[ad_1]
«إيفرغراند» ترجئ انهيارها في اللحظة الأخيرة
السبت – 17 شهر ربيع الأول 1443 هـ – 23 أكتوبر 2021 مـ رقم العدد [
15670]
سدّدت «إيفرغراند» الصينية الجمعة بشكل مفاجئ فوائد قرض قبل ساعات من انتهاء فترة السماح (رويترز)
بكين: «الشرق الأوسط»
سددت شركة العقارات الصينية العملاقة والمديونة بشكل هائل «إيفرغراند»، الجمعة، قرضاً قبل ساعات من انتهاء فترة سماح التسديد، حسب وسيلة إعلام صينية رسمية. وتقدر ديون المجموعة الصينية العملاقة بنحو 260 مليار يورو ما يشكل تهديداً لبقية الاقتصاد.
وبدت المجموعة المعروفة في الصين بناديها لكرة القدم «غوانغتشو إف سي» (غوانغتشو إيفرغراند سابقاً) الذي دربه في فترة ما بطل العالم الإيطالي فابيو كانافارو، كأنها غير قابلة للهزيمة قبل عدة سنوات. غير أن الشركة التي قامت بتنويع واسع في أعمالها في السنوات الأخيرة تكافح منذ أسابيع لتسديد فوائد مترتبة عليها وتسليم شقق.
وفي نهاية سبتمبر (أيلول) لم تتمكن المجموعة من تسديد دفعات قروض يبلغ مجموعها 131 مليون دولار (113 مليون يورو). وهذا الشهر، لم تتمكن من الوفاء بقرض ثالث بقيمة 148 مليون دولار (127 مليون يورو). ومع ذلك، تستفيد المجموعة من فترة سماح مدتها 30 يوماً لكل قرض.
وكان الموعد الأخير لتسديد الدفعة الأولى هو 23 أكتوبر (تشرين الأول) أي السبت. لكن على المجموعة أن تسدد أيضاً 28 مليون يورو إضافية لدائنيها قبل نهاية أكتوبر الحالي.
وفاجأت الشركة المحللين بتسديدها 83.5 مليون دولار فوائد، حسب صحيفة «سيكيوريتيز تايمز»، التي حصلت على المعلومة من «مصادر». وأكد شخص مطلع على الصفقة لوكالة الصحافة الفرنسية، أن هذا التسديد قد حصل بالفعل.
وأخبار السداد تحمل بعض الارتياح للمستثمرين والجهات التنظيمية، القلقين بشأن التداعيات الأوسع نطاقاً لعجز فوضوي عن السداد، والعدوى التي قد تصيب أسواق المال العالمية في مناطق أخرى، رغم أن الشركة لا تزال بحاجة إلى تدبير مدفوعات بشأن مستحقات ديون أخرى.
وقال محام متخصص في إعادة الهيكلة، يقيم في هونغ كونغ ويمثل بعض حملة السندات، «يبدو أنهم يتجنبون العجز عن السداد في المدى القريب، ومما يبعث على الارتياح أنهم تمكنوا من تدبير سيولة». وأضاف: «لكن (إيفرغراند) لا تزال بحاجة لإعادة هيكلة ديونها. ربما يكون السداد وسيلة لهم للحصول على بعض الدعم من الجهات المعنية قبل العمل الشاق المطلوب بشأن إعادة الهيكلة».
وأثارت مخاوف انهيار شركة «إيفرغراند» هلع الأسواق العالمية في سبتمبر. وتراجع سهم المجموعة، الخميس، بنسبة 10.5 في المائة لدى عودة التداول به في بورصة هونغ كونغ بعد أسبوعين من الانقطاع. وارتفع سهم «إيفرغراند» بنسبة تفوق الـ4 بالمائة، الجمعة، عقب إعلان صحيفة «سيكيوريتيز تايمز» تسديد الشركة قرضها.
بالإضافة إلى العقارات، تستثمر المجموعة في قطاعات السياحة والتكنولوجيا الرقمية والتأمين والصحة، كذلك في السيارة الكهربائية. لكن في مواجهة تضخم الديون في العقارات، فرض المنظمون على القطاع «ثلاثة خطوط حمر»، تهدف إلى تقليص اللجوء إلى اقتراض المتعهدين. ومنذ ذلك الحين، كافحت الشركات الأكثر ضعفاً من أجل مواصلة نشاطاتها، بينما تباطأت مبيعات العقارات وأسعارها بشكل حاد في الأشهر الأخيرة.
واعترفت «إيفرغراند»، الشهر الماضي، بأنها قد لا تكون قادرة على الوفاء بجميع التزاماتها، لكنها نفت أن تكون على وشك الإفلاس. وما زاد من مخاطر إفلاس «إيفرغراند» هو فشلها في بيع 50.1 في المائة من رأس مال إحدى شركاتها إلى مجموعة «هوبسون» الصينية للتطوير العقاري، في صفقة كان من شأنها أن تؤمن لها 2.2 مليار يورو.
وخرج المصرف المركزي الصيني، الجمعة، عن صمته، مؤكداً أن الدين الهائل للمجموعة الصينية العملاقة يفترض ألا يشكل خطراً على النظام المالي للبلاد… إلا أن البعض لا يزال غير مطمئن إزاء الوضع. وتظاهر عشرات من المالكين الذين خسروا أموالهم والموردين الذين لم يتسلموا مستحقاتهم أمام مقر «إيفرغراند» في شينزين (جنوب الصين).
وقد يدفع الخوف من احتجاجات شعبية السلطات إلى التدخل لإنقاذ أو إعادة هيكلة المجموعة المثقلة بالديون، حتى لو لم تعط بكين إشارة واضحة حتى الآن. وقال المحلل تشين لونغ من مكتب بلينوم في بكين، إن «إيفرغراند» قد تكون قادرة على دفع هذه الفوائد كل أسبوعين تقريباً، هذه المبالغ قد لا تكون «هائلة». ويعتقد تشين أن «إيفرغراند» تتسابق مع الوقت بانتظار «أعجوبة» أو مبادرة من بكين. وانخفضت أسعار الشقق الجديدة لأول مرة منذ ست سنوات في ظل معاناة عالمية لقطاع العقارات، في ظل عدم ثقة المشترين في مواجهة خطر إفلاس العديد من المطورين. وقالت الحكومة الصينية، الأربعاء، إن الأسعار في سبعين مدينة صينية كبيرة ومتوسطة الحجم تتجه نحو الانخفاض لفترة عام اعتباراً من سبتمبر. وانخفضت الأسعار بمعدل 1 في المائة تقريباً، حسب أرقام وكالة الأنباء المالية «بلومبرغ».
الصين
أقتصاد الصين
[ad_2]
Source link