القطيف نالت نصيبًا من التطور كسائر محافظات

القطيف نالت نصيبًا من التطور كسائر محافظات

[ad_1]

قال: قوات الأمن السعودي دورها حاسم في حماية أمن الوطن والمواطنين

– ولي العهد واجه التشدد والتطرف واتخذ إجراءات حازمة.
– الناس ينخدعون بالتقارير الأمريكية عن حقوق الإنسان والتجارب أثبتت أنه لا يمكن الوثوق بهم.
– بعض أهل السنة درسوا القرآن والكتابة والقراءة في الكتاتيب الأهلية الشيعية.
– رأينا ماذا فعل الربيع العربي من تمزق واحتراب وإسقاط للدول ومؤسساتها.
– الصحوة حاولت خلق أجواء طائفية لكن مبادرات الدولة عززت الروح الوطنية.
– المشهد الثقافي في القطيف منفتح ومتواصل مع المشهد الثقافي في بقية أرجاء الوطن.
– الأعداء حاولوا اللعب بالورقة المذهبية والطائفية فوجدوا سدًا منيعًا من الدولة والشعب.
– تصديت بخطبي وكلماتي للعمليات الإرهابية في القطيف ودعوت لحفظ الأمن واستقراره.
– الحزم مع الجماعات التطرف والإرهاب تجاوز بالوطن والمنطقة تأثيرات التيارات المتشددة.
– علينا تعزيز الروح الوطنية وترسيخ مشاعر الوحدة بمناهج التعليم ووسائل الإعلام.

قال عالم الدين الشيعي الشيخ حسن الصفار إننا نعيش في عالم تشتد فيه صراعات الهيمنة والنفوذ الدولي والإقليمي، فهناك مخاض لتشكل معادلات دولية جديدة. وقد رأينا ما حلّ بعدد من دول المنطقة فيما سمي بالربيع العربي، من تمزق واحتراب، وإسقاط لكيان الدولة ومؤسساتها. وكان التنوع القومي والمذهبي والمناطقي عناوين وأوراقًا استخدمت لإحداث تلك الفوضى والفتن في هذه البلدان.
لذلك من الطبيعي أن يحاول الطامعون والأعداء تحريك ورقة المذهبية واللعب بها في بلادنا التي حباها الله من الخيرات والنعم؛ ما يثير حسد الحاسدين وحقد الحاقدين، وأضاف الشيخ الصفار في حواره مع “سبق” على استتباب الأمن والاستقرار في بلانا، والحمد لله قطع دابر الفتنة والإرهاب. فإلى تفاصيل الحوار.

** منذ عهد الملك عبدالعزيز وتحديدًا منذ توحيد المملكة والتعايش بين السنة والشيعة في السعودية، أمر طبيعي ومستمر، كيف تنظرون إلى هذا المستوى من التعايش؟
كان الملك عبدالعزيز يعي دوره كمؤسس لدولة مترامية الأطراف، تتنوع ثقافات ومذاهب سكانها، كما تتنوع انتماءاتهم القبلية، وكان رجل دولة من الطراز الأول؛ لذلك حرص على استيعاب تعدد الانتماءات القبلية والمذهبية ليبني دولة المواطنة. وكانت حوله توجهات دينية متشددة أرادت فرض فهمها للدين على الناس، وإقصاء أتباع المذاهب الأخرى، لكن الملك المؤسس تصدى لتوجهاتهم المتطرفة، وقدّر لمواطنيه مبادرتهم الانضواء تحت راية دولته سلميًا دون أي مواجهة أو تردد، رافضين تهديدات الأتراك، وإغراءات الإنكليز.

كما كانت ثرواتهم وثروات مناطقهم في خدمة تأسيس الدولة وتعزيز كيانها الشامخ. وفي العلاقات الأهلية بين المواطنين الشيعة والسنة كانت تسود حالة التعايش والأخوة والتعاون، حتى كان القاضي الشيعي في القطيف في بداية الحكم السعودي الشيخ علي أبو عبدالكريم الخنيزي مرجعًا لتقاضي المواطنين سنة وشيعة. وحينما يخرج بعض سنة المنطقة إلى البادية يتركون أموالهم وممتلكاتهم وديعة وأمانة عند إخوانهم الشيعة. وبعض السنة درسوا القرآن والكتابة والقراءة في الكتاتيب الأهلية الشيعية المتوفرة آنذاك، وكانت هناك ولا تزال شراكات مالية وعلاقات اجتماعية وثيقة بين أبناء الطائفتين. لكن دعاة ما يسمى بالصحوة في العقود الأخيرة خلقوا أجواء طائفية تعبوية بين السنة والشيعة، ونشروا بشكل مكثف كتاب زعيم السرورية محمد سرور زين العابدين بعنوان “وجاء دور المجوس” باسم مستعار “عبدالله الغريب”، كما نشروا كتب الباكستاني إحسان إلهي ظهير التي تكيل للشيعة أسوأ الاتهامات، وفي المقابل كانت هناك أصوات شيعية متطرفة، ودخلنا عصر الفضائيات الطائفية البغيضة؛ مما أثّر على أذهان الجيل الجديد في المملكة، وكاد أن يضعف حالة الوئام والتعايش، لكن مبادرات الدولة في تعزيز الروح الوطنية كمشروع الحوار الوطني الذي أطلقه الملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز، ثم توجهات التطوير والتغيير التي يقودها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان ضمن رؤية 2030 الاستراتيجية، والتصدي بحزم لجماعات التطرف والإرهاب من أي جهة أو مذهب، تجاوزت بالوطن والمنطقة تأثيرات التيارات المتشددة، وجماعات الإسلام السياسي المتطرفة؛ مما يعزز التعايش والوحدة الوطنية.

** كيف يمكن تعزيز حالة التعايش بين المواطنين ومنع تأثير التيارات الطائفية من السنة والشيعة التي تريد إحداث الفتن بين أبناء الوطن الواحد؟
إن الرهان بالدرجة الأساس يجب أن يكون على البرامج في تعزيز الروح الوطنية، وترسيخ مشاعر الوحدة، من خلال مناهج التعليم، ووسائل الإعلام، وهذا ما ينص عليه النظام الأساسي للحكم في بلادنا، وما يؤكد عليه دومًا ولاة الأمر، والوقوف أمام أي ممارسة أو خطاب يثير التفرقة والفتنة بين الطائفتين، إضافة إلى تكثيف نشر ثقافة الوحدة والتسامح وتعزيز قيمة الانتماء الوطني، وتشجيع التواصل بين مكونات المجتمع المختلفة في انتماءاتهم المذهبية.

** دأبت الخارجية الأمريكية على إصدار تقارير سنوية حول الحريات الدينية في العالم، وفي بعضها اتهامات على هذا الصعيد، وكان لكم ردّ صارم على بعض هذه التقارير، فما هو باعث هذه التقارير في رأيكم؟
ربما كان بعض الناس في الماضي ينخدع بالمواقف والتقارير الأمريكية حول الحريات وحقوق الإنسان، لكن التجارب والأحداث أوضحت للجميع أنه لا يمكن الثقة بالسياسة الأمريكية، ففي داخل أمريكا ممارسات عنصرية مفضوحة تجاه السود الأمريكيين، وقد رأينا حملة شعبية قادتها “حياة السود مهمة” أدت إلى نزول ما بين 15 إلى 26 مليون متظاهر، وانطلاق تجمعات في أكثر من 2500 مدينة أمريكية اعتراضًا على مقتل المواطن الأمريكي من أصل أفريقي “جورج فلويد” أثناء تثبيته على الأرض بُغية اعتقاله من قبل شرطة المدينة؛ حيث قام ضابط شرطة بالضغط على عنق فلويد “بركبته” لمنعه من الحركة أثناء الاعتقال لما يقارب تسع دقائق، في 25 مايو 2020 في مدينة مينيابوليس. واطلع العالم على كثير من الفظائع وانتهاكات حقوق الإنسان التي مارستها القوى العسكرية الأمريكية في العراق وأفغانستان، ولا تزال أمريكا منحازة للاحتلال الصهيوني في فلسطين، وتدافع عن مجازر إسرائيل وقمعها للفلسطينيين. فكيف يحق لها أن تتحدث عن الحريات وحقوق الإنسان. إنها تصدر هذه التقارير للابتزاز والتظاهر بالدفاع عن القيم الإنسانية. ونحن أعرف بأوضاع بلادنا، وعلينا المبادرة لسدّ أي ثغرة ومعالجة أي نقص قد يسعى الآخرون لاستغلاله ضد سمعة وطننا الغالي.

** دومًا تؤكدون على رفض المواطنين في السعودية اللعب بالورقة المذهبية، هل هناك من يريدون اللعب بهذه الورقة؟
نعيش في عالم تشتد فيه صراعات الهيمنة والنفوذ الدولي والإقليمي، فهناك مخاض لتشكل معادلات دولية جديدة. وقد رأينا ما حلّ بعدد من دول المنطقة فيما سمي بالربيع العربي، من تمزق واحتراب، وإسقاط لكيان الدولة ومؤسساتها. وكان التنوع القومي والمذهبي والمناطقي عناوين وأوراقًا استخدمت لإحداث تلك الفوضى والفتن في هذه البلدان؛ لذلك من الطبيعي أن يحاول الطامعون والأعداء تحريك مثل هذه الورقة واللعب بها في بلادنا التي حباها الله من الخيرات والنعم ما يثير حسد الحاسدين وحقد الحاقدين. لكن حكمة قيادة الوطن، ووعي أبنائه، والتفاف الشعب حول قيادته ووطنه، هو الكفيل بتفويت هذه الفرص، وتعزيز قوة كياننا الوطني الشامخ. والمواطنون الشيعة أثبتوا دومًا صدق ولائهم وانتمائهم لوطنهم، وأنهم قادرون على إفشال هذه المحاولات بوعيهم وإخلاصهم. وقد يجد الأعداء بعض من ينخدعون بشعاراتهم من السنة والشيعة لكنها حالات شاذة معزولة لن تؤثر في المسار الوطني العام إن شاء الله.

** يتحدث البعض في منصات التواصل الاجتماعي عن مطالب في أوساط المواطنين الشيعة، فما حقيقة هذا الأمر؟
وجود مطالب لا تخلو منه أي بلد مهما كان مستوى التطور والتقدم فيها، فلا يوجد بلد تنعدم فيه النواقص والمشاكل، لكن المهم التشخيص السليم للمشكلة، وتلمّس أفضل الطرق لمعالجتها، ولا يدعي أحد في بلادنا أننا نعيش الكمال المطلق والوضع المثالي؛ لذلك يتواصل السعي والمحاولات لإصلاح ما يتطلب الإصلاح. وقد رأينا أخيرًا التطوير في عدد من الجوانب التي كانت محل شكوى ومطالبة، كإنصاف المرأة وتمكينها وإتاحة الفرصة لها لممارسة حقوقها المشروعة، فقد أصبحت تقود السيارة، وتتمتع بشخصيتها القانونية الكاملة، وتحتل المواقع الوظيفية المتقدمة، وتمثل مجتمعها ووطنها في مختلف الساحات والمحافل. ورأينا التطوير في إجراءات وزارة الإعلام لصالح حرية النشر وتسهيل تصاريح طباعة الكتب واستيرادها. كما فتح المجال واسعًا لإنشاء الجمعيات الأهلية في المجالات المختلفة وتشجيع العمل التطوعي. وتطورت كثيرًا أنظمة القضاء وإجراءات وزارة العدل، وهكذا نلمس التطور في أكثر من جانب ومجال. وأعتقد أن بعض ما يشكو منه المواطنون الشيعة كان سببه تغلغل التيارات الصحوية المتشددة التي كانت تمارس التعبئة والإقصاء ضد المخالفين لهيمنتها ووصايتها الفكرية، وبحمد الله تعالى فقد قطع سمو ولي العهد على نفسه عهدًا بمواجهة هذا التشدد والتطرف واتخاذ إجراءات حازمة على هذا الصعيد.

** مع تطور المملكة وجميع محافظاتها، كيف ترى تطور محافظة القطيف من الناحية الخدمية ومستوى الاهتمام بها؟
من الطبيعي أن يتطلع المواطنون في كل بقعة من الوطن، للمزيد من التطور والتقدم على مستوى التنمية وتوفر الخدمات، فقد حبا الله بلادنا ثروة هائلة وخيرًا كثيرًا، وعندنا قيادة طموحة تريد لبلادنا أن تكون في مصافّ الدول المتقدمة. وقد نالت محافظة القطيف نصيبًا من التطور كسائر المحافظات في المملكة، ولا تزال هناك مشاريع تطويرية تحت التنفيذ، لكن تعثر بعض المشاريع وتأخرها مشكلة نعاني منها على مستوى الوطن؛ لأسباب ترتبط بظروف المؤسسات والشركات الملتزمة بالتنفيذ، أو لضعف الرقابة والمتابعة، أو لوجود حالات فساد تخوض الدولة ضده الآن معركة حامية. وفي نفوس أهالي القطيف أمنية عزيزة يأملون من الدولة تحقيقها، وهي إنشاء جامعة على غرار الجامعات التي نفخر بها في مختلف محافظات ومناطق المملكة. إن الكثافة السكانية في القطيف، وأعداد خريجي المرحلة الثانوية من أبنائها وبناتها، ونسبة التفوق في أوساطهم؛ تؤهل القطيف لاحتضان جامعة يلتحق بها شباب من مختلف أنحاء الوطن؛ مما يؤكد التفاعل والاندماج الوطني. وقد عيّن قبل شهرين محافظ جديد لمحافظة القطيف هو إبراهيم بن محمد الخريف، وتفيد سيرته الذاتية ومسيرته الوظيفية بأنه ذو خبرة وتجربة، وقد سمعت منه حين زرته لأبارك له تحمله هذه المسؤولية الجديدة، ما يكشف عن إدراكه لأهمية المحافظة، وتقديره العميق لتاريخها والمستوى الحضاري لسكانها، وأنه مهتم بمتابعة كل المشاريع في المحافظة، وتنفيذ توجيهات أمير المنطقة الشرقية ونائبه في الارتقاء بمستوى التنمية والخدمات في المحافظة. ويأمل أهالي المحافظة فيه الخير والصلاح وأداء مسؤولياته على أحسن وجه إن شاء الله.

** عانت المنطقة في الفترة الماضية من توجهات وتيارات تمارس العنف والإرهاب، وكانت لكم خطابات وتصريحات ضد هذه التوجهات والتيارات، فكيف تقيمون الوضع الأمني في المحافظة؟
كان لقوات الأمن والأجهزة المعنية الدور الحاسم في حماية أمن الوطن والمواطنين، ومواجهة جماعات التطرف والإرهاب في المنطقة وعلى مستوى الوطن، وكان على جميع المواطنين وخاصة العلماء والدعاة والخطباء أن يتحملوا مسؤوليتهم في توعية الشباب، وتحذيرهم من الانخداع بالشعارات البراقة، وحالات الحماس والاندفاع الطائش، والاستجابة للدعوات المنحرفة التي لا تريد الخير لبلدنا ومجتمعنا؛ لذلك تحدثت في خطاباتي وكتاباتي، وكذلك تحدث سائر العلماء والخطباء في المحافظة، بما يمليه علينا الواجب الشرعي والوطني؛ فحفظ الأمن والاستقرار هو غاية ومقصد أساس للدين، وعليه تتوقف مصالح الوطن والمجتمع، وقد أثبتت التجارب في مختلف البلدان أن ممارسة العنف والإرهاب لا تحل مشكلة، ولا تحقق مطلباً، بل ينتج المزيد من المشاكل والأزمات، ويُدخل المجتمع والوطن في نفق مظلم، ويعطي الفرصة للأعداء الخارجيين. إننا نحمد الله تعالى على استتباب الأمن والاستقرار في بلادنا، وقطع دابر الفتنة والإرهاب، ويجب أن نستفيد من التجارب المؤلمة القاسية، بالاهتمام أكثر بأبنائنا وشبابنا، وتوفير فرص التعليم والعمل أمامهم، وإحياء الأمل والتفاؤل في نفوسهم بالغد المشرق والمستقبل الأفضل، وترسيخ قيم الدين الصحيحة، والمواطنة الصالحة في أذهانهم، واستيعابهم عبر المؤسسات الاجتماعية، والأندية والجمعيات التطوعية، وبرامج التوعية والتوجيه السليم، ومجالات تنمية الكفاءة والمواهب.

** كيف تقرؤون المشهد الثقافي والأدبي في مجتمع محافظة القطيف؟
مجتمع القطيف تاريخ عريق في الثقافة والأدب، يزخر بأجيال من العلماء والأدباء والمثقفين، وامتدادًا لهذا التاريخ العريق تشهد القطيف في حاضرها حراكاً ثقافياً أدبياً يواكب حالة النهوض والتقدم على المستوى الوطني؛ ففي القطيف عدد كبير من العلماء والخطباء والأدباء والمثقفين والفنانين، وبعضهم حقّق بروزاً على المستوى الوطني والإقليمي والعالمي، بحضوره في ميادين العطاء والإنتاج المميز، يحصد الجوائز والأوسمة في المشاركات والمسابقات المختلفة. وفي بعض السنوات تصل عناوين الكتب المطبوعة لأبناء وبنات المحافظة إلى خانة المئات ربما في حدود الثلاثمائة كتاب أو أكثر. وتمثل المنتديات أحد أبرز تجليات المشهد الثقافي والأدبي في القطيف، وفي طليعتها منتدى الثلاثاء الثقافي الذي استمر نشاطه وفعالياته طيلة عقدين متواصلين من الزمن منذ تأسيسه عام 2000م، وحتى في ظل الإجراءات الاحترازية التي فرضتها جائحة كورونا؛ حيث واصل نشاطه بالبث المباشر عبر شبكة الإنترنت. ويحظى منتدى الثلاثاء الثقافي في القطيف بمتابعة وحضور نوعي لافتين على المستوى الوطني والإقليمي. وتتنوع المدارس والتوجهات الثقافية والأدبية في المشهد القطيفي، فهناك الاتجاه الديني المحافظ، والاتجاه الديني الإصلاحي التنويري، والاتجاه الليبرالي الحداثي، وتحدث أحياناً بين جهات من هذه التيارات خلافات ثقافية، وهو أمر طبيعي وصحي حين يكون منضبطاً بأخلاق الاختلاف العلمي والفكري. إن المشهد الثقافي في محافظة القطيف منفتح ومتواصل مع المشهد الثقافي في بقية أرجاء الوطن؛ حيث يشارك أدباء ومثقفون من مختلف مناطق المملكة في بعض الأنشطة والبرامج الثقافية القطيفية، كما يشارك أدباء ومثقفون من القطيف في كثير من الفعاليات والأنشطة الوطنية وفي مختلف مناطق المملكة. إن أي إنجاز أو نشاط ثقافي في كل بقعة من بقاع الوطن هو مكسب للوطن كله. ونطمح أن يكون لوطننا دور ريادي في العطاء والإنتاج المعرفي والثقافي على المستوى العربي والإسلامي والعالمي. ونتوقع من وزارة الثقافة أن تواكب رؤية المملكة 2030 الريادية بمزيد من الاهتمام والتشجيع للأنشطة والمبادرات الثقافية والأدبية الأهلية في مختلف أرجاء الوطن.


الشيخ الصفار لـ”سبق”: القطيف نالت نصيبًا من التطور كسائر محافظات المملكة.. والأمنية إنشاء جامعة حديثة


سبق

– ولي العهد واجه التشدد والتطرف واتخذ إجراءات حازمة.
– الناس ينخدعون بالتقارير الأمريكية عن حقوق الإنسان والتجارب أثبتت أنه لا يمكن الوثوق بهم.
– بعض أهل السنة درسوا القرآن والكتابة والقراءة في الكتاتيب الأهلية الشيعية.
– رأينا ماذا فعل الربيع العربي من تمزق واحتراب وإسقاط للدول ومؤسساتها.
– الصحوة حاولت خلق أجواء طائفية لكن مبادرات الدولة عززت الروح الوطنية.
– المشهد الثقافي في القطيف منفتح ومتواصل مع المشهد الثقافي في بقية أرجاء الوطن.
– الأعداء حاولوا اللعب بالورقة المذهبية والطائفية فوجدوا سدًا منيعًا من الدولة والشعب.
– تصديت بخطبي وكلماتي للعمليات الإرهابية في القطيف ودعوت لحفظ الأمن واستقراره.
– الحزم مع الجماعات التطرف والإرهاب تجاوز بالوطن والمنطقة تأثيرات التيارات المتشددة.
– علينا تعزيز الروح الوطنية وترسيخ مشاعر الوحدة بمناهج التعليم ووسائل الإعلام.

قال عالم الدين الشيعي الشيخ حسن الصفار إننا نعيش في عالم تشتد فيه صراعات الهيمنة والنفوذ الدولي والإقليمي، فهناك مخاض لتشكل معادلات دولية جديدة. وقد رأينا ما حلّ بعدد من دول المنطقة فيما سمي بالربيع العربي، من تمزق واحتراب، وإسقاط لكيان الدولة ومؤسساتها. وكان التنوع القومي والمذهبي والمناطقي عناوين وأوراقًا استخدمت لإحداث تلك الفوضى والفتن في هذه البلدان.
لذلك من الطبيعي أن يحاول الطامعون والأعداء تحريك ورقة المذهبية واللعب بها في بلادنا التي حباها الله من الخيرات والنعم؛ ما يثير حسد الحاسدين وحقد الحاقدين، وأضاف الشيخ الصفار في حواره مع “سبق” على استتباب الأمن والاستقرار في بلانا، والحمد لله قطع دابر الفتنة والإرهاب. فإلى تفاصيل الحوار.

** منذ عهد الملك عبدالعزيز وتحديدًا منذ توحيد المملكة والتعايش بين السنة والشيعة في السعودية، أمر طبيعي ومستمر، كيف تنظرون إلى هذا المستوى من التعايش؟
كان الملك عبدالعزيز يعي دوره كمؤسس لدولة مترامية الأطراف، تتنوع ثقافات ومذاهب سكانها، كما تتنوع انتماءاتهم القبلية، وكان رجل دولة من الطراز الأول؛ لذلك حرص على استيعاب تعدد الانتماءات القبلية والمذهبية ليبني دولة المواطنة. وكانت حوله توجهات دينية متشددة أرادت فرض فهمها للدين على الناس، وإقصاء أتباع المذاهب الأخرى، لكن الملك المؤسس تصدى لتوجهاتهم المتطرفة، وقدّر لمواطنيه مبادرتهم الانضواء تحت راية دولته سلميًا دون أي مواجهة أو تردد، رافضين تهديدات الأتراك، وإغراءات الإنكليز.

كما كانت ثرواتهم وثروات مناطقهم في خدمة تأسيس الدولة وتعزيز كيانها الشامخ. وفي العلاقات الأهلية بين المواطنين الشيعة والسنة كانت تسود حالة التعايش والأخوة والتعاون، حتى كان القاضي الشيعي في القطيف في بداية الحكم السعودي الشيخ علي أبو عبدالكريم الخنيزي مرجعًا لتقاضي المواطنين سنة وشيعة. وحينما يخرج بعض سنة المنطقة إلى البادية يتركون أموالهم وممتلكاتهم وديعة وأمانة عند إخوانهم الشيعة. وبعض السنة درسوا القرآن والكتابة والقراءة في الكتاتيب الأهلية الشيعية المتوفرة آنذاك، وكانت هناك ولا تزال شراكات مالية وعلاقات اجتماعية وثيقة بين أبناء الطائفتين. لكن دعاة ما يسمى بالصحوة في العقود الأخيرة خلقوا أجواء طائفية تعبوية بين السنة والشيعة، ونشروا بشكل مكثف كتاب زعيم السرورية محمد سرور زين العابدين بعنوان “وجاء دور المجوس” باسم مستعار “عبدالله الغريب”، كما نشروا كتب الباكستاني إحسان إلهي ظهير التي تكيل للشيعة أسوأ الاتهامات، وفي المقابل كانت هناك أصوات شيعية متطرفة، ودخلنا عصر الفضائيات الطائفية البغيضة؛ مما أثّر على أذهان الجيل الجديد في المملكة، وكاد أن يضعف حالة الوئام والتعايش، لكن مبادرات الدولة في تعزيز الروح الوطنية كمشروع الحوار الوطني الذي أطلقه الملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز، ثم توجهات التطوير والتغيير التي يقودها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان ضمن رؤية 2030 الاستراتيجية، والتصدي بحزم لجماعات التطرف والإرهاب من أي جهة أو مذهب، تجاوزت بالوطن والمنطقة تأثيرات التيارات المتشددة، وجماعات الإسلام السياسي المتطرفة؛ مما يعزز التعايش والوحدة الوطنية.

** كيف يمكن تعزيز حالة التعايش بين المواطنين ومنع تأثير التيارات الطائفية من السنة والشيعة التي تريد إحداث الفتن بين أبناء الوطن الواحد؟
إن الرهان بالدرجة الأساس يجب أن يكون على البرامج في تعزيز الروح الوطنية، وترسيخ مشاعر الوحدة، من خلال مناهج التعليم، ووسائل الإعلام، وهذا ما ينص عليه النظام الأساسي للحكم في بلادنا، وما يؤكد عليه دومًا ولاة الأمر، والوقوف أمام أي ممارسة أو خطاب يثير التفرقة والفتنة بين الطائفتين، إضافة إلى تكثيف نشر ثقافة الوحدة والتسامح وتعزيز قيمة الانتماء الوطني، وتشجيع التواصل بين مكونات المجتمع المختلفة في انتماءاتهم المذهبية.

** دأبت الخارجية الأمريكية على إصدار تقارير سنوية حول الحريات الدينية في العالم، وفي بعضها اتهامات على هذا الصعيد، وكان لكم ردّ صارم على بعض هذه التقارير، فما هو باعث هذه التقارير في رأيكم؟
ربما كان بعض الناس في الماضي ينخدع بالمواقف والتقارير الأمريكية حول الحريات وحقوق الإنسان، لكن التجارب والأحداث أوضحت للجميع أنه لا يمكن الثقة بالسياسة الأمريكية، ففي داخل أمريكا ممارسات عنصرية مفضوحة تجاه السود الأمريكيين، وقد رأينا حملة شعبية قادتها “حياة السود مهمة” أدت إلى نزول ما بين 15 إلى 26 مليون متظاهر، وانطلاق تجمعات في أكثر من 2500 مدينة أمريكية اعتراضًا على مقتل المواطن الأمريكي من أصل أفريقي “جورج فلويد” أثناء تثبيته على الأرض بُغية اعتقاله من قبل شرطة المدينة؛ حيث قام ضابط شرطة بالضغط على عنق فلويد “بركبته” لمنعه من الحركة أثناء الاعتقال لما يقارب تسع دقائق، في 25 مايو 2020 في مدينة مينيابوليس. واطلع العالم على كثير من الفظائع وانتهاكات حقوق الإنسان التي مارستها القوى العسكرية الأمريكية في العراق وأفغانستان، ولا تزال أمريكا منحازة للاحتلال الصهيوني في فلسطين، وتدافع عن مجازر إسرائيل وقمعها للفلسطينيين. فكيف يحق لها أن تتحدث عن الحريات وحقوق الإنسان. إنها تصدر هذه التقارير للابتزاز والتظاهر بالدفاع عن القيم الإنسانية. ونحن أعرف بأوضاع بلادنا، وعلينا المبادرة لسدّ أي ثغرة ومعالجة أي نقص قد يسعى الآخرون لاستغلاله ضد سمعة وطننا الغالي.

** دومًا تؤكدون على رفض المواطنين في السعودية اللعب بالورقة المذهبية، هل هناك من يريدون اللعب بهذه الورقة؟
نعيش في عالم تشتد فيه صراعات الهيمنة والنفوذ الدولي والإقليمي، فهناك مخاض لتشكل معادلات دولية جديدة. وقد رأينا ما حلّ بعدد من دول المنطقة فيما سمي بالربيع العربي، من تمزق واحتراب، وإسقاط لكيان الدولة ومؤسساتها. وكان التنوع القومي والمذهبي والمناطقي عناوين وأوراقًا استخدمت لإحداث تلك الفوضى والفتن في هذه البلدان؛ لذلك من الطبيعي أن يحاول الطامعون والأعداء تحريك مثل هذه الورقة واللعب بها في بلادنا التي حباها الله من الخيرات والنعم ما يثير حسد الحاسدين وحقد الحاقدين. لكن حكمة قيادة الوطن، ووعي أبنائه، والتفاف الشعب حول قيادته ووطنه، هو الكفيل بتفويت هذه الفرص، وتعزيز قوة كياننا الوطني الشامخ. والمواطنون الشيعة أثبتوا دومًا صدق ولائهم وانتمائهم لوطنهم، وأنهم قادرون على إفشال هذه المحاولات بوعيهم وإخلاصهم. وقد يجد الأعداء بعض من ينخدعون بشعاراتهم من السنة والشيعة لكنها حالات شاذة معزولة لن تؤثر في المسار الوطني العام إن شاء الله.

** يتحدث البعض في منصات التواصل الاجتماعي عن مطالب في أوساط المواطنين الشيعة، فما حقيقة هذا الأمر؟
وجود مطالب لا تخلو منه أي بلد مهما كان مستوى التطور والتقدم فيها، فلا يوجد بلد تنعدم فيه النواقص والمشاكل، لكن المهم التشخيص السليم للمشكلة، وتلمّس أفضل الطرق لمعالجتها، ولا يدعي أحد في بلادنا أننا نعيش الكمال المطلق والوضع المثالي؛ لذلك يتواصل السعي والمحاولات لإصلاح ما يتطلب الإصلاح. وقد رأينا أخيرًا التطوير في عدد من الجوانب التي كانت محل شكوى ومطالبة، كإنصاف المرأة وتمكينها وإتاحة الفرصة لها لممارسة حقوقها المشروعة، فقد أصبحت تقود السيارة، وتتمتع بشخصيتها القانونية الكاملة، وتحتل المواقع الوظيفية المتقدمة، وتمثل مجتمعها ووطنها في مختلف الساحات والمحافل. ورأينا التطوير في إجراءات وزارة الإعلام لصالح حرية النشر وتسهيل تصاريح طباعة الكتب واستيرادها. كما فتح المجال واسعًا لإنشاء الجمعيات الأهلية في المجالات المختلفة وتشجيع العمل التطوعي. وتطورت كثيرًا أنظمة القضاء وإجراءات وزارة العدل، وهكذا نلمس التطور في أكثر من جانب ومجال. وأعتقد أن بعض ما يشكو منه المواطنون الشيعة كان سببه تغلغل التيارات الصحوية المتشددة التي كانت تمارس التعبئة والإقصاء ضد المخالفين لهيمنتها ووصايتها الفكرية، وبحمد الله تعالى فقد قطع سمو ولي العهد على نفسه عهدًا بمواجهة هذا التشدد والتطرف واتخاذ إجراءات حازمة على هذا الصعيد.

** مع تطور المملكة وجميع محافظاتها، كيف ترى تطور محافظة القطيف من الناحية الخدمية ومستوى الاهتمام بها؟
من الطبيعي أن يتطلع المواطنون في كل بقعة من الوطن، للمزيد من التطور والتقدم على مستوى التنمية وتوفر الخدمات، فقد حبا الله بلادنا ثروة هائلة وخيرًا كثيرًا، وعندنا قيادة طموحة تريد لبلادنا أن تكون في مصافّ الدول المتقدمة. وقد نالت محافظة القطيف نصيبًا من التطور كسائر المحافظات في المملكة، ولا تزال هناك مشاريع تطويرية تحت التنفيذ، لكن تعثر بعض المشاريع وتأخرها مشكلة نعاني منها على مستوى الوطن؛ لأسباب ترتبط بظروف المؤسسات والشركات الملتزمة بالتنفيذ، أو لضعف الرقابة والمتابعة، أو لوجود حالات فساد تخوض الدولة ضده الآن معركة حامية. وفي نفوس أهالي القطيف أمنية عزيزة يأملون من الدولة تحقيقها، وهي إنشاء جامعة على غرار الجامعات التي نفخر بها في مختلف محافظات ومناطق المملكة. إن الكثافة السكانية في القطيف، وأعداد خريجي المرحلة الثانوية من أبنائها وبناتها، ونسبة التفوق في أوساطهم؛ تؤهل القطيف لاحتضان جامعة يلتحق بها شباب من مختلف أنحاء الوطن؛ مما يؤكد التفاعل والاندماج الوطني. وقد عيّن قبل شهرين محافظ جديد لمحافظة القطيف هو إبراهيم بن محمد الخريف، وتفيد سيرته الذاتية ومسيرته الوظيفية بأنه ذو خبرة وتجربة، وقد سمعت منه حين زرته لأبارك له تحمله هذه المسؤولية الجديدة، ما يكشف عن إدراكه لأهمية المحافظة، وتقديره العميق لتاريخها والمستوى الحضاري لسكانها، وأنه مهتم بمتابعة كل المشاريع في المحافظة، وتنفيذ توجيهات أمير المنطقة الشرقية ونائبه في الارتقاء بمستوى التنمية والخدمات في المحافظة. ويأمل أهالي المحافظة فيه الخير والصلاح وأداء مسؤولياته على أحسن وجه إن شاء الله.

** عانت المنطقة في الفترة الماضية من توجهات وتيارات تمارس العنف والإرهاب، وكانت لكم خطابات وتصريحات ضد هذه التوجهات والتيارات، فكيف تقيمون الوضع الأمني في المحافظة؟
كان لقوات الأمن والأجهزة المعنية الدور الحاسم في حماية أمن الوطن والمواطنين، ومواجهة جماعات التطرف والإرهاب في المنطقة وعلى مستوى الوطن، وكان على جميع المواطنين وخاصة العلماء والدعاة والخطباء أن يتحملوا مسؤوليتهم في توعية الشباب، وتحذيرهم من الانخداع بالشعارات البراقة، وحالات الحماس والاندفاع الطائش، والاستجابة للدعوات المنحرفة التي لا تريد الخير لبلدنا ومجتمعنا؛ لذلك تحدثت في خطاباتي وكتاباتي، وكذلك تحدث سائر العلماء والخطباء في المحافظة، بما يمليه علينا الواجب الشرعي والوطني؛ فحفظ الأمن والاستقرار هو غاية ومقصد أساس للدين، وعليه تتوقف مصالح الوطن والمجتمع، وقد أثبتت التجارب في مختلف البلدان أن ممارسة العنف والإرهاب لا تحل مشكلة، ولا تحقق مطلباً، بل ينتج المزيد من المشاكل والأزمات، ويُدخل المجتمع والوطن في نفق مظلم، ويعطي الفرصة للأعداء الخارجيين. إننا نحمد الله تعالى على استتباب الأمن والاستقرار في بلادنا، وقطع دابر الفتنة والإرهاب، ويجب أن نستفيد من التجارب المؤلمة القاسية، بالاهتمام أكثر بأبنائنا وشبابنا، وتوفير فرص التعليم والعمل أمامهم، وإحياء الأمل والتفاؤل في نفوسهم بالغد المشرق والمستقبل الأفضل، وترسيخ قيم الدين الصحيحة، والمواطنة الصالحة في أذهانهم، واستيعابهم عبر المؤسسات الاجتماعية، والأندية والجمعيات التطوعية، وبرامج التوعية والتوجيه السليم، ومجالات تنمية الكفاءة والمواهب.

** كيف تقرؤون المشهد الثقافي والأدبي في مجتمع محافظة القطيف؟
مجتمع القطيف تاريخ عريق في الثقافة والأدب، يزخر بأجيال من العلماء والأدباء والمثقفين، وامتدادًا لهذا التاريخ العريق تشهد القطيف في حاضرها حراكاً ثقافياً أدبياً يواكب حالة النهوض والتقدم على المستوى الوطني؛ ففي القطيف عدد كبير من العلماء والخطباء والأدباء والمثقفين والفنانين، وبعضهم حقّق بروزاً على المستوى الوطني والإقليمي والعالمي، بحضوره في ميادين العطاء والإنتاج المميز، يحصد الجوائز والأوسمة في المشاركات والمسابقات المختلفة. وفي بعض السنوات تصل عناوين الكتب المطبوعة لأبناء وبنات المحافظة إلى خانة المئات ربما في حدود الثلاثمائة كتاب أو أكثر. وتمثل المنتديات أحد أبرز تجليات المشهد الثقافي والأدبي في القطيف، وفي طليعتها منتدى الثلاثاء الثقافي الذي استمر نشاطه وفعالياته طيلة عقدين متواصلين من الزمن منذ تأسيسه عام 2000م، وحتى في ظل الإجراءات الاحترازية التي فرضتها جائحة كورونا؛ حيث واصل نشاطه بالبث المباشر عبر شبكة الإنترنت. ويحظى منتدى الثلاثاء الثقافي في القطيف بمتابعة وحضور نوعي لافتين على المستوى الوطني والإقليمي. وتتنوع المدارس والتوجهات الثقافية والأدبية في المشهد القطيفي، فهناك الاتجاه الديني المحافظ، والاتجاه الديني الإصلاحي التنويري، والاتجاه الليبرالي الحداثي، وتحدث أحياناً بين جهات من هذه التيارات خلافات ثقافية، وهو أمر طبيعي وصحي حين يكون منضبطاً بأخلاق الاختلاف العلمي والفكري. إن المشهد الثقافي في محافظة القطيف منفتح ومتواصل مع المشهد الثقافي في بقية أرجاء الوطن؛ حيث يشارك أدباء ومثقفون من مختلف مناطق المملكة في بعض الأنشطة والبرامج الثقافية القطيفية، كما يشارك أدباء ومثقفون من القطيف في كثير من الفعاليات والأنشطة الوطنية وفي مختلف مناطق المملكة. إن أي إنجاز أو نشاط ثقافي في كل بقعة من بقاع الوطن هو مكسب للوطن كله. ونطمح أن يكون لوطننا دور ريادي في العطاء والإنتاج المعرفي والثقافي على المستوى العربي والإسلامي والعالمي. ونتوقع من وزارة الثقافة أن تواكب رؤية المملكة 2030 الريادية بمزيد من الاهتمام والتشجيع للأنشطة والمبادرات الثقافية والأدبية الأهلية في مختلف أرجاء الوطن.

07 نوفمبر 2021 – 2 ربيع الآخر 1443

07:34 PM


قال: قوات الأمن السعودي دورها حاسم في حماية أمن الوطن والمواطنين

– ولي العهد واجه التشدد والتطرف واتخذ إجراءات حازمة.
– الناس ينخدعون بالتقارير الأمريكية عن حقوق الإنسان والتجارب أثبتت أنه لا يمكن الوثوق بهم.
– بعض أهل السنة درسوا القرآن والكتابة والقراءة في الكتاتيب الأهلية الشيعية.
– رأينا ماذا فعل الربيع العربي من تمزق واحتراب وإسقاط للدول ومؤسساتها.
– الصحوة حاولت خلق أجواء طائفية لكن مبادرات الدولة عززت الروح الوطنية.
– المشهد الثقافي في القطيف منفتح ومتواصل مع المشهد الثقافي في بقية أرجاء الوطن.
– الأعداء حاولوا اللعب بالورقة المذهبية والطائفية فوجدوا سدًا منيعًا من الدولة والشعب.
– تصديت بخطبي وكلماتي للعمليات الإرهابية في القطيف ودعوت لحفظ الأمن واستقراره.
– الحزم مع الجماعات التطرف والإرهاب تجاوز بالوطن والمنطقة تأثيرات التيارات المتشددة.
– علينا تعزيز الروح الوطنية وترسيخ مشاعر الوحدة بمناهج التعليم ووسائل الإعلام.

قال عالم الدين الشيعي الشيخ حسن الصفار إننا نعيش في عالم تشتد فيه صراعات الهيمنة والنفوذ الدولي والإقليمي، فهناك مخاض لتشكل معادلات دولية جديدة. وقد رأينا ما حلّ بعدد من دول المنطقة فيما سمي بالربيع العربي، من تمزق واحتراب، وإسقاط لكيان الدولة ومؤسساتها. وكان التنوع القومي والمذهبي والمناطقي عناوين وأوراقًا استخدمت لإحداث تلك الفوضى والفتن في هذه البلدان.
لذلك من الطبيعي أن يحاول الطامعون والأعداء تحريك ورقة المذهبية واللعب بها في بلادنا التي حباها الله من الخيرات والنعم؛ ما يثير حسد الحاسدين وحقد الحاقدين، وأضاف الشيخ الصفار في حواره مع “سبق” على استتباب الأمن والاستقرار في بلانا، والحمد لله قطع دابر الفتنة والإرهاب. فإلى تفاصيل الحوار.

** منذ عهد الملك عبدالعزيز وتحديدًا منذ توحيد المملكة والتعايش بين السنة والشيعة في السعودية، أمر طبيعي ومستمر، كيف تنظرون إلى هذا المستوى من التعايش؟
كان الملك عبدالعزيز يعي دوره كمؤسس لدولة مترامية الأطراف، تتنوع ثقافات ومذاهب سكانها، كما تتنوع انتماءاتهم القبلية، وكان رجل دولة من الطراز الأول؛ لذلك حرص على استيعاب تعدد الانتماءات القبلية والمذهبية ليبني دولة المواطنة. وكانت حوله توجهات دينية متشددة أرادت فرض فهمها للدين على الناس، وإقصاء أتباع المذاهب الأخرى، لكن الملك المؤسس تصدى لتوجهاتهم المتطرفة، وقدّر لمواطنيه مبادرتهم الانضواء تحت راية دولته سلميًا دون أي مواجهة أو تردد، رافضين تهديدات الأتراك، وإغراءات الإنكليز.

كما كانت ثرواتهم وثروات مناطقهم في خدمة تأسيس الدولة وتعزيز كيانها الشامخ. وفي العلاقات الأهلية بين المواطنين الشيعة والسنة كانت تسود حالة التعايش والأخوة والتعاون، حتى كان القاضي الشيعي في القطيف في بداية الحكم السعودي الشيخ علي أبو عبدالكريم الخنيزي مرجعًا لتقاضي المواطنين سنة وشيعة. وحينما يخرج بعض سنة المنطقة إلى البادية يتركون أموالهم وممتلكاتهم وديعة وأمانة عند إخوانهم الشيعة. وبعض السنة درسوا القرآن والكتابة والقراءة في الكتاتيب الأهلية الشيعية المتوفرة آنذاك، وكانت هناك ولا تزال شراكات مالية وعلاقات اجتماعية وثيقة بين أبناء الطائفتين. لكن دعاة ما يسمى بالصحوة في العقود الأخيرة خلقوا أجواء طائفية تعبوية بين السنة والشيعة، ونشروا بشكل مكثف كتاب زعيم السرورية محمد سرور زين العابدين بعنوان “وجاء دور المجوس” باسم مستعار “عبدالله الغريب”، كما نشروا كتب الباكستاني إحسان إلهي ظهير التي تكيل للشيعة أسوأ الاتهامات، وفي المقابل كانت هناك أصوات شيعية متطرفة، ودخلنا عصر الفضائيات الطائفية البغيضة؛ مما أثّر على أذهان الجيل الجديد في المملكة، وكاد أن يضعف حالة الوئام والتعايش، لكن مبادرات الدولة في تعزيز الروح الوطنية كمشروع الحوار الوطني الذي أطلقه الملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز، ثم توجهات التطوير والتغيير التي يقودها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان ضمن رؤية 2030 الاستراتيجية، والتصدي بحزم لجماعات التطرف والإرهاب من أي جهة أو مذهب، تجاوزت بالوطن والمنطقة تأثيرات التيارات المتشددة، وجماعات الإسلام السياسي المتطرفة؛ مما يعزز التعايش والوحدة الوطنية.

** كيف يمكن تعزيز حالة التعايش بين المواطنين ومنع تأثير التيارات الطائفية من السنة والشيعة التي تريد إحداث الفتن بين أبناء الوطن الواحد؟
إن الرهان بالدرجة الأساس يجب أن يكون على البرامج في تعزيز الروح الوطنية، وترسيخ مشاعر الوحدة، من خلال مناهج التعليم، ووسائل الإعلام، وهذا ما ينص عليه النظام الأساسي للحكم في بلادنا، وما يؤكد عليه دومًا ولاة الأمر، والوقوف أمام أي ممارسة أو خطاب يثير التفرقة والفتنة بين الطائفتين، إضافة إلى تكثيف نشر ثقافة الوحدة والتسامح وتعزيز قيمة الانتماء الوطني، وتشجيع التواصل بين مكونات المجتمع المختلفة في انتماءاتهم المذهبية.

** دأبت الخارجية الأمريكية على إصدار تقارير سنوية حول الحريات الدينية في العالم، وفي بعضها اتهامات على هذا الصعيد، وكان لكم ردّ صارم على بعض هذه التقارير، فما هو باعث هذه التقارير في رأيكم؟
ربما كان بعض الناس في الماضي ينخدع بالمواقف والتقارير الأمريكية حول الحريات وحقوق الإنسان، لكن التجارب والأحداث أوضحت للجميع أنه لا يمكن الثقة بالسياسة الأمريكية، ففي داخل أمريكا ممارسات عنصرية مفضوحة تجاه السود الأمريكيين، وقد رأينا حملة شعبية قادتها “حياة السود مهمة” أدت إلى نزول ما بين 15 إلى 26 مليون متظاهر، وانطلاق تجمعات في أكثر من 2500 مدينة أمريكية اعتراضًا على مقتل المواطن الأمريكي من أصل أفريقي “جورج فلويد” أثناء تثبيته على الأرض بُغية اعتقاله من قبل شرطة المدينة؛ حيث قام ضابط شرطة بالضغط على عنق فلويد “بركبته” لمنعه من الحركة أثناء الاعتقال لما يقارب تسع دقائق، في 25 مايو 2020 في مدينة مينيابوليس. واطلع العالم على كثير من الفظائع وانتهاكات حقوق الإنسان التي مارستها القوى العسكرية الأمريكية في العراق وأفغانستان، ولا تزال أمريكا منحازة للاحتلال الصهيوني في فلسطين، وتدافع عن مجازر إسرائيل وقمعها للفلسطينيين. فكيف يحق لها أن تتحدث عن الحريات وحقوق الإنسان. إنها تصدر هذه التقارير للابتزاز والتظاهر بالدفاع عن القيم الإنسانية. ونحن أعرف بأوضاع بلادنا، وعلينا المبادرة لسدّ أي ثغرة ومعالجة أي نقص قد يسعى الآخرون لاستغلاله ضد سمعة وطننا الغالي.

** دومًا تؤكدون على رفض المواطنين في السعودية اللعب بالورقة المذهبية، هل هناك من يريدون اللعب بهذه الورقة؟
نعيش في عالم تشتد فيه صراعات الهيمنة والنفوذ الدولي والإقليمي، فهناك مخاض لتشكل معادلات دولية جديدة. وقد رأينا ما حلّ بعدد من دول المنطقة فيما سمي بالربيع العربي، من تمزق واحتراب، وإسقاط لكيان الدولة ومؤسساتها. وكان التنوع القومي والمذهبي والمناطقي عناوين وأوراقًا استخدمت لإحداث تلك الفوضى والفتن في هذه البلدان؛ لذلك من الطبيعي أن يحاول الطامعون والأعداء تحريك مثل هذه الورقة واللعب بها في بلادنا التي حباها الله من الخيرات والنعم ما يثير حسد الحاسدين وحقد الحاقدين. لكن حكمة قيادة الوطن، ووعي أبنائه، والتفاف الشعب حول قيادته ووطنه، هو الكفيل بتفويت هذه الفرص، وتعزيز قوة كياننا الوطني الشامخ. والمواطنون الشيعة أثبتوا دومًا صدق ولائهم وانتمائهم لوطنهم، وأنهم قادرون على إفشال هذه المحاولات بوعيهم وإخلاصهم. وقد يجد الأعداء بعض من ينخدعون بشعاراتهم من السنة والشيعة لكنها حالات شاذة معزولة لن تؤثر في المسار الوطني العام إن شاء الله.

** يتحدث البعض في منصات التواصل الاجتماعي عن مطالب في أوساط المواطنين الشيعة، فما حقيقة هذا الأمر؟
وجود مطالب لا تخلو منه أي بلد مهما كان مستوى التطور والتقدم فيها، فلا يوجد بلد تنعدم فيه النواقص والمشاكل، لكن المهم التشخيص السليم للمشكلة، وتلمّس أفضل الطرق لمعالجتها، ولا يدعي أحد في بلادنا أننا نعيش الكمال المطلق والوضع المثالي؛ لذلك يتواصل السعي والمحاولات لإصلاح ما يتطلب الإصلاح. وقد رأينا أخيرًا التطوير في عدد من الجوانب التي كانت محل شكوى ومطالبة، كإنصاف المرأة وتمكينها وإتاحة الفرصة لها لممارسة حقوقها المشروعة، فقد أصبحت تقود السيارة، وتتمتع بشخصيتها القانونية الكاملة، وتحتل المواقع الوظيفية المتقدمة، وتمثل مجتمعها ووطنها في مختلف الساحات والمحافل. ورأينا التطوير في إجراءات وزارة الإعلام لصالح حرية النشر وتسهيل تصاريح طباعة الكتب واستيرادها. كما فتح المجال واسعًا لإنشاء الجمعيات الأهلية في المجالات المختلفة وتشجيع العمل التطوعي. وتطورت كثيرًا أنظمة القضاء وإجراءات وزارة العدل، وهكذا نلمس التطور في أكثر من جانب ومجال. وأعتقد أن بعض ما يشكو منه المواطنون الشيعة كان سببه تغلغل التيارات الصحوية المتشددة التي كانت تمارس التعبئة والإقصاء ضد المخالفين لهيمنتها ووصايتها الفكرية، وبحمد الله تعالى فقد قطع سمو ولي العهد على نفسه عهدًا بمواجهة هذا التشدد والتطرف واتخاذ إجراءات حازمة على هذا الصعيد.

** مع تطور المملكة وجميع محافظاتها، كيف ترى تطور محافظة القطيف من الناحية الخدمية ومستوى الاهتمام بها؟
من الطبيعي أن يتطلع المواطنون في كل بقعة من الوطن، للمزيد من التطور والتقدم على مستوى التنمية وتوفر الخدمات، فقد حبا الله بلادنا ثروة هائلة وخيرًا كثيرًا، وعندنا قيادة طموحة تريد لبلادنا أن تكون في مصافّ الدول المتقدمة. وقد نالت محافظة القطيف نصيبًا من التطور كسائر المحافظات في المملكة، ولا تزال هناك مشاريع تطويرية تحت التنفيذ، لكن تعثر بعض المشاريع وتأخرها مشكلة نعاني منها على مستوى الوطن؛ لأسباب ترتبط بظروف المؤسسات والشركات الملتزمة بالتنفيذ، أو لضعف الرقابة والمتابعة، أو لوجود حالات فساد تخوض الدولة ضده الآن معركة حامية. وفي نفوس أهالي القطيف أمنية عزيزة يأملون من الدولة تحقيقها، وهي إنشاء جامعة على غرار الجامعات التي نفخر بها في مختلف محافظات ومناطق المملكة. إن الكثافة السكانية في القطيف، وأعداد خريجي المرحلة الثانوية من أبنائها وبناتها، ونسبة التفوق في أوساطهم؛ تؤهل القطيف لاحتضان جامعة يلتحق بها شباب من مختلف أنحاء الوطن؛ مما يؤكد التفاعل والاندماج الوطني. وقد عيّن قبل شهرين محافظ جديد لمحافظة القطيف هو إبراهيم بن محمد الخريف، وتفيد سيرته الذاتية ومسيرته الوظيفية بأنه ذو خبرة وتجربة، وقد سمعت منه حين زرته لأبارك له تحمله هذه المسؤولية الجديدة، ما يكشف عن إدراكه لأهمية المحافظة، وتقديره العميق لتاريخها والمستوى الحضاري لسكانها، وأنه مهتم بمتابعة كل المشاريع في المحافظة، وتنفيذ توجيهات أمير المنطقة الشرقية ونائبه في الارتقاء بمستوى التنمية والخدمات في المحافظة. ويأمل أهالي المحافظة فيه الخير والصلاح وأداء مسؤولياته على أحسن وجه إن شاء الله.

** عانت المنطقة في الفترة الماضية من توجهات وتيارات تمارس العنف والإرهاب، وكانت لكم خطابات وتصريحات ضد هذه التوجهات والتيارات، فكيف تقيمون الوضع الأمني في المحافظة؟
كان لقوات الأمن والأجهزة المعنية الدور الحاسم في حماية أمن الوطن والمواطنين، ومواجهة جماعات التطرف والإرهاب في المنطقة وعلى مستوى الوطن، وكان على جميع المواطنين وخاصة العلماء والدعاة والخطباء أن يتحملوا مسؤوليتهم في توعية الشباب، وتحذيرهم من الانخداع بالشعارات البراقة، وحالات الحماس والاندفاع الطائش، والاستجابة للدعوات المنحرفة التي لا تريد الخير لبلدنا ومجتمعنا؛ لذلك تحدثت في خطاباتي وكتاباتي، وكذلك تحدث سائر العلماء والخطباء في المحافظة، بما يمليه علينا الواجب الشرعي والوطني؛ فحفظ الأمن والاستقرار هو غاية ومقصد أساس للدين، وعليه تتوقف مصالح الوطن والمجتمع، وقد أثبتت التجارب في مختلف البلدان أن ممارسة العنف والإرهاب لا تحل مشكلة، ولا تحقق مطلباً، بل ينتج المزيد من المشاكل والأزمات، ويُدخل المجتمع والوطن في نفق مظلم، ويعطي الفرصة للأعداء الخارجيين. إننا نحمد الله تعالى على استتباب الأمن والاستقرار في بلادنا، وقطع دابر الفتنة والإرهاب، ويجب أن نستفيد من التجارب المؤلمة القاسية، بالاهتمام أكثر بأبنائنا وشبابنا، وتوفير فرص التعليم والعمل أمامهم، وإحياء الأمل والتفاؤل في نفوسهم بالغد المشرق والمستقبل الأفضل، وترسيخ قيم الدين الصحيحة، والمواطنة الصالحة في أذهانهم، واستيعابهم عبر المؤسسات الاجتماعية، والأندية والجمعيات التطوعية، وبرامج التوعية والتوجيه السليم، ومجالات تنمية الكفاءة والمواهب.

** كيف تقرؤون المشهد الثقافي والأدبي في مجتمع محافظة القطيف؟
مجتمع القطيف تاريخ عريق في الثقافة والأدب، يزخر بأجيال من العلماء والأدباء والمثقفين، وامتدادًا لهذا التاريخ العريق تشهد القطيف في حاضرها حراكاً ثقافياً أدبياً يواكب حالة النهوض والتقدم على المستوى الوطني؛ ففي القطيف عدد كبير من العلماء والخطباء والأدباء والمثقفين والفنانين، وبعضهم حقّق بروزاً على المستوى الوطني والإقليمي والعالمي، بحضوره في ميادين العطاء والإنتاج المميز، يحصد الجوائز والأوسمة في المشاركات والمسابقات المختلفة. وفي بعض السنوات تصل عناوين الكتب المطبوعة لأبناء وبنات المحافظة إلى خانة المئات ربما في حدود الثلاثمائة كتاب أو أكثر. وتمثل المنتديات أحد أبرز تجليات المشهد الثقافي والأدبي في القطيف، وفي طليعتها منتدى الثلاثاء الثقافي الذي استمر نشاطه وفعالياته طيلة عقدين متواصلين من الزمن منذ تأسيسه عام 2000م، وحتى في ظل الإجراءات الاحترازية التي فرضتها جائحة كورونا؛ حيث واصل نشاطه بالبث المباشر عبر شبكة الإنترنت. ويحظى منتدى الثلاثاء الثقافي في القطيف بمتابعة وحضور نوعي لافتين على المستوى الوطني والإقليمي. وتتنوع المدارس والتوجهات الثقافية والأدبية في المشهد القطيفي، فهناك الاتجاه الديني المحافظ، والاتجاه الديني الإصلاحي التنويري، والاتجاه الليبرالي الحداثي، وتحدث أحياناً بين جهات من هذه التيارات خلافات ثقافية، وهو أمر طبيعي وصحي حين يكون منضبطاً بأخلاق الاختلاف العلمي والفكري. إن المشهد الثقافي في محافظة القطيف منفتح ومتواصل مع المشهد الثقافي في بقية أرجاء الوطن؛ حيث يشارك أدباء ومثقفون من مختلف مناطق المملكة في بعض الأنشطة والبرامج الثقافية القطيفية، كما يشارك أدباء ومثقفون من القطيف في كثير من الفعاليات والأنشطة الوطنية وفي مختلف مناطق المملكة. إن أي إنجاز أو نشاط ثقافي في كل بقعة من بقاع الوطن هو مكسب للوطن كله. ونطمح أن يكون لوطننا دور ريادي في العطاء والإنتاج المعرفي والثقافي على المستوى العربي والإسلامي والعالمي. ونتوقع من وزارة الثقافة أن تواكب رؤية المملكة 2030 الريادية بمزيد من الاهتمام والتشجيع للأنشطة والمبادرات الثقافية والأدبية الأهلية في مختلف أرجاء الوطن.



[ad_2]

Source link

Leave a Reply