[ad_1]
وقال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، قبيل الاجتماع: “بدون اتخاذ إجراء حاسم، فإننا نراهن على فرصتنا الأخيرة – بالمعنى الحرفي للكلمة، لتغيير المسار.” ولكن لماذا قد تكون هذه الفرصة الأخيرة؟
إليكم بعض الإجابات التي وجدناها عن الأسئلة الأكثر شيوعا والتي تتبادر إلى الأذهان بشأن ما سيحدث.
لنبدأ بالأساسيات، ما هو مؤتمر الأطراف COP26؟
لتبسيط الأمر، مؤتمر الأطراف السادس والعشرون هو أكبر وأهم مؤتمر متعلق بالمناخ على هذا الكوكب.
في عام 1992، نظمت الأمم المتحدة حدثا كبيرا في ريو دي جانيرو، أطلق عليه قمة الأرض، والتي تم فيها تبني اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ.
في هذه الاتفاقية، اتفقت الدول على “تثبيت تركيزات غازات الاحتباس الحراري في الغلاف الجوي” لمنع التدخل الخطير للأنشطة البشرية على نظام المناخ. واليوم، ثمة 197 توقيعا على المعاهدة.
منذ عام 1994، عندما دخلت المعاهدة حيّز التنفيذ، كانت الأمم المتحدة تجمع كل عام تقريبا كل دولة على وجه الأرض في مؤتمرات القمة المناخية العالمية أو COPs والتي تعني مؤتمر الأطراف.
وكان ينبغي أن تنعقد في هذا العام القمة السنوية السابعة والعشرون، ولكن بسبب كـوفيد-19 تأخرنا عاما، وبالتالي فإن مؤتمر الأطراف هذا العام هو المؤتمر السادس والعشرون.
إذا، ماذا يحدث في مؤتمر الأطراف السادس والعشرين؟ أليست لدينا اجتماعات كافية حول تغير المناخ موجودة بالفعل؟
تم التفاوض على امتدادات مختلفة لمعاهدات اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ خلال مؤتمرات الأطراف هذه لوضع حدود ملزمة قانونا لانبعاثات غازات الاحتباس الحراري لكل دولة بمفردها، ولتحديد آلية التنفيذ.
وتشمل هذه بروتوكول كيوتو في عام 1997، الذي حدد حدود الانبعاثات للدول المتقدمة ليتم تحقيقها بحلول عام 2012؛ واتـفاق باريس الذي تم تبنيه في عام 2015، حيث وافقت جميع دول العالم على تكثيف الجهود لمحاولة الحد من ظاهرة الاحتباس الحراري إلى 1.5 درجة مئوية فوق درجات حرارة ما قبل العصر الصناعي، وتعزيز تمويل العمل المناخي.
إذا، هنا يصبح مؤتمر الأطراف السادس والعشرين مثيرا للاهتمام: خلال المؤتمر، من بين أمور أخرى، سوف يهدف المندوبون إلى الانتهاء من “كتاب قواعد باريس” أو القواعد اللازمة لتنفيذ الاتفاق. وسيحتاجون هذه المرة إلى الاتفاق على أطر زمنية مشتركة لتكرار مراجعة ورصد التزاماتهم المناخية.
في الأساس، حددت باريس الوجهة، حيث حدّت من الاحترار إلى ما دون الدرجتين مئويتين (1.5 هي الدرجة المثالية)، لكنّ غلاسكو هي الفرصة الأخيرة لجعلها حقيقة واقعة.
إذا، هذا يقودنا إلى سؤالنا الأول: لماذا هي الفرصة الأخيرة؟
مثل تلك الأفعى التي تضغط ببطء على فريستها حتى الموت، فقد تحوّل تغير المناخ في العقود الثلاثة الماضية من كونه قضية غير مريحة إلى حد ما، إلى حالة طوارئ عالمية تهدد الحياة.
وعلى الرغم من وجود التزامات جديدة ومحدثة من قبل البلدان قبل مؤتمر الأطراف السادس والعشرين، لا يزال العالم على المسار المؤدي إلى ارتفاع خطير في درجة الحرارة العالمية لا يقل عن 2.7 درجة مئوية هذا القرن حتى لو تم تحقيق أهداف باريس.
العلم واضح: ارتفاع درجات الحرارة بهذا الحجم بحلول نهاية القرن، يمكن أن يعني، من بين أمور أخرى، زيادة بنسبة 62 في المائة في المساحات التي تشتعل فيها حرائق الغابات في الجزء الشمالي من الكرة الأرضية خلال فصل الصيف، وفقدان مواطن ثلث الثديّات في العالم، وتزايد حالات الجفاف التي تستمر من أربعة إلى عشرة أشهر.
الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، يسمّيها صراحة بـ “كارثة المناخ” – كارثة آثارها محسوسة بالفعل إلى درجة مميتة في الأجزاء الأكثر ضعفا في العالم مثل أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، والدول الجزرية الصغيرة، التي تتصاعد فيها مستويات سطح البحر.
فملايين الأشخاص يتعرضون بالفعل للتشريد والقتل بسبب الكوارث التي تفاقمت نتيجة تغيّر المناخ.
بالنسبة للسيد غوتيريش، ولمئات العلماء في الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغيّر المناخ، فإن سيناريو الاحترار 1.5 درجة مئوية “هو المستقبل الوحيد الذي يمكن للبشرية أن تعيش فيه.”
الوقت يمر، ولكي تتوفر فرصة الحد من ارتفاع الحرارة، يحتاج العالم إلى خفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري إلى النصف في السنوات الثماني المقبلة.
هذه مهمة ضخمة ولن نتمكن من القيام بها إلا إذا تواصل القادة الذين سيحضرون مؤتمر الأطراف السادس والعشرين إلى خطط مسبقة جريئة ومحددة زمنيا للتخلص التدريجي من الفحم وتحويل اقتصاداتها إلى ما يعرف بصافي انبعاثات صفرية.
لكن ألم تلتزم دول مثل الصين والولايات المتحدة بالفعل بصافي انبعاثات صفرية؟
يوضح أحدث تقرير عن فجوة الانبعاثات الصادر عن الأمم المتحدة أن ما مجموعه 49 دولة، بالإضافة إلى الاتحاد الأوروبي، تعهدت بهدف صافي انبعاثات صفرية.
وهذا يغطي أكثر من نصف انبعاثات غازات الاحتباس الحراري العالمية، وأكثر من نصف الناتج المحلي الإجمالي العالمي وثلث سكان العالم. 11 هدفا منصوص عليها في القانون، تغطي 12 في المائة من الانبعاثات العالمية.
يبدو الأمر رائعا، أليس كذلك؟ لكن هناك مشكلة: إرجاء العمل على الالتزامات إلى ما بعد عام 2030، مما يثير الشكوك حول إمكانية تحقيق هذه التعهدات الصفرية الصافية بالفعل.
كما أن كثيرا من هذه التعهدات “غامض” وغير متوافق مع الالتزامات الوطنية المقدمة رسميا والمعروفة باسم تعهدات المساهمات المحددة وطنيا.
وهذا يفسّر مرة أخرى سبب أهمية مؤتمر الأطراف السادس والعشرين: “لقد انتهى وقت المجاملات الدبلوماسية.. إذا لم تنهض الحكومات – وخاصة حكومات دول مجموعة العشرين – وتقود هذا الجهد، فإننا نتجه نحو معاناة إنسانية رهيبة.” بحسب الأمين العام للأمم المتحدة الذي أطلق هذا التحذير أمام الجمعية العامة هذا الأسبوع.
إذا، ما الذي يأمل مؤتمر الأطراف 26 بتحقيقه (من الناحية العملية)؟
ستجري المفاوضات الرسمية على مدار أسبوعين. يتضمن الأسبوع الأول مفاوضات فنية من قبل المسؤولين الحكوميين، تليها اجتماعات وزارية رفيعة المستوى ولرؤساء الدول في الأسبوع الثاني، عندما يتم (أو لا يتم) اتخاذ القرارات النهائية.
وهناك أربع نقاط رئيسية ستتم مناقشتها خلال المؤتمر بحسب الدولة المضيفة، المملكة المتحدة:
- أولا، تأمين صافي الصفر العالمي بحلول منتصف القرن، والحفاظ على 1.5 درجة مئوية في متناول اليد
للقيام بذلك، تحتاج البلدان إلى التعجيل بالتخلص التدريجي من الفحم والحد من إزالة الغابات، وتسريع التحول إلى اقتصادات أكثر اخضرارا. ستكون آليات سوق الكربون أيضا جزءا من المفاوضات.
- ثانيا، تكيّف أكثر لحماية المجتمعات والموائل الطبيعية
نظرا لأن المناخ يتغير بالفعل، فإن البلدان المتأثرة بالفعل بتغير المناخ تحتاج إلى حماية النظم البيئية واستعادتها، بالإضافة إلى بناء الدفاعات وأنظمة الإنذار والبنية التحتية المرنة.
- ثالثا، حشد التمويل
في مؤتمر الأطراف 15، وعدت الدول الغنية بتحويل 100 مليار دولار سنويا إلى الدول الأقل ثراء بحلول عام 2020 لمساعدتها على التكيف مع تغير المناخ والتخفيف من حدة الارتفاع الإضافي في درجات الحرارة.
لم يتم الوفاء بهذا الوعد، وسيكون مؤتمر الأطراف هذا العام حاسما لتأمين التمويل، بمساعدة المؤسسات المالية الدولية، ووضع أهداف جديدة لتمويل المناخ ليتم تحقيقها بحلول عام 2025.
- رابعا، العمل معا لتحقيق الأهداف
هذا يعني إقامة تعاون بين الحكومات والشركات والمجتمع المدني، وبالطبع، وضع اللمسات الأخيرة على كتاب قواعد باريس من أجل تفعيل الاتفاق بشكل كامل.
بالإضافة إلى المفاوضات الرسمية، من المتوقع أن يؤسس مؤتمر الأطراف السادس والعشرون لمبادرات وتحالفات جديدة لدفع العمل المناخي قدما.
كيف ومتى وأين؟
سيُعقد الحدث الرئيسي في حرم الفعاليات الأسكتلندي من 31 تشرين الأول/أكتوبر إلى 12 تشرين الثاني/نوفمبر، مع إمكانية تمديد المفاوضات يوما أو يومين. وحتى الآن، هناك أكثر من 30 ألف شخص مسجّلين للحضور، يمثلون الحكومات والشركات ومنظمات المجتمع المدني والمنظمات غير الحكومية.
وغالبا ما تجتمع الأطراف الـ 197 في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ في مجموعات أو “كتل” للتفاوض معا، مثل مجموعة دول 77 والصين، والمجموعة الأفريقية، والبلدان الأقل نموا والمنتدى الشامل والدول الجزرية الصغيرة النامية، والتحالف المستقل لدول أميركا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي.
وتضم المفاوضات مراقبين ليس لهم دور رسمي فيها لكنهم يقومون بالتدخلات ويساعدون في الحفاظ على الشفافية. ومن ضمن المراقبين، وكالات الأمم المتحدة والمنظمات الحكومية الدولية والمنظمات غير الحكومية والجماعات الدينية والصحافة.
لكن، إلى جانب المفاوضات الرسمية، سيكون هناك مؤتمر ومقصورة وآلاف الأحداث الجانبية، مقسمة على أيام بحسب الموضوعات، مثل التمويل والطاقة والشباب والتمكين العام والطبيعة والتكيف والنوع الاجتماعي والعلوم والابتكار والنقل والمدن.
وسيُعقد المؤتمر عبر منطقتين: المنطقة الزرقاء (حرم الفعاليات الأسكتلندي) والمنطقة الخضراء الواقعة في مركز غلاسكو للعلوم.
والمنطقة الزرقاء هي مساحة تديرها الأمم المتحدة حيث يتم استضافة المفاوضات، وللدخول، يجب على جميع الحاضرين الحصول على إذن من أمانة اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية.
أما المنطقة الخضراء فتدار من قبل حكومة المملكة المتحدة، وهي مفتوحة للعامة. وستشمل فعاليات ومعارض وورش عمل، ومحادثات لتعزيز الحوار والتوعية والتعليم والالتزامات بشأن تغيّر المناخ.
هل سيكون هناك مشاهير بين الحضور؟
من المتوقع أن يحضر العديد من رؤساء الدول والحكومات، بمن فيهم رئيس الوزراء البريطاني برويس جونسون، والرئيس الأميركي جو بايدن. وتشمل الوجوه الشهيرة الأخرى في غلاسكو، الناشطين البيئيين السير ديفيد أتينبورو والناشطة غريتا ثونبيرغ. وأعلنت الملكة بأسف يوم الثلاثاء أنها لن تسافر للمشاركة في حفل الاستقبال الرئيسي للحدث.
وسينضم إلى الحدث، أحدث سفراء أهـداف التنمية المستدامة وهم نجوم K-pop البلاكبينك BLACKPINK. وقد أصدرت المجموعة الكورية المكونة من فتيات فقط مقطع فيديو، حيث شاركن نظرة خاطفة على رسالتهن القلبية لإلهام العمل المناخي.
ومع مثل هذا المؤتمر الكبير، هل هناك أي تدابير خاصة بكوفيد-19؟
في حين أن كوفيد-19 لا يزال يمثل تحديا كبيرا في جميع أنحاء العالم، فإن معالجة أزمة المناخ لا يمكن أن تنتظر وفقا لمضيفي مؤتمر الأطراف 26.
تُفضل المفاوضات وجها لوجه على المفاوضات الافتراضية، لضمان المشاركة الشاملة من قبل البلدان مرتفعة الدخل ومنخفضة الدخل، وضمان التدقيق والشفافية.
يتم التشجيع على التطعيم الكامل لأولئك الذين سيحضرون، وقد نفذت المملكة المتحدة برنامجا في وقت مبكر لإيصال اللقاحات إلى المشاركين الذين يعيشون في بلدان غير قادرة على الحصول على اللقاحات.
وستكون هناك أيضا بروتوكولات صارمة لاختبار كوفيد-19، بما في ذلك الفحص اليومي لكل شخص يدخل المنطقة الزرقاء، لضمان صحة ورفاهية جميع المعنيين والمجتمع المحيط.
وهناك أيضا ترتيبات خاصة بمؤتمر الأطراف لنظام سفر كوفيد الذي سيواجهه الأشخاص عند دخولهم إنجلترا وأسكتلندا، مع بعض البلدان التي تتطلب الحجر الصحي الذي ستموله حكومة المملكة المتحدة للحاضرين في ظروف صعبة.
كيف يمكنني متابعة المناقشات والفعاليات من المنزل؟
بالإمكان المتابعة على الموقع الخاص بمتابعة فعاليات مؤتمر الأطراف
بالإمكان الدخول على موقع أخبار الأمم المتحدة على يوتيوب
ومتابعة الفعاليات على حساب أخبار الأمم المتحدة على توتير
[ad_2]
Source link