[ad_1]
وقد وصل العشرات من قادة العالم إلى مكان انعقاد مؤتمر الأمم المتحدة الرئيسي للمناخ، في مدينة غلاسكو الأسكتلندية.
ومنذ الساعة السادسة والنصف صباحا، تجمعت طوابير طويلة من الأشخاص عند البوابات للحصول على وثائق اعتماداتهم، واجتياز إجراءات أمنية مشددة، والتي تضمنت تقديم إثبات تؤكد اختبارات سلبية لكـوفيد-18.
بدأ الصحفيون، من جميع أنحاء العالم، العمل جنبا إلى جنب في قاعات داخل مكان الحدث، مسلحين بمجموعة من الميكروفونات والكاميرات والأضواء ومعدات التسجيل.
تم إعداد المسرح الذي سيلقي من خلاله رؤساء الدول كلماتهم مع بدء المؤتمر، بما في ذلك المضيف المشارك، رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، الرئيس الأمريكي جو بايدن، الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين والمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل.
قبيل بدء الحدث، تحدث لأخبار الأمم المتحدة خوان بابلو سييرا، وهو ناشط شاب معني بقضايا المناخ: “نريد من رؤساء الدول أن يكونوا قادة حقيقيين، وأن يوقدوا شعلة التغيير ويكثفوا من جهودهم خلال الدورة السادسة والعشرين لمؤتمر الأطراف”.
الخطابات الرئيسية
رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، كان أول المتحدثين في المناسبة التي بدأت عند الساعة 12:30 مساء بالتوقيت المحلي لأسكتلندا، حيث عقد مقارنة بين أزمة المناخ وجهاز يوم القيامة الذي ظهر في أحد أفلام جيمس بوند، والذي تم تصويره في مدينة غلاسكو.
حيث قال: “نحن بحاجة إلى جعل مؤتمر الأطراف السادس والعشرين اللحظة التي نتحلى فيها بالواقعية بشأن قضية تغير المناخ. بإمكاننا أن نكون واقعيين”، داعيا إلى إنهاء استخدام الوقود الأحفوري وخضرنة وسائل النقل.
وأضاف أن “مؤتمر الأطراف 26 لن يكون، ولا يمكن أن يكون، نهاية قصة تغير المناخ”، مشددا على أن العمل لن ينتهي، حتى لو انتهى المؤتمر بالحصول على الالتزامات المطلوبة. واختتم حديثه قائلا:
“قد لا نشعر بأننا مثل جيمس بوند، أو نبدو مثل جيمس بوند، لكن مؤتمر الأطراف 26 ينبغي أن يكون بداية لنزع فتيل قنبلة نهاية العالم. نعم، سيكون الأمر صعبا، لكن يمكننا القيام بذلك”.
بعد بوريس جونسون، تحدث ناشطان شابان، داعين القادة إلى اتخاذ إجراءات جريئة.
“لديكم جميعا القوة الجماعية التي يمكنها أن تجعلكم أفضل، عليكم أن تتذكروا أن في كلماتكم الأسلحة التي يمكنها أن تنقذنا أو تهلكنا. لستم بحاجة إلى آلامنا أو دموعنا لإنهاء الأزمة. لسنا مجرد ضحايا لهذه الأزمة، نحن عناصر أمل صامدون. نحنا لسنا بصدد أن نغرق، نحن نقاتل”.
بعد ذلك، اعتلى الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش المنصة برسالة افتتاحية صريحة، قائلا: “لقد كانت السنوات الست المنصرمة منذ توقيع اتفاق باريس بشأن تغير المناخ السنوات الست الأشد سخونة على الإطلاق. فإدماننا على الوقود الأحفوري يدفع البشرية إلى شفير الهاوية”.
وأضاف أننا نواجه خيارا صعبا: إما أن نوقف هذا الإدمان وإما أن يفضي بنا هو إلى الهلاك، على حد تعبيره، موجها خمس رسائل رئيسية إلى زعماء العالم:
أولا، لقد آن الأوان لنقول كفى
“كفى من التجني على التنوع البيولوجي. كفى من قتل أنفسنا بالكربون. كفى من التعامل مع الطبيعة وكأنها مرحاض. كفى استغراقا في الحرق والحفر والتعدين كما يحلو لنا”.
وحذر السيد أنطونيو غوتيريش من “أننا بذلك نحفر قبورنا”، مضيفا أن “كوكبنا يتغير أمام أعيننا – من أعماق المحيطات إلى قمم الجبال؛ ومن ذوبان الأنهار الجليدية إلى توالي الظواهر الجوية القصوى بلا هوادة”.
وذكر بأن ارتفاع مستوى سطح البحر بلغ ضعف ما كان عليه قبل 30 عاما. صارت المحيطات أكثر سخونة من أي وقت مضى وسخونتها تزداد بوتيرة أسرع. وغدت أجزاء من غابات الأمازون المطيرة تطلق الآن من الكربون أكثر مما تمتص. وأضاف:
“إذا كانت الإعلانات الأخيرة بشأن الإجراءات المناخية تَخلُقُ انطباعا بأننا على الطريق الصحيح نحو تغيير الوضع. فإن ذلك محض وهم”، في إشارة إلى أحدث تقرير عن الخطط الوطنية للحد من الانبعاثات، والمعروف باسم المساهمات المحددة وطنيا، فقد أظهر آخر تقرير نُشر عن المساهمات المحددة وطنيا أنها ستظل تحكم على العالم بزيادة كارثية في درجات الحرارة قدرها 2,7 درجة.
“وحتى لو كانت التعهدات الأخيرة واضحة وذات مصداقية – وبعضها يثير الكثير من الأسئلة – فإننا ما زلنا نسير بخطى حثيثة نحو كارثة مناخية. وحتى في أفضل الأحوال، فإن ارتفاع الحرارة سيفوق درجتين بكثير”، على حد تعبيره.
ثانيا، إبقاء هدف 1.5 درجة في متناول اليد
ودعا الأمين العام للأمم المتحدة إلى مزيد من الطموح فيما يتعلق بتدابير التخفيف واتخاذ إجراءات محددة وفورية لخفض الانبعاثات العالمية بنسبة 45 في المائة بحلول عام 2030، وهو جهد ينبغي أن تقوده البلدان المتقدمة، حيث قال:
“تقع على عاتق بلدان مجموعة العشرين مسؤولية خاصة لأنها مسؤولة عن حوالي 80 في المائة من الانبعاثات”، داعيا البلدان المتقدمة إلى أن تقود هذا الجهد طبقا لمبدأ المسؤوليات المشتركة ولكن المتباينة على ضوء الظروف الوطنية.
وأضاف “أننا بحاجة إلى أقصى قدر من الطموح – من جميع البلدان وعلى جميع الجبهات – لإنجاح مؤتمر غلاسكو”.
وحث السيد غوتيريش البلدان المتقدمة والاقتصادات الناشئة على بناء تحالفات قادرة على تهيئة الظروف المالية والتكنولوجية المواتية للتعجيل بإزالة الكربون من الاقتصاد والتخلص التدريجي من الفحم.
مشيرا إلى قضية تفاوضية رئيسية خلال المؤتمر، قال الأمين العام إنه يجب على البلدان أن تعيد النظر في خططها وسياساتها المناخية الوطنية، “لا كل خمس سنوات. بل كل سنة”.
وقال: “ثمة نقص في المصداقية وفائض في الغموض بشأن مقادير خفض الانبعاثات وأهداف تحييد أثر الكربون، حيث تختلف المعاني وتتباين المقاييس”.
ولهذه الأسباب، أعلن الأمين العام إنشاء “فريق خبراء – خارج نطاق الآليات المنشأة بالفعل في إطار اتـفاق باريس – لاقتراح معايير واضحة لقياس التزامات الأطراف من غير الدول في مجال تحييد أثر الكربون وتحليل تلك الالتزامات”.
ثالثا، يجب أن نبذل المزيد من أجل حماية المجتمعات الضعيفة
قال الأمين العام إنه خلال العقد الماضي، تضرر ما يقرب من 4 بلايين شخص من الكوارث المتصلة بالمناخ، مشيرا إلى أن هذا الدمار لن يتوقف بل سيزداد.
وأكد السيد غوتيريش أن إجراءات التكيف تؤتي ثمارها، وأن نظم الإنذار المبكر تنقذ الأرواح. والزراعة والبنية التحتية المراعيتان لاعتبارات تغير المناخ تضمنان الحفاظ على فرص العمل، على حد تعبيره.
ودعا الأمين العام جميع الجهات المانحة إلى أن تخصص نصف تمويلها لأنشطة التكيف مع آثار تغير المناخ. “وينبغي أن تبدأ المصارف الإنمائية العامة ومتعددة الأطراف في أقرب وقت ممكن”.
رابعا، يجب أن يشكل مؤتمر الأطراف لحظة تضامن
وجدد الأمين العام للأمم المتحدة دعوته إلى الالتزام بتمويل الأنشطة المناخية بقيمة 100 بليون دولار سنويا لدعم البلدان النامية، مشددا على ضرورة أن يصبح واقعا ملموسا بالفعل.
وقال إن الوفاء بهذا الوعد، الذي تم التعهد به في الدورة الخامسة عشرة لمؤتمر الأطراف التي عقدت في كوبنهاغن، كان أمرا في منتهى الأهمية لاستعادة الثقة والمصداقية، ولكن بعد ذلك، تحتاج البلدان النامية إلى موارد أكبر بكثير لمحاربة كـوفيد-19، وبناء القدرة على الصمود والسعي لتحقيق التنمية المستدامة.
“ويتعين توفير التمويل العاجل للبلدان الأشد تضررا ألا وهي أقل البلدان نموا والدول الجزرية الصغيرة النامية. وثمة حاجة إلى المزيد من التمويل العام لأنشطة مكافحة تغير المناخ. وإلى المزيد من المساعدات الإنمائية الخارجية. وإلى المزيد من المنح. وإلى زيادة تيسير شروط الحصول على التمويل”.
خامسا، البناء على التقدم
أشار الأمين العام إلى تعهد عدد من البلدان بالتزامات ذات مصداقية فيما يتعلق بتحييد أثر انبعاثات الكربون بحلول منتصف القرن. وأوقف العديد من البلدان التمويل الدولي للفحم. وتتصدر أكثر من 700 مدينة الجهود المبذولة من أجل تحييد أثر الكربون، على حد تعبيره.
وقال الأمين العام إن القطاع الخاص قد بدأ يتحرك بدوره ويبني تحالفات جديدة لتحفيز التغيير.
“إن جحافل العمل المناخي – بقيادة الشباب – لن يوقفها في زحفها شيء. فهي أكثر نفرا. وهي أضخم صوتا. وأفرادها لن يرحلوا، وأنا أؤكد لكم ذلك. وأنا متضامن معهم”.
وحذر السيد غوتيريش من أننا نقترب بسرعة من تحولات كبرى من شأنها أن تتسبب في تفاقم تداعيات الاحترار العالمي. غير أن الاستثمار في أنشطة تحييد أثر الكربون وبناء اقتصاد قادر على الصمود في وجه آثار تغير المناخ سيحدثان تداعيات محمودة بفضل ما يفضيان إليه من نمو مستدام وإيجاد الوظائف وإتاحة الفرص.
ونيابة عن أبناء وبنات هذا الجيل والأجيال المقبلة، حث الأمين العام قادة العالم قائلا: “اختاروا الطموح. اختاروا التضامن. اختاروا حماية مستقبلنا وإنقاذ البشرية”.
[ad_2]
Source link