[ad_1]
في حوار خاص مع أخبار الأمم المتحدة، سلطت خبيرة الأوبئة د. حنان بلخي، مساعدة المدير العام لمنظمة الصحة العالمية لشؤون مقاومة المضادات الحيوية، الضوء على اللقاحات الجديدة قيد التطوير، ومدى إمكانية العودة إلى “حياة طبيعية”.
أخبار الأمم المتحدة: فيما يتعلق باللقاحات الجديدة قيد التطوير، ما المقصود عندما يدور الحديث عن “نسبة فعالية اللقاح”؟
د. حنان بلخي: نعتبر اللقاحات من أهم منتجات الطب الحديث من ناحية القضاء على، والحدّ من، الأمراض المعدية، وهناك بعض اللقاحات الأخرى لها استخدامات في التخلص من بعض الأمراض غير المعدية مثل السرطانات، وهذه جهود جديدة. بالنسبة لفعالية اللقاح، يُعنى بذلك مدى قدرة التطعيم على تحفيز مناعة جسم الإنسان، حتى ينتج مضادات حيوية وقادرة على محاربة التعرّض لفيروس حقيقي، إذا هي عملية تجهيز الجهاز المناعي للإنسان، لو تعرّض للفيروس، حتى يكون الجسم جاهزا بقوة لمحاربة المرض.
أخبار الأمم المتحدة: إذا، هل نحن أيضا بحاجة لعلاج مصاحب للقاح؟
د. حنان بلخي: بلا شك، فاللقاحات تعتبر جزءا من البرنامج الأكبر للتصدي للوباء. عندما نتحدث عن الأساسيات في تحجيم هذه الجائحة هي أو غيرها في المستقبل، نحتاج للمحافظة على النظافة بشكل مستمر.
بالنسبة للجائحة، يجب الالتزام بالكمامات في الأماكن التي يصعب فيها التباعد البدني، أو استخدام وسائل النقل العام، والمحافظة على التكرار في عملية تعقيم اليدين خلال النهار، خاصة أثناء الوجود خارج المنزل، ولمس الأبواب أو استخدام المصعد أو التوجه إلى المتجر للتبضع، وملامسة أشياء لمسها آخرون قبلنا. هذا التعقيم المستمر يخفف من كمية الفيروس لو وُجد على الأيدي أو على الأسطح. نحتاج للتخفيف من إمكانية التعرّض للفيروس، ومن المهم الاستمرار بتلك الاحترازات إلى جانب التطعيم. ولنتذكر أن اللقاح لن يكون متواجدا للجميع في نفس الوقت، لذا من المهم الحفاظ على الاحترازات.
أخبار الأمم المتحدة: ما المدة التي نتوقعها لاستمرار هذه التدابير معنا؟
د. حنان بلخي: اللقاح حتى الآن لم يُنشر في مجلات علمية، والمعلومات التي في متناول اليد هي معلومات صدرت عن الشركات المنتجة للقاحات، ولم يتم حتى الآن التحقق من النتائج، لأن ذلك سيخبرنا من هم الذين سيتلقون اللقاح بناء على نسبة فعاليته لفئة عمرية معيّنة مثلا. ولكن حتى الآن، النتائج الأولية تبشّر بالخير، وهي أخبار إيجابية بالنسبة للجميع، لكننا نحتاج لمعلومات علمية وإصدارها في مواقع علمية موثوقة، وبناء على ذلك، تبني كل دولة سياسات لتحديد الأولويات ومن سيتلقى اللقاح. إننا هنا ننظر إلى فترة تتراوح ما بين سنة وسنة ونصف لمعرفة هذه المعلومات وليكون الإنتاج كافيا لهذا اللقاح، ولتحدد الدول أولويات عملية اللقاح.
إذا أتمنى أن تستمر هذه الاحترازات، وخاصة تعقيم اليدين، حتى بعد الانتهاء من الوباء لأنها من أساسيات النظافة العامة. لكن بالطبع نحاول أن نصل لمرحلة نستطيع فيها العودة للحياة الطبيعية ونتوجه لأماكن العمل وتُفتح المدارس بدون خوف أو ذعر، أتمنى أن تعود الحياة العامة لطبيعتها، إلا أن ذلك قد يستغرق وقتا، لكن لا نستطيع تعريض المؤسسات الصحية لضغط المرضى، لأن هذا أحد أخطر جوانب الجائحة.
أخبار الأمم المتحدة: ما الفوارق الأساسية بين اللقاحات قيد التطوير وأهم عنصر يجب أن يتوفر لديها جميعا؟
د. حنان بلخي: هناك أنواع من اللقاحات، بعضها يُستخدم لتحفيز المناعة وتعريض الجهاز المناعي لأي جزئية من الفيروس، وأي طريقة من ناحية تركيبة اللقاح. بعضها يأخذ التركيبة الجينية للجزء الذي يساعد على إصدار المضادات الحيوية، وبعض التطعيمات، منها الجدري والكوفيد، يأخذ الفيروس كجزئية كاملة ويُضعف المصل قدرة الفيروس ويعمل على تحفيز الجهاز المناعي.
بالنسبة للاختلافات الأخرى، ننظر إلى كم وخزة نحتاجها حتى نصل إلى مرحلة جيّدة ونقول إن هذا التطعيم فعّال، هل نحتاج إلى جرعة واحدة أو إلى اثنتين، بعض التطعيمات تحتاج إلى جرعتين قد يفصل بينها أربعة أسابيع، ثمّة تطعيمات لفيروسات أخرى يكون بينها شهور أو سنوات، نطلق عليها تسمية “جرعة تنشيطية”. حتى الآن، بالنسبة لهذه التطعيمات، لم تستمر الدراسات لمرحلة كافية نعرف من خلالها مدى استمرارية التطعيم بعد تلقي اللقاح وإصدار المضادات الحيوية، هل تكون لمدة ستة أشهر أم سنة أم عامين أم طوال العمر.
الاختلاف الآخر هو فيما يتعلق بتصنيع التطعيم نفسه. هل يُصنّع جاهزا في إبرة بحيث كل ما يتطلبه الأمر هو فتح العلبة وأخذ اللقاح، وهو ما يسهّل كثيرا عملية توزيع اللقاح، أم هل يصل اللقاح بعشر جرعات على شكل مسحوق (بودرة)، بهذه الطريقة يجب تدريب العاملين الصحيين على كيفية وضع السائل بالكمية المناسبة وخضّها بالطريقة المناسبة والانتهاء منها بطريقة سليمة، أي صنع عشر جرعات لعشرة أشخاص في جلسة واحدة، وإلا فسيضطر العاملون الصحيون لتخزين الكمية الزائدة ومن ثمّ إعادة استخدامها.
طريقة التخزين ودرجة حرارة التخزين تختلف أيضا، وثمّة أسئلة بشأن التخزين بدرجة حرارة عادية، أم هل يجب التخزين قبل إعطاء اللقاح للمريض بدرجة حرارة 2 إلى 3 مئوية. بعض اللقاحات تحتاج إلى تخزين بدرجة حرارة -20 درجة مئوية. مثلا لقاح “فايزر” يتطلب تخزينا بدرجة -70 درجة مئوية، وهذا ما يُعتبر جديدا بالنسبة للقاحات السابقة، هذه تُعدّ خاصية جديدة علينا، وقد تسبب بعض التحديات أمام تدريب العاملين الصحيين ولعملية التوزيع، وخاصة أننا نركز على مساعدة وتهيئة طريقة توزيع التطعيمات في الدول متوسطة ومنخفضة الدخل والتي ليس لديها تهيئة كافية من ناحية البنية التحتية لتوزيع وإعطاء اللقاحات بالطريقة المرغوبة.
أخبار الأمم المتحدة: نحن مقبلون على فترة أعياد ومناسبات اجتماعية ودينية ينتظرها الكثيرون من عام لآخر، ما نصائحكم للأفراد والمجتمعات في هذه الفترة؟
د. حنان بلخي: أتمنى أن يقلل الأفراد قدر الإمكان الاختلاط بالأشخاص من خارج المنزل، ونحاول أن نتطلع ونتوقع العودة في عام 2021 للاحتفالات ونكون جميعا بصحة وعافية وخير. يجب أن نعرف أننا عندما نختلط ونكابر في موضوع الجائحة، فإننا نعرّض أعزّ الأشخاص علينا لمخاطر الفيروس، وهذا الأمر سيحزننا كثيرا، أن نرى أحدا من أقربائنا، سواء كان أمّا أو جدة أو عما أو قريبا لديه تحديات في مناعته بسبب تلقيه علاجا ضد السرطان على سبيل المثال فتكون مناعته منخفضة، أو لتناوله أدوية تخفّض المناعة وتعرّض هؤلاء الأشخاص لمرض شديد، مما يؤدي لتوسيع وزيادة الانتشار ونحن نحاول الحدّ من الانتشار قدر الإمكان.
أتمنى لو نستطيع تغليب العقل على العاطفة في هذه الأيام، وهي أيام صعبة على الجميع، لكن عدم الاختلاط وكسر حواجز الاحترازات، هي أهم نصيحة أرغب بتقديمها للمستمعين.
للاستماع للحوار:
[ad_2]
Source link