اكتشف علماء الفلك، للمرة الأولى، عنصراً موجوداً في أجسامنا في مجرة تبعد أكثر من 12 مليار سنة ضوئية. ويمكن العثور على عنصر الفلور في عظامنا وأسناننا على شكل الفلورايد، وفقاً لشبكة «سي إن إن».
قال مؤلف الدراسة الرئيسي ماكسيميليان فرانكو، الباحث في الفيزياء الفلكية بجامعة هيرتفوردشير في المملكة المتحدة، في بيان: «نعلم جميعاً عن الفلور لأن معجون الأسنان الذي نستخدمه يومياً يحتوي عليه في شكل فلورايد. لم نكن نعرف حتى أي نوع من النجوم أنتج غالبية الفلور في الكون».
ونشأت العناصر الموجودة عبر نظامنا الشمسي، على الأرض وحتى في أجسادنا داخل نوى النجوم، وتم إطلاقها في انفجارات نجمية. لكن اللغز حول كيفية تكوّن الفلور داخل هذه النجوم ظل قائماً.
وقد استخدم الباحثون مجموعة التلسكوبات في تشيلي لكشف الفلور في مجرة بعيدة تُشكل النجوم.
كان الفلور موجوداً في صورة فلورايد الهيدروجين في السحب الغازية لمجرة «إن جي بي 190387». وسافر الضوء من هذه المجرة أكثر من 12 مليار سنة للوصول إلينا، لذلك يرى علماء الفلك المجرة كما ظهرت عندما كان عمر الكون نحو 1.4 مليار سنة فقط.
وقال الباحثون إن النجوم التي أطلقت الفلور في أنحاء الكون عاشت على الأرجح بسرعة وماتت في سن صغيرة، ما يشير إلى أن نجوم «وولف-رايت» هي أصلها المحتمل. وهي نجوم متطورة ضخمة بشكل لا يصدق، لكنها تعيش فقط لبضعة ملايين من السنين، وهو حيّز زمني قصير بالمقارنة مع 13 مليار سنة لوجود الكون.
فقط بعض النجوم الضخمة تتطور إلى «وولف-رايت» مع اقترابها من نهاية حياتها. وتستمر هذه المرحلة بضع مئات الآلاف من السنين، لكن في عمر النجم، هذا قصير جداً. وهناك نجم واحد فقط من كل مائة مليون نجم يكون ضخما بما يكفي ليصبح «وولف-رايت».
وفي السابق، اعتقد الباحثون أن نجوم «وولف-رايت» هي المصادر المحتملة للفلور، لكن هذا الاكتشاف المباشر يؤكد ذلك.
وقال فرانكو: «لقد أظهرنا أن نجوم وولف-رايت، التي تعد من بين أضخم النجوم المعروفة ويمكن أن تنفجر بعنف مع وصولها إلى نهاية حياتها، تساعدنا بطريقة ما في الحفاظ على صحة أسنان جيدة».