قدوات هشّة وشهرة زائفة.. “مشاهير” يطاردون سراب الشهرة على حساب “ا

قدوات هشّة وشهرة زائفة.. “مشاهير” يطاردون سراب الشهرة على حساب “ا

[ad_1]

27 أكتوبر 2021 – 21 ربيع الأول 1443
06:40 PM

“العتيبي”: تحوّل رغبة الظهور لشهوة مُلحّة اضطراب نفسي

قدوات هشّة وشهرة زائفة.. “مشاهير” يطاردون سراب الشهرة على حساب “المجتمع”

مع ثورة التقنية وانتشار تطبيقاتها أصبحت الشهرة سلاحاً بيد الجميع، وأضحى الوصول للنجومية التي لا تخلو من الابتذال وخدش القيم الدينية والمجتمعية طريقاً ممهداً بالحشود والأتباع.

أطّر هذا الزحف الإلكتروني مفاهيم القدوات بشكلٍ جافاه الصواب، فهم اليوم من تُنتجهم هذه العوالم الخفية وما يكتنفها من نشر الخصوصية الأسرية والتصنّع الممجوج فلا حدود يُعترف بها، ولا قيمة للعلاقات العائلية فهي باتت مُسلّعة وبضاعة للتداول والتربح.

فأصبحنا نعرف أسرار هذا المشهور أو تلك المشهورة، وربما كشف جمهورها أدق تفاصيلها حتى تلك التي لا تعنيهم ولا تضيف لهم شيئاً، فهم من وضعوهم في قلب الصورة وشرّعوا أبواب التطفل ليدلف الجميع ويتدخلون في شؤونهم.

هذا الخطر يتعدى الآثار الفردية ليضرب المنظومة الاجتماعية، وله ارتباطه الوثيق بعلم النفس والاجتماع؛ فالخبراء يعزون بعض هذه المسالك لبذرات التنشئة الأولى، فاللاهثون وراء الزيف والبريق السرابي ربما لديهم من العقد الدفينة الكثير وعلى الأغلب لهم تجاربهم الحياتية الفاشلة أو مرّوا بمحطات خاسرة يحاولون تعويض هذا الإخفاق بالافتعال تارة للحصول على النشوة العابرة ليتذوقوا اللذة المؤقتة.

وأكد الخبير النفسي الدكتور ضيف الله العتيبي، أن تعوّد البحث عن الشهرة ليصبح نمطاً لحياة البعض ليستخدم فيه كل الطرق لتحقيق رغباته الشخصية والتي قد تكون مشروعة في بداية الأمر ثم تتحول إلى رغبة ملحة في الظهور بشكل مستمر وبكل الطرق؛ وذلك للفت الانتباه ونيل المكاسب المادية ليصل بعدها إلى مرحلة الإدمان الذي يعد عرضاً من أعراض الاعتلالات النفسية والمصاحب لبعض اضطرابات الشخصية والعقد النفسية، التي قد تكون ناتجة عن المشكلات الاجتماعية لدى الفرد، ووجدت متنفساً لتظهر على شكل هذا النمط من الهوس المتمثل في (هوس الشهرة).

وقال: “هذا قد يأخذ صوراً عدة، وما نعنيه هنا هو هوس الشهرة عبر وسائل التواصل الاجتماعي الحديثة والذي يشعر المصاب به أنه قد وجد الطريقة المناسبة والسريعة لتحقيق ذاته وأهدافه بأي محتوى ولو على حساب القيم والمعايير وصاحب هذا النمط من الهوس يقل لديه الضبط الداخلي ويتميز البعض بالاندفاعية في ما يمارس من سلوكيات”.

وقال “العتيبي” تعليقاً على ظاهرة السعي وراء الانتشار السلبي عبر السناب: “يسعى الإنسان دائماً أن يتكيف مع نفسه ومجتمعه وفق معايير معينة (سواءً دينية أو اجتماعية أو نفسية)، تمثل هذه المعايير الإطار المرجعي لتحديد السلوك المقبول وغير المقبول على مستوى الفرد، وأيضاً وفق إطار عام للمجتمع الذي يعيش فيه، والذي يحكم على السلوك من خلال هذا الإطار”.

وأضاف: “ويقوم بعض الأشخاص ممن يعانون من حب الظهور المبالغ فيه بمسايرة ومحاكاة الآخرين ممن يحملون نفس المعايير لتحقيق أهدافه ولو كلفه ذلك أن يتجاوز ما هو مقبول اجتماعياً وينطلق وفق معاييره الذاتية لتتنامى لديه بعض السمات، ومنها سمات الشخصية النرجسية التي تسعى لأن تكون محط نظر الآخرين ومركز اهتمامهم متضخمةً لديه (الأنا)”.

وتابع: “ونستثني من هذا الصنف أولئك الذين أتت إليهم الشهرة دون سعي لها أو قصد للحصول عليها، فلم تكن هي غايتهم ولا مرادهم وإنما قدموا محتوى ذا قيمة وفائدة واشتهروا من خلاله، وتعاملوا مع هذه الشهرة بأنفسٍ سليمة بعيدة عن كل ما يخدش القيم والمعايير الدينية والاجتماعية”.

وزاد: “والمجتمع بأفراده ومؤسساته وخاصةً الإعلامية قد يكون لهم دور في تفشي ظاهرة هوس الشهرة وتعزيز مكانة أصحابها الذين جعلوا من الشهرة غاية وليست وسيلة لتحقيق أهدافاً سامية، وذلك بتقديم وسائل الإعلام لأولئك المشاهير كمادة إعلامية جاذبه بهدف السبق الإعلامي ولتحقيق نسب مشاهدة أعلى، وبذلك يزيدون من حجم كرة الثلج ويساهمون في تفشي هذه الظاهرة”.

وقال: “ومن الحلول لظاهرة (هوس الشهرة)، قيام مؤسسات المجتمع بدورها الفاعل في رفع مستوى وعي الأفراد للتعامل مع وسائل التواصل الاجتماعي سواءً مستخدمين لها كمشاهير أو متابعين لأولئك المشاهير”.

واستدرك قائلاً: “كذلك تعزيز القيم لدى طلاب المدارس في المراحل المختلفة ورفع مستوى وعيهم بخطورة الرسائل الموجهة لهم من خلال وسائل التواصل الحديثة، وإيضاح مفهوم الشهرة وجوانبها السلبية والإيجابية، إذ أن البعض في مرحلة الطفولة أو المراهقة يسعى لأن يكون مشهوراً فقط بأي طريقة كانت بسبب متابعته اليومية وانبهاره بالمشاهير”.

وقال: “وكذلك تفعيل الضوابط الرقابية لعمل المشاهير من خلال وسائل الظهور الحديثة، والتي تمثل ضبطاً خارجياً لسلوكهم، مما يعيد توازن الضبط الداخلي لديهم”.

واختتم حديثه بالقول: “أيضاً تدعيم جانب البحوث والدراسات النفسية والاجتماعية وخاصةً المتعلقة بسيكولوجيا الشهرة (علم نفس الشهرة)، في مجتمعنا للوصول لنتائج واقعية وفق معطيات كمية تقيس وتشخص الوضع الحالي لهذه الظاهرة السلبية في المجتمع، والتي قد تؤدي بالفرد للاضطراب النفسي مما قد يسبب له الإصابة بـ (هوس الشهرة) وقد يكون أيضاً هذا الاضطراب نتيجةً له”.



[ad_2]

Source link

Leave a Reply