[ad_1]
عند الحديث عن الحرية يكثر اللغط، وترتفع الأصوات، وتحدث الخلافات التي ليس من أسبابها المصطلح ذاته بقدر طريقة التفاعل والتعاطي معه، إضافة إلى فهم المصطلح من شخص لآخر.
مفردة الحرية من أكثر المفردات التي تواجه سيلاً من الشتائم من منتقديها ومحاربيها، وهي المظلومة من متبنيها الذين يُسقطونها على أهوائهم ونزواتهم. والحقيقة إنها ليست كلمة مطاطة وقابلة للتشكل وفق هوى المرء، بل واضحة ومحددة المعالم والحدود لمن يدركها؛ فالمشكلة ليست في المصطلح بل بفهمه وطريقة التعامل معه، إضافة إلى تأويلات الآخرين له.
مدلول الكلمة وارتباطه بالسياق الثقافي والاجتماعي والفكري للمرء يجعل من مفردة الحرية مفردة كلما أُطلقت تحسس المرء مبادئه ومعتقداته، وكأنها الملوم الوحيد عما حدث ويحدث معها. آخر مرة تم فيها تحسس المبادئ والعادات كانت في خطبة الجمعة الماضية حينما تحدث أحد الخطباء عن أمر المخالعة، وما يتبعه من سلوكيات خاطئة من بعض النساء في فهمهن الحرية والمطالبة بها. وهنا حدث الخلط واللغط؛ فكان الإيراد ظالمًا للمفردة من زاويتَيْن:
الأولى: تسليط الضوء على قضية الخلع، وأنه أحد أسباب هدم العلاقات الأسرية رغم أنه أحد الحلول التي منحها الشرع والقانون للمرأة التي تريد إنهاء حياتها الزوجية، وكما هو معلوم أن الخلع لا يحدث بالبساطة والسطحية التي يتصورها العقل حينما يستمع للخطيب؛ فالمرأة التي تقرر ذلك لا تناله إلا بعد ثبوت أحقيتها به. وتجاوزًا، تم التسليم بأن طرح مثل هذا الموضوع كان بسبب شيوعه الذي هو نتيجة متوقعة لتطور المجتمعات، وقد يحدث هجوم على أي فكرة لم يألفها المجتمع.
الثانية: أن الحرية تعني أن تفعل ما تشاء كيفما تشاء؛ إذ يرى البعض أن “الخالعة حرة غير مقيدة”، ويحدث كإحدى تبعات الخلع أن الشيطان قد يسول للمرأة بعد مخالعة الزوج إقامة علاقة محرمة! وقد تم إيرادها كبديهيات ومسلَّمات تحدث بعد المخالعة! وأظن أن هذه زاوية رؤية غير دقيقة لمفهوم الحرية.
فهل الدين الذي منح خيار الحرية في الاختيار في “لكم دينكم ولي دين”، وهو خيار يأتي بعد النصيحة، يمكن أن يصادر حق المرء في اختيار الطريق التي سيسلكها بحجة أن ثمة تبعات “قد” تحدث؟!
[ad_2]
Source link