اليوم التالي تجد فيهم راحة ووجوهًا مشرقة وثيابًا مختلفة وعمائم تزدهر بألوانها الحلبية، أو الصمادة الصوف الجميلة. وتستبدل الأحذية إلى (أبو صباع)، وتحنى الحمير، ويُركَّب لها الأجراس التي تعبِّر عن قدومها، كأنها بوق سيارة”.
وختم قائلا: “هكذا هي جدة أيام زمان، أيام وليالٍ جميلة، لا همَّ ولا حزن ولا غمَّ، أمان وحلاوة، إيمان ورضا وقناعة وابتسامة ود ومحبة”. وأضاف: “ليتكم كنتم معي. أيام ما أجملها وما أحلاها وما أطيبها وما أطيب أهلها”!
13 نوفمبر 2021 – 8 ربيع الآخر 1443
10:55 PM
قال: مرة أو مرتَيْن يهطل عليها.. وليلتها سكون وهدوء
لجدة قبل أكثر من 50 عامًا طقوس وعادات وحكايات مع هطول الأمطار.. هكذا رواها “أحمد حسن فتيحي”، أحد تجارة جدة القدماء، موضحًا أن الأمطار لا تأتي لمدينة جدة إلا مرة أو مرتين خلال العام، وقال: “أذكر أن البيوت القديمة يخر من سقفها ماء المطر؛ فتتحول الصفة والمجلس وكل الغرف الموجودة إلى طناجر وقدور وطشوت، وتستقبل ما يأتيها من المياه التي تتدفق من الأعلى”.
وتابع: “ترفع المفارش والمساند واللحف إلى الدقيسي بعيدًا عن أنظار حبات المطر، وتمتلئ الأزقة بالمياه التي تختلط بالتراب الرجغ، وتغوص الأرجل في ذلك الوحل، وينظف كل صاحب محل أو مقهى ما يوجد أمامه بعصا طويلة، على رأسها خشبة بالعرض على شكل حرفT”.
وأضاف “فتيحي”: “كل البيوت تطبخ الرز والعدس مع الحوت الناشف والصالونة بالحمرة، ويتقابل أهل جدة كل منهم يقول للآخر: آنستكم الرحمة، ويرد عليه الآخر: الهنا مشترك، الهنا مشترك.
وكنت أسمع هذا الحديث فأبتسم وأقول في نفسي: المطر رحمة، ولكن هنا، أين الهنا؟! إنهم يواسون أنفسهم، ويتمنون البرد الذي يستقبلونه بفرحة وبأكوات الصوف والثياب الصوفية. وترى وجوههم أكثر إشراقًا.. وهكذا كنت أراهم.. في اليوم الثاني”.
وقال “فتيحي”: “تجد كل المفارش المبلولة تنشر فوق الشيش الخشب لتأخذ نصيبها من الشمس التي تشرق في يوم جميل، ولا ينتظرون هطول أمطار يوم آخر، فمعروف عندهم أنه يوم واحد إذا حصل. وعند هطول المطر مرة أخرى فإن محياهم يستغرب من وقوع هذا، ونادرًا ما يكون”.
وأبان أنه “في الليل البارد تسكن جدة، وتسكن أيضًا كل الحيوانات، حتى الدجاج، وتكون في هدوء ونوم عميق للجميع، فكأنهم كانوا في معركة.. إلا أنه في اليوم التالي تجد فيهم راحة ووجوهًا مشرقة وثيابًا مختلفة وعمائم تزدهر بألوانها الحلبية، أو الصمادة الصوف الجميلة. وتستبدل الأحذية إلى (أبو صباع)، وتحنى الحمير، ويُركَّب لها الأجراس التي تعبِّر عن قدومها، كأنها بوق سيارة”.
وختم قائلا: “هكذا هي جدة أيام زمان، أيام وليالٍ جميلة، لا همَّ ولا حزن ولا غمَّ، أمان وحلاوة، إيمان ورضا وقناعة وابتسامة ود ومحبة”. وأضاف: “ليتكم كنتم معي. أيام ما أجملها وما أحلاها وما أطيبها وما أطيب أهلها”!
window.fbAsyncInit = function() { FB.init({ appId : 636292179804270, autoLogAppEvents : true, xfbml : true, version : 'v2.10' }); FB.AppEvents.logPageView(); };
(function(d, s, id){ var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0]; if (d.getElementById(id)) {return;} js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = "https://connect.facebook.net/en_US/sdk.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); }(document, 'script', 'facebook-jssdk'));
[ad_2]
Source link