[ad_1]
تختلف أذواق الناس في المأكل والمشرب، كما تختلف أمزجتهم في الموسيقى التي يسمعونها، والألوان التي يعشقونها. ويبني ذلك الاختلاف ـ بغض النظر عن كونه طبيعة بشرية ـ صورًا وانطباعات لدى الآخرين، وهي التي تحدد طبيعة تعاملات الناس مع بعضهم.
للصورة الذهنية وبنائها مكانة عظيمة في العلاقات العامة؛ فهي بمنزلة جواز التنقل، وتأشيرة الدخول إلى عوالم مختلفة. وهي نفسها قد تمثل حجر عثرة وخندقًا يمنع الوصول؛ فتبدأ بشكلها البسيط الذي لا يتعدى معرفتنا السطحية بالآخر، وتكبر كزاوية رؤية نحو المؤسسات، وهي في الوقت ذاته تشكّل إطارًا خاصًّا بالدول!
يشترك في بناء الصورة الذهنية عدد من العوامل، منها ما ارتبط بصاحبها، ومنها ما نسجه الآخرون، المتمثلون بالأصدقاء والأعداء و”الأعدقاء” على حد سواء!
وقد يكون هذان العاملان من أهم العوامل المؤثرة في بناء الصورة الذهنية على جميع الأصعدة، الفردي والمجتمعي والدولي.
فيمكن للدولة ـ أي دولة ـ أن ترسم صورتها الذهنية بأيدي أبنائها، أو بأيدي الساسة، وقد يصنعها إعلامها، كما فعلت داعش وقبلها هتلر.
ويمكن أن يبنيها الآخرون، ويجاهدون لحبسها في أُطر معينة، وصور ثابتة، والتسويق لها من أجل التحكم عن بُعد في سياساتها، والوصول إلى اقتصادها.
والصورة الذهنية التي تقدمها الدولة عن نفسها هي ما تصنع قيمتها في هذا العالم، وليس العكس؛ فانتظار أن يعترف الآخرون بقيمتك مضيعة لوقتك وجهدك واقتصادك.. فيمكن أن تبني صرحًا، وتكون علمًا من خلال تأكيد ذلك بالتزامن مع العمل، وقد تنسف جهودك لأنك لم تحسن التسويق لها بالشكل المطلوب دوليًّا. كما أن الالتفات إلى “أعين الآخرين”، والتأمل فيما تحاول التقاطه، ضروري؛ فأعينهم هي ما يضيفنا في لوحة هذا العالم. وكما أن هناك أعينًا محبة فلا يمكن إغفال الأعين الحاقدة وغير المبصرة. وهذا ما يلزمنا التحرك تجاهه، وفهمه، وحُسن إدارته.
ورغم كل هذا إلا أنه يمكننا اختيار الصور التي تمثلنا.. فلنختر لأنفسنا ما يليق بها، ونثبت بالإنجاز عكس ما يُذكر؛ لأنه يمكننا أن نغيّر ما شئنا متى ما أردنا.
[ad_2]
Source link